| 28 أبريل 2024 م

"دكتوراة" أزهرية حول تحسين صورة الجسم لمريضات سرطان الثدى

  • | الإثنين, 14 مارس, 2016
"دكتوراة" أزهرية حول تحسين صورة الجسم لمريضات سرطان الثدى

كتب حامد سعد:

حصلت الباحثة الدكتورة ايمان صلاح رمضان غنيم المدرس المساعد بقسم علم النفس بكلية الدراسات الإنسانية للبنات جامعة الأزهر بالقاهرة على درجة العالمية الدكتوراة فى موضوع بعنوان "فعالية برنامج إرشادى انتقائى لتحسين صورة الجسم وأثره على التوافق لدى مريضات سرطان الثدي".
فى البداية تقول الباحثة إن سرطان الثدى يعد مرضا جسميا خطيرا يهدد صحة المرأة مشيرة إلى أن الثدى يعد من الأجزاء المهمة فى جسم المرأة لأنه يرتبط بممارسة الأمومة والرضاعة, ولهذا يؤثر أى تهديد لثدى المرأة على توجهها الأنثوي، بجانب أن المصابات بسرطان الثدى تظهر عليهنَّ نتائج نفسية بعد إجراء العملية الجراحية أكبر أحياناً من النتائج الفعلية، إذ ينعكس رد فعل العملية على الحالة النفسية العامة للمرأة، كما أن العيش مع السرطان يتسبب فى ظهور ضغوط لها تأثير نفسى شديد تشمل صورة الجسم، والمشاكل الجنسية، وصعوبات العلاقات الشخصية، والقلق المتعلق بالبقاء على قيد الحياة، والخوف من رجوع السرطان.
وأوضحت الباحثة أن العديد من علاجات السرطان قد تتسبب فى تغيرات جسدية دائمة أو مؤقتة تقود إلى تغير وتبدل فى صورة الجسم وتدنٍ فى تقدير الذات لدى المصابين بالسرطان ناهيك عن طول فترة العلاج التى تستمر عشر سنوات، كما أن فقدان عضو أو حدوث الندبات نتيجة الجراحة أو فقدان الشعر نتيجة العلاج الكيميائى تؤدى إلى تكون خبرة مخيفة ومهددة لتقدير الذات.
وأوضحت أن رضا الفرد عن مظاهره الجسدية أمر مهم فى توافقه، فثمة أمور لها قيم جمالية مثل صفات المرء الجسدية الخارجية، وقد يشعر بالنقص من لا تتناسب أوصافه مع معايير الثقافة فى المجتمع، وكثيرا ما تؤثر المظاهر الجسدية فى استجابة الآخرين نحو الفرد، وبالتالى فى نظرته لنفسه كما يتأثر التوافق النفسى لمريض السرطان بعدة عوامل مثل العائلة, الأصدقاء, المعتقدات الدينية, وهى جميعها مهمة فى إعطاء الأمل للمريض لافتة الى انه قد اتضح من خلال الدراسات السابقة وجود علاقة ارتباطية موجبة بين صورة الجسم والتوافق بشكل عام وأهمية الإرشاد النفسى لمرضى السرطان وخصوصا سرطان الثدي.

برنامج إرشادى
وقالت الباحثة أن الدراسة تهدف إلى الكشف عن مدى فاعلية برنامج إرشادى انتقائى فى تحسين صورة الجسم وأثره على التوافق لدى مريضات سرطان الثدى من خلال تعرض المريضات لبرنامج إرشادى انتقائى قائم على أسلوب الإرشاد الجماعى لتحسين صورة الجسم ومدى انعكاس هذا التحسن على التوافق، والتحقق من بقاء اثر البرنامج بعد مضى فترة زمنية مناسبة من انتهاء الجلسات الإرشادية.

وحول أهمية الدراسة قالت الباحثة إنها تكمن فى جانبين: الأول الجانب النظرى وهو أن الجانب الذى تتصدى له الدراسة تقل فيها الدراسات العربية حيث تعتبر الدراسة حلقة مكملة للدراسات النفسية التى تختص بالبرامج الإرشادية المتعلقة بالأمراض المزمنة، والجانب الثانى تطبيقى ويتضمن تصميم برنامج إرشادى انتقائى لتحسين أبعاد صورة الجسم وأثره على التوافق لدى مريضات سرطان الثدي، وإفادة المهتمين بمجال رعاية مرضى السرطان عامة وسرطان الثدى خاصة فى التعرف على آليات التدخل الإرشادى الهادفة والمنظمة والتى تقوم على أسس علمية ويمكن أن تسهم فى تعزيز وتحسين صورة الجسم وأثره على التوافق لدى مريضات سرطان الثدي، كما تكمن الأهمية التطبيقية للدراسة الحالية فيما تسفر عنه من نتائج ربما تفيد القائمين على رعاية مريضات سرطان الثدى وتحسين البرامج والخدمات الصحة والنفسية المقدمة لهن.

إجراءات الدراسة
وأوضحت الباحثة أن الدراسة تمت على 30 سيدة مصابة بسرطان الثدى أثناء العلاج الهرمونى، ومن حيث نوع الاستئصال (كلي) لأحد الثديين تتراوح أعمارهن ما بين (30- 45) عاماً بحيث تماثل العينة الأساسية فى كل مواصفاتها من حيث السن والمستوى التعليمى وعدد الأولاد، مدة الإصابة، إصابة أحد أفراد الأسرة، ومن بين هذه العينة تم اختيار العينة الأساسية وكان قوامها (14) مريضة تم تقسيمهن إلى مجموعتين: المجموعة التجريبية وتشمل (7) مريضات طبق عليهن البرنامج الإرشادى الانتقائي، والمجموعة الضابطة وتشمل (7) مريضات لم يطبق عليهن البرنامج الإرشادى الانتقائي، حيث تم مراعاة التكافؤ بين المجموعتين فى (العمر – الحالة الاجتماعية (متزوجات والزوج على قيد الحياة) والمستوى التعليمى (متوسط – عال) – عدد الأولاد (أقل من ثلاثة – ثلاثة أولاد)- إصابة أحد أفراد الأسرة (لا يوجد إصابة) - نوع الاستئصال (كلى) والسرطان غير منتشر فى أجزاء أخرى من الجسم، وتم تطبيق الدراسة فى مركز الأورام بمعهد ناصر للبحوث والعلاج، مركز الأورام مستشفى الحسين الجامعي, والجمعية المصرية لدعم مرضى السرطان, والمؤسسة المصرية لمكافحة سرطان الثدي.

أشرفت على الرسالة الدكتورة مديحة منصور سليم أستاذ متفرغ بقسم علم النفس ووكيل كلية الدراسات الإنسانية بتفهنا الأشراف سابقا جامعة الأزهر، والدكتورة وفاء محمد فتحى أستاذ علم النفس ووكيل كلية الدراسات الإنسانية جامعة الأزهر بالقاهرة، وفى نهاية المناقشة قررت اللجنة المشكلة منح الباحثة درجة الدكتوراة بمرتبة الشرف الأولى مع التوصية بتبادل الرسالة مع الجامعات والمراكز البحثية، وأشادت اللجنة بموضوع الرسالة وجهد الباحثة الذى يعد إضافة إلى منظومة البحث العلمى فى الجامعات المصرية والعالمية وخاصة جامعة الازهر الشريف.


طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
1.5

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg