| 29 مارس 2024 م

رئيس الفيدرالية الإسلامية بكتالونيا بأسبانيا: الحقد الأوروبي الدفين للإسلام .. بات معلنا!

  • | الخميس, 3 مارس, 2016
رئيس الفيدرالية الإسلامية بكتالونيا بأسبانيا: الحقد الأوروبي الدفين للإسلام .. بات معلنا!
ـ الإسلام سيدخل كل البيوت الأوروبية .. بشرط
ـ دورات تدريبية لمسلمي أسبانيا في كيفية التعامل مع الآخر
ـ الاعتراف بأخطائنا أول طريق الإصلاح
ـ التعصب للأشخاص والمناهج .. مصيبة أضرت بالأمة
ـ الاستثمار فى الإنسان .. اللبنة الأولى فى بناء الأوطان

أكد فؤاد برنى رئيس الفيدرالية الإسلامية بكتالونيا بأسبانيا أن الاعتراف بأخطائنا أول طريق الإصلاح لمسيرة حياتنا حتى تكون تجربة للتعلم والإنطلاق ودافعاً للنجاح، مضيفا أن نصرة الدين لا تتأتى إلا بجهود مباركة ونية صادقة..
وأضاف برنى لـ "صوت الأزهر": علينا أن نملك نظاما فكرياً ومنهجياً برؤية موضوعية واعية لكل الأحداث والمستجدا بإنشاء مراكز بحثية بكل الجامعات ترصد ما يهم الشأن الإسلامى للعمل على أيجاد حلول وتطبيقها على نماذج حتى تعمم فيما بعد على كل الأصعدة..

المسلمون متوحدون فى العبادات والشعائر ومع ذلك نجد الخلاف والاختلافات على أشدها فى كل مناحى الحياة مما أدى إلى ما نحن فيه الآن.. برأيك ما الاسباب؟
هناك أسباب مؤدية لهذا الإختلاف منها التعصب للأشخاص والمناهج وهذه مصيبة أضرت بالأمة الإسلامية وأخرت ركبها وشغلتها بالخلافات والردود حتى أحاط بنا الأعداء من كل جانب وأصبحنا لا نقبل الاخر أو المخالف سواء رأيا أو فكرا فإما أن تكون معى أو عدوى لأن بعض الناس يرى أن منهجه ووسيلته وطريقته هى الصائبة ولا أصوب منها أما غيرها فخطأ وأنه يجب على الناس أن يمضوا على منهجه وأن يسلموا لطريقته وهذا خلل عندنا كمسلمين أو عرب فبعض الناس ضيق الأفق لا يتسع صدره للمحاورة أو تبادل الاراء من البداية ولا للنقاش فهو يغلق عليك الطريق منذ أول وهلة مقرراً رأيه ومسفها لما سواه فما بالك إذا كان المحاور لك أخا من إخوانك المؤمنين؟ أفلا يكون أحق بالسماع له ولو تأملت الخلاف بأنواعه واستعرضته لأقررت بوجود الخطأ وهو البوابة الأم لوقوع الخلاف والاختلاف وقد تكون أساسها شائعات من هنا أو هناك دون التحرى والتبين والتثبت من الخبر المنقول وما أكثرها هذه الأيام فى المواقع المختلفة التى تمطرنا بالأخبار دون النظر بعمق فى محتواها أو مصدرها وبغير روية وعدم التسرع فى الحكم أو غلبة العاطفة على العقل فالخلاف يقع فى الكون بأكمله فى المجتمع الصغير بدءا بالأسرة ثم القرية ثم المدينة ثم الشعب ثم الأمة ثم العالم أضف إلى ذلك فساد التصور للأمور عند البعض وهناك من يحب الخلاف لذاته حتى يجد لنفسه مكانا.
ما آداب الخلاف والاختلاف من وجهة نظرك التى تجنبنا الكراهية والعداوات؟
قال تعالى (وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى) العدل من سمات الحوار أى الأستماع من الطرفين كل بوجهة نظره حجة ورأى حتى لا تصدر أحكاما على شخص قبل أن تحاوره وتسمعه بهدوء وتواضع فى الرد لا جازما بالحق حتى يتأمل حجتك ويدلى بحجته ويستأنس للحوار وتحديد محل الخلاف هل هو مسألة قطعية او ظنية ولابد أن يكون هناك فنون للحوار فى التعامل مع الخلاف وأهله بأدب وروية حتى يسير على أسس الحوار العلمى الصحيح بحسن الظن ويتمنى للمخالف العودة إلى الطريق الصحيح وهو من سمات سلفنا الصالح.. فنختلف ولكن لا يزايد أحد على الاخر أنه يحب وطنه أكثر منه لأن هذا هو المدخل الأول للخلاف المذموم المنهى عنه وذكر جوانب الاتفاق قبل الاختلاف والانصاف للمخالف ولو كان عدواً لك والعمل بمبدأ: رأيى صواب يحتمل الخطأ ورأى غيرى خطأ يحتمل الصواب .
الغرب يصر على إلصاق التهم بالإسلام معتمداً على حوادث فردية حتى يظهره على أنه دين دموى.. كيف تقيم هذا وأنت تعيش وسطهم؟
هناك عاملان لذلك : الأول الحقد الدفين على الإسلام مع اختلاف المستويات حتى فى أسبانيا التى نعيش فيها.. الغرب يحاول ما أمكن طمس هذا الإسلام وإلصاق أى تهم به خوفا أن تتجاوب الشعوب الأوروبية وتدخل فى الإسلام لأنه لو فتح المجال للمسلمين أن يعرفوا عن أنفسهم وعن دينهم لغزوا كل البيوت الأوروبية لأنهم يعيشون فراغا روحيا وتربويا وأخلاقيا وكله موجود فى الإسلام الحمد لله لذلك تجد هناك حربا معلنة على الإسلام تسهل عليهم المهمة اذا لم يؤد المسلمون الصورة الحقيقية عن سماحة الإسلام بممارسات يمارسها المسلمون فى الخارج وهذه أخطاء نتحملها نحن لأننا لا نعرف تسويق أمور ديننا وثقافتنا بل نعطى صوراً فظيعة عن الإسلام والمسلمين حتى أننا لا نحسن الحوار مع بعضنا البعض كذلك الكيل بمكيالين فى القضايا التى تخص المسلمين مع غيرهم .
كيف نصحح الصورة النمطية عن الإسلام فى الغرب؟
يجب توعية شعوبنا واستثمار أموال العرب فى التعريف بالإسلام لمعايشة الصورة الحقيقية للإسلام حسب الزمان والمكان الذى نعيش فيه ونعيش واقعنا ببساطة وعدم تعقيد الأمور أكثر من اللازم ونتعلم من ديننا اليسر وتقديمه فى شكل بناء جسور الحب فى الله فى ظل التغيرات السلوكية والأفعال والاختراقات التى يسربها لنا الاعداء أى نعيش الحياة بطريقة سلسلة نصلى ونصوم ونؤدى الزكاة كل شخص يبدأ بنفسه يغير سلوكياته بصدق ويفعل الأشياء المقتنع بها دون خوف سعيا لرضا الله لا لرضا أشخاص.. يجب نغير أبنائنا ونصحح لهم ونحاورهم.
برأيكم.. ما خطوات الخروج من المتاهات التى أوقعنا أنفسنا بها وأصبحنا فى ذيل الأمم وهل يمكننا الرجوع مرة أخرى للنهضة المنشودة؟
أولى خطوات النجاح الاستثمار فى الإنسان فهو اللبنة الأولى فى بناء الأمة ونهضتها فاذا نال الاهتمام تجمعت اللبنات الأخرى وكونت بناية جميلة هكذا الأمة فتعليم ادارة الإنسان لذاته ببراعة فى التعامل مع نفسك بواقعية ومنهجية وقيم عقائدية حثنا عليها ديننا يجعلنا نسير فى الاتجاه الصحيح فحياة الإنسان هى نتاج فكر وعقل والمحرك الرئيسى للافعال فالتفاؤل دون عمل كالاستمرار فى دعاء الله بإحياء ميت.. والإيجابية لا تعنى إنكار الصعوبات وتجاهلها وإنما تعنى طرح الإحباط والانكسار أمامها وتدعونا لنتعلم من الإخفاقات ونلقيها خلف ظهرنا فلا نعيش معها ونتباكى عليها طيلة حياتنا.. قال الله تعالى {لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} الكل يعمل فى منظومة محددة من الثواب والعقاب.. بدون شيء من الانضباط لا يصلح الإنسان لشيء يصبح تسيره أهواؤه ونزواته ‏لا يؤمن بالقيم ولا بالمثل ولا بالدين فهو متحلل من كل التزام خارج عن كل نظام‏ لا وزن له فى الحياة نجعله يُظهر الدين فى تصرفات لا أن يتعامل مع الدين على أنه عادة لأن الدين يضبط إيقاع الحياة الإنسانية ونعمل على وقف استنزاف الموارد المتاحة لدينا وإصلاح المنظومة الاجتماعية والأخلاقية.. إن نهضة الأمم عملية ممازجة ومواءمة بين الذات والواقع .
كيف نتعلم من الماضى وننظر إلى المستقبل بثقة التغيير للافضل؟
التاريخ نتعلم منه الدروس والعبر لتحليلها والاستفادة منها لما يحدث لنا فالإنسان مجبول على التطلع للمستقبل واستقراء أحداثه وتحولاته واستجلاء غوامضه وخوافيه ففيه الأمل الذى يدفع على العمل فلا يصح أن نقول ان دين الله منصور ونحن نتواكل ونمضغ الحديث ونتخذ ذلك تكأة للقعود فنصر الدين لا يأتى إلا بجهود مباركة ونية صادقة قرأت المعطيات وتذرعت بالاسباب لعدم الوقوع فى أسر المفاجآت والانسياق لردود الأفعال الوقتية العابرة فعلينا أن نملك نظاما فكريا منهجيا جاداً ورؤية موضوعية واعية لكل الأحداث ومستجداتها والعمل على إنشاء مراكز دراسات حديثة فى الجامعات ترصد كل الموضوعات التى تهم الشأن الإسلامى دون الغفلة عن قراءة المقدمات والبوادر.
رسالة توجهها إلى اخواننا فى العالم الإسلامى؟
الاعتراف بأخطائنا أول طرق الإصلاح لمسيرة حياتنا لا أن نبحث عن التبرير ويكون تجربة للتعلم والانطلاق ودافعا للنجاح والانجاز علينا دراسة المستقبل والتفكير الجاد بأحتمالاته ورسم الخطط التى تجنبنا التعامل الوقتى مع الأحداث ولا نظل مدافعين طوال الوقت وعلينا أن نستخرج من أوطاننا رجالا صادقين ينقذون الأمة من غفلتها ويعملون على إيقاظ المخلصين من سباتهم ليستمع المعنيون إلى صوت الرشد لتجاوز الماضى ومواكبة الأحداث نحن نقول علينا أن نحقن دماء الإنسان بصفة عامة فما بالنا نحن المسلمين يجب علينا حقن دماء بعضنا البعض ويحترم بعضنا بعضا ونقبل الاخر الذي يتحاور معنا (إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِى إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ).
مصطفى هنداوى
طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg