| 28 أبريل 2024 م

دراسة أزهرية تطالب بدراسة السياق القرآني قبل استنباط الأحكام الشرعية

  • | الإثنين, 25 يوليه, 2016
دراسة أزهرية تطالب بدراسة السياق القرآني قبل استنباط الأحكام الشرعية

 

كتب: لطفى عطية

طالبت دراسة أزهرية الاهتمام بالأقسام العلمية المعنية بالتفسير والحديث بدراسة السياق القرآني قبل استنباط الأحكام الشرعية.

وتطرقت الباحثة هناء علي أحمد نواية المدرس المساعد بكلية الدراسات الإسلامية والعربية فرع البنات بالقاهرة من خلال اطروحتها لنيل درجة الدكتوراه تحت عنوان: (الدلالة السياقية لألفاظ الرزق في القرآن الكريم)، والتي نالت بها درجة الدكتوراة "العالمية" في أصول اللغة مع مرتبة الشرف الأولى، مفهوم الرزق في معاجم اللغة، وعند الأصوليين، والمفسرين، وأهل الحديث، ثم بيان أهمية قضية الرزق في ضوء القرآن الكريم، مشيرة إلى دراسة دلالات مادة (رزق) من خلال نظريتي السياق اللغوي والقرآني، وما تضمن معنى هذه المادة من ألفاظ.

 

بلاغة الكتاب العزيز

ومن أهم النتائج التي أسفر عنها البحث أن للسياق دورٌ كبيرٌ في تحديد دلالات مادة (رزق) في القرآن الكريم، والوقوف على الألفاظ التي رادفته في السياق القرآني، وإن خصائص الألفاظ تزداد سعته وتتنوَّع مجالاته بمقدار اقتراب الباحث منه، وأن خصائص تراكيب القرآن الكريم مليئة بالأسرار البديعة التي بدراستها تظهر بلاغة الكتاب العزيز وجماليَّاته, كما أنَّ خصائص تراكيبه ليست في جوهرها فقط، وإنَّما هي طرائق تصوُّر، ومعانٍ تتولَّدُ في النَّفس، فربَّما كان تحديد دلالة اللفظ داخل التركيب جاء من خلال الإسناد، أو التكرار، أو التقديم والتأخير، أو الإشارة، أو من خلال لفظ ساعد في إيضاح المعنى، وربَّما كانت الدلالة من مفهوم الآية بمجملها، أو من خلال مفهوم المقطع القرآني كلُّه.

وتابعت: براعة الدلالة النفسيَّة في النص القرآني أمر يحتاج إلى استباطه إلى حسن الإنصات، وإمعان الفكر، والتأمُّل في المعنى الكامن وراء النص الكريم، والقرآن الكريم يستخدم كلّ مادة على منهج معيَّن ولاعتبارات دقيقة، كإيثار استخدام الصيغ الماضية في سياقات إظهار منته تعالى وسعته على عباده؛ لملاءمة تلك الصيغة لمعنى التحقق والثبوت فيكون ذلك أبلغ في صدق الخبر، وكإستخدام الصيغ المضارعة في المقامات الداعية لإفادة معنى التجدُّد والاستمرار، وما يُلائم سياقات هذه الصيغ من كونها مبنيَّة للمعلوم، أو مبنيَّة للمجهول أو مُدغمة أو مفكوكة الإدغام، وملاءمة السياق لصيغة المصدر الدال على الثبوت والدوام، وما إلى ذلك كما سبق توضيحه في فصل إختلاف الصيغ.

 

تفسير القرآن لنفسه

وتكمل الباحثة نتائجها قائلة: إن جاء لفظ الرزق على حقيقته في سياق الربوبيَّة وإثبات القدرة الإلهيَّة لذاته الجليلة – جلَّ وعلا – وهذا الأليق بمثل هذا السياق من الأسلوب المجازي، وإنَّ القرآن وحدة متكاملة، فلا يستفاد السياق اللغوي من النَّص المراد بيان معناه فقط، ولكنَّه يُستفاد من نصوص أُخرى في موضعٍ آخر، وهو ما يُسمَّى بتفسير القرآن للقرآن، أو النصوص الأُخرى المُتعلِّقة بالنَّص المراد بيان معناه، مع المقارنة بين هذه النصوص، لأنَّه لا يستطيع أحد من البشر أن يصل إلى التحديد الدقيق لمراد الله في آيات كتابه، خاصة أنَّ أسباب النزول يشكل جزءًا مهمًّا في فهــم السياق ولابد من استحضاره عند فهم النص، وفي الوقت نفسه لا تمثِّل أسباب النزول السياق كله، وأغلب السياقات تتعلَّق بشأن الرزق تدور حول الرد على منكري البعث، وإثبات قدرته تعالى على البعث والنشور، والاستدلال على وحدانيَّته ووجوده، وحث المؤمنين على شكر هذه النعمة،  وتقوى الله فيها من حيث مراعاة آداء حقِّ العباد فيه، وتحرِّي الحلال منه.

وأوصت بضرورة دراسة السياق القرآني قبل استنباط الأحكام الشرعيَّة، لعلَّ هذه هي مادة الدلالة اللغويَّة، وأن يكون السياق موضوعًا في أقسام التفسير والحديث، وأن يُعدُّ مُجديًا في فهم المعاني القرآنية والحديثية واستخراجها، وكذلك في سائر الكليَّات الأخرى المعنية بالقرآن والسنَّة، مشيرة إلى ضرورة تطبيق السياق كمنهج عملي على طالبات الجامعات لأنه أهم الوسائل والنظريات في تحديد المعنى المراد من النص.

 

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
4.0

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg