القافلة تضمد جراح6  آلاف مريض وتجرى100  عملية جراحية.

• ندوات توعية وورش عمل لتدريب وتأهيل شباب الأطباء.

حامد سعد

سيظل الأزهر الشريف رافدًا أساسيًا ينير الطريق من خلال علماء الوسطية والاعتدال، ويضمد الجراح بأيدى حكماء أجلاء نهلوا من فيض الأزهر الوارف، وعكسوا تلك العلوم سواء كانت علوم الدين أو الدنيا على شتى أركان الأرض، وهذا ما تمثل جليا خلال قافلة تضم 25  من أمهر الأطباء فى مختلف  التخصصات الطبية بكليات الطب بجامعة الأزهر الشريف إلى دولة السودان الشقيق لتضمد جراح الأشقاء هناك وترسم البسمة على الوجوه..

فى البداية يوضح الشيخ محمد العبد، مدير عام الحسابات الخاصة بمشيخة الأزهر الشريف ورئيس القافلة، أن القافلة الطبية ليست الاولى التى تسافر خارج مصر فى إطار توجيهات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الازهر، بضرورة رفع المعاناة عن الأشقاء فى السودان الشقيق، مشيرًا إلى أن هذه القافلة الثانية استكمالا للقافلة الطبية التى سبق أن ارسلها الأزهر الشريف فى عام 2012 ، وأن الإمام الأكبر سبق وأطلق عدة قوافل إلى النيجر والصومال والبوسنة والهرسك وتشاد وإفريقيا الوسطى ونيجيريا، كما التقى وفد الأزهر الشريف بقيادات وزارة التعليم والبحث العلمى السودانية، لبحث سبل تعزيز التعاون العلمى بين الأزهر والوزارة، وتنسيق إرسال البعثات والمنح الدراسية للطلاب، ورفع مستوى التبادل الثقافى بين البلدين الشقيقين.

علاقات تاريخية

وأضاف العبد أنه تم التنسيق مع السفير عبد المحمود عبد الحليم، السفير السودانى بالقاهرة، قبل سفر الاطباء وخلال زيارته لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر ، مشيرًا إلى أنه تم استقبال المشاركين فى القافلة من قبل وفد المجلس الوطنى السودانى، وأعضاء السفارة المصرية بالخرطوم، والتقى أعضاء قافلة الأزهر بالدكتور إبراهيم أحمد عمر، رئيس المجلس الوطنى (البرلمان السودانى)، والنائبة عفاف تاور كافى وكيلة المجلس لحقوق الإنسان الذين أشادوا بدور مؤسسة الأزهر الشريف داخليًا وخارجيًا، حيث أكد السيد رئيس المجلس على عمق العلاقات التاريخية والثقافية، وأواصر الدم والقربى التى تربط بين الشعبين المصرى والسودانى الشقيقين.

وأوضح الدكتور إبراهيم أحمد عمر رئيس المجلس الوطنى السودانى أن الأزهر يقوم بدور اجتماعى مهم فى العالم الإسلامى، فضلًا عن دوره الدينى والدعوى وجهوده فى نشر قيم التسامح والسلام بين الشعوب والثقافات المختلفة، مضيفًا أن هذا الطريق الذى أناره الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين، فى مرحلة فارقة من تاريخ الإنسانية قدم الإسلام للعالم فى أجمل معانيه وصوره الواضحة المشهود له بالوسطية والاعتدال.

واستقبل الدكتور التجانى السيسى رئيس السلطة الانتقالية بإقليم دارفور، أعضاء قافلة الأزهر الطبية، حيث عبر عن امتنانه لدور الأزهر الشريف الذى يحمل على عاتقه منذ أكثر من ألف عام نشر صحيح الدين والحفاظ عليه، مضيفًا أن دارفور فى حاجة إلى جهود الأزهر الشريف بسبب ما تعانيه من نقص فى الخدمات الطبية والتعليمية، لافتًا إلى أن رئيس السلطة الانتقالية باقليم دارفور ثمّن دور الأزهر من خلال القوافل الدعوية والطبية التى يرسلها إلى دول العالم أجمع، مشيرًا إلى أن التاريخ سوف يسجل بحروف من نور تلك الجهود المخلصة لعلماء الأزهر الشريف فى شتى ربوع الأرض، ويؤكد أن مصر الأزهر قلب العروبة النابض.

ندوات توعية للمرضى

وقال الدكتور محمود الهنداوى مدير عام مستشفى الزهراء الجامعى وأستاذ جراحة المخ والأعصاب إن ما يقوم به أطباء الأزهر تجاه الأشقاء من دولة السودان الشقيق وبقية الدول الإفريقية يأتى للتأكيد على عالمية رسالة الأزهر الشريف وواجبه نحو جميع أبناء العالم الإسلامى والإنسانية جمعاء، موضحًا أن خطة عمل القافلة تتضمن مناظرة الحالات المرضى وتوقيع الكشف الطبى عليها وتوفير العلاج لهم بالمجان بجانب إجراء عمليات جراحية للحالات التى تستدعى إجراء عمليات جراحية بجانب عقد ندوات توعية للمرضى والمواطنين بهدف رفع الوعى الصحى لديهم وأيضا تنظيم ورش عمل لتأهيل وتدريب شباب الاطباء على كل ما هو جديد وحديث فى مجالات الطب المختلفة.

عمليات كبرى

وعبر الدكتور حامد البدوى أستاذ الجراحة العامة بكلية طب البنات جامعة الازهر ومستشفى الزهراء الجامعى وعضو القافلة الطبية، عن سعادته بالمشاركة فى هذة القافلة الثانية التى يتم إرسالها ضمن قوافل الأزهر الشريف إلى جمهورية السودان الشقيق، مشيرًا إلى أنه قام بإجراء العديد من العمليات الجراحية لبعض المرضى من مختلف الأعمار، وقام بمتابعة حالتهم فى اليوم التالى، واطمأن على تحسن جميع الحالات التى تم إجراء عمليات جراحية لها، لافًتا إلى أن المرضى سعداء بهذا الجهد وحرصوا على الحصول على أرقام التليفونات الشخصية معنا للتواصل المستمر.

وأوضح البدوى أن القافلة تواصل أعمالها فى السودان بالولاية الشمالية فى مدينتى مروى ودنقلا، حيث قام أطباء القافلة بتوقيع الكشف الطبى على 6 آلاف حالة مرضية، وتم توزيع العلاج بالمجان عليهم، كما تم إجراء أكثر من 100 عملية جراحية  ما بين عمليات رمد وجراحة عامة متمثلة فى فتق إربى وإزالة 2 كيس دهنى وحل عقدة لسان لطفل صغير وعمليات عظام عبارة عن تصليح كسر مضاعف قديم بعظمتى الزند والكعب مع إزالة رأس عظمة الزند وعمل رقعة لعظمة الزند وتثبيتها بشرائح ومسامير، وتعتبر هذه العملية من كبرى العمليات الجراحية التى تحتاج إلى مهارة خاصة.

وأضاف البدوى أن أعمال القافلة الطبية تضمنت إجراء عمليات تركيب قسطرة بولية لمريض من اليمن كان يعانى من إصابة بطلق نارى بمنطقة الحوض نتج عنه تليف لمجرى البول وانسداد كامل، وإجراء عملية ذات شقين، الأول استكشاف للحالب الأيسر وتبين وجود ضيق شديد وتليف أسفل الحصوة وحولها، ما اضطر الطبيب المعالج لعمل زرع للحالب بالمثانة والثانى استكشاف لضيق مجرى البول واستئصال الضيق جراحيًا وإعادة توصيل مجرى البول بدون استخدام أنسجة إضافية، نظرًا للإقبال الشديد والجماهيرى اقترح المسؤولون عن القافلة فتح المستشفى العسكرى بالسودان لإجراء العمليات الجراحية بها، وقد نال هذا المقترح قبولًا لدى السلطات السودانية بهدف توقيع الكشف الطبى على جميع الراغبين من أبناء الولايات المختلفة.

المشاركون فى القافلة

شارك الدكتور محمود الهنداوى مدير عام مستشفى الزهراء الجامعى وأستاذ جراحة المخ والأعصاب، الدكتور حامد  أحمد عبد الحميد البدوى أستاذ الجراحة العامة بكلية طب البنات جامعة الأزهر بالقاهرة، والدكتور رأفت عبد الرؤف محمد خطاب أستاذ طب الأطفال بكلية طب الأزهر، والدكتور محمد عبد الحميد حسن أبو العنين أستاذ جراحة العيون بكلية طب الأزهر، والدكتورة سوسن عبد الصبور شلبى أستاذ بقسم جراحة العيون بكلية طب البنات جامعة الأزهر بالقاهرة، والدكتورة زينب محمد حسن أستاذ بقسم جراحة العيون بكلية طب البنات، الدكتور راشد إمام راشد أستاذ مساعد بقسم جراحة العظام، والدكتور سامح عبد الله عبد الدايم مدرس التخدير والرعاية المركزة، الدكتور أشرف عبد الله عبد الدايم مدرس بقسم الباطنة، والدكتورة إيمان إبراهيم عبد الغنى مدرس النساء والتوليد، الدكتور أسامة محمد رفعت مدرس الأنف والأذن والحنجرة، والدكتور إسلام سعيد إبراهيم مدرس مساعد بقسم الأطفال، والدكتور أحمد لطفى على أبو العوضى مدرس مساعد بقسم الأمراض الصدرية، والدكتور أحمد نبيل معوض إبراهيم مدرس مساعد بقسم الأمراض الجلدية، والدكتور حازم عبد الله محمد مدرس مساعد بقسم التخدير ،الدكتور مصطفى محمد محمود الجاهل مدرس مساعد بقسم جراحة العظام، الدكتور معاذ سيد الشاعر مدرس مساعد بقسم الباطن، والدكتور محمد متولى أغا مدرس مساعد بقسم المسالك البولية، الدكتور محمد السباعى عبد القادر مدرس مساعد بقسم الباطنة، الدكتور محمود محمد غباشى مدرس بقسم الأنف والأذن والحنجرة، والدكتور شريف حمدى عبدة صيدلى بمستشفى الحسين الجامعى، الدكتورة صفاء محمد صالح مدرس مساعد بقسم النساء والتوليد ،و الدكتور سناء احمد محمد استشارى جراحة العيون بالإدارة الطبية، والدكتور أمجد أسعد زكى كبير أطباء الأسنان بالادارة الطبية ، والطاقم الإدارى محمد جابر عيد فرج، رضا سعيد مصطفى على، احمد محمد داود.