| 02 مايو 2024 م

الحج .. رياضة

  • | السبت, 17 سبتمبر, 2016
الحج .. رياضة

د. النبوي سلامة

الحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام  والذي اشترط فيمن يؤديه الاستطاعة ((وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلاَ)) والمقصود بها هنا  الاستطاعة المادية و البدنية . .

 

والرياضة من راض ـ يروض ـ رياضة ، فترويض الفرس يعنى أن الفارس يستطيع إحكام السيطرة عليه وقيادته، كذلك الأمر حين يروض الإنسان بدنه ونفسه وعقله وروحه .

 

ولكي يكون الإنسان رياضيًّا لابد له من بذل جهد متكرر مرتبط بزمن يتحرك فيه جسمه من مكان إلى مكان . وهذا ما يتحقق فى فريضة الحج تمامًّا ومرتبط بالأشهر القمرية ليتعود المسلم العمل والسعي والجهاد في زمن معين ووقت محدد ، كالوقوف بعرفة والإفاضة إلى المزدلفة وكذلك رمي الجمار، والسعي بين الصفا والمروة .

 

والحج بالنسبة للمسلمين فيه سفر وترحال وانتقال من بلادهم إلى مكة المكرمة ، وفيه الطواف حول الكعبة واتجاهه يكون عكس عقارب الساعة لما في ذلك من فوائد فسيولوجية ووجدانية، وكذلك السعي بين الصفا والمروة؛  ففريضة الحج درساً عمليًّا يدعو إلى النظام والانضباط والعزيمة والإصرار، وفيه المشي وتحمل أعباء الحر والزحام والتجرد عن شهوات الدنيا وملزاتها، وكذلك الخشوع والتركيز وتفريغ الطاقة السلبية لتتحول إلى طاقة إيجابية فعالة.

وإذا ما نظرنا إلى الإنسان المسلم أثناء تأديته شعائر الحج فنجد أن المشي ينشط الدورة الدموية ويزيد من استهلاك الأكسجين والطاقة مما يقلل مستوى الكولسترول فى الدم، فيساعد على الوقاية من أمراض القلب وضغط الدم، والسكينة والطمأنينة التي يشعر بها الحاج وهو فى رحاب بيت الله الحرام تقوي جهاز المناعة لديه وينتظم عمل العديد من العمليات الفسيولوجية فى جسم الإنسان الحاج فى ظل الطمأنينة والخشوع ـ

 

والحج رياضة أخلاقية ((فلا رفث ولا فسوق ولا جدال فى الحج ))

 

وأيضاً رياضة اجتماعية؛ ففيه التعارف والتعاون والتسامح وفيه التجمع الهائل من كافة بلاد المسلمين ويعد ذلك رمزاً لعزتهم  وقوتهم واتحادهم؛ لقول المصطفي (صلى الله عليه وسلم) لأصحابه وهم يطوفون ((رحم الله امرأ أراهم من نفسه اليوم قوة وهرول يطوف والمسلمون به يقتدون )).

طباعة
الأبواب: رياضة
كلمات دالة:
Rate this article:
3.7

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg