| 27 أبريل 2024 م

د.فياض: الاقتصاد الإسلامي .. يحقق إنسانية الإنسان دون تمييز

  • | الأحد, 13 مارس, 2016
د.فياض: الاقتصاد الإسلامي .. يحقق إنسانية الإنسان دون تمييز

تحت رعاية الدكتور إبراهيم الهدهد رئيس جامعة الأزهر وبحضور الدكتور يوسف إبراهيم مدير مركز صالح كامل للاقتصاد الإسلامي ولفيف من أعضاء هيئة التدريس والدارسين، ألقى الدكتور عطية السيد فياض أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر محاضرة بعنوان "الاقتصاد الإسلامي وإنسانية الإنسان".

فى البداية قال فياض إن الشرائع التى شرعها الله تعالى فى كل دين إنما هى لحظّ الإنسان وحمايته وحفظه عما يضره وجلب كل منفعة ومصلحة لهؤلاء تشذ عن ذلك شريعة أو دين من الأديان، وحيث إن الله تعالى جعل شريعة الإسلام خاتمة الشرائع ووارثة لما سبقها من شرائع فقد جاءت شاملة لكل خير يحقق كرامة هذا الإنسان وخيريته وإنسانيته على الوجه الذى أراده خالق ورب هذا الإنسان، وهذا للناس كل الناس دون تفرقة بسبب الجنس أو اللون أو العرق.
مشيراً إلى أن دولة الإسلام الأولى فى المدينة المنورة عبرت خير تعبير عن هذه المبادئ؛ فلا ازدراء ولا تحقير ولا إهانة ولا إقصاء لأحد ولا عنصرية في التعامل ولا تمييز بل تعايش وتعارف وتوافق تطبيقًا عمليًّا لقوله تعالى (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم) ولقوله تعالى (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)ومن المعلوم أن من بين العالمين من هو غير مسلم، ومع ذلك فالإسلام رحمة له وهو على دينه.
وأشار إلى أن الصور العملية لتحقيق إنسانية الإنسان وتكريمه فى الشريعة كثيرة، لكنها أكثر وضوحًا وجلاء فى مجال الاقتصاد الإسلامي؛ حيث جاء تنظيم الإسلام للاقتصاد والكسب والمعاش موضوعًا مجردًا من اعتبارات الجنس أو اللون أو المعتقد فضمن للجميع حق الحياة، وكفل لهم العيش الكريم الطيب بحيث يكون فى ذاته طيبًا، ويحصلون عليه بكرامة وعزة دون مذلة سؤال (اطلبوا الحوائج بعزة الأنفس فإن الأمور تجري بالمقادير) رواه المقدسى فى الضياء، وجاء التطبيق العملي لهذه المبادئ دالًا على أنها ليست مثلًا ورؤى حالمة يتغنى بها الفلاسفة دون أن يوجد لها الإطار العملي والمؤسسي .
منوهاً بأن هذا المعنى الحضاري المتقدم يحتاج إلى تسليط الضوء عليه وإزاحة ما علق به من غبار بسبب فهم خاطئ أو مبالغة في الخصومة أو رد فعل لسياسات من هنا أو هناك لا لنحصل على شهادة بجودة الاقتصاد الإسلامي، أو نكسب ود هذه الفئة أو تلك أو أنه ضرب من الهزيمة النفسية أو الضعف الذى نعيشه فنقدم المسوغات والتنازلات للآخرين، هذا كله غير وارد؛ إنما لأن هذا دين يجب أن توضح معالمه وقواعده لمن يؤمن به أو لا حتى لا ينحرف فى تطبيقه لمبادئ الإسلام ظانًا نصرته، ولغير من يؤمن به دفعًا للشبهات التى ألصقت بهذا الدين بغيًا وظلمًا.
وأضاف إن دراستنا لدور الاقتصاد الإسلامي فى تحقيق إنسانية الإنسان التي تعد خصيصة من خصائصه تعني إبراز دور الاقتصاد الإسلامي فى رعاية الإنسان وتكريمه بالإضافة إلى كون هذه الرعاية والكرامة مكفولة للجميع دون تفرقة، وهذا من شأنه أن يؤكد للكافة أن الإسلام من حيث كفالة الحق فى الحياة الكريمة لا يعرف التفرقة ولا التمييز بين الناس لا على أساس الدين ولا على الجنس ولا اللغة ولا العرق ولا غيره من ألوان التفرقة.

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg