| 28 مارس 2024 م

في المؤتمر الدولي لجامعة الأزهر بأسيوط.. قادة الوسطية يطلقون قذائف الحق على حملات تشويه التراث الإسلامي

  • | الأربعاء, 2 مارس, 2016
في المؤتمر الدولي لجامعة الأزهر بأسيوط.. قادة الوسطية يطلقون قذائف الحق على حملات تشويه التراث الإسلامي

د عباس شومان: ‫‏مناهج الأزهر علمت العالم الاعتدال ‬
د. شوقي علام: تأسيس منهجية لفهم التراث الإسلامى
د إبراهيم الهدهد: رجال الأزهر .. قادوا حركة التجديد
د. مختار جمعة: فهم التراث وسيلة سليمة لمعالجة الفكر المنحرف
د. محمد عبد الشافي: علينا الاستفادة من جهود المجددين
د أسامة عبدالرؤوف: هناك ضوابط تشريعية لحفظ التراث الفكري

أكد الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر الشريف أن واجب الأزهر والمثقفين الحقيقيين، التصدى لحملات تشويه التراث الإسلامى الذى أصبح خطرا على مجتمعاتنا، معولاً على دور شباب مصر فى هذه المرحلة الحاسمة بعدم الانسياق وراء الأفكار المتطرفة.
وأضاف وكيل الأزهر، فى كلمته التي ألقاها نيابة عن فضيلة الامام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، بمؤتمر جامعة الأزهر الدولى بأسيوط، والتي جاء بعنوان "الفهم الصحيح للتراث الإسلامى وأثره فى علاج الانحراف الفكرى"، أن مصائب الدنيا كلها حملت على تراث الإسلام كما يزعم المغرضون، منوها أن الاسلام موجود منذ مايزيد عن أربعة عشر قرنا من الزمان ولم نسمع تسببه فى مشاكل حدثت من قبل، مشيراً إلى أن التراث له الفضل في تجنيب الأمة العديد من الكوارث، وأنه ليس فيه مشكلة لنصححها ولكن يجب فهمه بشكل حقيقي وفاعل كما فعل علماء الإسلام الحقيقيون، خاصة في ظل مكائد شاشات الفضائيات وعدم الالتفات إلى جهود العلماء للدفاع عن التراث ودحض أقوال المغرضين.

النقد البناء
وأوضح شومان أن المعصوم هو القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، مشيرا إلى أن العلماء يقبلون النقد، وأن من يريد النظر فى كتب التراث يجب أن يملك القدرة على التعامل معها ويطرح علما مؤصلا لنستمع إليه، موضحاً أن علماء الأمة وأئمة المذاهب، بشر يصيبون ويخطئون ولا مانع من انتقادهم، ولكن هناك فرق بين نقد العلماء والتراث وبين النقد الذى يتطاول فيه البعض على علماء الأمة بشكل لا يليق، متابعاً: "شريعة الإسلام متجددة، كما أن النبى جدد كثيرا من الأحكام، فكان ينهى عن كتابة غير القرآن، حتى أذن للصحابة بكتابة السنة النبوية، كما نهى عن زيارة القبور، حتى أذن بزيارتها لأنها تذكرهم بالآخرة".

شروط التجديد
وأشار وكيل الأزهر إلى أن المجددين في الإسلام لا يرتبطون بقرن ولا بأي وقت من أوقات الناس ولا ينحصرون في مجدد واحد بل أكثر من مجدد في مختلف التخصصات فمن يجددون للناس أمر دينهم لا ينقطعون ومن يقف في طريق التجديد لا يتبع الشرع المتجدد، مشيرا إلى أن الإسلام دين متجدد حتى في طريقة وصوله للناس، فمعظم الأحكام لم تنزل مرة واحدة بل جاءت متتابعة حتى اكتملت وأنها قابلة للاجتهاد طبقا لأحوال الزمان والمكان، موضحاً أن النبي الكريم باشر التجديد في أقل من ربع قرن من الزمان جدد فيها كثير من الأحكام، وعلى نهج النبي سار الصحابة رضوان الله عليهم.

وشدد شومان على أن علماء الأزهر قادرون على التعامل مع التراث، مطالباً من لا يملك من العلم شيئا الابتعاد بجهله عن إضلال الناس متسائلا "ماذا لو أخذنا بأقوال هؤلاء وحذفنا آيات الجهاد مثلا وجاء الاحتلال نقول لهم ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين"، مشدداً على أن مناهج الأزهر علمت العالم الاعتدال والوسطية ولن نقبل أن تتهم بالعنف، لافتاً إلى أن الأزهر الشريف يقبل النقد في المذهب الواحد والمسألة الفقهية الواحدة، مشدداً على أنه يقدر نقد المناهج والتراث بموضوعية دون التجاوز الذي سوف نقف له بالمرصاد.

الملاذ الآمن للأمة
وطالب الدكتور إبراهيم الهدهد رئيس جامعة الأزهر بتطوير المناهج التعليمية لمواجهة مستجدات العصر، والوقوف ضد المحاولات التي تهدف المساس بتراثنا وعقائدنا الإسلامية السمحة، مؤكداً أن مؤسسة الأزهر الشريف الملاذ الآمن للجميع منذ نشأتها، لافتاً إلى اتخاذ خطوات ملموسة في سبيل تطوير المناهج التعليمية بالأزهر الشريف، وتعميم ذلك من خلال لجنة تطوير التعليم التي تمارس عملها بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم.
وأضاف الهدهد أن البعض يريد أن الجور على تراثنا الإسلامى، مؤكدا أنه فى ظل وجود الازهر الشريف سوف يبطل هذا التدبير، لأن رجال الأزهر هم الذين قادوا حركة التجديد فى مصر بعهد محمد على، وألفوا كتب عدة فى كافة المجالات حتى فى التخصصات العملية، مشيراً إلى أن الأزهر أنصف المراة وعقد لها مجالس علم، منوها أن من يقولون أن الأزهر لايطور نفسه واهمون، لأن قلعة الوسطية على مر التاريخ يجتهد فيها علماء يكتبون فقها جديدا لما يستحدث للقضايا المعاصرة، مستنكرا الهجمة الشرسة التى تحاك للأمة فى الهجوم على التراث الإسلامى ومحاولة هدمه واقتلاعه من جذوره، مشدداً على أن من يهاجمونه لا يعرفون عنه شيئا.

مجهودات العلماء
وشدد الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية على ضرورة وجود منهجية وضوابط واضحة لفهم التراث الاسلامى فهما صحيحا وادرك الواقع بكل إبعاده ثم بيان الحكم الشرعي، ما يلتزم به علماء الأزهر الشريف ودار الإفتاء، محذراً من مغبة تجاهل البعض لهذه المنهجية ولجوئهم إلى مصادر أخرى.
وأضاف مفتى الجمهورية أن التراث نتاج عقلي لتعامل العقل على مر العصور مع النص الشريف والأدلة مع الواقع، موضحاً أن العلماء بذلوا جهودا كبيرة ولم يقصروا عن إدراك الواقع أو فهم الأدلة وتطبيقها على أرض الواقع ونحن نفخر بهم ونعتز بتراثنا، مؤكدا أن دورهم لم يقتصر على العلم الشرعي فقط بل في جميع العلوم مطالبا بالمنهجية في الاستفادة بالتراث الاسلامى والاستفادة من سماحة الشريعة الإسلامية، مشيراً إلى أن الجهود التى تبذل لفهم تراثنا الإسلامى على مر العصور وفهم الأدلة وتطبيق هذا الفهم قائلا: "نحن نعتز بتراثنا ونتاج هذا العقل لأن هناك جهودا مضنية على كافة المستويات قد بذلت أدلى فيها المسلمين بدلوا غير منقوص وعلى رأسهم الأزهر الشريف وأئمته وعلماؤه وطلابه "، مؤكدا أن دورهم لم يقتصر على العلم الشرعى فقط بل امتد ليشمل كافة جوانب الحياة.

جيل من العلماء
من جانبه، أكد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف أن أهل الباطل لا يعملون إلا فى غياب أهل الحق، مؤكداً أنه إذا تم التحرك علمياً بشكل صحيح سوف يتم غلق الأبواب على هؤلاء المتطرفين فكراً، مشدداً على أن فهم التراث وسيلة سليمة لمعالجة الفكر المنحرف، لافتاً إلى ضرورة انتشار المؤتمرات الدينية في جميع المحافظات وعدم انعقادها فى القاهرة فقط، مع التشديد على تجريم ازدراء الأديان السماوية، لعدم التطاول على المقدسات الدينية، مطالباً بإعداد جيل من العلماء يجمع بين الأصالة وفهم الواقع فهما صحيحا، لإحداث التوازن بين فهم الثوابت والوقوف على الأحكام التى تناسب العصر.

قطع ألسنة المتطاولين
من جانبه، قال الدكتور محمد عبدالشافي نائب رئيس جامعة الأزهر سابقاً، رئيس المؤتمر أنه نظرا لحالة التخبط الفكري الذي تشهده مجتمعاتنا الإسلامية وتباين موقف الناس في نظرتهم للتراث الإسلامي ظهرت الحاجة إلى عقد مثل هذا المؤتمر للرد على من يزعمون أن التمسك بالتراث الإسلامي يعنى التمسك بالماضي، وأنه سر تخلف الأمة وتأخرها والإقبال على ما يسمى بالحداثة دون تحفظ لأنها بزعمهم تحمل سر تقدم الأمة ونهضتها، لافتاً إلى أن الحكمة تقتضى المحافظة على الأصالة في تراثنا الإسلامي بالفهم الصحيح المنضبط بالقواعد والأصول العلمية بما يدفع عنا الانحراف الفكري وأن لا نغفل المهم والمفيد لنا من جهود المجددين، ما دام التجديد يرتكز على أصول راسخة وجذور ثابتة مستوحاه من روح التراث ومعطياته، بما يحفظ على الأمة الإسلامية هويتها ويمكنها من أداء دورها ورسالتها ودورها المنشود.

وأضاف عبدالشافي أن الهدف الرئيسي لانعقاد المؤتمر بيان المنهج السديد في التعامل مع التراث الإسلامي في ضوء فكر أئمة المسلمين عبر العصور، واعتماد الحوار العلمي المرتكز على الأدلة والبراهين في مناقشة الأفكار المنحرفة مع وضع ضوابط تشريعية لحفظ التراث الفكري والمادي، كما يهدف المؤتمر إلى ترسيخ مبدأ الحوار الموضوعي الهادف إلى علاج قضايا الأمة ومشكلاتها، وتوسيع دوائر الحوار الفكري الناضج ليشمل إلى جانب المتخصصين المفكرين والأدباء والقانونيين والمعنيين بالمجتمع والفن والآثار، والاستفادة من جهود المجددين في التراث الإسلامي عبر القرون.

ولفت عبد الشافى إلى أن عدد المخطوطات العربية والإسلامية المنتشرة فى مكتبات العالم تقدر بـ4 ملايين مخطوطة حتى قال البعض إنه لو جمعنا ما صنفه العرب والمسلمون لغطت أوراقهم الكرة الأرضية، مضيفا أن التراث تعرض لنكبات حقيقية منها العدوان الذى كان يشنه المستعمر بإحراقه تارة وإلقائه فى الأنهار والبحار ومرورا بإساءة فهمه وانتهاء بمحاولة اقتلاعه من جذوره، قاصدا ما نسمعه ليل نهار من تطاول لأذناب المستشرقين على تراثنا وشيطنته أمام العامة بأنه الملهم لفكر جماعات التطرف والإرهاب وأن تعاليم الدين فى كتب التراث صنعت داعش وغير داعش ولهذا ينبغى شطبه وحذفه بالكلية، مشيراً إلى أن هؤلاء لن يستطيعوا المطالبة بحذف كلمة واحدة من رواية أخرى أو كتب غير التراث الإسلامى، منوها أن هؤلاء لا يفهمون النصوص الصحيحة التى جاءت بها الرسالات السماوية ما يعبر عن انحراف فكرهم، موضحاً أن القرآن نص على انهيار حضارات وأمم سابقة بسبب انحرافهم فكريا.

الحوار العلمي
وأضاف الدكتور اسامة عبدالرؤوف نائب رئيس الجامعة لفرع أسيوط أن مؤسسة الأزهر الشريف برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الازهر لها السبق والريادة في تناول كافة الموضوعات وطرح كل القضايا المجتمعية والعمل على إيجاد حلول ناجزة لها من خلال اجتهاد العلماء في كافة التخصصات، مشدداً على أن المؤتمر يهدف إلى بيان المنهج السديد في التعامل مع التراث الإسلامي في ضوء فكر أئمة المسلمين عبر العصور واعتماد الحوار العلمي المرتكز على الأدلة والبراهين في مناقشة الأفكار المنحرفة.

وأوضح عبدالرؤوف أن هناك ضوابط تشريعية لحفظ التراث الفكري والمادي وترسيخ مبدأ الحوار الموضوعي الهادف في علاج قضايا الأئمة ومشكلاتها وتوسيع دوائر الحوار الفكري الناضج، ليشمل إلى جانب المتخصصين، المفكرين والأدباء والقانونيين والمعنيين بالمجتمع والفن والاستفادة من جهود المجددين في التراث الإسلامي عبر القرون، لافتاً إلى أن محاور المؤتمر ركزت على مفهوم التراث الإسلامي وأهميته ومؤهلات قراءته، بالإضافة إلى مناهج الفهم الصحيح للتراث الإسلامي، ودور الأزهر والمؤسسات الإعلامية والثقافية في حفظ التراث الإسلامي وتجديده، فضلا عن إلقاء الضوء على الانحراف الفكري وخطره على التراث الإسلامي، ومناقشة دور التشريعات القانونية في حفظ التراث الإسلامي، ودفع محاولات نشويهه.

وقال ماجد عبدالكريم سكرتير عام محافظة أسيوط أن الأزهر له دور كبير في نشر الفكر الوسطى في ربوع العالم الإسلامي، مشيدا بجهود مؤسسة الأزهر الشريف جامعا وجامعة التى تعتبر مركز إشعاع روحي لجميع المسلمين في العالم، منوها إلى أن الإسلام يدعو إلى السلام والمحبة وأن كافة الجماعات التي تمارس العنف بعيدة كل البعد عن فلسفة الإسلام وتعاليمه وزيادته مؤكدا على ضرورة الفهم الجيد والصحيح لتراثنا الإسلامي.

تغطية: حامد سعد – أحمد نبيوة
طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg