| 23 أبريل 2024 م

رئيس التحرير يكتب.. رسالة إلى أمير المؤمنين !

  • | الأحد, 14 فبراير, 2016
رئيس التحرير يكتب.. رسالة إلى أمير المؤمنين !
"إلى عمر بن عبد العزيز ..أمير المؤمنين:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
سيدي الأمير .. ربما تكون المرة الأولى التي يتمرد فيها قلمي على معانقة السطور ، وهو المتيم بتقبيل خد الورق ، هذه المرة وقف خارج الورقة ، رأيته يكسر سنه "الشيفر" ، ويمحو حروف الأبجدية من على لوحة مفاتيح حاسوبي ؛ وصاح في ّ غاضبا : ماذا أكتب لخامس الخلفاء الراشدين؟
هل أكتب أن مع كل طلعة شمس تتضاعف زنازنين الخوف والظلم في بلاد المسلمين عامة والعرب خاصة ، آه .. ياخليفة المسلمين ، حمص السورية التى تضم ضريحك ، باتت أشلاء ، وصنعاء تشتكي إلى الله اقتتال بنيها ، بينما " غراب" أمريكا ينعق فوق جثث الجميع ، وطرابلس الليبية ، أضحت تحت مرمى نيران التخريب الأمريكية بحجة محاربة داعش ، لم يدخل العم سام قرية عربية إلا وأفسدها وجعل أعزة أهلها أذلة ؟
هل أكتب أن أطفالنا صاروا طعاما لحيتان المحيطات والبحار ، وبتنا نتسول افتراش العراء في بلاد الفرنجة ، فمنهم ظالم لنا ومنهم سابق بالفتات يلقيه على موائد تناحرنا ؟
هل أكتب أن هولندا قررت إغلاق سجونها ، لعدم وجود مساجين ، أو بالأدق باتت أعداد حراس السجون والعاملين فيها أقل من أعداد المساجين ، الجريمة اختفت في بلادهم ، بينما رواية إحسان عبد القدوس " ياعزيزي ..كلنا لصوص " نراها تكتسى لحما وعظما وينفخ فيها الروح بأرض العرب ؟
ـ هل أكتب أن سويسرا تعتزم التصويت على اقتراح بمنح جميع سكانها 2400 دولار شهريا، بغض النظر عما إذا كان يعملون أم لا ؟
هل أكتب : لماذا يسكن العدل هولندا ويخيم الرخاء على سويسرا .. وأجدادونا الأوائل هم من علموا الدنيا مسئولية الحكام تجاه شعوبهم ، فمازل مشهد أحد الولاة في عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب لايغادرني ؛ "فقد أرسل هذا الوالى رسولا إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ، ليعرض عليه أمرا ذا شأن ، فوصل الرسول المدينة ليلا ، فقال في نفسه : ليس من الصواب أن أقلق أمير المؤمنين من منامه في مثل هذا الوقت من الليل ، فأنام في المسجد حتى إذا أسفر الصبح أبلغت الرسالة ، ودخل المسجد لينام ، فسمع صوتا خافتا يناجي ربه في ذل وخشوع ، فقال الرسول : السلام عليك ياأخا العرب ، فرد عليه صاحب الصوت السلام ، وقال من أنت رحمك الله ؟ فقال أنا رسول من والى مدينة كذا إلى أمير المؤمنين ، فقال له : تعالى هنا وقل ماعندك أنا عمر .. فتعجب الرسول وقص عليه سبب مجيئه إلى المسجد ، فقال عمر : بئسما ظننت ياأخي ! كيف أكون المسئول عن هذه الأمة وأنام ؟ لو نمت نهاري لضيعت رعيتي ، ولو نمت ليلي لضيعت نفسي ".
ـ هل أكتب أن العدل هو الذي يغلق السجون وينشر الرخاء في أي بلد بغض النظر عن معتقده الديني ؟
لا لن أكتب شيئا ، لكنى سأرفع يدى للسماء وأدعو أن تعود فينا ، يعود حكمك الذي ملأ الأرض عدلا، حتى عم الرخاء والأمن بين الناس، فكانت الذئاب ترعى قرب الغنم ولا تعتدي عليها، وحين سُئلت عن ذلك وكنت فقيها مجددا، قلت: " أصلحت ما بيني وبين خالقي، فأصلح الله ما بين الذئب والغنم".
عطر الكلام :
لما أتى عمر بن الخطاب بتاج كسرى وسواريه ..قال : إن الذي أدى هذا لأمين ، فقال له رجل : يأمير المؤمنين ، أنت أمين الله ، يؤدون إليك ماأديت إلى الله ، فإذا رتعت رتعوا .
طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
1.0

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg