ـ الانتهاء من خطة وضع الامتحانات .. إبريل الجاري
ـ عقوبة المرتد فى الآخرة وليست فى الدنيا


حوار: نعمات مدحت
أكد الدكتور جمال فاروق عميد كلية الدعوة الإسلامية أن زيارات الإمام الأكبر الخارجية حدث تاريخي أثر فى الأوساط العالمية، منوها بأن الكلية تناقش فى موسمها الثقافي العديد من القضايا التى يثيرها الفكر المتشدد، جاء ذلك خلال حواره لـ"صوت الأزهر".. فإلى نص الحوار..

بداية دكتور.. كيف ترى جولات شيخ الأزهر الخارجية؟ وما أهميتها فى الوقت الراهن؟
الجولات التى يقوم بها فضيلة الإمام الأكبر مشرفة خاصة الزيارة الأخيرة إلى ألمانيا؛ حيث لاقت ترحيبا كبيرا، وتعتبر حدثا تاريخيا أثر فى الأوساط العالمية، وأهمية تلك الزيارات أنها جاءت لتصحيح صورة الإسلام فى الغرب وتوضيح أن المسلمين برآء من تلك العمليات الإرهابية والأفكار المتطرفة وأن منهج الأزهر هو منهج السلام الوسطي المعتدل، وفضيلة الإمام غيور على دينه ويحمل هم الدعوة والجميع يشهد له بذلك وسبب توفيقه فى جولاته يرجع إلى علاقته الطيبة بربه وحسن نيته فى تحسين صورة الإسلام والمسلمين.

حد الردة
أشار الإمام الأكبر خلال حديثه بالبرلمان الألماني إلى أن حد الردة غير موجود بالقرآن والسنة فى حين أنه موجود بكتب التراث، هل يعني ذلك أن الأزهر بدأ يتخلى عن كتب التراث من باب مواكبة العصر؟
لم يتخل الأزهر عن كتب التراث ولا يمكن أن ينسلخ من جلده فالأزهر هو كتب التراث، فحد الردة له ملابسات وشروط والمرتد عقوبته فى الآخرة وليست فى الدنيا، أما المرتد الذي يقتل فهو المحارب الخارج على نظام الدولة ولم يقتل على دينه فقد قال تعالى: (لَا إِكْرَاهَ فِى الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَىِّ) والمرتد يقتل فى حالة إفساده فى الأرض أو خروجه على السلطان والحديث الذي جاء به الردة التارك لدينه المفارق للجماعة، هو سبب قتل المرتد، فقال تعالى: (وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَٰئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِى الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ) ولم يذكر عقوبة فى الدنيا وإنما العقوبة فى الآخرة والأحاديث التي بها عقوبة المرتد وإجماع الفقهاء صحيحة ولكن تتحدث عن مرتدين محاربين فقد قاتل سيدنا أبو بكر المرتدين الذين ارتدوا عن الدين والذين منعوا الزكاة وعملوا دولة داخل الدولة.
كيف تقيم الهجوم على الأزهر فى الوقت الحالي؟
الهجوم على الأزهر من وجهة نظري ظاهرة صحية فكلما يكثر هجومهم على الأزهر فهذا يعني أنه شوكة فى حلوقهم، ويؤدي دوره على أكمل وجه فى تصحيح المفاهيم المغلوطة وتحسين صورة الإسلام فى الغرب من خلال القوافل وجولات الإمام، ولو كان ضعيفا كما يقولون فلماذا يكثر الهجوم عليه؟ على العكس الأزهر فى أفضل حالات القوة، رغم أنه كان مغيبا فى فترة ما، ولكن الآن هناك صحوة وتواجد فى كل مؤسسات الدولة من خلال ندواته ومؤتمراته التي يحضرها جميع العلماء فلذلك كثر الهجوم عليه.

علماء عظام
ما زال البعض يتهم مناهج الأزهر بأنها تحث على التطرف والفكر المتشدد خاصة بعد القبض على الطلاب المتهمين فى قتل النائب العام.. بماذا ترد عليهم؟
مناهج الأزهر خرجت علماء عظماء مثل الإمام محمد عبده رائد الحركة التنويرية، والشيخ الباقوري، والمراغي، والخضر حسين، والشيخ عبدالحليم محمود وغيرهم، فهؤلاء لم يتطرفوا رغم أنهم درسوا نفس المناهج، فالتطرف ليس راجعا للمناهج.

حدثنا عن الجهود التي تقوم بها الكلية فى مواجهة الأفكار المتطرفة؟
يعمل العميد مع أعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة على قدم وساق من أجل عقد لقاءات أسبوعية ومناقشة موضوعات تؤكد على الانتماء الوطني وتحسن صورة الإسلام وتصحيح المفاهيم المغلوطة، من خلال الموسم الثقافي الذي بدأ منذ أسبوعين؛ فقد تم عقد ندوة للدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية وكانت بعنوان "فتاوى المتطرفين وأثرها فى تدمير المجتمعات" وقد أكد فيها على خطورة الفتاوى بدون علم وتأثير الفتاوى على المجتمع وأن الفتوى تتغير بتغير الزمان والمكان، كما عقدت الكلية ندوة للدكتور على جمعة مفتي مصر السابق وعضو هيئة كبار العلماء وكانت بعنوان "تطبيق الشريعة بين الحقيقة والادعاء من خلال التجربة المصرية" وتحدث فيها عن أن تطبيق الشريعة لابد أن يكون عن وعي وهذا ما عليه أهل السنة، وليس عن هوى كما يقول به الخوارج، وأن مصر تطبق الشريعة عن وعي، والقول بغير ذلك ادعاء باطل، وأنه لا يمكن تطبيق شرع الله بالقوة كما تعتقد الجماعات المتطرفة.. كما ستعقد الكلية فى الأسبوع الثالث من الموسم الثقافى ندوة للدكتور ناجح إبراهيم تحمل عنوان "الخطاب الدعوي بين التيارات التكفيرية والعلمانية".

وماذا عن الأنشطة الطلابية؟
تقدم الكلية برنامجا تحت عنوان "كيف تكون عالما أزهريا؟" حيث يتم عقد برنامج كل أسبوع مثلا هذا الأسبوع كيف تكون مفسرا وبعده كيف تكون مفتيا وقبله كيف تكون أديبا وأصوليا وهكذا بالإضافة إلى المسابقات الثقافية والدينية والفنية والاجتماعية التي تقام بالكلية وتجميل ونظافة الكلية والمعسكرات بالتعاون مع الرابطة العالمية لخريجي الأزهر.

مهارة الإفتاء
هل هناك تعاون بين دار الإفتاء والكلية لتدريب الطلاب على الفتوى؟
جاري دراسة إقامة دورة تدريبية من قبل دار الإفتاء المصرية لتدريب الطلاب على مهارة الإفتاء ومازال جاريا التنسيق بين الجامعة والإفتاء وسوف تبدأ قريبا بعد الانتهاء من الإجراءات، وأيضا سيتم عقد دورات تدريبية بالتعاون مع وزارة الأوقاف لتدريب الطلاب على فن الخطابة.
ماذا عن الطلاب الوافدين بالكلية؟
يوجد بالكلية أكثر من 200 طالب وافد، وتوفر الجامعة لهم كل المتطلبات من الكتب الدراسية بالمجان، بالإضافة إلى المساعدات المالية، وأيضا محاضرات إضافية لتعليم اللغة العربية، فقد أوصى بهم الإمام الأكبر، ولكن كثيرا منهم غير ملتزم بالحضور ووضع شيخ الأزهر شروطا ضابطة لمن لا يلتزم ومن يخالفها سيتم ترحيله إلى بلده والجامعة تعاملهم بتدليل.
وما آخر الاستعدادات لامتحانات الفصل الدراسي الثاني؟
إلى الآن لم نجتمع، لأن أعضاء هيئة التدريس لم ينتهوا من شرح المناهج، وربما فى نهاية شهر إبريل تجتمع هيئة التدريس لوضع خطة الامتحانات التي ستكون فى نهاية مايو.