| 27 أبريل 2024 م

إمام المركز الإسلامي بألمانيا لـ"صوت الأزهر": "حرب قذرة" تشن علينا من حركات الأجندات الخاصة

  • | الإثنين, 4 يوليه, 2016
إمام المركز الإسلامي بألمانيا لـ"صوت الأزهر": "حرب قذرة" تشن علينا من حركات الأجندات الخاصة

-المراكز الإسلامية الوجه الأساسية للحفاظ على هويتنا

-إنشاء مؤسسة حقوقية للمسلمين.. ضرورة ملحة

أكد الدكتور أحمد طه إمام المركز الإسلامي الأكبر بألمانيا بمدينة ميونخ أن المسلمين أصبحوا جزء من المجمتع الألماني ويتمتعون بكافة حقوقهم، مشدداً على أن اعداد المسلمين في تزايد مطرد، مطالباً إنشاء مؤسسة حقوقية للمسلمين تحافظ عليهم وتمل شملهم، لعدم وفرة الكوادر الدعوية.

وأضاف إمام المركز الإسلامي بألمانيا في حواره لـ"صوت الأزهر" أن جميع مؤسسات المسلمين تقوم على الجهود الذاتية والدعم الداخلي من الأفراد وقلة الدعم المادي، مشيراً إلى أن ألمانيا في أمس الحاجة إلى جهود علماء الأزهر لترسيخ دعائم الوسطية في المجتمع الألماني، في ظل تشويه بعض الحركات التي تحمل أجندات خاصة للدين الحنيف.

 

* بداية، حدثنا عن أوضاع المسلمين في ألمانيا

- المسلمون في ألمانيا يقدر عددهم بخمسة ملايين نسمة، وفقاً للاحصائيات المعلنة، واضحى هذا العدد في تزايد مستمر بعد تدفق كثير من اللاجئين في الآونة الأخيرة بسبب الحروب والأوضاع السيئة في بلادهم، وخاصة إخواننا من الجالية السورية وغيرها، وتشكل الجالية التركية النسبة الأكبر والتي قد تصل إلى نصف هذا العدد، ومن البيئات العربية تعد الجالية المغربية والعراقية أكثر الجاليات تواجداً في ألمانيا، واود التأكيد على أن المسلمين جزء لا ينفصل عن المجتمع الألماني، والحرية فيه مكفولة للأفراد، وبالتالي يضمن ويطمئن فيه المسلم على نفسه وعلى دينه، وحياته، ودعوته، غير أننا أحيانا نواجه تشويها من بعض وسائل الإعلام والحركات التي تحمل أجندات خاصة ضدنا، كحركة بجيديا التي يترتب عليها تحرك سريع لمؤسسات إسلامية ومدنية في الدفاع والذب حول ما يثار عن الإسلام والمسلمين.

 

* ماذا عن تطورات المجتمع الإسلامي في ألمانيا؟

- المجتمع الإسلامي في ألمانيا يتأثر بما يتأثر به أفراد الشعب الألماني من أحداث ومتغيرات، لكن المجتمع الإسلامي له خصوصية تتعلق بالوضع الداخلي من حيث اختلاف الجنسيات المسلمة، وتفرقها، وغياب المؤسسات الفاعلة المجمعة والمتحدثة بإسم المسلمين في ألمانيا، وأخرى تتعلق بالوضع الخارجي وتأثره بالشأن والصورة الإسلامية في أي مكان في العالم إيجابا أو سلباً، لذا نتحمل ضغوطا كثيرة بسبب أعمال تنسب لبعض المسلمين يدفع ضريبتها الجالية الإسلامية من حيث التعايش والاندماج وأحيانا القرارات التي قد تكون في غير صالح المسلمين.

 

* وماذا عن دخول الألمانيين في الإسلام؟

- يدخل كل يوم في أوروبا عامة وألمانيا خاصة أناس إلى الإسلام، ويختلف ذلك مدينة إلى غيرها، والحمد لله العدد في تزايد وإن كان يتأثر أحيانا بما يثار للأسف حول الإسلام والمسلمين من شبهات وتهم، لكن بفضل الله بصورة عامة هناك إقبال طيب لاعتناق الدين الإسلامي، والجميل أن من  يدخل إلى الإسلام يكون عن اقتناع شديد وبعد قراءة طويلة عن الإسلام وممارسة عملية مع المسلمين، فأكثر من يدخلون الإسلام يكون لهم جار مسلم أو صديق في العمل او في الجامعة والدراسة، رأى فيهم نموذجا عن الإسلام فأحب الدين الحنيف واعتنقه ونحن بدورنا نقدم له العون والأجوبة عن تساؤلاته وما يستلزم عليه من فعل وقول لدخوله الإسلام.

 

* هل هناك نقص على مستوى الأئمة والدعاة في ألمانيا؟

- بالطبع، هناك نقص شديد في الكوادر الدعوية، خاصة الذين يتحدثون بلسان المجتمع الألماني، ومن يحملون فكر وسطيا سمحا يكونون من خلاله دعاة حق إلى الإسلام، وسفراء صدق لهذا الدين، بالمقارنة بين عدد المسلمين في ألمانيا فضلا عن عدد المجتمع الألماني مع عدد الدعاة ستظهر البون الشاسع والاحتياج الشديد لمزيد من الدعاة والعلماء والعاملين في العمل الإسلامي.

 

* وماذا عن التحديات التي تواجه الأقلية المسلمة في ألمانيا؟

- ما من مجتمع إلا وله تحديات تعتري أفراده ومؤسساته خاصة إذا كانوا أقلية، وأيضا لكون الإسلام دين غير معترف به في ألمانيا حتى الآن، وعدم وجود مؤسسات إسلامية حقيقية متنوعة تخدم المسلمين وتصحح الصورة الحقيقة للإسلام والمسلمين، وضعف إنتاجية المؤسسة الواحدة والرضا بما تقدمه من إنتاج وقد يكون هذا لضعف الإمكانيات، لكنه في النهاية غير كافٍ، كما أن جميع مؤسسات المسلمين تقوم على الجهود الذاتية والدعم الداخلي من الأفراد، فالمعوق المالي أكبر المعوقات الحقيقية، بالإضافة إلى الضعف الشديد في تخصصات مختلفة، خاصة الدعاة والأئمة، ولحل هذه المعوقات يجب اهتمام المسلمون بإقامة مؤسسات حقوقية واقتصادية واجتماعية وكذلك الجمعيات التي تقدم نموذجا مشرفا للإسلام والمسلمين، منها مخاطبة  مؤسسات الدولة بتقديم دعم للمؤسسات الإسلامية باعتبار أن الإسلام أصبح جزءا من ألمانيا وقد أقرت بذلك المستشارة الألمانية في أكثر من لقاء، فضلاً عن مخاطبة المؤسسات الإسلامية العالمية لاسيما مناراته الأزهر الشريف بتقديم العون والدعم المادي والمعنوي.

 

* ماذا عن نظرة المجتمع الألماني للإسلام والمسلمين؟

- المسلمون في ألمانيا يعملون ويدرسون في مؤسسات الدولة دون تمييز، بل يتعدى الأمر إلى الزواج، ويتعاطف المجتمع الألماني حول قضايا وأحداث تخص المسلمين وواقعهم، كما أن الحرية المكفولة للجميع بما يرسخ الحرية، فالألمان يعرفون القرآن الكريم ونبي الإسلام وتأتي وفود ومدارس وجماعات للمراكز الإسلامية للتعرف أكثر على الإسلام والمسلمين، كما أنهم يعرفون شهر رمضان ويتم مأدبات إفطار تقيمهما المؤسسات الإسلامية والدولة، ويشارك فيها أطياف الشعب الألماني احتفالا مع المسلمين بالشهر المبارك.

 

* حدثنا عن المراكز الإسلامية في المانيا ومهامها الدعوية ؟

- لقد نشأت المراكز الإسلامية في ألمانيا مع بداية التواجد الإسلامي في أوروبا، وكانت في البداية مساجد صغيرة أو مصلى يجمع قلة من المسلمين آنذاك، ولعل هذا في المدن الكبرى فقط، ولقد حدثني من عاش فترات طويلة تربو عن الخمسين عاماً، أنهم كانوا يسافرون مسافات تصل إلى مئات الكيلوات لصلاة الجمعة، ومع قدوم المسلمين المهاجرين وانتشارهم في كل بلد ومدينة وقرية أنشأوا مراكز ومساجد كثيرة، فمدينة ميونخ بها ما يزيد عن خمسين مسجداً ما بين التركية، والألبانية، والبوسنية، يتقدمهم من حيث المساحة والأقدمية والمرجعية، المركز الإسلامي بميونخ وهو ما اتشرف بإمامته ومسجد السليمانية "اتحاد المراكز الثقافية الإسلامية" ومساجد أخرى كثيرة.

أما مهتمها الدعوية، فالمؤسسات والمراكز الإسلامية الوجهة الأساسية للحفاظ على هوية المسلم وثقافته والتعريف بالدين الإسلامي، كما أنها تقوم بعدة أدوار تعادل وزارات في بلادنا من حيث تنظيم شئون المسلمين الاجتماعية والأسرية، وتقديم الخدمات التعليمية، والأنشطة الثقافية، والأروقة العلمية والقرآنية، والخدمية.

 

* وهل هناك تعاون مع الأزهر الشريف؟

- التعاون الموجود، ولكنه ليس كبيراً، ونطمع من المؤسسة الأزهرية تبني الدعوة في الخارج من حيث الدعم الفني والمؤسسي والتعاون البناء بين هذه المؤسسات والأزهر، وهم في أمس الحاجة لجهوده وعلمائه ممن يحملون منهجه الوسطي والعلمي، لكن لا ننفي مع ذلك عدم وجوده، فالأزهر ما زال يمد بعض المراكز ولو في شهر رمضان بالعلماء والدعاة والقرآء.

 

* ماذا عن وضع الفتوي بألمانيا؟

- الفتوى في أوروبا عامة وألمانيا، خاصة تختلف عن بلادنا العربية والإسلامية، وتختلف الفتوى باختلاف البيئات بما يناسب الواقع، وبالتالي تتباين معها أدوات الاجتهاد، لذلك سعت كوكبة من العلماء والفقهاء لتأسيس ما يسمى بالمجلس الأوروبي للافتاء والبحوث وهو مجلس يختص بالفتوى في بلاد الغرب، خاصة أوروبا ومعظم أعضائه ممن يعيشون هنا ويفقهون تلك البيئات ويجتهدون في ضوء ذلك فيما ينفع المسلم، ويؤسسه لوجوده وتعايشه السليم، وقد انبثق من هذا المجلس ما يسمى لجنة الفتوى في ألمانيا يرأسها فضيلة الدكتور خالد حنفي أستاذ أصول الفقه بجامعة الأزهر ومعه ثلة من أهل العلم والاختصاص ممن يقدمون الفتوى بما يناسب واقع الناس ويصلح لظروفهم.

 

* وكيف نقنن الفتوي؟

- تقنين الفتوى أمر مثالي يحتاج لجهود كثيرة من الناس عامة والفقهاء والعلماء خاصة، إذ يحصل للمجتمع اجتماع  الكلمة وفض النزاع الفقهي وتوحيد الصفّ الإسلامي في ظل هجمات المستشرقين والعِلمانيين على أمتنا الإسلامية.

 

* وكيف نوحد الفتوي بالعالم؟

- توحيد الفتوى في العالم أمر يصعب تحقيقه، وليس صحيحا كلية، فكل بيئة لها ما يتناسب معها كما أن لكل زمان ما يتناسب معه من الفتاوى والاجتهادات بما يحقق السهولة واليسر للناس، لكن لا يمنع ذلك توحيد الفتوى في القضايا التي يتحد فيها الناس مع اختلاف بيئاتهم وجنسياتهم وحياتهم ما يجعلنا نلتف حول هذا التوحيد مع اختلافنا المعهود وذلك في الحج، وقضايا الصيام وتوحيد الناس على صيام موحد في كل البلاد الإسلامية، وكذلك المجامع الفهية على التوحيد لما يتفق مع الناس ونبذ الخلاف والتشرذم.

 

* كيف ترى مستقبل الإسلام في ألمانيا عامة وميونخ خاصة ؟

- مستقبل الإسلام في أوروبا وألمانيا مبشر جداً، ويخطو خطوات واثبة إلى الأمام اعترافا، والأرقام خير دليل على ذلك في كل البلاد، فالإسلام في ازدياد للداخلين إلى رحابه، فهو دين بطبيعته يجذب إليه القاصي والداني وما أن تتاح له أرض خصبة وجو حر آمن إلا وانتشر وعز، ونحن بإسلامنا وتمسكنا بقيمنا أحد وسائل هذا الانتشار، فكلما كنا وجها حقيقا لهذا الدين، كلما وصل إلى القلوب والعقول والأفراد على وجه السرعة.

 

نعمات مدحت

 

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
4.0

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg