| 12 مايو 2024 م

المسلمون.. كبش فداء ترامب للبيت الأبيض

  • | الثلاثاء, 29 مارس, 2016
المسلمون.. كبش فداء ترامب للبيت الأبيض

 

لا يكاد يمر أسبوع تقريبًا إلا وتطالعنا الصحف الأجنبية خاصة الإعلام الأمريكى بتصريح جديد مثير للجدل من المرشح المحتمل عن الحزب الجمهورى للانتخابات الأمريكية دونالد ترامب، يهاجم فيه المسلمين أو الدين الإسلامي. ولا شك أن هذا قد يشكل نواة رأى عام ربما يكون لها توابع لا تحمد عقباها، خاصة فى ظل ما تتعرض له الساحة السياسية العالمية من اضطرابات، كان الأحرى تجاهها، وأن تتكاتف الأصوات العاقلة لتجنيب العالم مخاطر ظننا أن البشرية قد بدأت تتجاوزها.
وكانت تصريحاتترامب نهاية الأسبوع الماضى مثيرة للجدل وهى إن دلت على شىء فإنها تدل على أحد أمرين: فإما أنها تصريحات تكشف عن انعدام ثقافة الرجل، وجهله التام بتعاليم الإسلام والتى تكرم الإنسان، وتحفظ كرامته ودينه ودمه وماله وعرضه، وتحض على الرحمة، وتدعو للمساواة بين الناس جميعا دون النظر لأعراقهم، أو ألوانهم أو دياناتهم. وإما أن الرجل يبحث من خلال مهاجمته الإسلام والمسلمين عن شهرة مجانية على حساب الدين الحنيف، ويحاول الترويج لحملته الإنتخابية من خلال تلك التصريحات المثيرة للجدل والمسيئة للمسلمين فى نفس الوقت، وهو الإحتمال الأقرب للعقل والتصديق.
فبعد أن تعود الناس على سماع عبارات الهجوم على المسلمين التى يرددها ترامب من خلال لقاءاته ومؤتمراته والتى ينادى فيها بطرد المسلمين من الولايات المتحدة الأمريكية، حتى أنه قد هاجم الرئيس أوباما نفسه وشكك فى انتمائه للمسيحية، نجده هذه المرة يتعرض للدين الإسلامى نفسه مما أثار حفيظة المسلمين خاصة مسلمى أمريكا، فقد ذكر موقع Dailymail يوم 10 مارس خبرًا بعنوان "الإسلام يكرهنا: دونالد ترامب يواصل حملته ضد المسلمين خلال لقاء تليفزيوني" جاء فيه أن مرشح الرئاسة الأمريكية المحتمل دونالد ترامب واصل هجومه ضد المسلمين بادعاء أن "الإسلام يكرهنا"، وذلك فى لقاء تليفزيونى على قناة الـ سى إن إن، وأضاف ترامب أن هذا الحقد عميق، وأننا لا بد أن نصل إلى أساس هذا الحقد." كما أضاف ترامب فى اللقاء ذاته عند سؤاله عن تصريحه حول منع المسلمين الأجانب من دخول أمريكا، فقال إننا لا بد أن نكون حذرين، وألا نسمح لمن يحملون لنا هذه الكراهية بدخول بلادنا. كما أكد ترامب أنه مصر على هذه التصريحات.
وقد أثار هذا التصريح لترامب ردود فعل عديدة من جانب الأمريكيين، سواء المسلمين وغير المسلمين. فقد ذكر موقع ceylontoday.lk فى اليوم التالى مباشرة لتصريح ترامب خبرًا بعنوان "رابيو يهاجم ترامب على خلفية اتهام الأخير الإسلام بالكراهية" وذكر الخبر أن ماركو رابيو مرشح الحزب الجمهورى المحتمل للانتخابات الرئاسية الأمريكية، هاجم دونالد ترامب بعد تصريحات الأخير التى قال فيها إن "الإسلام يكره الولايات المتحدة" وذلك فى مناظرة متلفزة أقيمت فى ولاية ميامي.
وقال رابيو إن الإسلام وإن كان يعانى من مشكلة تتمثل فى الراديكالية، إلا أن الكثير من المسلمين يشعرون بالفخر لكونهم أمريكيين، وأضاف أن الرؤساء لا يمكنهم أن يقولوا ما يشاؤون فحسب، فهناك عواقب تترتب على ما يتفوهون به.
كما كانت هناك ردود أفعال غاضبة لمسلمى أمريكا الذين رأوا أن مثل هذا التصريح يمثل تعديًا عليهم. فقد ذكر موقع Belfast Telegraph خبرًا بعنوان "رموز المجتمع الإسلامى فى الولايات المتحدة يطالبون ترامب بتقديم اعتذار" جاء فيه أن مجموعة من رموز المجتمع الإسلامى فى الولايات المتحدة أدانت المرشح المحتمل لانتخابات الرئاسة الأمريكية "دونالد ترامب" إثر التصريح الذى أطلقه فى لقاء تلفزيونى وقال فيه "الإسلام يكرهنا". وطالبت المجموعة ترامب بالاعتذار.
وفى سياق متصل كان دونالد ترامب قد تعرض الأسبوع الماضى لهجوم على منصته الانتخابية فى احد اللقاءات الجماهيرية بولاية أوهايو، وقد زعم دونالد حسبما ذكر موقع INDEPENDENT - THE DAILY BEAST أن المتظاهر الذى قام بالهجوم على منصته الانتخابية فى ولاية أوهايو هو أحد المناصرين لداعش.
وقد ذكر الموقع فى سرد تفاصيل الواقعة أنه تم تداول فيديو على مواقع التواصل يبين أن أحد الحضور فى المؤتمر الانتخابى لترامب حاول تجاوز الحواجز الأمنية للهجوم على المنصة الانتخابية يوم السبت الموافق 12/3/2016. وقد تم إلقاء القبض على ذلك الرجل الذى يدعى توماس ديماسيمو وتم اتهامه بسوء السلوك وإثارة حالة ذعر. وزعم ترامب أن ديماسيمو كان يقوم بإشارات خاصة بداعش مما يؤيد احتمالية أن يكون من عناصر التنظيم الإرهابي. وقد تم تأجيل مؤتمر انتخابى آخر لترامب فى شيكاغو عقب ذلك الحادث حفاظًا على سلامة الحضور وذلك حسب المسئول فى الحملة الانتخابية لترامب، ومن الجدير بالذكر أن ديماسيو قد نفى ذلك الإتهام وكذلك وسائل الإعلام الأمريكية.
وكما ذكرنا فى البداية أن مثل هذه التصريحات ربما تخلق نوعا من الرأى العام غير المحمود، فقد بدأ بعض المواطنين الأمريكيين يتأثرون بمثل هذه الآراء، بل ويؤمنون بها، وهذا ما نلحظه من نتيجة استطلاع الرأى الذى نشره موقع NEW YORK STAR تحت عنوان"الغالبية العظمى من المؤيدين للحزب الجمهورى يؤيدون حظر دخول المسلمين إلى أمريكا" وقال الموقع إنه طبقًا لاستطلاع للرأى أعدته وكالة أنباء"أسوشياتد بريس" فإن ثلثى مؤيدى الحزب الجمهورى بخمس ولايات بالولايات المتحدة صوتوا بالحظر المؤقت لدخول المسلمين إلى الولايات المتحدة بينما يؤيد الغالبية ممن شاركوا فى الاستطلاع فى الخمس ولايات بإعطاء المهاجريين غير القانونيين فرصة للبقاء فى الولايات المتحدة. وفى سياق متصل صوت أربعة فقط من بين كل عشرة أشخاص بضرورة ترحيل كل المهاجرين المسلمين. وجدير بالذكر أن ثلاثة أرباع المشاركين فى الاستطلاع بولاية ميزورى الأمريكية أيدوا فكرة حظر دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
ولعل ذلك يكون انعكاسًا لما ذكره موقعINDEPENDENT من أن المرشح المحتمل لرئاسة أمريكا دونالد ترامب صرح فى مؤتمر انتخابى له بأن اللاجئين فى الولايات المتحدة الأمريكية يشبهون الثعبان السام الذى يلدغ صاحبه. وقد كان ذلك المؤتمر فى ولاية أوهايو فى مدينة يونجزتاون.
وحدة رصد اللغة الإنجليزية

 

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg