| 23 أبريل 2024 م

مدرسة الأجيال ومصنع الرجال.. هل يكفيها يوم فى العام؟!

  • | الأحد, 20 مارس, 2016
مدرسة الأجيال ومصنع الرجال.. هل يكفيها يوم فى العام؟!

د. محمود مهنى: جميع الأديان أوصت بالأم

د.مختار مرزوق: الأم والأب يجب العناية بهما فى كل وقت

تحقيق: نعمات مدحت
كرم الله الأم فى آيات كثيرة وأوصى بها رسوله - صلى الله عليه وسلم- فى أحاديث نبوية شريفة؛ نظرًا لمكانتها العظيمة وأنها المدرسة التى تخرج أجيال الأمة،فهى عماد الأسرة، ونصف المجتمع والمسئولة عن النصف الآخر.. تحملت - بالإضافة الى التربية - الدعوة إلى الله فكانت نساء النبي - صلى الله عليه وسلم- يعلمن الناس أمور دينهم، وفى العصر الحديث ظهر ما يسمى عيد الأم وهو يوم يخصص كل عام للاحتفال بالأمهات وتقديم الهدايا لهن.. "صوت الأزهر" التقت علماء الدين لمناقشة مدى مشروعية عيد الأم.

فى البداية يقول الدكتور محمود مهنى عضو هيئة كبار العلماء، إن القرآن الكريم اهتم بالأمهات فى جميع الأمكنة والأزمنة والدليل على ذلك العديد من الآيات القرآنية وكذلك الأحاديث النبوية التى تأمر ببر الوالدين وخاصة الأم؛ فقد قال الله عزوجل: (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِى إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا) وأيضًا فى سورة النساء قال الله تعالى: (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذى القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل).
وأوضح عضو هيئة كبار العلماء أن الله تعالى اهتم بالأبوين وأوصى بهما فى قوله تعالى: (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً إمّا يبلغنّ عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أفّ ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً) فقد اهتم بالإحسان في الآية على ثلاث مراحل: إحسان عام وإحسان خاص عند الكبر بمعاملتهما بالحسنى وإحسان بعد الموت بالدعاء لهما وصلة الرحم بهما.
وتابع مهنى،أن الله أوصى بالأم خاصة فى سورة لقمان (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِى عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِى وَلِوَالِدَيْكَ إِلَى الْمَصِيرُ) وركز هنا على مكانة الأم مضيفًا: وقد حفلت كتب السنة النبوية بأحاديث تدل على مكانة الأم، فعن أبى هريرة رضى الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتى؟قال أمك قال ثم من؟ قال ثم أمك قال ثم من؟ قال ثم أمك قال ثم من؟ قال ثم أبوك"، وهذا دليل على عظمة الأم. 
مشيرًا إلى أن جميع الأديان السماوية أوصت بالأمهات وليس الدين الإسلامي فقط، لذلك فلا مانع شرعًا من الاحتفال بعيد الأم نظرًا لجهودها الكبيرة في تربية أبنائها وفى معاناتها من متاعب الحمل والولادة والرضاعة وغيرها.

ليس من الإسلام
من جانبه أكد الدكتور مختار مرزوق عميد كلية أصول الدين بأسيوط، أن الناس يحتفلون فى هذه الأيام فى شرق الدنيا وغربها بما يعرف بعيد الأم ونحب أن ننوه إلى أنه ليس فى الإسلام مايعرف بعيد الأم؛ لأن الأم وكذلك الأب يجب العناية بهما فى كل وقت وعلى أى حال من الأحوال؛ حيث قرن الله سبحانه وتعالى بين الأمر بعبادته وطاعة الوالدين فقال تعالى: "وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا".
مضيفًا: مهما فعل الولد أو البنت فإنه لا يستطيع أن يؤدي حق الأب أو الأم؛ فقد صح فى ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يجزي ولد عن والده شيئًا إلا أن يجده مملوكا فيشتريه فيعتقه"فما دامت هذه الحالة ليست موجودة بانتهاء الرق فإننا نقول للشباب والفتيات: مهما فعلتم فلن تستطيعوا أن تؤدوا ما عليكم نحو أمهاتكم وآبائكم ونحب أن ننوه هنا بحق الأم خاصة؛ حيث ورد أن رجلا حمل أمه على رقبته فى الحج ثم قال لعبدالله بن عمر: يا ابن عمر هل أديت ما عليّ نحوها؟ فقال له:"لا ولا بطلقة من طلقات الوضع".
موضحًا: لا نحب أن ننوه على أن من الأمور التى يجب ألا توجد فى ديار المسلمين ما يعرف بدور المسنين؛ حيث يوجد فيها آباء وأمهات لا يسأل عنهم أبناؤهم وذووهم وهذا عار على كل من يسمع ذلك؛ لأن هذا الشيخ الكبير أو تلك المرأة الكبيرة التى وضعت فى دار المسنين لها حق أن تجلس فى بيتها وأن يرعاها أبناؤها وأقاربها وجيرانها من المسلمين هذا هو التكافل الذى أسسه النبى فنقول للأبناء والبنات: اتقوا الله فى أمهاتكم وآبائك. 

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg