| 26 أبريل 2024 م

كان أجل من الملوك جلالة .. وأعز سلطانا وأفخم مظهرا " المهدي" فارس لغة القرآن .. على أعناق الأزهر الشريف

  • | الجمعة, 19 فبراير, 2016
كان أجل من الملوك جلالة .. وأعز سلطانا وأفخم مظهرا  " المهدي" فارس لغة القرآن .. على أعناق الأزهر الشريف
رحل ولسانه رطب بالحمد والدعاء للأزاهرة والاطمئنان على "الدعوة"

د.عباس شومان : غرس ونشرالعلم حتى النفس الأخير
المفتى: قضى حياته مجاهدا لنشر الوسطية وتقديم الخدمات الاجتماعية
د. محمود مهنى : يكفيهشرفاخلقهوغزارتهالعلميةوحبهللفضيلة
د.جاد الرب أمين: بحر علم و علامة تميز كلية الدراسات الإسلامية
د. حامد أبو طالب: قاد الجمعية الشرعية بحكمة وأكسبها ثقة المسلمين فى العالم
د. مختار مرزوق: توافرت فيه صفات العالم الرباني


كتبت: نعمات مدحت
فقدت الأمة الإسلامية عالما أزهريا زار كثيرا من البلدان الاسلامية من أجل خدمة الدعوة، وحصل على جائزة الملك فيصل فى خدمة الدعوة عام 2009..إنه الدكتور محمد مختار المهدى عضو هيئة كبار العلماء والرئيس العام للجمعية الشرعية الذى وافته المنيةمنذ أيام بعد صراع مع المرض عن عمر ناهر 77عاما وشارك في تشييع الجنازة لفيف من كبار قيادات وعلماء الأزهر الشريف وكان على رأس المشيعين الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر.

وقد نعى الأزهر الشريف الفقيدفى بيان له، مؤكدا أن التاريخ سيظل يذكر فقيد الأزهر والأمة بعلمه وفكره الوسطى فى بيان سماحة الإسلام، وجهوده الدعوية على كافة المستويات، وأبحاثه ومصنفاته التى أثرت المكتبة الإسلامية.
كما نعى الدكتور شوقى علام - مفتى الجمهورية - الدكتور محمد المختار المهدى رئيس الجمعية الشرعية وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف. وقال المفتى فى بيان إن الأمة فقدت عالمًا من علماء الأزهر الشريف الذين بذلوا الكثير من الجهد من أجل نشر الوسطية والاعتدال بين الناس، وأثروا بعلمهم المكتبة الإسلامية بمؤلفاته وأبحاثه، فضلًا عن دوره الكبير فى مجال الخدمات الاجتماعية الخيرية.

من فرسان اللغة
من جانبه قال الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر: فقدت هيئة كبار العلماء والأزهر الشريف والعالم العربى علما من فرسان اللغة العربية والدعوة الإسلامية الدكتور محمد مختار المهدي، الذي حمل أمانة العلم وظل مخلصا لدينه وأزهره ووطنه، يعطى فى كافة الميادين إلى أن لقى ربه.
وقال وكيل الأزهر عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي"فيس بوك": تحدث فضيلة الإمام الأكبر مع الفقيد قبل وفاته بيوم مطمئنا عليه بعد أن علم بنقله إلى المستشفى، وتحدثت معه سائلا عن حالته فقال: الحالة متدهورة ولكن مايقضى الله به هو الخير والحمد لله على كل حال، واعتذرت له عن التقصير عن زيارته فدعا بالتوفيق وقال: أعلم حملكم وأعانكم الله، ولم ينس أن يسأل عن بعض الأمور العلمية والدعوية وهو يصارع الموت.
وأشاد وكيل الأزهر بما قاله الفقيد قائلا: هكذا هم العلماء يغرسون وينشرون العلم حتى النفس الأخير، رحم الله العالم الكبير الذى تحامل على مرضه ولبى دعوة هيئة كبار العلماء وحضر اجتماعها الأخير، وشارك فى اختيار ثلاثة أعضاء جدد وكأنه أراد أن يحل محله حتى لايزيد النقص برحيله.

وقار العلماء
وفى السياق ذاته قال الدكتورمحمود مهنى عضو هيئة كبار العلماء: فقد الأزهر عملاقا من عمالقة العلم والعمل ، يحب دينه ووطنه وأزهره فقد كان يصادق العلماء ويحبهم من قلبه، وينشر الخير فى ربوع مصر ولا يفرق بين جهة وأخرى ويكفيه شرفا خلقه وغزارته العلمية وحبه للفضيلة وإرجاع الناس إلى أصل الأخلاق بهوادة ووسطية كما تعلم من الإسلام والأزهر فنحتسبه عند الله ونسأل الله أن يسكنه الفردوس الأعلي.
وأوضح مهني، انما كان يميز المهدى هوالوسطية،واحترام شيخ الأزهر وكل زملائه بل والعاملين حتى أصغر موظف وحبه الجم لمصر واعتباره انها من خير الدول وكان لا يحتقر صغيرا وكان منفقا فى سبيل الله ولديه وقار العلماء وله جهود كبيرة فى خدمة الدعوة والإنفاق على الفقراء.

المربي والمعلم
ومن ناحيته قال الدكتور جاد الرب أمين، عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية بالقاهرة، ان الدكتور المختار رحمه الله كان أستاذ اللغويات بالكلية، فكان المربى والمعلم الذى أثرى الكلية وأعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة والطلاب بالعلم والأدب والخلق الرفيع وله الأثر الكبير فى النهوض بالكلية ورفع شأنها وهو علامة تميز كلية الدراسات فهو يجسد منهجها وطبيعتها حيث إن الكلية تمثل الأزهر القديم فتجمع علوم العربية والشرعية وأصول الدين وهو كذلك كان يجمع فى تكوينه العلمى بين علوم اللغة العربية والشريعة وأصول الدين.
وأشاد جاد الرب، بعلمه فى جميع التخصصات، فإذا سئل فى اللغة أو البلاغة فهو بحر غزير وإذا سئل فى التفسير او الحديث أو العقيدة فكأنه متخصص فيها وإذا سئل فى الفقه الإسلامى أفاد وأزاد، فهو جامع للعلوم لذلك قلت أنه يجسد منهج الكلية.
وأضاف عميد الدراسات الإسلامية والعربية أن جهود الراحل فى خدمة الكلية لا تعد ولا تحصى فالكل يشهد بها ولا يجحدها إلا مكابر فهو الذى أسس وأصل للدراسات العليا بالكلية وهو من دافع وجاهد حين تآمر البعض على الكلية وحاول التقليل من شأنها وأبرز قيمة الكلية وقال بالحرف "كلية الدراسات الإسلامية هى الأزهر القديم"ومد يد العون للكلية بالمال والجهد والإثراء العلمى لمكتبتها ومعظم خريجى الكلية يدينون له بالتلمذة والإفادة العلمية فى جميع التخصصات، وكعميد للكلية أفخر بأنى تلميذ للدكتور المهدى وفخرى بتلمذتى له أعظم من فخرى بعمادة الكلية ولا نستطيع أن نعدد الجهود العلمية للرجل الموسوعى فمؤلفاته وإن كان أكثرها فى علم اللغة إلا انه سخر علم اللغة الذى تمكن من أدواته للقرآن الكريم والسنة النبوية فكثير من مؤلفاته تبرز الإعجاز اللغوى والبلاغى للقرآن والسنة.
مشيراالى أنه خلال مرضه الأخير وكان فى العناية المركزة وكنا إذا زرناه يقول لى:أرجو يا سيادة العميد أن ترسل لى طلاب الدراسات العليا لألقى عليهم المحاضرات.. واقول له يا أستاذى انت فى ظروف لا تسمح بالدرس فكان يجيب: لا أستطيع التقصير فى حق طلاب العلم.لقد كان بالنسبة لطلاب العلم المنهل العلمى والثقافى والأخلاقى بل رأيت بعيونى فضيلته وهو يساعد بالمال بعض الطلاب الفقراء من الوافدين بل ومن غيرهم وكان حريصا أن يخفى هذا لتكون صدقة بينه وبين الله لا يطلع عليها.

قمر كبير.. هوى
بينما قال الدكتور حامد أبو طالب عضو مجمع البحوث الإسلامية: لقد هوى قمر كبير كان مضيئا لكثير من المسلمين فى حياتهم وأثر تأثيرا مباشرًا فى كثير منهم.. العالم الأزهرى الذى شغل منصب رئيس الجمعيات الشرعية وقادها بحكمة حتى أصبحت تقوم بالخدمات المتميزة فى داخل مصر وخارجها ولها تأثير مباشرعلى حياة الناس ويثق فيها المسلمون فى أنحاء العالم.
وأما عن حياته الشخصية فقال أبو طالب: كان الفقيد ينفق يومه من السادسة صباحا إلى العاشرة مساء فى أعمال الخير بدون اكل أو شرب وإنما عمل متواصل وحتى بعد أن ابتلى بالمرض لم يستسلم وإنما طلب الشفاء من الله للعمل فظل يعمل يوميا وقد خفف الله عنه بهذا العمل نظرا ليقينه أن هذا العمل لوجه الله ومن ثم فان الله سيكرمه بالشفاء.
وعن مشاركته فى المؤتمرات أكد عضو مجمع البحوث الإسلامية أنه لم يتأخر يوما عن اى مؤتمر يساهم فى العلم ويسهم فى الخدمة لوجه الله وكان عضوا فى المجلس الإسلامى للدعوة والإغاثة نظرا لاعماله الخيرية فى الدعوة الى الله واغاثة الملهوفين وأما عن مؤلفاته فيكفى أن نعرف انه بجانب هذا النشاط اليومى كان يخرج كتابا كل شهر وقد كلفنى قبل موته بعشر ساعات بتسليم مقالات لمجلة الأزهر التى كان من أهم الكتاب بها كما كانت له صفحة كاملة فى مجلة التبيان وهو الذى كان يقوم بمراجعتها لغويا وعلميا.. رحم الله الفقيد.
عالم جليل
وقال الدكتورمختار مرزوق عميد كلية أصول الدين: فقدت مصر والأمة العربية والإسلامية عالما جليلا وشيخا كبير يعتبر من أبرز علماء الأزهر وقد التقيته مرات عديدة بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بوزارة الأوقاف حيث كنا مع أعضاء كرام فى لجنة الدراسات القرآنية ولقد وجدت فيه عالما كبيرا يمتاز بالعلم الغزير كما يمتاز بالتواضع والهدوء والسكينة وتلك هى سمات العلماء الربانيين فى القديم والحديث وقد ترك المغفور له كثيرا من الاثار النافعة التى ينتفع بها الباحثون فى كل زمان ومكان وهذا من الاثار الباقية التى تصل للإنسان بعد وفاته.
جدير بالذكر، أن الدكتور محمد المختار محمد المهدى أستاذ الدراسات العليا بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بجامعة الأزهربالقاهرة، وعضو مجمع البحوث الإسلامية وعضو هيئة كبار علماء الأزهرولد فى 13 أبريل 1939 بتصفا مركز كفر شكر بالقليوبية. التحق بمعهد الزقازيق الدينى سنة 1951م وحصل على الابتدائية سنة 1955م، والثانوية سنة 1960م.
ثم التحق بكلية اللغة العربية بالقاهرة سنة 1960م، وحصل على الشهادة العالية (الليسانس) سنة 1965م بتقدير (جيد جدًا مع مرتبة الشرف) وشهادة التخصص (الماجستير) فى اللغويات سنة 1971م بتقدير جيد جدًا وشهادة العالمية (الدكتوراه) سنة 1976م مع مرتبة الشرف الأولى.
تدرج فى المناصب فأصبح عضوا بهيئة كبار العلماء ورئيس الجمعية الشرعية وأمين عام مجلس الإدارة ورئيس لجنة الإشراف على معاهد إعداد الدعاة من سنة 1985م. عضو مجمع البحوث الإسلامية من يناير 2007م. ورئيس لجنة المتابعة بالمجمع 2011م.
وله العديد من المؤلفات العلمية والكتب الدعوية منها: فقه العبادات (تلخيص الدين الخالص للإمام السبكى رحمه الله) جزءان، وسهم الغارمين وأثره فى حل مشكلات المجتمع (نظرات معاصرة). حقوق الإنسان فى شريعة الإسلام. الأسرة فى ميزان الإسلام. الحج مناسك ومنافع. حقائق قرآنية وردود على الشبهات. فى مواكبة الأحداث. دروس وعبر من سيرة خير البشر. إجابات شافية على أسئلة حائرة، جزءان. منهج الجمعية الشرعية بين التأصيل الشرعى والتطبيق العملى. وغيرها من المؤلفات العلمية.


طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg