| 29 أبريل 2024 م

رئيس قسم الفقه بكلية الشريعة والقانون: ثقافة تقبل الآراء.. ميراث أزهرى جيلا بعد جيل

  • | الإثنين, 25 يوليه, 2016
رئيس قسم الفقه بكلية الشريعة والقانون: ثقافة تقبل الآراء.. ميراث أزهرى جيلا بعد جيل

 

كتب محمد الصباغ:

قال الدكتور محمد عبد الستار الجبالى أستاذ ورئيس قسم الفقه بالكلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر فى تصريح خاص لـ"صوت الأزهر" إن الدراسة فى الازهر منذ النشأة وإلى أن أصبح جامعة متشعبة فى فروع العلوم كالشريعة تربى وتورث ثقافة الرأى والرأى الاخر عن أساتذتنا جيلا بعد جيل على أيدى علماء أجلاء رسخوا تلك الثقافة وعلى رأسها مادة الفقه إذ لم يكن التدريس على المذاهب الأربعة فحسب وإنما المذاهب السبعة دون تعصب أو تحيز لمذهب بل إن طلاب الدراسات العليا حينما تكون دراستهم فى مقارنات على المذاهب السبعة فإن ذلك يعطى قيمة لدراستهم خاصة إذا تعلق الأمر بالمقارنات التى يراعون فيها أمانة النقل فلا يميل لمذهب دون الآخر.

ولفت الى أنه ليس كل ما يقال حول الازهر حق وصواب فالهجمة الشرسة عليه ليست جديدة فالأزهر منذ زمن بعيد يتلقى هجمات من حين لآخر تعتريه الصدمات  والضربات تلو الضربات ولولا أنه ينشر الطمأنينة والألفة والترابط فى المجتمع دون تعصب لدين أو مذهب لما استمرت رسالته وكفى أن أكثر من سبعين دولة ترسل أبناءها للدراسة فيه بل إن كثيرا منهم يتولى مناصب عليا بالدولة.

وتابع الجبالى:  التوتر والانفلات الذى حدث فى وقتنا والذى أصاب المجتمعات أصاب الأزهر والذى سيظل شامخا يواجه الأزمات ولا تؤثر على رسالته التى من شأنها تبليغ الدين للناس بمنهجه الصحيح القائم على الوسطية والاعتدال وإن كان من  حين لآخر تهب الهجمات تارة على قضايا معلومة من الدين بالضرورة كمن يهاجمون الثوابت.

وأكد استاذ الفقه أن دراسة الفقه تؤدى إلى ترقية مشاعر الدارس، وصقل مواهبه، وتنمية مداركه، وزيادة نشاطاته الفكرية والحركية، فتنطلق النفس متطلعةً إلى آفاق جديدة لا تعرف التعصب, وتسهم فى تفتيح العقل وتخليصه من التعصب المذهبى وتحرِر العقلَ من التعصب وتخطو به  إلى الإنصافِ والانتصار للحق المشفوع بالأدلة الثابتة، والبراهين القاطعة، فيستقيم الفكر بموازين العلم بعيدا عن الهوى والظن، فهى ثقافة الاتزان والاعتدال، لا تجنح بالحياة إلى جانب على حساب الآخر ولا تتحيز لمذهب، مشيرا إلى أن تاريخ علماء الأزهر  زاخر بفقهاء أعلام ضربوا للحياة كلها أروع الأمثلة وأجمل النماذج على إنصاف الآخر والرضوخ لرأيه والاعتراف به، بل وتطبيقه والعمل به، وترك التعصب للرأى أو المذهب خروجا من الخلاف وسدا لذريعته، ومحافظة على وحدة الأمة ولَم شملها، خاصة فيما يتعلق  بقضايا فرعية ظنية الدلالة تحتمل تنوع المفهوم وتعدد الآراء، وهذا آية  الفهم، ودليل الفقه، ورحابة العقل، ودماثة الخلق وذلك أن التعصب للمذاهب أو الرأى يجعل صاحبه بمعزل عما ينبغى اتباعه من الصواب. 

 

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg