| 05 مايو 2024 م

رئيس الجمعية الليبية للمكتبات والمعلومات: الدواعش .. مخطط جهنمي ولم يهبطوا علينا بالبراشوت

  • | الأحد, 14 أغسطس, 2016
رئيس الجمعية الليبية للمكتبات والمعلومات: الدواعش .. مخطط جهنمي ولم يهبطوا علينا بالبراشوت

ـ نزع القبلية من الليبيين.. أول طريق الوحدة

ـ مواجهة الانفجار المعلوماتى ..ضرورة وليس رفاهية

 

 

 

أكد الدكتور محمد أحمد جرناز أستاذ الدراسات الجامعية للمكتبات والمعلومات والأرشيف بكلية الاداب جامعة طرابلس رئيس الجمعية الليبية للمكتبات والمعلومات أن الشعوب الإسلامية تمر بأزمة ثقافة متراكمة لكل أحداث العصر وتحتاج الدخول إلى عالم المعرفة والمعلومات لتستفيد من الحرمان المعرفى الذى بات فى يد الغير مما جعلنا نفقد حاضرنا ومستقبلنا.

وأضاف جرناز لـ "صوت الأزهر " أن مراكز المعلومات أصبحت المتنفس الوحيد والنافذة المفتوحة على العالم لقياس مؤشرات النمو ومعرفة الاحتياجات الضرورية وبناء الخطط المستقبلية لتغير المستوى الخدمى والمعيشى للاجيال القادمة..

 

 

يعد علم المكتبات والمعلومات من العلوم الحديثة نسبيا.. فما أهميته من وجهة نظركم؟

ظهر هذا العلم فى القرن الماضى وأخذ يتطور وينمو نموا مطردا إلى اننشأ على الأساليب والإجراءات الإدارية والنظم الفنية التى تشمل (الفهرسة والتصنيف) لتنظيم المكتبات وإعدادها إعدادا صحيحا ولكن مع التقدم العلمى والتكنولوجى وحاجة الناس إلى المعرفة فى شتى صورها واشكالها ووضع المعلومات المناسبة بين يدى المستفيد المناسب فى الوقت المناسب وبالقدر المناسب لتحقيق الاستفادة القصوى من المعلومات ظهرت بداية علم المكتبات وأصبح علما يرتكز على أسس ونظريات راسخة تهدف إلى تيسير الحصول على المعرفة الإنسانية وبثها بين أفراد المجتمع بعد تجميعها وضبطها وتوثيقها وحفظها ومن ثم استرجاعها.

 

تظهر أهمية علم المكتبات والمعلومات والأرشيف بما يحققه من الأتصال بالمعرفة.. فهل تراجعت أهميته فى ظل الثورة التكنولوجية الحديثة؟

أهميته تتشعب إلى الاعلام والترفيه والثقافة والتعليم وهو أمتداد لطبيعة المؤسسات الاختزانية من مكتبات ومراكز معلومات كقنوات اتصال عبر الحضارة البشرية كلها لتسهيل عمليات تدفق المعلومات بين حلقات المعرفة من انسان الى انسان ومن عصر الى عصر ومن مكان الى آخر إلى أن أصبح علم المعرفة والدراية والمعلومات لأيجاد علاقات من التكامل والترابط بين المصطلحات وعلينا أن نحذو حذو الدول المتقدمة فى تسميته علم المعلومات وفتح أول قسم بمصر سنة 1951على يد العلامة العربى يوسف داغر الذى تأثر بالأتجاهات الفرنسية المعنية بالوثائق التاريخية والأرشيف ومن ثم أمتد إلى باقى الدول العربية كالعراق والسعودية والكويت وليبيا وهو علم متشعب ومرتبط بكافة المجالات كعلم الأتصال وعلم الحاسب الالكترونى والذى له دور كبير بالنسبة لنظم المعلومات فيما يتعلق بالعمليات المتصلة بالاختزان والاسترجاع للكميات الهائلة من المعلومات وكذلك علم النفس فيما يتعلق بدراسات القراءة والاستفادة من المعلومات واستيعابها فكل التخصصات لم تعد كجزيرة منعزلة عن باقى التخصصات أو العلوم.

 

ماذا عن علاقته بالخدمات التى يقدمها للمجتمع بشكل خاص وللإنسانية بشكل عام؟

المكتبات ومراكز المعلومات هى المتنفس الوحيد والنافذة التى يحتاجها افراد المجتمع لقياس مؤشرات النمو وبث الثقافة ومعرفة الاحتياجات الضرورية وبناء الخطط المستقبلية وتحليل البيانات والتعرف على الجوانب السلوكية والنفسية التى تؤثرعلى العاملين فى المكتبات ومراكز المعلومات والتعرف على نفسية القارىء والمطالعات المفضلة لديه والجو والبيئة التى تلائمه وتساعده على الاطلاع والبحث بهدف تغير المستوى المعيشى والخدمى للمجتمع للإفضل وأفادة الأجيال القادمة على مر العصور وعلينا الأهتمام بأخصائيى المعلومات وتنمية مهاراتهم لتتلاءم مع كل المتغيرات المحيطة ولمواجهة الانفجار المعلوماتى على اختلاف أنواعه وأشكاله الورقية وغير الورقية.

 

العصر الإسلامى مؤرخ وهناك من يرى أننا فى مرحلة تحتاج إلى تجديد الخطاب الدينى..كيف ترى ذلك بحكم ملازمتك لأمهات الكتب؟

أمهات الكتب هى المرجعية الأولى ونرجع إليها اذا استشكل علينا شئ أو أمر مختلف عليهفمؤلفوها علماء مشهود لهم بالصلاح والتقوى وأهل علم والتجديد المطلوب هو عملية تبسيطوتوصيل المعلومة للمجتمع المعاصر بما استحدث من تطورات وتكنولوجيا سريعة تتواكب مع هذا الزمان بشكل سلس وأسلوب بسيط فمثلا المخطوطات القديمة التى يتم تحقيقها وغير ذلك من أجل التنظيم ليس إلا أما التطرف والغلو وغيره من الأمور فلابد من مواجهته بمقارعة الحجة بالحجة والبرهان والبيان لتوضيح وتفنيد الأمور قبل أن يستغلها الجهلة فى الايقاع بالشباب.

 

بحكم تخصصك فى المكتبات والمعلومات هل هناك كتب قديمة تطرقت للتطرف والإرهاب الموجود على الساحة الآن؟

الإسلام لم يترك شئ إلا وتحدث عنه منذ 1400عام وعالج كل المشكلات بما فيها التطرف والإرهاب ومنبتهم الغلو وكما من آيات قرآنية وأحاديث نبوية وفى سير الصحابة خاصة بعد فترة سيدنا على بن أبى طالب رضى الله عنه كل ذلك له معالجات ولكن سيبقى فى كل عصر ممن ينتهجون الأفكار الضالة أما بالنشئة غير السوية وبغير التعليم والتلقى الصحيح للدين الحنيف من علماء مشهود لهم بالصلاح والتقوى ومعروفين بذلك وأما هناك من يوجهه هؤلاء لأحداث بلبلة فى العقيدة وما يسمى بالحرب الخفية التى ظاهرها الحرص على الإسلام وباطنها قتل الدين فى مهده قبل أن يذيع وينتشر بسرعة البرق كظهور الدواعش وغيرهم من المسميات التى كثرت وهو هدف من أهداف الأعداء الذين لا يتركون شاردة أو واردة إلا وطوعوها لأغراضهم الدفينة فى محاربة الدين وتشويه العلماء وزعزعة العقيدة وتمييع الهوية الإسلامية ونزع الحياء من أبناء المسلمين بالبرامج التافهة والمشجعة على العرى والخلاعة بأسماء مستترة كالحرية و الرأى الآخر.

 

هل تميل إلى أن هناك مؤسسات أو جهات تساند هؤلاء الذين يسعون فى الأرض فسادا؟

لاشك أن هؤلاء الدواعش وغيرهم لم ينزلوا إلى الأرض بالبراشوت ولكن بتخطيط وتمويل وزرع أصابع بشرية ملغمة ومنزوعة التفكير والتعقل بما يحدث والسيطرة عليهم فكريا وذهنيا ومتدربة منذ فترات بعيدة وهذا نهج الغرب الذى يخطط لسنين وليس لأيام ولا شهور لاحداث بلبلة للدول الإسلامية والعربية وعلينا كمثقفين وأساتذة جامعيين وكل الطوائف أن نقف ضد هذه التوجهات التى تفرق بين المسلمين ولا توحدهم وهو الهدف الأسمى والدائم الذى يسعى له الغرب لمعرفته بقوة ووحدة المسلمين اذا توحدوا.

العالم الإسلامى يعج بالأختلافات والتقاتل المستمر على مر التاريخ هل كتب على المسلمين الأستمرار فى هذا النهج؟

اذا لم يتوحدوا فإنهم سيستمرون على هذا النهج لأن ثقافة الأختلاف بينهم تفسد للودألف قضية والكل مصر على أمتلاك الحقيقة المطلقة وانه أحرص من غيره على اقامة حدود وشرع الله وكأنه معه صك الغفران فالوحدة هى المنشد والاطار الذى يجب أن يجتمع عليه كل المسلمين ويحتكموا إلى لغة العقل فلو تعامل المسلم كما يتعامل مع فريضة الحج فيمن يقابل جميع المسلمين من جميع أصقاع العالم فى ملتقى لا يوجد فرق بين غني ولا فقير أو اعجمى أو عربى ولا أسود أو أبيض ويجب استغلال هذا الملتقى ببث روح الأخوة والمحبة والتعاون والتكامل لتوحيد الدول الإسلامية ونقضى على هذه الخزعبلات التى يصدرها لنا أعداؤنا من الدواعش والمتشددين الذين ليس لهم علاقة بالإسلام.

الشعب الليبى الآن يعانى نتيجة الأحداث الجارية فى المنطقة.. صف لنا الأحوال وكيف يخرجون منها؟

ليبيا موقعها أستراتيجى تطل بساحل ألفي كيلو متر على البحر الأبيض المتوسط وحدودها كثيرة مع أوربا والدول العربية والأفريقية مما جعل بعض الدول التى لا تريد استقرار ليبيا تعمل على احداث الفوضى بهاولكن الجهود مبذولة بعد أن أدرك الليبيون الآن أنه لا مناص من التوحد وتشكيل حكومة توافقية بعد 42سنة من الثقافة التى غرسها حكم القذافى فى الشباب الليبى الذى تأثر تأثرا واضحا بعدم وجود بنية تحتية أو مستقبل ولكن سيتغير الوضع إلى الأفضل بعد الأنتخابات الرئاسية والبرلمانية لنكون فى مصاف الدول المتقدمة خاصة أن الشعب الليبى لا يتجاوز 6 ملايين نسمة وينعم بالخيرات والثروات الكبيرة والمتعددة كالنفط والغاز الحجرى مما يجعلنا فى المركزالثالث أو الرابع على مستوى العالم وبالتالى ليس لدينا إلا وضع استراتيجية لتطوير بلدنا بالتعاون مع الدول المجاورة مثل مصر وتونس والدول الأوربية كايطاليا واليونان.

القبلية منتشرة بين الشعب الليبى بحكم تركيبته مما يصعب من مهمة التوحد بها.. ما ردكم؟

ليس صعبا أن يتوحد المسلمون وليس الليبين وحدهم أذا فطن رؤساء القبائل والعشائر والعلماء والمثقفون والإعلاميون المخلصون والأتحادات الإسلامية المختلفة عن طريق عقد العديد من المؤتمرات والندوات التى تنادى بالوحدة والتعاون ومناقشة كل ما يتعلق بهذه الأمور مثل برامج توضع وأمكانيات توظف لنشلنا مما يحاك لأمتنا بوجه عام وإلا كل الدول ستكون فى خبر كان لا سمح الله فليبيا بها دواعش ولابد من القضاء عليهم وعلى كل الفتن التى يزرعها الأعداء لأشعال نار التفرقة وزيادة وتيرة القتال بين أبناء الشعب الواحد وأقول أفيقوا فالغالب والمغلوب خسران فى هذه المعركة والرابح الوحيد هو من زرع الفتنة فى العراق وسوريا واليمن وتونس فبريطانيا هى من خطط والشيطان الأعظم هو من حرض وفرنسا والأتحاد الأوربى هو من نفذ الذى لم يتحد إلا على ضرب ليبيا وتشتيت اهلها وسرقة ثرواتها.

 

مصطفى هنداوى

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
5.0

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg