| 06 مايو 2024 م

د. سعد الشهراني: هدفنا مواجهة التيارات المنحرفة والمواقف المعادية للإسلام

  • | الإثنين, 7 مارس, 2016
د. سعد الشهراني: هدفنا مواجهة التيارات المنحرفة والمواقف المعادية للإسلام

الشورى .. كلمة سر النهضة الإسلامية ومفتاح حل الأزمات المعاصرة

الافتتان بثقافة الغرب ..نتيجة لمنطق "الغالب والمغلوب"

توحيد الرؤى والمواقف .. يمهد طريق النهضة

سايكوس بيكو.. رسمت خريطة التمزق السياسي للأمة

 

أكد الدكتور سعد الشهراني الأمين العام للهيئة العالمية للعلماء المسلمين برابطة العالم الإسلامي أن الاهتمام بالتعليم يقضي على التطرف ويساعد أبناء الوطن على الحوار البناء في إطار بناء الأمم والشعوب ورسم خريطة النهضة الحقيقية الساعية إلى الرخاء والتقدم والتعايش السلمي.

وأضاف الشهراني في حواره لـ"صوت الأزهر" أن منهج الشورى يجنب الأمة الوقوع في شر الفتن، ويساهم في دحر التعصب والاستبداد بالرأي، منتقداً الافتتان بالغرب وثقافته التي طالت المجتمع الإسلامي، مشدداً على أن التجديد مسئولية الدعاة لإنتاج خطاب ديني واع ومعاصر يساير النهضة والتطورات المجتمعية.

 

* بداية، ما دور الهيئة العالمية لعلماء المسلمين فيما يحدث لأمتنا حالياً؟

- الهيئة تعمل لتوحيد الرؤى والمواقف في القضايا الإسلامية الكبيرة، مثل مواجهة التيارات المنحرفة والمواقف المعادية للإسلام وما يهدد المجتمعات وهويتهم الدينية لتعزيز مكانتها في العالم بتوجيه المجتمعات إلى الحلول الشرعية للمشكلات للحفاظ على الهوية الإسلامية كما تعمل علي بيان واجبات العلماء وحقوقهم والدفاع عنهم وتوثيق الروابط بينهم لرفعة مكانتهم، بالإضافة إلى عقد ندوات ومؤتمرات عالمية وإبراز موقف العلماء حول القضايا المتنازع عليها ونشرها في برامج إعلامية عن طريق كل وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة بلغات مختلفة لتصل إلى شباب الأمة بمختلف أعراقهم.

 

* تواجه الأمة محنا وصراعات واقتتالا.. ما سبب وصولنا لهذه المرحلة الدامية؟

- لقد أخبرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أن أمته ستفترق: ".. تَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ مِلَّةً كُلُّهُمْ فِي النَّارِ إِلَّا مِلَّةً وَاحِدَةً، قَالُوا: وَمَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ: مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي" وفي هذا الحديث لم يسم لنا النبي الكريم فرقة، وإنما أوضح لنا المنهج الصحيح الذي نحتكم عليه، لهذا قال الرسول - صلى الله عليه وسلم: "تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً كتاب الله وسنتي"، فالأمة "إذا رجعت إلى كتاب الله وإلى سنة رسوله لن تضل، وفي موضع آخر لحديث شريف: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي وعضوا عليها بالنواجذ".

 

* الإسلام حثَّ على عدم التعصب في الآراء، فلماذا نغوص في بحور من التشدد والتطرف؟

- هناك فرق بين العصبية واتباع مذهب معين، فمن حقك أن تختار وتتبع أحد هؤلاء الأئمة لكن المشكلة في التعصب لمذهب معين مع إلغاء المذاهب الأخرى، ففي فترة من الفترات كان الجمود الفكري وصل أن الشافعي لا يصلي خلف الحنفي ولا الحنفي لا يصلي خلف الشافعي، كما أن الأمة تعيش حالة من التمزق السياسي بعد اتفاقية "سايكوس بيكو" وتقسيم الدول وأصبحت كل دولة تتبع مذهبا، وهذه إشكالية تحتاج إلى حل من المجامع الفقهية ومنظمة التعاون الإسلامي لاتحاد الرؤى حول هذه المشاكل؛ فالكثير لا يعرف كيف يختلف ولا كيف يتفق وإن كانت أراؤنا مختلفة، فالله جعل من طبيعة البشر الاختلاف، مصداقاً لقوله تعالى: "وَلَوْشَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَايَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ".

* اختر عنواناً نجتمع عليه ونسير على منهجه يخلصنا من الخلاف والاختلاف ؟

- أرى أن الشورى في الإسلام منهج قويم لا يلغي رأيا ولكنه يثري الفكر؛ فحكماء وعلماء الأمة يجتمعون على المنهج الرباني الذي علمنا به الرسول - صلى الله عليه وسلم- قوله تعالى "وأمرهم شورى بينهم"، بل أمر النبي الكريم وقال في محكم التنزيل: "وشاورهم في الأمر" وفي يوم بدر، نزل إلى مشورة أحد الصحابة حين أشار عليه أن يغير موقعه الاستراتيجي في المعركة وهو فرد من أفراد الأمة، بما يدلل أن الشورى تمثل التلاحم المجتمعي وانسجامه وعدم التسلط عليه؛ لأنه سيكون هناك رأي موحد يعلي من قدر المصلحة العليا للمجتمع.

* ما دور علماء المسلمين في ظل هذا التشتت وهل من وحدة تقربنا من نهضة حقيقية ؟

- لقد ظهرت آثار الغزو الثقافي من بعض المثقفين المسلمين الذين زاروا أوروبا، فتأثروا سلبا بعاداتهم الخاصة معتقدين أنها مثال جدير بالتقليد، كما قال ابن خلدون : "المغلوب مولع بتقليد الغالب" وليس أدل من ذلك، بما تراه في شوارع المسلمين ثم توسعت حالة الافتتان بالغرب وثقافته حتى طالت عامة المجتمع المسلم، خاصة في ظل الوسائل التكنولوجيا الحديثة لنشر هذه الثقافات دون تفكير في العواقب الوخيمة لهذا الانسياق على مقوماتنا وحضارتنا وعلماء المسلمين عليهم العمل المضاعف بالتطوير والتجديد في طرح المفاهيم والألفاظ لمواكبة قضايا المواطن العادي وقضايا المسلمين العامة ومعايشة آلامهم والنزول لمستوى رجل الشارع البسيط الذي يحتاج إلي إرشاد ديني ومناقشة الشباب في قضاياهم بالحوار ونبذ التعصب والعنف والتطرف الذي يتبني أفكار مغلوطة تجافي الدين الإسلامي وتسيء إلي مبادئه الداعية إلى التآخي والتعايش السلمي.

 

* من فترة لأخرى يظهر من يطالب بتجديد الخطاب الديني.. ما تعليقك؟

- شعار جيد ومطلوب ولكن بأيدينا، فالتجديد ليس في الأصول؛ فالثوابت محكمة والشرائع واضحة ولكن فيه متغيرات اليوم تحتاج إلى تجديد في الأساليب والطرح والإعلام في النزول للناس في التعامل مع الوسائل الحديثة من التواصل الاجتماعي لهذه الوسائل الحديثة؛ فقد صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها" فالتجديد ليس شأن فرد واحد، بل مجموعات تتكامل فيما بينها وتؤدي أدوارًا مختلفة وتخصصات علمية متباينة وحقولا معرفية تنتهي عند مصب المصدر الأصلي (الشريعة) وما يشهده العالم الآن من تطورات هائلة في مجال التقنية والمعلومات والاختراعات وأية نهضة أو تنمية في العالم الإسلامي ينادي بها المخلصون من دعاة الإصلاح إن لم يصدر من مفهوم ديني فهو محكوم عليه بالفشل، فلابد من إنتاج خطاب ديني واع ومعاصر ومنضبط يستطيع أن يساير النهضة والتطورات.

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg