| 12 مايو 2024 م

هذا حصادها عن شهر فبراير.. عين "مرصد الأزهر" لا تنام عن أحوال المسلمين فى العالم

  • | الثلاثاء, 29 مارس, 2016
هذا حصادها عن شهر فبراير.. عين "مرصد الأزهر" لا تنام عن أحوال المسلمين فى العالم

ـ دعم مالي للمراكز والمعاهد الإسلامية في خمس جامعات ألمانية

ـ خدمات مصرفية جديدة للمسلمين بالبنوك الروسية

رفض إسباني لترجمة مادة التربية الدينية الإسلامية إلى اللغة القطلونية

ـ معرض للصور الفوتوغرافية عن الحج فى كوبا

 

كتب محمد فتحى:

تابع مرصد الأزهر كافة الأحداث التى وقعت على الساحة الإسلامية فى العالم وأبرز المرصد عدة أخبار إيجابية تبين مدى اندماج المسلمين فى مجتمعاتهم وسعيهم لتحقيق السلام والتقدم فى تلك المجتمعات، وقد تابع المرصد العديد من القضايا والفعاليات والأنشطة التي شاركوا فيها خلال شهر فبراير، منها على سبيل المثال الإعلان عن تقديم خدمات مصرفية جديدة للمسلمين فى البنوك الروسية، وتوشك اللجنة البرلمانية الروسية لسوق المال على إدخال تعديلات تشريعية جديدة لتمكين البنوك من إطلاق خدمات مصرفية إسلامية.

ولفت المرصد إلى أن أحوال المسلمين ومعاناتهم تختلف من بلد لآخر، فبينما تتوافر للأقليات المسلمة حقوق تكفلها لهم قوانين ودساتير البلاد، قد تتعنت بعض الدول فى الإيفاء بهذه القوانين، مما يسبب للمسلمين قدرًا من المعاناة، فعلى سبيل المثال أفادت دراسة للمجموعة البحثية لعلم الاجتماع والدين التابعة لجامعة برشلونة المستقلة أن المستشفيات والسجون الإسبانية لا توفر الحقوق الدينية الكاملة للمقيمين بها، حيث لا تتوافر لهم الأدلة الإرشادية والأماكن المخصصة للعبادة، كالتي تتوافر لأتباع المذهب الكاثوليكي، ومن ناحية أخرى وفيما يتعلق بأسماء المسلمين، فقد وافقت الجمعية العامة لمدينة سبتة الإسبانية بالإجماع على رفع طلب إلى الحكومة بالسماح للمسلمين باستعادة ألقابهم، معتبرة ذلك فرصة للحكومة لترد الدَّين لهؤلاء المسلمين الذين بترت هوياتهم فى الثمانينيات بسبب مشكلة إدارية تسببت فى ظلم جماعي.

" مرصد الأزهر" يلقي الضوء على المشكلات التى يعاني منها المسلمون هذا الشهر، وكان أبرزها:

 

المساجد والأئمة:

يعد بناء المساجد من أهم مطالب الأقليات المسلمة بالغرب، كما أن وجود أئمة مؤهلين لتعليم المسلمين الجدد يعد من الأمور التى لا غنى عنها، وفيما يتعلق بالمساجد والأئمة، عقدت المفوضية الإسلامية بإسبانيا اتفاقا مع مؤسسة (أونثي)، يهدف إلى تسهيل دخول المساجد للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة وتوفير منتجات لدعمهم، كما طالبت اللجنة الإسلامية فى إسبانيا الإدارة العامة للتنسيق القانوني والعلاقات الدينية التابعة لوزارة العدل بتيسير إصدار تأشيرات دخول أربعين إمامًا سيسافرون للصلاة فى المساجد فى شهر رمضان، ضمن مبادرة تنفذ منذ خمس سنوات للمساجد التى تحتاج إلى أئمة خلال الشهر المبارك، وطبقا للاتفاق بین رئیس بلدیة فلورنسا الإیطالیة ورئیس الجمعیة الإسلامیة بالمدینة، كُلِّف أئمة المساجد بإلقاء خطب الجمعة بالإیطالیة وترجمة معاني الآیات القرآنیة، حيث يرى رئیس الجمعیة الإسلامیة بفلورنسا أن إلقاء خطب الجمعة باللغة العربیة لا يفيد حوالى 40% من المسلمين هناك.

 

التعليم وتدريس التربية الإسلامية

يعتبر تدريس التربية الإسلامية للطلاب بالمدارس والجامعات من الأمور الحيوية للأقليات المسلمة، وفي هذا الإطار أعلنت الحكومة الألمانية على لسان وزيرة التعليم مواصلة دعمها المالي للمراكز والمعاهد الإسلامية الموجودة بخمس جامعات ألمانية، جدير بالذكر أن تأسيس تلك المراكز والمعاهد جاء بناءً على توصية من المجلس العلمي عام 2010م لتأهيل النشء المسلم وتدريب معلمين ومعلمات لتدريس مادة التربية الإسلامية فى المدارس الألمانية، وقد أعد المرصد مقالا بهذا الصدد تحت عنوان: "الحكومة الألمانية مستمرة فى دعمها لمعاهد الدراسات الإسلامية".

وفى إسبانيا، وبالرغم من تكرار مطالبة المسلمين بتعليم مادة التربية الدينية بالمدارس، إلا أن هناك90 % من الطلبة المسلمين - كما ذكر المرصد الشهر الماضي- لا يتلقون مادة التربية الإسلامية، كذلك لم يُستجب بعد إلى طلب بترجمة المادة الدينية الإسلامية إلى اللغة القطلونية ليسهل تدريسها بالإقليم، يذكر أن المسلمين يمثلون 4% من العدد الإجمالي للسكان فى إسبانيا وأن عدد المسلمين قد تزايد خلال السنوات الست الأخيرة بنسبة 20.6%، حيث أصبح العدد 1,887,906 نسمة، وذلك وفقا لدراسة صدرت هذا الشهر عن اتحاد الجمعيات الإسلامية والمرصد الأندلسي.

 

فعاليات وأنشطة للمسلمين

يحاول المسلمون فى الغرب تعريف الناس بالإسلام وسماحته وبعده التام عن التطرف والإرهاب، ومن ذلك، تنظيم عدد من المؤتمرات فى بلدة البيازين الإسبانية للتعريف بالإسلام الصحيح تجنبا للأحكام المسبقة ولتحسين التعايش المجتمعى بحضور عدد من ممثلى جمعيات أهلية من المسلمين والمسيحيين، كما ستعقد ندوة فى مدينة "أرجنتوي" بفرنسا بعنوان "الإسلام فى الجمهورية اليوم وغدًا"، وسيشارك فى هذه الندوة، "رشيد بنزين" الباحث فى المرصد الدينى والمدرس بالكلية البروتستانتية فى باريس، ويقول النائب "فيليب دوسيه" الذى يلقى الندوة، إن فرنسا بحاجة إلى التعليم والحوار حول دور الإسلام فى الجمهورية.

من جهة أخرى سوف يصدر فى ألمانيا قريبا كتاب لمناظرةٍ بين الكاتب حامد عبد الصمد - الصحفى الناقد للإسلام- ورئيس مركز الدراسات الإسلامية العقدية بجامعة مونستر، الدكتور مهند خورشيد، ويدور النقاش فى الكتاب حول العنف وصناعة السلام فى الإسلام وكذلك حول دور نبى الإسلام محمد "صلى الله عليه وسلم" وتحدى داعش، ويحاول الإجابة عن أسئلةٍ من قبيل هل يمكن الاعتقاد فى النظريات الجديدة لعلماء الأديان حول الله والإنسان؟ وما الدور المستقبلى الذى يمكن أن يلعبه المسلمون فى المجتمع الألماني؟

كما يشارك المسلمون فى العديد من الفعاليات التى تؤكد على اندماجهم فى المجتمعات التى يعيشون فيها وإسهامهم فى تطويرها؛ ففى إسبانيا قامت الجماعة الإسلامية فى شهر فبراير بتطوير برنامج المساعدات الاجتماعية للمسلمين وغير المسلمين بالتعاون مع بنك الطعام لإمدادهم بالموارد الغذائية للمحتاجين، كما استضاف مركز "سان خوسيه" الثقافى بمنطقة "شقوبية" الإسبانية مؤتمرا تحت عنوان "نماذج وأخلاق"، تحدث فيه الحضور عن المعايشة المجتمعية والتواصل مع الآخرين والمواطنة، وفى إطار إظهار تعاون المسلمين مع الديانات الأخرى اتفق أكثر من 80 عائلة مسلمة فى إحدى المدن الهندية على إهداء الهندوس أرضًا لبناء معبد "رام" هناك، ليس هذا فحسب بل قاموا بتجميع مبلغ 50,000 روبية كمشاركة فى بناء المعبد وسهلوا بناء المعبد بكافة السبل الممكنة.

ومن أمريكا اللاتينية نظم المسلمون فى كوبا ممن أدوا فريضة الحج عام 2014م معرضًا لصور فوتوغرافية عن الحج، وذلك للمرة الأولى بالبلاد، وتعكس الصور إقامتهم فى مكة المكرمة والمدينة المنورة والأماكن المقدسة.

وعلى المستوى الرياضي، لم يعق الإسلام "ابتهاج محمد" عن وصولها لأن تصبح أول امرأة مسلمة تمثل الولايات المتحدة الأمريكية فى رياضة المبارزة بالسيف فى فعاليات دورة الألعاب الأولمبية المقررة فى البرازيل، صيف العام المقبل، وقد أسهم المرصد فى إبراز مشاركات الإسلام المستمرة تحت عنوان "نماذج لتعايش الإسلام مع الديانات الأخرى".

 

•فعاليات ومشاركات ضد التطرف

شهد شهر فبراير العديد من الندوات والمؤتمرات الداعية لنبذ العنف والتطرف والتأكيد على عدم ربط الإرهاب بالإسلام؛ منها: عَقْد عدد من العلماء المسلمين فى الهند ندوة عن حياة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وسبل إدانته للإرهاب، معلنين أن الإسلام دين يدعو إلى السلام والمؤاخاة والتسامح والاحترام المتبادل وحب الوطن، كما عقدت الجمعية الإسلامية بمليلية بإسبانيا مؤتمرا بعنوان "التطرف العنيف" لمناقشة كيفية استقطاب الشباب وكذلك مدى خطورة اتخاذ موقع جوجل كمرجع للشباب فى معلوماتهم عن الإسلام، كذلك سوف تعقد فى فرنسا دورات حول الإسلام والتطرف فى أماكن متفرقة، حيث تقدمت وزارة التربية والتعليم بطلب لإعطاء دورات فى 6 جامعات أو مدارس حول الإسلام والتطرف مع بداية العام الدراسى الجديد فى سبتمبر المقبل.

وفى أمريكا، افتتحت منظمة الإسلام بالإسبانية Islam in spanish أول مركز إسلامى باللغة الإسبانية لمسلمى الولايات المتحدة بمدينة هوستن لمقاومة الفكر المتطرف، ويشمل هذا المرکز الإسلامی مسجدًا ومتحفًا وقاعة متعددة الأغراض ومعرضًا وستودیو للفن، ویهدف إلی تلبیة الاحتياجات الدینیة والتعلیمیة للمسلمین الناطقين بالإسبانية الذین یزداد عددهم یومًا بعد یوم فی أمريكا، ويهدف القائمون على المركز إلى تحويله لـ "أندلس" مصغر يحاكى ثقافة وحضارة الأندلس الإسلامية القديمة وما كان يعكسه من تسامح وتعايش.

وعن تأهيل أئمة المساجد، قررت الحكومة فى بلجيكا تخصيص 3.6 مليون دولار لتوظيف 80 إمام مسجد بعد تدريبهم، كجزء من خطة الحكومة لمنع التطرف فى البلاد ولدمج المسلمين فى المجتمع البلجيكي، كنوع من دعم جهود مكافحة التطرف، كما أعلنت الحكومة الهولندية عن نيتها استئناف العمل ببرنامج تأهيل أئمة المساجد (الموقوف لأسباب اقتصادية ولضعف الإقبال) قبل بدئهم بالعمل فى مساجد البلاد، وأفادت وزيرة التربية والثقافة والعلوم الهولندية بأن المجتمع الهولندى يرغب فى تنظيم مثل هذا البرنامج، حيث يرى أنه من المهم أن يكون أئمة المساجد قد نشأوا فى هولندا، ويجيدون اللغة الهولندية، فهذا من شأنه دعم جهود مكافحة التطرف، كذلك أعلن مدیر الشؤون التنفیذیة للمسلمین فی القوقاز بجمهوریة أذربیجان عن تنظیم دورات تعلیمیة لأئمة المساجد مدتها خمس سنوات كاستجابة لاقتراح رئیس دائرة المسلمین فی القوقاز بهدف التصدی لنشاط أئمة الجماعات والخطباء فی خارج البلاد، وأشار إلی أن من بین المساجد الموجودة فی جمهوریة أذربیجان يوجد 1500 مسجد يفتقر إلی أئمة.

وفى ضوء مقارنة الأديان، قام أحد الأساتذة بجامعة واشنطن ويدعى "توم أندرسون" - مهندس معلومات بنيويورك- بدراسة علمية حول العنف فى كل من الكتاب المقدس (العهد الجديد والعهد القديم) والقرآن الكريم، لاسيما بعد تصاعد الأعمال الإرهابية واتهام القرآن الكريم باسم الإسلام بأنه يشجع على الأعمال الوحشية أكثر من أي كتاب مقدس آخر، قام أندرسون بتصميم برنامج تحليلي، OdinText، يقوم بفحص الوثائق بتمعن وكشف المفردات المستخدمة فى النص، ومن خلال الكلمات المفتاحية ومرادفاتها وفحص المشاعر الإنسانية كالفرح والغضب والحزن والخوف والقلق والثقة تم تحليل 886000 كلمة تحليلا تفصيليًّا، وخلصت الدراسة بعد تحليل النصوص بموضوعية مطلقة إلى أن نصوص الإنجيل أكثر عنفًا من القرآن الكريم، الذى يعطى مكانة أكبر للفرح والثقة من الخوف والقلق، ومرادفات كلمة "قتل" أو "دمار"، وردت بنسبة 2.8% فى العهد الجديد، و5.3% فى العهد القديم، مقابل 2.1% فى القرآن الكريم، وفيما يتعلق بمعاملة "الأعداء"، يتسم القرآن الكريم بالتسامح بخلاف العهد القديم.

 

•فعاليات ومشاركات للتقارب بين الأديان

أُجريت هذا الشهر مناقشات حول مشروع فى العاصمة برلين لجمع الديانات السماوية الثلاثة تحت اسم "بيت الواحد" يضم دور العبادة للديانات السماوية الثلاث: مسجدا ومعبدا وكنيسة تحت سقف واحد، فى إشارة لتجسيد التعايش على أرض الواقع، كان ذلك خلال الأسبوع العالمى للوئام بين الأديان الذى تتبناه الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ 2011م فى الأسبوع الأول من فبراير، وفى نفس الإطار تبنت كنيسة فى السويد جمع تبرعات من أجل تشييد مسجد بجوار مبنى الكنيسة، ويقترح إطلاق اسم "بيت الله" على كلا المبنيين بتكلفة قدرها 4.5 مليون دولار تعتزم الكنيسة جمعها لإتمام هذا المشروع بغية ترسيخ السلام العالمى بين الديانات.

كذلك قرر مجلس الأساقفة الکاثولیکیین فی أمریکا تنظیم حوار وطنى بين الإسلام والمسيحية الكاثوليكية، بهدف عرض نموذج صحیح للحوار الحقیقی بين الإسلام والمسیحیة الكاثوليكية علی المستوی الوطنی، مبنى على الاحترام المتبادل والتعاون بین الطرفين، كما اختتم الأسبوع العالمی للتنسیق بین الأدیان فى الفلبين الذى أقيم تحت شعار "الحب والرحمة والشفقة؛ ینبوع السلام والأمل" بدعم من الکنیسة الکاثولیکیة فی الفلبين، ومشاركة عدد کبیر من المسؤولین والسفراء والممثلین لمختلف الدیانات فی العالم، وفى سياق متصل وقع كل من رئيس اتحاد الجمعيات الإسلامية فى إسبانيا، ورئيس اتحاد الجاليات اليهودية، والسكرتير التنفيذى لاتحاد المنظمات الإنجيلية الدينية هناك - كممثلين عن الطوائف الدينية، الكاثوليك والمسلمين واليهود والبروتستانت- على بيان للتنديد بالجريمة وضمان الحرية الدينية واحترام الحقوق ورفض المساس بالمشاعر الدينية، وذلك لنشر التعايش السلمى والاحترام المتبادل بين جميع الطوائف.

 

الإسلاموفوبيا والعنصرية ضد المسلمين

تُعد قضية الإسلاموفوبيا أحد المحاور الهامة التى يسلط المرصد الضوء عليها، متابعًا أبرز مستجداتها، وقد قام المرصد خلال هذا الشهر بمتابعة مظاهر الإسلاموفوبيا والعنصرية ضد المسلمين حول العالم، حيث تتعدد أشكال تلك الحوادث بين الاعتداءات على المؤسسات والمنشآت الإسلامية، وخاصة المساجد، بين الاعتداءات على الأفراد، بالتعنيف اللفظى والضرب والتهجير والتهديدات وقد تصل للقتل، فضلا عن المظاهرات التى تقوم بها بعض الجماعات المعادية للمسلمين؛ وسنعرض لكل منها بشيء من التفصيل.

•الاعتداء على المنشآت الإسلامية

لم تسلم بيوت الله من عنصرية المتطرفين، ففى الهند وبالتحديد فى ولاية "تلنجانا" قام عدد من المتطرفين الهندوس بإلقاء الحجارة على مسجد "رحماني" فى محاولة منهم لتحطيمه، كما قام عدد منهم بإشعال النيران فى أحد مساجد مدينة "كيرانه" بولاية "أتربراديش"، وفى ولاية "مدهيا برديش" قام عدد آخر من المنتمين للأحزاب اليمينية المتطرفة بمنع المسلمين من إقامة صلاة الجمعة بحجة الاحتفال بمهرجان "بسند" الهندوسي، كما نشر ضابط شرطة بولاية آسام الهندية منشورًا عنصريًّا طالب فيه بمنع الأذان، وقتل عدد كبير من الأقلية الإسلامية بالهند من بينهم "رفيق الإسلام" أحد أعضاء الكونجرس بولاية آسام.

وفى أستراليا تعرّض مركز "بريستون ملبورن" الإسلامى للتخريب بالكامل، وكتبت على جدرانه عبارات عنصرية ومسيئة للإسلام وللمسلمين، يقول شهود عيان أن جميع أبواب المركز ونوافذه قد دمرت بالكامل، وتقدر الخسائر التى لحقت بالمبنى بنحو 200.000 دولار، كما فتحت الشرطة الأسترالية تحقيقًا بشأن حادثة تخريب مصلى المسلمين بجامعة "سيدني"، وهى الحادثة الخامسة على التوالى خلال ثلاثة أشهر حيث كانت البداية فى ديسمبر من العام الماضي (2015م)، هذا وقد عثر فى موقع الحادث على خطابٍ معادٍ للإسلام يتهم المسلمين بالإفساد فى الأرض، وبسبى النساء واغتصابهم، وبيع الأطفال وتجنيد الشباب.

وفى فرنسا تعرّض مسجد "بيتشي" الواقع فى "لارانس" لهجوم أحد المتعصبين والذى قام بكتابة عبارات عنصرية على جدرانه، أما فى مدينة "ليبزج"الألمانية فقد قام مجهولون بإلقاء خنزير ميت فى أحد المساجد قيد الإنشاء، وحسبما أفاد جهاز الشرطة فقد كان مكتوبا على جثة ذلك الخنزير بلون أحمر "الأم ميركل".

 

•الاعتداءات على الأفراد

تتنوع الاعتداءات على المسلمين بين اعتداءات لفظية أو بدنية أو الإساءة للمسلمين فى وسائل الإعلام، وتصل أحيانًا إلى التهديد بالقتل.

وتعد الإساءات اللفظية أكثر مظاهر الإسلاموفوبيا انتشارًا، ومما رصد هذا الشهر وصف نائب رئيس الحزب الحاكم بالهند "بهارتيا جانتا" المسلمين بأنهم أحفاد الشيطان، وعلى النقيض أعلن رئيس الحزب نفسه أن المسلمين والهندوس أمة واحدة وأن الهند يتساوى فيها الجميع، ويحق لكل صاحب عقيدة وإيمان أن يمارس شعائره.

أما فى ألمانيا واستمرارًا للمضايقات التى يواجهها المسلمون هناك، فقد تعرضت إحدى السيدات المنتقبات التى كانت تستقل هى وزوجها إحدى حافلات مدينة "فرانكفورت" لانتقادات سيدة ألمانية، ولم تتوقف السيدة عن توجيه الانتقادات للسيدة المسلمة إلا بعد أن دعا أحد ركاب الحافلة المرأة الألمانية بأن تدع السيدة وزوجها وشأنهما، وأضاف أن ألمانيا بلد حريات الجميع فيها يتساوى فى الحقوق... وستظل كذلك.

أما عن وسائل الإعلام، فقد انتشرت على أغلفة العديد من المجلات الأوروبية صور مسيئة للإسلام والمسلمين التى تصورهم بأنهم متحرشون ومغتصبون للنساء منها غلاف "فوكوس" الذى تظهر فيه امرأة بيضاء ممسوكة بأيدى سوداء، وعنونت مجلة "زود دويتشه تسايتونج" موضوعها عن التحرش الجنسى باسم "أسود/ أبيض"، ولكن سرعان ما قدم رئيس التحرير اعتذارًا عنه، ووضعت مجلة "دبليو سيسي" البولندية على غلافها صورة لامرأة شقراء تصرخ وهى ملفوفة فى العلم الأوروبى وممسوكة من قبل أذرع سوداء، وكان عنوان الطبعة "الاغتصاب الإسلامى لأوروبا".

أماالاعتداءات البدنية فإن حوادث الاعتداء بالضرب على مسلمى الهند -على سبيل المثال- تحتل مركزًا متقدمًا فى قائمة الحوادث العنصرية، وفى هذا الصدد تعرض الطالب المسلم "خواجة نواز الدين" للضرب المبرح على يد مدير مدرسته الهندوسية دون وجود سبب واضح لهذا الاعتداء، لم يكتف هذا المدير بذلك بل قام بتهديده هو وأسرته حتى لا يفكروا فى التقدم بشكوى ضده للسلطات المعنية، كما قامت عصابة مكونة من 200 فرد ينتمون لأحزاب يمينية متشددة بالإمساك بشرطى مسلم يُدعى "شيخ يونس" وأجبروه على رفع العلم الزعفرانى – علم الهندوس البرتقالى – ثم قاموا بسحله والاعتداء عليه بالضرب المبرح فى محاولة منهم لحلق لحيته عنوة، كما خرج عدد كبير من مسلمى منطقة "ساليم" الهندية فى مظاهرات احتجاجية وذلك بعد العثور على جثة شاب مسلم يبلغ من العمر 24 عامًا ملقاة بجوار خط السكة الحديد، وادعاء أقارب القتيل بأنه قد قُتل بسبب علاقته الغرامية بفتاة من طائفة "الجات" إحدى الطوائف القبلية والمذهبية الهندية، يُذكر أن الوضع بين المسلمين وبين المنتمين لهذه الطائفة مشتعل منذ فترة، حيث يتعرض المسلمون كأقلية فى الهند للتنكيل والاضطهاد والقتل على يد طائفة "الجات" التى توصف بالعنصرية. وقد تزايدت حوادث العنف الطائفى فى الهند بسبب ذبح الأبقار خلال السنة والنصف المنصرمة، حيث سجلت 330 حادثة من هذا النوع، ويستغل بعض الساسة الهندوس قضية الأبقار لممارسة إرهاب معنوى مستمر ضد المسلمين، وفى ولاية "مهراشتراه" تعرض مسن مسلم للضرب المبرح على يد عدد من الهندوس بسبب امتناعه عن ترديد الهتافات والشعارات والأدعية الهندوسية، أما فى ولاية "كيرالا" الهندية، فقد قامت مجموعة هندوسية متطرفة بالاعتداء بالضرب المبرح الذى أفضى للموت على شاب مسلم يدعى "محمد شوبير" وقاموا بتصوير الحادثة ونشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهو الأمر الذى أثار غضب المسلمين وطالبوا السلطات بضبط الجناة وبحماية المسلمين الذين يقتلون وتسلب أموالهم وممتلكاتهم على يد المنظمات الهندوسية المتطرفة، ووفقا لتقرير تابع لمنظمة حقوق الإنسان فإن الهند قد فشلت فى حماية حقوق الأقليات وخاصة المسلمين.

كما قد تصل هذه الاعتداءات أحيانا إلى حد التهديد بالقتل، فقد تعرض زوجان مسلمان فى الولايات المتحدة الأمريكية للتهديد بالسلاح أثناء بحثهما عن منزل جديد، حيث بادرهم أحد الأشخاص بسؤالهم عن ديانتهم وهل هم مسلمون أم لا؟ ومن ثم اندفع إلى منزله وجلب سلاحه وهددهم قائلاً: "أنت وزوجتك وأولادك، يجب أن تموتوا جميعا!" وكذلك توعد أحد أعضاء الحزب الحاكم بالهند المسلمين بالذبح والقتل إذا لم يتوقفوا عن ذبح الأبقار "معبود الهندوس".

ونعود للهند مرة أخرى حيث "جهاد الحب" أحد أهم قضايا العنف الطائفى على الساحة الهندية التى يكتوى بنيرانها مسلمو الهند على وجه الخصوص... "جهاد الحب" مصطلح أطلقه المتشددون الهندوس لتوصيف حالات الزواج التى تتم بين النساء الهندوسيات والشباب المسلم والتى يعتبرونها أجندة إسلامية ممنهجة للتغرير بالفتيات الهندوسيات باسم الحب ومن ثم إدخالهن فى الإسلام بهدف إحداث تغيير ديموغرافى فى التركيبة الدينية لسكان الهند، وفى هذا الإطار مُنِعت الطالبة المسلمة "نيرجا" التى تبلغ من العمر 23 عامًا من دخول الكلية التى تدرس بها بسبب اعتناقها الإسلام وزواجها من أحد الشباب المسلم.... "لا يمكنك مواصلة الدراسة فى كلية هندوسية، فهذه ليست للمسلمين"، هكذا خاطبتها إدارة الكلية.

وفى جنوب إفريقيا تعرّض "ماندلا مانديلا" حفيد الرئيس الجنوب إفريقى الراحل "نيلسون مانديلا" لانتقادات حادة وصلت إلى حد المطالبة بعزله من منصبه كزعيم لقبيلة "مفيزو" فى إقليم "إيسترن كيب" بعد أن أعلن اعتناقه الإسلام وتزوجه بفتاة مسلمة، هذا وقد صرح رئيس المجلس المحلى لممثلى القبائل أن ما أثار الغضب الشديد لدى المجلس أن "ماندلا" اعتنق الإسلام وتزوج بمسلمة دون تصريح، وأنه كان يود لو أن حفيد أول زعيم للبلاد بعد الاستقلال ومناضلها الأول تزوج من فتاة تدين بنفس دينه، كما ذكر المجلس أن "ماندلا" انتهك القوانين والعادات والتقاليد السائدة بالبلاد بزيجته هذه دون الرجوع للحكماء من قبيلته ومجتمعه.

 

•مواجهة الإسلاموفوبيا والعنصرية ضد المسلمين

فى آسيا شددت مديرة منظمة حقوق الإنسان لمنطقة جنوب آسيا على ضرورة قيام الحكومة الهندية باتخاذ إجراءات حاسمة ضد كل من يعمل على تعزيز ونشر الطائفية والتشدد فى البلاد، فيما يتهم مسلمو الهند الحكومة بالازدواجية، بحيث إذا وقع حادث ما، فإن فاعله يوصف بالإرهاب إن كان مسلمًا، وإلا فهو حادث عابر لا يعبر عن اضطهاد أو عنصرية! كما يتهم بعضهم الحكومة باستغلال محاربتها للإرهاب من أجل قمع واعتقال الشباب المسلم دون تهم حقيقية، فى الوقت الذى يُفرَج فيه عن عشرات الجناة ممن يتهمون بقتل المسلمين وإحراقهم وضربهم يوميًّا فى جميع الولايات الهندية.

وفى أمريكا ندد الرئيس الأمريكى "باراك أوباما" بما وصفها "بالتصريحات غير المقبولة ضد الإسلام"، فى إشارة واضحة إلى تصريحات المرشح الرئاسى دونالد ترامب، وقال "أوباما" فى أول زيارة له إلى مسجد المركز الإسلامى فى "بالتيمور" بولاية "ميريلاند" أن "التصريحات المعادية للمسلمين لا مكان لها فى بلادنا"، وأشاد بالمسلمين الأمريكيين واصفًا إياهم بأنهم "من بين الأمريكيين الأكثر احتراما"، وذكر البيت الأبيض أن الزيارة تهدف إلى الدفاع عن حرية المعتقد الدينى والتنديد بالتعصب، ومما جاء فى خطاب أوباما: "أول ما أريد أن أقوله هو أن المسلمين لا يسمعون كلمة شكراً لكم بما فيه الكفاية"، وتوجه إلى المسلمين الأمريكيين بالقول: "شكرا لكم على خدمة مجتمعكم، شكرا لكم على رفع مستوى حياة من حولكم، وعلى المساعدة فى حماية وحدة وقوة العائلة الأمريكية"، وقال الرئيس الأمريكى إنه يعترف بأن المسلمين الأمريكيين "مستهدفون ويلامون على أفعال قلة منهم".

هذا ومن المقرر أن يعقد اتحاد طلاب المسلمين بجامعة "نبراسكا" ندوة لتوعية الطلاب بشأن الدين الإسلامى ومكافحة الإسلاموفوبيا فى المجتمع، خاصة بعد ظاهرة التمييز العنصرى التى يتعرض لها العديد من الطلاب المسلمين، واستنكرت إدارة الجامعة تلك الظاهرة وطالبت الاتحاد بعقد تلك الندوة لمكافحة الإسلاموفوبيا بوجه خاص والتمييز العنصرى بوجه عام لتنعم الجامعة ببيئة يسودها السلام والاحترام المتبادلين، مؤكدين على ضرورة حوار الأديان والثقافات.

كما نظمت رابطة الطلاب المسلمين بجامعة روتجرز بنيوجرسى لقاءً حول ظاهرة الإسلاموفوبيا، وجدير بالذكر، أن بعض أعضاء الرابطة قد تعرضوا لاعتداءات لفظية وبدنية خاصة المسلمات المحجبات، وقد ألقى بعضهم باللوم على وسائل الإعلام وطريقة تناولها للدين الإسلامى بالإضافة إلى القصور المعرفى لدى العديد بالدين الإسلامي، قائلين: "إن الفرص غير متاحة للمسلمين بالقدر الكافى لإيضاح الصورة الحقيقية للدين الإسلامى خاصة وأن معظم ما يتداول فى وسائل الإعلام عن الدين الإسلامى يعتمد على تناول الأخبار المتعلقة بالجماعات المتطرفة المنسوبة إلى الإسلام (كتنظيم القاعدة وداعش وغيرهم)، ومن أجل تغيير ومكافحة مفهوم الإسلاموفوبيا فقد كان لزامًا علينا أن نحاول إيجاد فرصة للمسلمين لتوعية الآخرين بماهية الإسلام وسماحته وتحذيرهم من الإسلاموفوبيا.

كما قامت مجموعة من غير المسلمات فى ولاية مينيسوتا الأمريكية بارتداء الحجاب تضامنًا مع المسلمات، جدير بالذكر أن مثل هذه الأفعال التضامنية فى تزايد مستمر خاصة فى ولاية مينيسوتا الأمريكية، وفى سياق متصل قامت عمدة المدينة بارتداء الحجاب لدى مقابلتها لبعض النساء المسلمات من الولاية.

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg