| 04 مايو 2024 م

ميركل .. وسؤال محيرني!

  • | الثلاثاء, 12 أبريل, 2016
ميركل .. وسؤال محيرني!

بينما يصبح عليّ الفيس بوك بباقات ورد من أحبتي، يهنئونني بيوم مولدي .. رأيتني أتساءل و أنا على عتبات الآخرة: هل أُذّكر نفسي بقول الحسن البصري: "الإنسان هو بضعة أيام كلما انقضى يوم انقضى بضع منه"، أم أكرر على سمعي قول ابن القيم: "أغبى الناس من ضل في آخر سفره وقد قارب المنزل"، أم أهمس في أذني بنصيحة الإمام علي ـ كرم الله وجهه ـ: "اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا"، أم أضع أمام ناظري هذا المشهد: "بينما كانت جيوش المسلمين تهز عرش كسرى، يصعد الفاروق عمر بن الخطاب المنبر بعد أن دعا المسلمين للاجتماع، ثم يقول:أيها الناس، لقد رأيتني وأنا أرعى غنم خالات لي من بني مخزوم نظير قبضة من تمر أومن زبيب، ثم ينزل من على المنبر بين دهش المجتمعين وتساؤلهم، ويتقدم منه رجل لم يطق على مارأى صبرا، وهو عبد الرحمن بن عوف، ويقول له: ما أردت إلى هذا يا أمير المؤمنين؟ فيجيبه عمر: ويحك يا ابن عوف، خلوت بنفسي فقالت لي: أنت أمير المؤمنين، وليس بينك وبين الله أحد؟ فأردت أن أعرفها قدرها."

أم أتوقف أمام مشهد لأبي بكر الصديق، وهو في طريقه إلى السوق، حاملا الأثواب على كتفيه؛ ليبيع ويشتري، استوقفه عمر بن الخطاب، وأبو عبيدة، وسألاه: أين تريد يا خليفة رسول الله؟ رد بتلقائية: السوق، فقالا له: ماهذا الذي تصنعه وقد وليت أمر المسلمين؟ أجاب: فمن أين يأكل عيالي؟ فقال له عمر وأبو عبيدة: سنفرض لك راتبًا، وبالفعل تم الإقرار على أن يكون راتب الخليفة أبو بكر الصديق 250 دينارا، وجد أبو بكر أن الراتب لا يكفي بيته وعياله فقرر أن يخرج لسوق البقيع والشراء والبيع كعهده سابقا، وفي أحد الأيام وجد عمر بن الخطاب - رضي الله عنه- مجموعة من النساء مجتمعات أمام بيت أبي بكر الصديق؛ ليقضي بينهن في أمر، فانطلق عمر يبحث عن أبي بكر حتى وجده في سوق البقيع، فأخذ عمر بيد أبي بكر قائلًا له: تعالى هاهنا .. نظر إليه أبو بكر وقال له: لا حاجة لي في إمارتكم .. رزقتموني ما لا يكفيني ولا يكفي عيالي .. قال له عمر: إنا نزيدك، رد أبو بكر 300 دينار، قال عمر .. أما هذا فلا، واحتكم أبوبكر وعمر إلى علي بن أبي طالب، فرأى علي أن لأبي بكر زيادة الراتب، وصعد أبو بكر منبر المسجد النبوي ونادى في الناس: أيها الناس إن رزقي كان خمسين ومائتي دينارا، وإن عمر وعليا أكملا لي ثلاثمائة دينار، أفرضيتم؟ ورد الحاضرون: اللهم نعم قد رضينا .
أبو بكر يخاطب الحاضرين: "أيها الناس" ولم يقل "أيها المسلمون" .. أي أنه يقصد جميع الرعية دون تمييز عرقي أو ديني .. وهذا النظام يطلق عليه في السياسة في عصرنا " الدولة المدنية".
مازال التساؤل يطاردني في يوم مولدي: هل أتباكى مع الشاعر كامل الشناوي: "عُدت يا يوم مولدي .. عدت يا أيها الشقي ..الصبا ضاع من يدي .. و غزا الشيب مفرقي .. ليت يا يوم مولدي ... كنتَ يومًا بلا غد"، أم أبتهل إلى الله بدعاء نبيه يوسف عليه السلام: " توفني مسلما وألحقني بالصالحين"؟
وقبل أن أجيب سمعت هاتفًا يقول: ماذا ستقول لربك عندما يُسمعك ماقالته المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل: "سنخبر أطفالنا بأن لاجئي سوريا لجأوا لبلادنا وكانت مكة أقرب إليهم" ؟!
عطر الكلام:
 

قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "لا تزولُ قَدَمَا عبدٍ يومَ القيامةِ حتَّى يُسألَ عن أربعٍ عَن عُمُرِه فيما أفناهُ وعن جسدِهِ فيما أبلاهُ وعن عِلمِهِ ماذا عَمِلَ فيهِ وعن مالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وفيما أنفقَه".
سالم الحافي 

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg