| 13 مايو 2024 م

جولات الإمام الأكبر الخارجية.. من يحصد ثمارها الطيبة؟

  • | الإثنين, 28 مارس, 2016
جولات الإمام الأكبر الخارجية.. من يحصد ثمارها الطيبة؟

شومان: تدعم التعايش السلمي المشترك 

مهنا: تمد جسور التواصل وخير وسيلة للتعريف بجوهر الإسلام 
اللاوندي: تصب في صالح الأقليات المسلمة

من خلال سلسلة زياراته الهادفة وجهوده الحثيثة في شتى أنحاء العالم، يسعى فضيلة الامام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر إلى زيارة أقطار ودول العالم للتواصل ومد جسور الحوار البناء، وللتعريف بحقيقة الإسلام الذي يدعو إلى السلام ونبذ العنف والتعصب، ومحاربة الإرهاب، والتواصل والتقارب مع مسلمي العالم والمدافعة عن حقوق الأقليات الإسلامية بدول العالم.. بدأت بزيارة إندونيسيا وأعقبها توجه فضيلته إلى ألمانيا وإلقاء خطاب تاريخي في البوندستاج، وسوف تتبعها زيارة مرتقبة إلى فرنسا في إطار مساعيه الرائدة في القضاء على الإسلاموفوبيا ووضع نقطة تلاق بين الشرق والغرب.
ثمّن علماء الدين وخبراء علاقات دولية زيارة فضيلة الإمام الأكبر إلى ألمانيا، مشيدين بجهود فضيلته لمحاربة الإرهاب والتطرف وتصحيح صورة الدين الإسلامي ومحو ظاهرة الاسلاموفوبيا، وإجراءه حوارات فاعلة مع النخب بما يرسخ مردودًا طيبًا للتعريف بالإسلام وسماحته، وبدء علاقات جديدة تساهم في مد جسور التعاون بين الحضارات المختلفة.

في البداية، قال الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر الشريف إن هدف فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب من زياراته لدول العالم هو التواصل مع شعوب العالم ولتوصيل رسالة الإسلام والتأكيد أن الدين الحنيف يدعو إلى التعايش السلمي المشترك وينبذ التطرف والعنف، ويرفض كافة أشكال الإرهاب ولا يعترف بها، مضيفًا أن هذه الزيارات التي يقوم بها فضيلة الإمام الأكبر تعرف بالإسلام وتعزز من حقوق الأقليات الإسلامية التي تتعرض لانتهاكات صارخة من قبل بعض الحكومات، منوهًا إلى أن الدكتور الطيب يسعى دائمًا وبجهود حثيثة للتواصل مع مسلمي دول العالم ليكون بينهم وبين الأزهر الشريف جسور من التواصل، لأن الأزهر الشريف حصن الأمان بالنسبة لهم.
وأوضح وكيل الأزهر أن فضيلة الإمام الأكبر يسعى لمحاربة ظاهرة الإسلاموفوبيا التي انتشرت في الغرب ويستعد لزيارة فرنسا الشهر المقبل في حوار بين الشرق والغرب من أجل محاربة ظاهرة الإسلاموفوبيا، مشيرًا إلى أنه سوف يجري حوارًا فكريًّا مع عدد من مفكري ومثقفي الغرب عبر عدة حلقات نقاشية لإظهار الصورة الصحيحة للإسلام ومفاهيمه السمحة التي تدعو للتعايش السلمي ونبذ التطرف.

رسالة إلى العالم
من جانبه، أوضح الدكتور محمد مهنا مستشار فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر للشئون الخارجية والحوار، أن سلسلة الزيارات التي يقوم بها الإمام الأكبر على رأس وفود لدول العالم ترجمة لرسالة الإسلام إلى العالم، للتعريف بجوهر الدين الذي يأمر بالتواصل والتعايش بين الناس دون تفريق بين جنس أو لون أو عرق أو دين، منبهًا على أن هذه الرسالة العالمية للإسلام نابعة من تعاليمه القويمة، موضحًا أن ما قام به فضيلة الإمام الأكبر الدكتور من زيارات تنطلق من صميم رسالة الإسلام وهي السلام من أجل تواصل وحوار بناء، وتعايش مشترك بين المسلمين وغيرهم، بهدف التواصل مع مسلمي العالم، لافتًا إلى زيارات مرتقبة إلى فرنسا لمد جسور التواصل والتعريف بجوهر الإسلام، مشيرًا إلى أن شيخ الأزهر سوف يلتقي خلالها بمفكرين ومثقفين فرنسيين، وسوف تكون هناك حلقات نقاشية وحوارية ممتدة للتعريف بحقيقة الإسلام ونبذه للإرهاب، منوهًا على أن الإمام الأكبر مطلع على الثقافة الفرنسية ويعي تمامًا كيف يفكر الفرنسيون, وسوف ينصب الاهتمام خلال الزيارة على تصحيح الصورة المغلوطة عن الإسلام في أوروبا، مؤكدًا أن المجتمع الأوروبي متعطش لمعرفة جوهر الإسلام، وهذا ما وضح جليًّا خلال زيارة فضيلة الإمام الأكبر لألمانيا ولقاءه بالنخب هناك.

فزَّاعة الإسلاموفوبيا
من ناحيته، أشار الدكتور سعيد اللاوندي المفكر السياسي وخبير العلاقات الدولية، إلى أن زيارات فضيلة الإمام الأكبر هامة جدا في هذه المرحلة الصعبة التي تمر بها الأمة الإسلامية، مؤكدًا أن هذا التحرك الذي يقوم به فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر تجاه الشرق الأدنى وأوربا سوف يساهم كثيرًا في استجلاء الصورة الصحيحة للإسلام، وتعريف شعوب العالم بجوهر وحقيقة الإسلام، منوهًا على أن تواصل الإمام الأكبر مع مختلف طوائف تلك المجتمعات سيغير تمامًا مفهوم الإسلاموفوبيا التي انتشرت كفزاعة للتخويف ضد كل ماهو مسلم، مبينًا أن العالم يدرك أن الإرهاب يتحدث باسم الإسلام ويرفع شعارات زائفة، ولايخفى على العالم أن هؤلاء قتلة مأجورين يسعون إلى الإساءة للإسلام والمسلمين.
وأوضح اللاوندي أن هناك جانبًا آخر لايمكن إغفاله وهو التواصل مع مسلمي العالم، خاصة الأقليات الإسلامية في دول العالم، مثمنًا الزيارات التي يقوم بها الإمام الأكبر لإجبار العالم على الاعتراف بحقوق الأقليات الإسلامية، مضيفًا أن تواصل فضيلة الدكتور الطيب مع دول العالم وشعوبها سيحد من تفشي ظاهرة الإسلاموفوبيا التي انتشرت بشكل كبير نتيجة جملة من الأحداث التي شهدتها الساحة العالمية، مؤكدًا على أن مبادرة الإمام الأكبر بفرنسا لمواجهة هذه الظاهرة سيكون مردودها إيجابيًّا بشكل كبير، وسوف يسهم في تعريف الغرب بحقيقة وجوهر الإسلام الوسطي السمح، مشددًا على أن لقاء فضيلة الامام الأكبر بالمثقفين الفرنسيين سيساهم في محو الظاهرة السلبية.

وهم الإرهاب
وقال الدكتور محمد إسماعيل صادق مدير المركز العربي للدرسات السياسية والاستراتيجية، إن ظاهرة الإسلاموفوبيا في الغرب تنامت بقدر كبير، خاصة بعد ظهور الجماعات المتطرفة والإرهابية، وتبنيها لهجمات إرهابية حول العالم وبشكل أخص في أوروبا، مطالبًا مواجهتها عن طريق الاتصال المباشر والاحتكاك بهذه الشعوب للتعرف على جوهر الإسلام ودعوته ورسالته للسلام، منبها على أن هذه الزيارات التي يقوم بها فضيلة الأمام الأكبر شيخ الأزهر سوف تحد من تنامي هذه الظاهرة، وتوصل رسالة للعالم مفادها أن الإسلام لا يأمر بالقتل أو التطرف، أو الإرهاب، وإنما هو دين يدعو للحوار والتعايش المشترك، والسلام والأمان، مضيفًا أن الشعوب الأوروبية قابلة للثقافات المختلفة، ولديهم فكر منفتح على العالم بمختلف طوائفة، ولهذا سيكون لزيارات فضيلة الإمام الأكبر صدى كبير في التعريف بحقيقة الإسلام، منوهًا على أن النخب الثقافية في أوروبا لها ثقلها، ومن ثم فإن لقاء فضيلة الأمام الأكبر سيجعل هناك جسر متصل مع هؤلاء النخب بالثقافة الإسلامية لنقل الصورة الصحيحة عن الإسلام والمسلمين، لافتًا إلى أن العقلاء في الغرب يعون تماما أن هذه الجماعات المتطرفة والإرهابية لا يمتون للإسلام بصلة وإنما يركضون وراء وهم اتخذته بعض القوى السياسية ذريعة لتحقيق أجنداتها، مؤكدًا أن هناك فئة تريد التعرف على الإسلام وعلى حقيقته.

فلسفه غربية
وأوضح الدكتور محمود مزروعة أستاذ الفلسفة الإسلامية بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر، أن الإسلاموفوبيا هو وهم بكل المقاييس، وفزاعة غربية، ومصطلح قصد به التحامل ضد المسلمين، أوجدته الجماعات الإرهابية التي ينظر على أنها تتحدث باسم الإسلام، مشيرًا إلى أن السبب الرئيسي في وجودها سببه الأحداث الدامية التي تحدث من وقت لآخر من تلك الجماعات المتطرفة باسم الإسلام، ومن هنال بدأ ينصب العداء ضد كل ماهو مسلم، فثارت الشعوب الغربية على الإسلام والمسلمين وأصبح هناك انتهاكات ضد الأقليات الإسلامية في دول العالم وعلى المسلمين بصفة عامة، فأحرقت المساجد واضطهد المسلمون، وأصبح هذا العداء يزداد شيئا فشيئا حتى شكل ظاهرة خطيرة.
وتابع مزروعة أن الفلسفة الغربية صنعت هذه الظاهرة، وأدت إلى تناميها بهذا الشكل ضد كل ماهو مسلم، ويقع على المسلمين عبء كبير في عدم توصيل حقيقة الإسلام وجوهره للعالم، مؤكدًا أن ما يقوم به فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر يحسب له، ويؤكد على أنه يحمل هم الأمة الإسلامية بكاملها، منوها على سعي فضيلته الحثيث في مد جسور للتواصل مع الغرب والشعوب الغربية لإظهار سماحة الإسلام وجوهره، وإظهار رسالة الإسلام للعالم، مشددًا على أن زيارة فضيلة الإمام الأكبر السابقة لأوروبا وتحدثه أمام البرلمان الألماني كان لها صدى كبير، وأن زيارته القادمة لفرنسا ولقاءه بالنخب سوف يكللها بالنجاح ويجعل لها مردود طيب في التعريف بجوهر وسماحة الإسلام.
حسن مصطفى
 

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg