| 25 أبريل 2024 م

خلال جلسات مؤتمر "علاج الانحراف الفكري" بأزهر أسيوط.. علماء ومفكرون يضعون روشتة "سريعة المفعول" لمواجهة الفكر المنحرف

  • | الأربعاء, 2 مارس, 2016
خلال جلسات مؤتمر "علاج الانحراف الفكري" بأزهر أسيوط.. علماء ومفكرون يضعون روشتة "سريعة المفعول" لمواجهة الفكر المنحرف

د. مصطفى سمير: نقوم بواجبنا تجاه تحصين الشباب ضد الغزو الفكري
د. مجدى عاشور: الفكر المتشدد انتج أفكارا لا تليق بتعاليم الدين
د. ناجح إبراهيم: من لا يحسن الحب بين الناس لا يصلح للدعوة
د. إمام الشافعي: الصحابة أول من حافظوا على الأثار الفرعونية
د. يونس عبدالله: منهج أهل السنة والجماعة ..سر صمود الإسلام في الصين
د. فراج المطيري: تفعيل دور الجامعات يحمي الشباب من التطرف

وضع علماء ومفكرون روشتة "سريعة المفعول" لمواجهة الفكر المنحرف، خلال جلسات مؤتمر "علاج الانحراف الفكري" بأزهر أسيوط.
وأكد الدكتور ناجح ابراهيم، المفكر الإسلامي، أن نقاط تجديد الخطاب الدعوي عدة أنواع، أولها خطاب الهداية والتهذيب، موضحا أن الله يسألنا عن هداية الناس وليس تكفيرهم، وأما التكفير فهو يخص القاضي لأن الدعاة ليسوا قضاة، مشيراً إلى أن النوع الآخر هو الخطاب التيسيري أو التبشيري.
وأضاف إبراهيم خلال كلمته بالجلسة الأولى بمؤتمر جامعة الأزهر الدولي بأسيوط بعنوان "علاج الانحراف الفكري" أن النوع الآخر هو خطاب الأخوة الذي قال الله "وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا"، موضحا أن الله تعالى وصف عاد وأهله بـ"الأخوة" من قبل أن يرسل إليهم، فالداعي الذى لا يحسن الحب لا يصلح أن يدعو لله، فالأخوة مطلوبة بين الناس.
وأشار د. ناجح إلى أن خطاب الأولويات يجب أن يتطرق إليه من يفهم في فقه الأولويات، مدللاً بسؤال أهل العراق عن حكم قتل "البراغيث" فأجيبوا "قتلتم أهل الحسين وتتسائلون عن حكم قتل البراغيث" فهنا قدموا أمور ليست مهمة وأخروا أمور مهمة ولم يقدروا الأولويات، مطالباً بضرورة التحلي بخطاب "المرونة" لأن الإسلام جمع بين الثبات والمرونة لتوافق كل عصر وكل طباع الناس على مختلف أشكالهم وطبائعهم، متطرقاً إلى خطاب "المساواة"، لأن كل الأنفس معصومة في دمائها، بالإضافة إلى خطاب السلامة الذي يرفع شعار علة القتال فى الإسلام هى المقاتلة والدفاع عن النفس وهنا لابد من تغييير مقولة "دم الكافر مباح" لأن الفقهاء شرعوها في وقت الحروب فقط.

فهم التراث
وقال الدكتور مجدى عاشور، المستشار العلمي والاكاديمي لمفتى الجمهورية، إن الأخلاق من الثوابت الرصينة، منوها إلى أن التيارات المتشددة انغلقت على النصوص، لذا فإن الفكر المتشدد انتج أفكارا لا تليق بتعاليم الدين ، مشيراً إلى أن ضرورة فهم التراث الإسلامي بشكل صحيح حتى لا يؤدي إلى الانحراف الكبري أوله الخلل في الفهم الحقيقى للنصوص التراثية من خلال بعض المغرضين الذي لا يعرفون عن التراث شيئا، وثانياً التطبيق المبني على الفهم المغلوط ليصدق فيهم قول الله تعالى في محكم التنزيل: "قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً"، مشيراً إلى أن هناك مشكلة فى طريقة عرض المعلومة والرد عليها، وكذلك التأخر في الرد على الشبهات للذين يسيئون للإسلام والأزهر.

وأضاف الدكتور مصطفى سيد سمير، عميد كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر بأسيوط، أن الكلية تقوم بواجبها تجاه الشباب لتحصينهم من الغزو الفكري، وما يصدره إلينا من أفكار منحرفة تهدف لهدم الثوابت الدينية، لافتاً إلى أن التصدى لنشر الأفكار المنحرفة من أهم الواجبات الملقاه على عاتق الباحثين والمفكرين والدعاة لمكافحته، مشيراً إلى أن الأمة التى ينصرف أبناؤها إلى الهدم والتخريب سوف تخسر على المدى القريب والبعيد، مطالباً بنشر الوعى الفكرى حتى يعى الجميع بالفكر البناء وينهضوا بأوطانهم ويدافعوا عنه أمام الهجمات التى يتعرض لها.

تخريب الآثار
وأشار الدكتور إمام الشافعي أستاذ التاريخ والحضارة بكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر بأسيوط إلى إن الآثار تتعرض الآن إلى الكثير من المشكلات وفى مقدمتها أعمال التخريب والتدمير من الجماعات المتطرفة، منوها أن الله وصف المعتبرين بالآثار بأولى النهى، مصداقاً لقوله تعالى في كتابه العزيز: "أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِأُولِي النُّهَى".
وأضاف الشافعي خلال تقدميه لبحثه باليوم الثاني للمؤتمر والذي جاء بعنوان "موقف الإسلام من آثار الأمم السابقة" أن القرآن الكريم به أكبر الأدلة على المحافظة على الآثار، مصداقاُ لقوله تعالى: "فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً"، لافتاً إلى أن الجماعات المتطرفة تحطم الآثار حالياً مستغلين تحطيم النبى صلى الله علي وسلم أصنام مكة، ولكن النبى كان قد حطمها لسببين وهما أنها كانت تعبد من دون الله، وثانيها كانت هذه الآثار تزييف للتاريخ وليست حقيقية لمكانة مكة المكرمة كمركز للعبادة، مشيراً إلى أن الصحابة ساروا فى نهجهم فى التعامل مع آثار الأمم السابقة، بالمحافظة عليها وعدم التعرض لها، ولو أنهم وجدوا سندا شرعيا يبيح تدميرها لفعلوا، ولكنهم أبقوا على هذه الآثار ومفى مقدمتها أثار مصر القديمة سواء كانت فرعونية أو رومانية أو يونانية ومازالت تملأ ربوع مصر منذ بنائها.

منبع الوسطية
وقدم الدكتور يونس عبدالله المحاضر بالجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا، بحثا بعنوان "الإسلام فى الصين فى الماضى والحاضر.. رؤية موضوعية لواقع المسلمين وتحدياتهم وكيفية مواجهتها"، والتي جاء في مقدمة بحثه أن القاعدة المشهورة فى مصر "اطلبوا العلم ولو فى الصين" تقابلها فى الصين مقولة كبيرة تقول "اطلبوا العلم ولو فى الأزهر الشريف"، فإن الأزهر يعمل على نشر وسطية الإسلام وشريعته.
وأضاف الباحث أن السبب فى تقديمه البحث ما يعانيه المسلمون في كافة أنحاء العالم من تشويه صورة الإسلام بتقديم السلبيات فى الإعلام الغربي، وانطلاقاً من هذه الخلفية يحاول البحث تقديم صورة موضوعية لوضع الإسلام والمسلمين فى الصين، مشيراً إلى أنه على يقين بضرورة العودة إلى الله حتى يتحقق قول الله تعالى: "كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ"، منوها أنه ذاق كثيرا من الجشع بعد الانفتاح الاقتصادي في الصين حتى أصبح هم الجميع جمع المال.
وأوضح عبدالله أن بقاء المسلمين في الصين يرجع إلى جهود العلماء المخلصين، والالتزام بمنهج أهل السنة والجماعة ووسطيته والعمل به دون إفراط او تفريط، رغم المواجهات التى يواجهها المسلمون هناك، متمنياً من الأزهر والجامعات الإسلامية الاهتمام بأبنائها المسلمين الصينيين والعمل على تربيتهم وتوجيههم بالفهم الصحيح فى الإسلام حتى ينتشر الإسلام فى ربوع الدنيا.

الإنحراف والإرهاب
أكد الدكتور فراج محمد فراج المطيرى عضو هيئة التدريس فى لجنة تأهيل أصحاب الفكر المتطرف بوزارة الداخلية الكويتية، وأستاذ الفقه بكلية التربية الأساسية فى الكويت، بحثا بعنوان "الإنحراف الفكرى المؤدى إلى الإرهاب المنسوب للتراث الإسلامى"، أن الغلو فى التكفير من أسباب الإنحراف الفكري، وهو ما فعله الخوارج والذى وصفهم عبدالله بن عمر هم شر الخوارج نزلوا آيات على المؤمنين وهى نزلت على الكفار، منوهاً إلى أن الخوارج بغلوهم في التكفير استحلوا دماء المسلمين، حيث أن التكفير حكم شرعى لابد من التثبت فيه.
وأضاف فراج أن من أسباب الإنحراف الفكرى المنسوب للتراث شبهة إخراج أهل الكتاب من جزيرة العرب واستحلال دمائهم، لافتاً إلى أنه لابد من تفعيل دور الجامعات في التوعية المجتمعية من خطر الانحراف الفكري المؤدي للتطرف والإرهاب وخاصة الشباب عن طريق عقد دورات والبرامج والمؤتمرات المعنية بذلك، مشيراً ضرورة التنسيق بين أولياء الأمور لاحتواء الشباب الذين عليهم علامات الغلو المبكر، وإنشاء وحدة متخصصة فى الجامعات تعنى بالمناصحة والتوعية المجتمعية بمخاطر الانحراف الفكرى المؤدى للتطرف والإرهاب.
أحمد نبيوة
طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
3.0

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg