| 28 أبريل 2024 م

فى يومها العالمى.. علماء الأزهر: من يعرف أحوال المرأة قبل الاسلام.. يدرك قدر إنصافه لها

  • | الجمعة, 11 مارس, 2016
فى يومها العالمى.. علماء الأزهر: من يعرف أحوال المرأة قبل الاسلام.. يدرك قدر إنصافه لها
د.مختار مرزوق: ديننا أنصف النساء بثلاث سور فى القرآن الكريم
د. أحمد برج: الإسلام أرسى مبادئ الاهتمام بها فى مختلف مراحلها العمرية

تحقيق - أحمد نبيوة

تزامنا مع احتفال العالم باليوم العالمى للمرأة الموافق 8 مارس من كل عام توالت الاتهامات غير المنصفة للإسلام بأنه ظلم المرأة وأهدر حقها وقلل من قدرها بين الرجال، وهذا ما دعا علماء الازهر الشريف للانتفاض دفاعا عن الاسلام وانصافا للمرأة،مقلبين فى صفحات التاريخ للوقوف على حقيقة الامر وتوضيح موقف الاسلام الرائع من المرأة وتكريمه لها..
وأكد العلماء فى لقاءات مع "صوت الأزهر" أن المرأة لم تنصف فى زمان ولا ديانة كما أنصفت فى ظل الاسلام، حيث أكدوا أن المرأة فى القانون الرومانى كانت تعامل معاملة المجانين والاطفال وفى العصر الحديث من منتصف القرن الماضى كانت تعامل فى أوروبا على أنها أمة تباع وتشترى وليس لها حرية التصرف.

فى البداية قال الدكتور مختار مرزوق عميد كلية أصول الدين بأسيوط، إنه لا يعرف قدر انصاف الاسلام للمرأة الا من عرف حالتها قبل الاسلام، فقد ذكر المحققون من اهل العلم ان المرأة عند اليونان كانت ضمن الممتلكات لولى امرها فهى قبل الزواج ملك لابيها او لاخيها، أو من يلى امرها، وبعد الزواج ملك لزوجها، فليس لها التصرف فى نفسها.
ولفت عميد أصول الدين، إلى أن المرأة فى القانون الرومانى كانت تعامل كالاطفال او المجانين لا اهلية لها وكان لرب الاسرة ان يبيع من يشاء من النساء من تحت ولايته، وكانت عند بعض اهل الكتاب بمنزلة الخادم، وعند الصينيين كانت النساء لا قيمة لهن وكانوا يعطون المرأة احقر الاعمال، الى اخر ما كان يوجد عن الناس قبل الاسلام، وحتى فى العصور الحديثة فى اوروبا كانت احوال المرأة سيئة فحتى عام 1942 كان الزوج هو المتصرف فى كب شئونها.

تكريم القرآن والسنة
وشدد على أن الاسلام جاء ليكرم المرأة ويعطيها حقها بداية من المواريث، فقد كان بعض العرب لا يورثون النساء فجاء القرآن الكريم بآية تنص على أن المرأة لها الحق فى الميراث، قال تعالى :"لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا"، كما اننا اذا ما رجعنا الى القرآن الكريم نجد أن الله تعالى قد كرم المراة كزوجة حيث قال تعالى: "وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِى ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ"، كما أن السنة الشريفة كرمت المرأة كأم حيث جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتى؟"قال: أمك قال ثم من؟ قال: ثم أمك قال: ثم من؟ قال: ثم أمك قال: ثم من؟ قال: ثم أبوك".
وأكد أن هذا تكريم عظيم للمرأة كما أن الاسلام قد كرم المرأة بإبطال عادات الجاهلية حيث كان بعضهم يدفن البنت وهى حية فحرم الاسلام ذلك، حيث قال الله سبحانه وتعالى: "وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأى ذَنْبٍ قُتلَتْ"، فمن خلال ما تقدم وغيره يتضح لنا ان الاسلام انصف المراة انصافا عظيما لم تنله قبل الاسلام، واذا ما رجعنا الى العصر الحالى او الوقت الحاضر نجد ان المرأة فى الغرب سلعة تعرض على الرجال، بمفاتنها كأى سلعة من السلع ولكن الاسلام صان المرأة واعلى قدرها وحفظ جسدها بالحجاب الشرعي، الذى يصون المرأة عن أعين الناظرين وصان سمعتها عن أن تلوكها الالسنة بالرمى بالفاحشة فقال تعالى: "إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا فى الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم"، فهل بعد هذا تكريم او تشريف للمرأة فى العصر الحديث من حفظ جسدها ومن حفظ سمعتها وما الى ذلك وكل ذلك لا يوجد بكامله إلا فى الاسلام الحنيف، مشيرا إلى أن من اعظم ما كرمت به المرأة فى الاسلام أن الله تعالى ذكر ثلاث سور فى القرآن الكريم خاصة بالمرأة أو النساء فهناك سورة النساء وسورة الطلاق وهى التى تسمى بالنساء الصغرى، وسورة مريم التى كرم الله فيها السيدة مريم ام سيدنا المسيح عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام.

المشاركة الحياتية
من جانبه قال الدكتور أحمد برج استاذ ورئيس قسم الفقه العام بكلية الشريعة والقانون بدمنهور، إن الاسلام اهتم اهتماما كبيرا بالمرأة، وقد تصدر الاهتمام بها فى تحريرها مما كانت فيه من تبعية مطلقة للرجل، فانصفهن وجعلهن شقائق الرجال والقرآن الكريم عبر عن ذلك، ومنه قوله "مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ"، فضلا عن أنه أقر لها حقا ونصيبا ثابتا فى الميراث، وهذا واضح فى سورة النساء كما هو سالف الذكر.
ولفت رئيس قسم الفقه، إلى أن الاسلام اعتبر المرأة كالرجل يجب ان تساعده فى هموم حياته وآماله وتطلعاته نحو المستقبل، حيث قال فى أول سورة النساء"يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِى خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِى تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً"، وجعل للمرأة فى نفس الوقت حقها فى المشاركة الحياتية حيث اقرتها السنة المطهرة فى قوله صلى الله عليه وسلم فى حديث كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته حتى قال: "وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِى بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْؤولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا".
وأوضح أن من ضمن الامور التى تبرز اهتمام الاسلام بالمرأة، أنها اذا كانت مولودة فقد اكرم الله من يصونها طفلة حيث قال النبى الكريم "من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو كهاتين، وضم أصابعه"، كما اهتم بها فى كونها زوجة ايضا قرر لها من نفس الاجر والمثوبة من الاعمال الصالحة التى يقوم بها زوجها بشرط أن تحسن رعايتها لبيتها وزوجها.
واشار إلى أن الاسلام أوصى بالأم خيرا وجعل الجنة تحت أقدامها كما قال البعض، وكما الصق القرآن الكريم طاعة الوالدين بطاعة الله، قال تعالى "واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا"، وحذر الاسلام من أن يعتدى أحد على المرأة أو يتجاوز فى حقها، حتى وصل الامر الى أن يبين حدود العلاقة الزوجية من أراد أن يعاشرها فليعاشرها بالمعروف، ومن لم يستطع المعاشرة فعليه أن يفارق بمعروف، كما أنه جعل قمة الفضل فى الا ينسى كل منهما فضل الاخر عليه فى قوله تعالى: "ولا تنسوا الفضل بينكم".

وأضاف ان الاسلام قد أنصف المرأة بامور كانت قبل الاسلام محظورة عليهن فأباحها الاسلام، فقد كان العرب فى الجاهلية لا يجالسون صاحبات الاعذار من نسائهم أو أخواتهم ولا يأكلون معهن ولا يتحدثون اليهن، ولكن الاسلام جاء ليحفظ للمرأة حقها فى الحياة فى كل فترات حياتها، فنظم حياتها أثناء الحمل وأثناء الحيض والنفاس والولادة وغيرها، وجعل لها احكاما دون غيرها تتماشى معها وحث الرجال على حسن معاشرتهن فى قوله "ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء فى المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن..."
ولفت إلى أن الاسلام حرم على الرجل ان ينظر للمرأة الاجنبية حماية لها وصيانة لعرضها وشرفها، وامرها بالا تنظر الى الاجنبى والا تمشى بصورة تلفت النظر حيث قال تعالى:"وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ"، كما حث الاسلام على تقدير المرأة واحترامها واعطائها حقها، وحسن معاملتها وعدم تحميلها مالا تطيق، كما قال النبى الكريم "خيركم خيركم لاهله وانا خيركم لاهلي"، وهذا ابلغ رد على من يتهم الاسلام بعدم انصاف المرأة.

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg