| 28 أبريل 2024 م

رئيس التحرير يكتب.. عاد من الموت !

  • | السبت, 12 مارس, 2016
رئيس التحرير يكتب.. عاد من الموت !
سألنى شقيقي وهو يشير إلى فتى بصحبته : أتعرف هذا ؟ أومأتبرأسي : لا ، فضحك الاثنان ، وقال شقيقي : هذا " فلان" ابن جارنا القديم ، صافحت الفتى وسألته عن صحة والده ، فقال آسفا : مات ! ، فبادرته : صدمته سيارة ؟ اندهش الفتى وهو يقول : كان حادثا مأساويا ، راح ضحيته أبي ونجا آخرون كانت يده بيدهم وهم يعبرون الشارع .. ثم سألنى دهشا : لكن كيف عرفت أن والدي مات في حادث سيارة وأنت خارج البلاد منذ سنوات ؟ تهربت من الإجابة ، وبعد انصرافه ، أعاد شقيقي السؤال ؛ فقلت له : جارنا القديم هذا كان كلما تشاجر مع زوجته أو ضاقت عليه سبل الحياة ، رفع يده داعيا : يارب تدهسني "عربية"!
ومنذ أيام ، كتب صديقي لي على فيس بوك : " نفسي أفصل الفيشة شوية وأريح ماكينة دماغي ومش عارف النفسية محتاجة Shut down " وتحقق ماتمنى ؛ فرأيتني أكتب على الفيس : " منذ ساعات تمنى أن "ينزع الفيشة" عن ماكينة عقله المتعبة ، وقبل أن يجف مداد ماكتبه على " فيس بوك" .. حمل لي ذلك الفيس العربيد خبرا أغرقني في الدموع ، صديقي الشاب أحمد إسماعيل في غيبوبة ، قلبه توقف 10 دقائق ، ياالله .. ألطف باالذي لايحمل في قلبه إلا الحب لكل الناس ، يوزع كؤوس ابتسامته الطيبة على عبادك ، يارب نحن راضون بقضائك ، واثقون في رحمتك ، داعين بأن ترد قضاءك بقضاء خير منه ، اللهم إننا أستودعنا احمد في معية لطفك ، فالطف به وعافه واتمم شفاءه فإنك على كل شيء قدير ، ياأرحم من سئلت وأكرم من أجبت .. إنا دعوناك كما أمرتنا فاستجب يارحمن يارحيم كما وعدتنا".
ورفع كل من يعرفه أكف الضراعة للعلي القدير بأن يشفيه، وحدثت المعجزة ، وعاد للحياة بعد غيبوبة تامة 15 يوما ، لكن بعد أن حدث " delet" لـ " ملفات" من ذاكرته ، فالمسكين لم يتعرف على ابنته بعد إفاقته ، لكن القلوب التي ابتهلت للشافى العافي بالدعاء واستجاب لها ، مازلت تلهج لبارئها أن يتم نعمته على عبده أحمد ، ويسترد عافيته تماما .
مشهد جارنا القديم ، وماحدث لصديقي .. أعادني لدرسين :أولهما تعلمته من معلمنا الأول وقدوتنا ـ صلى الله عليه وسلم ـ القائل : " " لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم؛ لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاءً؛ فيستجيب لكم" والثاني أن " ليس شيء أكرم على الله من الدعاء " وتعلمته أيضا من هدي حبيبنا ـ صلى الله عليه وسلم ـ لكن قد يقول قائل : ومافائدة الدعاء إذا كان ما قدره الله سبحانه من خير أو شر سيقع سواء دعا أم لا ؟
يجيب الإمام الغزالي : " اعلم أن من القضاء رد البلاء بالدعاء ، فالدعاء سبب لرد البلاء واستجلاب الرحمة ، كما أن الترس سبب لرد السهم ، والماء سبب لخروج النبات من الأرض ، فكما أن الترس يدفع السهم فيتدافعان ، فكذلك الدعاء والبلاء يتعالجان ، وليس من شرط الاعتراف بقضاء الله ـ تعالى ـ أن لايحمل السلاح ، وقد قال تعالى : " خذوا حذركم " وأن لاتستقي الأرض بعد بذر البذر ، فيقال : إن سبق القضاء بالنبات نبت البذر ، وإن لم يسبق لم ينبت ، بل ربط الأسباب بالمسببات هو القضاء الأول الذي هو كلمح البصر أو هو أقرب ، والذي قدر الخير قدره بسبب ، والذي قدر الشر قدر لدفعه سببا ، فلا تناقض بين هذه الأمور عند من انفتحت بصيرته " .
عطر الكلام:
عن أبي بكرة أن رسول الله قال : دعوات المكروب : اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة أعين وأصلح لي شأني كله لا إله إلا أنت " .
طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg