| 06 مايو 2024 م

ألمانيا تغلق باب "القلق" وتستمر في فتح أبواب "الدعم" للمعاهد الإسلامية بجامعاتها

  • | الأربعاء, 9 مارس, 2016
ألمانيا تغلق باب "القلق" وتستمر في فتح أبواب "الدعم" للمعاهد الإسلامية بجامعاتها


من الخوف والقلق إلىالتأييد والدعم– هذا هو حال السلطة فى ألمانيا تجاه تدريس الإسلام فى المدارس والجامعات الألمانية.
فقد أعلنت الحكومة الألمانية مواصلة دعمها المالى للمراكز والمعاهد الإسلامية التى تقوم بتدريس الإسلام فى الجامعات الألمانية،جاء ذلك على لسان الوزيرة "يوحنا فانكا" أن الوزارة ستواصل دعمها لتلك المراكز والمعاهد المتواجدة فى خمس جامعات ألمانية وهى جامعة توبنجن ومونستروأوسنابروكوإيرلانجن وفرانكفورت. وجدير بالذكر أن تأسيس تلك المراكز والمعاهد قد جاء بناءً على توصية من المجلس العلمى عام 2010،والذى أوصى بتأسيسها فى أكثر من مدينة ألمانية. وتكمن مهمة تلك المراكز فى تأهيل النشأ المسلم وكذلك تدريب معلمين ومعلمات لتدريس مادة التربية الإسلامية فى المدراس الألمانية.
وقد تم تأسيس تلك المراكز والمعاهد فى الفترة من 2011 حتى 2012، وتم دعمها من قبل وزارة التعليم والبحث الألمانى بمبلغ 5 ملايين يورو لمدة خمس سنواتوستواصل الوزارة دعمها لتلك المراكز لخمس سنوات أخرى مقبلة.
وقالت الوزيرة ان إدخال هذا الفرع من العلوم إلى الجامعات الألمانية شكل تحديًا كبيرًا لأنه تطلب توفير كوادر علمية مؤهلة لهذا الغرض وتوفير مادة علمية جديدة لهذا الفرع الجديد من العلوم وتطلب كذلك العمل على إيجاد هيكل إدارى لتلك المراكز. ومن العجيب أن تلك المراكز قد أثبتت نفسها بشكل سريع فى مجال التعليم والبحث العلمي. وأضافت الوزيرة أن الدين الإسلامى وجد بتأسيس تلك المراكز موطنه فى النقاشات والحوارات الدينية العلمية، ويعد هذا إسهامًا كبيرًا وهامًا فى حوار الأديان. ويشمل هذا الدعم الذى تقدمه الوزارة دعم مناصب الأستاذية (الشاغرة) فى تلك المراكز وكذلك دعم مجموعات الباحثين والباحثات فى مجال العلوم اللاهوتية (العقدية)متعددة التخصصات، وكذلك المؤتمرات الدولية والتعاون العلمى الدولي. ويذكر كذلك أن زهاء 1800 طالب وطالبة يدرسون فى الوقت الحالى فى تلك المراكز، كما أن تلك المراكز تتعاونمع بعضها البعض من خلال المشاركة فى المؤتمرات، وتقوم أيضا بنشر مؤلفات علمية، وقد قاموا معًا فى صيف 2015 بتأسيس جمعية المجتمع الألمانى للدراسات العقدية الإسلامية (DEGITS).
وجدير بالذكر أن هذه الخطوة التى انتهجتها الوزارة قد لاقت ترحيبًا من الأساتذة العاملين فى تلك المراكز، ففى جريدة أوسنابروكر رحب الأستاذ بولنت أوكر (Bülent Ucar) مدير معهد الدراسات العقدية الإسلامية فى جامعة أوسنابروك بهذا الإجراء، حيث قال: "إن الحكومة تواصل نظرتها الإيجابية للمشروع وتوفر الدعم له أيضًا فى المستقبل".
وشدد بولنت على أن هذا القرار قرار صائب من ناحية السياسة العلمية وسياسة الاندماج، فالمناقشات والحوارات العلمية العقدية مع الإسلام من الممكن أن تساهم فى تحييد وتعميق ومواصلة تطوير الخطاب الديني.
وقالت يوحنا فانكا: "إن تطور تلك المراكز التى أسست فى خمس جامعات ألمانية فى الفترة من 2011 و2012 وتم دعمها بمبلغ 20 مليون يورو لخمس سنوات يعد قصة نجاح، فيمكننا القول إن هذا التطور يسير نحو الأمام بشكل جيد، كما أن أداء تلك المراكز وخبرتها يعدان أيضًا أمرًا جيدًا،فهناك تبادل علمى جدير بالاهتمام، كما أن تلك المراكز لفتت الانتباه على الصعيد الإقليمى والدولي. وبالنسبة لتفاصيل دعم المرحلة الثانية والتى ستبدأ فى 2016/2017 فما زال النقاش قائما مع المراكز والمعاهد وكذلك الولايات الكائنة بها".
وقالت الوزيرة إن تأسيس وبناء تلك المراكز لم تكن مهمة سهلة، فعلى سبيل المثال احتاجت تلك المراكز إلى أساتذة يقومون بالتدريس، لأنه فى ذلك الوقت لم يكن هناك خريجون متخصصون فى الدراسات الإسلامية العقدية، حيث ان هذا التخصص لم يكن موجودًا من قبل، كما أن تطور تلك المراكز الخمسة قد أثبت الآن النهج الذى انتهجته الحكومة الاتحادية.
وأكد بولنت أن ألمانيا غدت فى فترة وجيزة من الناحية الهيكلية رائدة فى هذا المجال، وأن كثيرًا من أنشطة تلك المعاهد ما كان لها أن تقام لولا هذا الدعم الكريم الذى قدمته وزارة التعليم والبحث العلمى وكذلك وزارة البحث العلمى التابعة لولاية سكسونيا السفلى. وأشار بولنت فى حديثه إلى أنه قد تم عقد العديد من المؤتمرات والندوات والحلقات النقاشية شارك فيها أكثر من 700 باحث وباحثة من داخل وخارج ألمانيا.
هذا وقد قام الرئيس الألمانى يوأخمجاوك فى عام 2013 بزيارة مركز الدراسات العقدية الإسلامية بمونستر واصفًا إرساء هذا الفرع من العلوم فى الجامعات الألمانية بأنه فصل مهم فى التاريخ المعاصر.

وحدة الرصد باللغة الألمانية



طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg