| 20 أبريل 2024 م

مدير المركز النيجيري للبحوث العربية: نعتمد على الجهود الذاتية ونسعى لترسيخ اللغة العربية في إفريقيا

  • | الثلاثاء, 23 فبراير, 2016
مدير المركز النيجيري للبحوث العربية: نعتمد على الجهود الذاتية ونسعى لترسيخ اللغة العربية في إفريقيا


تفعيل الاختلاف وقبول الرأي الآخر.. الخطوة الأولى لبتر الإرهاب
نهدف للتبادل العلمي مع صروح الفكر والثقافة في العالم العربي
الوقوف صف واحد لدحر الجماعات المتطرفة.. مهمة كل مسلم

أكد الدكتور الخضر عبدالباقي مدير المركز النيجيري للبحوث العربية، عضو الهيئة التنفيذية لاتحاد علماء إفريقيا أنه يهدف عبر المركز الثقافي إلى خدمة اللغة العربية وإثراء الثقافة في الدول العربية متقاربة الأوضاع السياسية والعادات الاجتماعية بما يصب بشكل مباشر في نهوض الحركة العلمية.
وأضاف عبدالباقي في حواره لـ"صوت الأزهر" أن تضافر الجهود يصب بشكل مباشر لدحر الجماعات المتطرفة وقبول ثقافة الاختلاف، مشيراً إلى أن صلاح حال المجتمعات العربية يأتي باتباع شريعتنا الغراء ومنهج الأزهر صاحب الاعتدال والوسطية، منتقداً فوضى الفضائيات التي غزت العالم الإسلامي وأثرت على الأجيال الصاعدة.

* بداية .. ما دور المركز النيجيري للبحوث العربية ؟
- المركز بحثي ثقافي خدمي تم تأسيسه في 2005 في نيجيريا بمباركة من العلماء والمثقفين في إفريقيا من الذين توافقت أفكارهم إلى ضرورة المراكز البحثية المعنية بالبحث العلمي وتحريك الحياة الثقافية العربية لدول جنوب الصحراء متعددة الثقافة والأوضاع السياسية المتقاربة والمتشابهة في العادات الاجتماعية، لما يصب بشكل مباشر في صالح الثقافة العربية، وأن تكون هناك جهة مسئولة تتولي تنشيط الحركة العلمية، ويسعون أن يكون للغة وجود حقيقي كما الحال في دول شمال إفريقيا.

* ما أهم القضايا التي يناقشها مركز البحوث العربية ؟
- الاهتمام الأساسي باللغة العربية من خلال الندوات العلمية والورش والمحاضرات بشكل أسبوعي وشهري والنشر العلمي باللغة العربية، ولدينا مشروع يسمي "سلسلة المستعربين الأفارقة" ينتجه أبناء جنوب الصحراء، يكتبه غير أبناء العرب ويشترط أن يكون الكاتب من دول جنوب الصحراء والنتاج الثقافي أو الفكري أو العلمي باللغة العربية، ولدينا مشروع قناة فضائية للثقافة العربية في إفريقيا تخاطب المثقفين في هذه الدول، بالإضافة إلى مشروع التبادل العلمي مع الجهات التي لها علاقة بالاهتمام الفكري والثقافي في العالم العربي سواء في مصر أو المغرب أو السعودية والكويت، وقد قطعنا شوطاً كبيراً في هذا المجال.

* ما مصادر تمويل المركز، خاصة أن هذه الأطروحات تتطلب دخلا كبيرا؟
- نعاني من ندرة المصادر المالية، ونعتمد في تنفيذ الأطروحات على التبرعات الخاصة من الذين لهم اهتمامات وحب وولاء لهذه الثقافة واللغة العربية، خاصة من داخل نيجيريا ويعتمد على التمويل الخاص بنسبة تصل إلي 50% من ميزانية المركز، بالإضافة إلى أن هناك أساتذة يحبون التطوع في الأعمال الخيرية التي تصب بالنفع على الجميع.

* ما المشاكل التي تم رصدها وتحتاج إلى نظرة خاصة في دول العالم الإسلامي ؟
- أولى القضايا الهامة تتجسد في إثراء الحالة الثقافية العربية في إفريقيا، ودعم الحالة الدعوية في مجال صقل المواهب باللغة العربية لأبناء المسلمين في قارة إفريقيا وهي من المشروعات الطموحة، لأن هناك اهتمامات تنصب على اللغة المحلية والإنجليزية، وبدأنا في التواصل العلمي مع العالم العربي والجامعات والمراكز البحثية باللغة العربية في منطقة دول جنوب الصحراء مع أساتذة من السنغال وتوجو وبوركينا فاسو ومالي من الذين ينتمون إلى الخريطة الثقافية العربية للتواصل مع نظائرهم من جامعات العالم العربي.

* كيف نغرس الثقافة العربية في وجدان من لا يعرفها ؟
- يتطلب ذلك تخطيط من قبل الذين يدعمون الثقافة العربية ولكن الثقافة المكتسبة قد تكون بوعي، سواء ثقافة لغوية أو حديث أو لباس أو أن تؤخذ الثقافة من المؤسسات المعنية ومن يتعلمها أو يباشرها أو ينخرط فيها، وقد تكتسب تلقائيا، وهو ما يسمي فسيولوجيا الثقافة أو قوة الثقافة تفرض بطريقة "اللاوعي" مثل فرد من اسرة اصولية إسلامية يعيش في الغرب مع مرور الوقت سوف ينقاد لثقافة المجتمع الذي يعيش فيه.

* كيف يكون للمسلمين كلمة في محاربة الإرهاب الذي ضرب استقرار البلاد وازهق أرواح الأبرياء ؟
- أرى ضرورة تكاتف الجهود لمحاربة الإرهاب، وتفعيل ثقافة الاختلاف وقبول الرأي والرأي الآخر، فمن يخالفنا الرأي قد يكون أقرب للصواب، ومن هذا المنطلق يجب عدم التكبر وقبول ثقافة الاختلاف، لأن التطرف لا يولد إلا تطرفاً، وإصلاح حال الجماعات المتطرفة من منطلق شريعتنا الغراء يأتي عبر اتباع منهج الاعتدال والوسطية التي ينتهجها الأزهر الشريف.

* هناك من سارع بتكفير هذا الفصيل التكفيري على أفعالهم وتصرفاتهم ووصفهم بخوارج العصر.. ما رأيك؟
- وفقاً لإجماع آراء العلماء أن خوارج العصر هم من كفر الأمة كاملة ويري نفسه أنه من يطبق الشريعة الإسلامية الصحيحة، لذلك نحيي دور الأزهر رغم أننا جميعا ضد ما تقوم به داعش وبوكوحرام، والجماعات الإرهابية من أفعال بشعة تشيب منها الرؤوس، إلا أن الأزهر في مؤتمره الأخير لم يكفر داعش بوسطية الأمة وفكرها المعتدل التي ستنقذ الأمة، ورغم أن جميع الدول تحارب داعش إلا أن التكفير مشكلة لا يجب التلفظ بها، فالعلماء الذين درسوا فقه المآلات هم أدري بهذا الموضوع وهم من يوكل لهم هذه الأحكام.

* هناك سلوكيات وتصرفات من الإرهابيين كالذبح والحرق والجرائم بما يدلل أنها من صنيعة الصهيونية العالمية تحارب الإسلام.. ما ردكم ؟
- اتفق معك تماماً، فهم يفعلون أشياء تختلط على عامة المسلمين ولا يعرف هذا سوي من لديه خبرة كبيرة يفرق بين المتشددين الإسلاميين الذين يرتكبون جرائم ولكن ليست بهذه البشاعة التي ترتكبها داعش وغيرها، ما يظهرها أنهم ليسوا بمسلمين ولن ينخدع أحد بلبسهم الإسلامي وإطلاق اللحية فأهم ما يميز المسلم فعله وليس لباسه، ومن يرتكب مثل هذه الجرائم فالمنوط به القول الفصل هم العلماء أهل الفقه ولنتأخذ من أصحاب النبي المثل الأعلى الذين اختلفوا في مسائل الفقه والاجتهاد ولكنهم يتراحموا فيما بينهم وكانت صدورهم واسعة لا أن يكفروا بعضهم البعض.

* الهالة الإعلامية الصهيونية تسيطر على الإعلام في جميع دول العالم؛ لذا تجد فتوي غريبة في الفضائيات من شيوخ يريدون فتن وفرقعات للتشكيك بالدين.. بم ترد ؟
- هذا يظهر في فتوي الفضائيات التي يجب تناولها بشئ من الاجتهاد بين العلماء وبعضهم ولا ينفرد شخص غير مؤهل بها لأن مخاطبة الرأي العام من أي محطة فضائية والإعلامي الذي يتناولها بإيحاءات معينة وتوقيتها توحي بمنطوق ظاهري للنص يتلقفها جمهور منهم المتعلم والمثقف والأمي والجاهل وليس لهم بالمضمون أدني معرفة، لذلك تأتي خطورتها وتحدث إثارة وفتن لأنه يصل إلي ملايين الناس خلال دقائق معدودة، وعلى المرجعيات كالأزهر وكبار العلماء في المملكة العربية السعودية والمجامع الفقهية أن تعري وتكشف زيغ هؤلاء وقد تكون مجرد رأي وبالنسبة للتضيق علي العلماء المعتدلين في الظهور وبث العلم الوسطي فأنه سيظل عالماً سواء رضوا أم لم يرضوا لأن الحكم الشرعي والتوصيف للأحكام لن يتأتي إلا من مثل هذا العالم الذي سيبقي عالماً ظهر في الإعلام أم لم يظهر كلما كان العالم معتدلا يصل إلى قلوب الناس بسرعة ويعطي لنفسه حصانة أبدية في منهجه واعتداله ولن يضيف له شيئ سوى شهرة إعلامية زائلة.

مصطفى هنداوي


طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg