| 26 أبريل 2024 م

بينما ينزف جسد الأمة دما.. سهام مسمومة توجه لقلب الوسطية .. معقول ؟!

  • | الأربعاء, 2 مارس, 2016
بينما ينزف جسد الأمة دما.. سهام مسمومة توجه لقلب الوسطية .. معقول ؟!

 

 


مهنا: لا يراعون المصلحة العليا للدولة
زيدان: هؤلاء يريدون محو صورة الإسلام
قزامل: اقتناص جزئية من نص .. دليل على سوء القصد
أمين: الحملة على الأزهر بدأت من القرن الـ19 وبنفس الكلمات

لا يكاد يمر يوم إلا ونسمع هجوما على الأزهر من هنا أو هناك، وتنطلق حملات تشويه الأزهر لهدم الدين ومحو هوية الامة والصاق التهم بالمؤسسة العريقة زورا، والتهمة هذه المرة تتعلق بأمر هو ابعد ما يكون عنه المنهج الأزهرى وهو أنه من ينظّر للفكر التكفيرى الذي تتخذه داعش واخواتها منهجا عمليا..ويدعى مروجو هذا الاتهام ان علماء الأزهر يخشون الحوار مع الاخر وان مناهجه تدعو للتطرف والتكفير.. وفى الحقيقة أن تلك التهم هى حيثيات براءة الأزهر لأن منهجه قائم على تدريس جميع المذاهب والآراء وهو اسبق معاهد العلم والجامعات فى العالم كله فى قبول الاخر..

يؤكد الدكتور محمد مهنا مستشار فضيلة الامام الاكبر أن هؤلاء المهاجمين للأزهر بأنه يحوى فى مناهجه الفكر الداعشى ليس لديهم نقد بناء ولا يراعون المصلحة العامة وإنما همهم الاساسى الهدم والتخريب ولا يستندون فى كلامهم الى علم وانما يستندون الى اهواء.. واتهامهم للأزهر وعلومه ومناهجه هو اتهام للإسلام ذاته واتهام للشعب المصرى وللامة الإسلامية بأكملها واتهام للحضارة الإسلامية لأن الأزهر الشريف هو الذى آلت إليه مواريث النبوة الأولى من العلم وإذا كانت الكعبة المشرفة هى قبلة المسلمين فى العبادةفالأزهر هو قبلة المسلمين فى العلم وكما قالوا ان القرآن الكريم نزل بمكة وقرئ فى مصر والذى صنع الأزهر هو الشعب المصرى الذى كان مرجعية عالمية للوسطية لأكثر من الف عام فى جميع انحاء الأرض ودون منازع إلى الان.
ويضيف مهنا: مناهج الأزهر التى تنتقد الان ممن يسمون أنفسهم تنويريين ونخبة وحتى من الملحدين هى من صنعت المرجعية العالمية للأزهرلا لشيء سوى انها قامت على التعددية واحترام كافة الآراء إذن فكيف يتهم هؤلاء الأزهر بأنه منغلق ولا يقبل الاخر وتاريخ الأزهر ممتد لأكثر من 1060 عاما فأين كان الإرهاب فى تلك القرون الماضية من عمر الأزهر فالإرهاب لم يظهر إلا حديثا لأسباب متعددة ومعقدة وهو ظاهرة عالمية لها اسبابها المعقدة ايضا والباحثون فى ظاهرة الارهاب يعلمون تلك الاسباب جيدا سواء اكانت سياسيةاو ايديولوجية او بواعث اقتصادية او اجتماعية او اسبابا عالمية تخضع للسياسة العالميةاو مخابراتية او اعلامية لان الارهاب بواعثه كثيرة ولم يكن من بينها فى يوم من الايام الدين وإنما استخدم هؤلاء المتطرفون لأسباب ايديولوجية وسياسية لهدم الدين.

ثلاثة أصناف
وينبه الدكتور صلاح زيدان عميد كلية الشريعة والقانون بتفهنا الاشراف سابقا إلى انه بالبحث فى السيرة النبوية الشريفة نقف عند نقطة مهمة وهى عند هجرته صلى الله عليه وسلم من مكة الى المدينة وجد ثلاثة اصناف فى المدينة: الصنف الاول يؤمن به وهم المسلمون والصنف الثانى يكفر به وهم اليهود والصنف الثالث يؤمن به ولكنهم فى الحقيقة كافرون وهم المنافقون يظهرون الاسلام ويبطنون الكفر فتعامل مع كل صنف بما يليق التعامل معه ، فتعامل مع المسلمين بأن آخى بينهم وصنع حبا انسانيا لا مثيل لهثم تعامل مع اليهود واقام معاهدة رائعة تقيم العدل بين المسلمين وبين اليهود ثم تعامل مع المنافقين بكشف سترهم وتعريتهم فى المجتمع لكنه لم يقتلهم وصاروا معروفين بالنفاق والمجتمع كله يعرفهم وطبيعى فى هذه الايام بعد ان ثبت ان الأزهر هو طريق الاعتدال ان هؤلاء لا يريدون هذا الاعتدال ولكن يريدون محو صورة الاسلام فى مصر كلها ويريدون تغيير هوية مصر الاسلامية من خلال طعنهم فى ثوابت الدين والتشريع والسنة النبوية المشرفة وطريقهم فى هذا الطعن فى علماء الاسلام وتراثه وطعنهم فى علماء الأزهر ويظنون ان الناس سيفقدون الثقة فى علماء الأزهر ولكن الحقيقة ان علماء الأزهر لهم مكانة فى قلوب الناس وعقولهم ويعرفون انهم الملجأ الاول والاخير لمعرفة شرع الله القويم.
ويشدد زيدان على ان الأزهر لو كانيربى الفكر الداعشى نظريا لأيده ونحن فى الأزهر نقول كلنا مسلمون وننتمى الى اب واحد وام واحدة ونؤمن بكافة انبياء الله ورسله ونحترم الانفس والاعراض والمال لكل البشر فكيف يكون منهج الأزهر منظراللفكر الداعشى؟!هذا كلام مردود عليه من الشعب لان الناس وجمهور المسلمينيحبون دينهم ويعلمون ان الدين عند الله الاسلام والقرآن هو مصدر التشريع الاول والسنة هى المصدر الثانى وهذا هو الامر المستقر قطعيا فى قلوب المصريين وسيرد عليهم كيدهم لأنهم منافقون ولا يستطيعون الحوار مع العلماء وان كان احد منهم يرقى الى مرتبة النقاش مع العلماء بدراسات واجتهادات معتبرة فأهلا به اما إذا كان هاويا ولا يعرف شيئا عن دينه ويجهل حتى تلاوة القرآن فماذا ستكون جدوى النقاش معه؟!
ويتابع زيدان قائلا: العجب كل العجب لمن يفسح المجال امام هؤلاء فى وسائل الاعلام.. ان حلقات النقاش العلمى المعتبرة لها اماكنها ونحن فى الأزهر نرحب بالحوار المحترم بشرط من تتوافر لهم آلية الاجتهاد والتخصص لأن دين الله ليس كلأ مباحا وانما يفهم ويفسر بعلوم كثيرة وصعبة وتحتاج الى صبر ومصابرة فى تحصيلها ومن يقول من هؤلاء انه حصل على شهادة كذا من هنا او هناك نرحب به ونسمع ما يقول ونحن الذين نحكم عليه فقهيا وعلميا فكل له منزلته فى تخصصه ومن يتحجج بأن الوحى انتهى وباب الاجتهاد مفتوح هذا جهل بالشريعة.. الوحى قد انتهى فعلالكن هناك تشريعا وماذا نأخذ منه وبأى وسائل؟ هناك علم اسمه اصول الفقه تدرس فيه الادلة الشرعية بدقة وبتوسع وله مراجع ضخمة على مر التاريخ وهؤلاء لا يعرفون عنه شيئا وكلامهم يدل على انهم تلاميذ هابطون وادعاؤهم بان الأزهر مخترق من جماعات هذا تضليل وهم لا يريدون ان يبقى الأزهرأزهراومن انتسب للأزهر وانتمى للجماعات وحرض على العنف فهو يحاسب الان وكون واحد او اثنين او اكثر من ذلك ينحرف فى فكره فهذا لا يعيب الأزهر تماما.

كنوز تراثية
ومن جانبه يرى الدكتور سيف قزامل عميد كلية الشريعة والقانون بطنطا جامعة الأزهرسابقا انه لا مانع من ان ينقد البعض مناهج الأزهر النقد الهادف سواء فى كتب التراث او التى تدرس فى المعاهد الأزهرية او فى الجامعات او الخطاب الدينى عموما فى الوعظ او الارشاد او الدعوة وهذه كلها امور اقرها الشرع والأزهر يسعى دائما وابدا للحوار وقبول الرأى الاخر وهذا منهجه التعليمى من حيث نشأ ولا بأس من اى اراء توجه للأزهر إذا كان يساعد فى إظهار وجه الصواب او يحمل توجيها يقره المنهج العلمى..والامام الاكبر منذ سنتين قام بتشكيل لجان من العلماء لمراجعة المناهج التى تدرس فى الأزهر بحيث تنقح وتساير العصر بحيث يحذف منها ما لا تدعو الحاجة اليه وهذا التجديد او هذه النظرة لاشك اننا كنا بحاجة لها وان تستمر لجان المناهج للتنقيح والتعديل نحو الافضل من هذه الكتب التى تعد ثروات فكرية وكنوزا تراثية للفقهاء القدامى الذين افنوا عمرهم فى خدمة علوم الاسلام واحيانا نجد فى هذه الكتب فى بعض المسائل الدخيلة فى التفكير لابد من ابعادها وكذلك الحديث الضعيف نمنعه من حيث انه موضوع وكذلك بعض الاحكام الموجودة فى ابواب كتب الفقه كالرقيق الذى لم يعد له وجود الان وكثير من مسائل الفقه فى الكتب القديمة تعبر عن اراء فقهاء خاصة بعصورهم ونحن نسعى فى الأزهر الى تأصيل وتعليم فقه الواقع والتجديد وهذا الذى يقوم به الأزهر فى مناهجه هو مسايرة للعصر وتطبيق للفقه بما يتفق مع الواقع.
ويوضح قزامل ان هناك جهلا بالمنهج الأزهرى من منتقديه وما يمكن ان يوجه اليه من نقد بحكم الزمان او العقول فذلك لا يقدح فى صحة هذه المناهج لأنها تخضع دائما للنقد العلمى البناء وللدراسة والبحث وإلا فما الداعى لوجود الاف رسائل الدكتوراه والماجيستير التى تتم فى جامعة الأزهر على كتب التراث واين تعليقات الاساتذة فى شروحهم لكتب التراث فكل ذلك يتم بغية توضيح الصورة وعرضها بالشكل الذى يتفق وروح العصر الامر الثانى الذى يجهله هؤلاء هى نصوص مجتزأة على شاكلة {لا تقربوا الصلاة } وهذه النماذج استثناءات على القاعدة فاقتناص جزئية من نص او التعلق بقول شاذ هنا او هناك وإثارة قضية هذا دليل على سوء القصد كما ان التراث فى كل الامم وكل الاديان سماوية وغير سماويةوفى كل الحضارات موجود ولم يقل فيه احد ما قاله هؤلاء عن التراث الاسلامى وأقول لهؤلاء: امة بلا تراث لا حاضر لها ولا مستقبل.

صورة مكررة
ويؤكد الدكتور علوى امين استاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون بتفهنا الاشراف جامعة الأزهر على ان الحقائق دائما تتحدث عن نفسها فالأزهر عمره اكثر من الف عام وهل داعش موجودة من الف عام؟ هؤلاء يتحدثون من بعيد وانا ادعوهم للمناظرة ومناقشة جميع الكتب الصادرة عن الأزهر واتحداهم ان يأتوا بكتاب يتحدث او يشجع او حتى يغض الطرف عما تفعله داعش وهذا الكلام المفترى كذبا وحقدا على الأزهر خارج نطاق العقلانية الانسانية التى صدعوا رءوسنا بها ليل نهار من خلال تعظيمهم للعقل وحريته فى قبول ورفض النصوص والتى يعلنونها للامة بكل تبجح وعندما يحكم عليهم حكم قضائى يقولون ان الأزهر يكبت الحريات ويعرقل التفكير يريدون الطعن فى ثوابت الدين وزعزعة الهوية والتعدى على القانون والدستور الذى اقر بأن دين الدولة هو الاسلام ويتمسحون فى الأزهر.
ويضيف امين ان الحملة على الأزهر ليست وليدة هذه الايام ولكن هى من القرن الـ19 بنفس الكلمات ونفس الاشخاص الصورة مكررة بكل اطيافها لهدم الأزهر ولكن الأزهر ثابت وراسخ لأنه ليس جماعة او حزبا او تنظيما ممولا ولن يميل ابدا لليمين او لليسار واكبر من ان تحتويه جماعة او دولة او حتى قوة محتلةوعلماء الأزهر لا يمارسون سلطات على احد ويحترمون كافة مؤسسات الدولة ويحترمون القانون والدستور والهجوم على الأزهر يعطينا دائما قوة ودفعة وتمسكا بوسطية الأزهر لأننا تعلمنا فيه التعددية وقبول ان هناك رأياورأيااخروهذه هى المنهجية التى يبحث عنها العالم كله فى التعددية الفكرية التى تميز بها الأزهر فكونت وسطيته التى خرجت للأمة علماء هم اشد الناس بعدا عن التطرف ومن تطرف وانتسب للأزهر فهو لم يتشبع بدراسة الأزهر ومنهجه.
عاصم شرف الدين
 

 

 

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg