الإمام الأكبر: اعتراف أوباما بالمسلمين يحد من ظاهرة الاسلاموفوبيا
د. شوقي علام: يجب ترجمة خطاب الرئيس الأمريكي إلى أفعال
د.إلهام شاهين: سلوك المسلمين بالخارج خير سفير للإسلام
د.أحمد سالم: خطوة استباقية لامتصاص رد فعل الجالية الإسلامية
"لقد ساعدت أجيال من الأميركيين المسلمين في بناء بلدنا مثل المزارعين والتجار والعمال، والمدرسون الذين يلهمون أطفالنا، والممرضات والأطباء الذين نأتمنهم على صحتنا، والعلماء الذين يفوزون بجوائز نوبل، والمبتكرين ورجال الشرطة والإطفاء، فلايمكن أن يقابلوا بالتهديدات والمضايقات، فنحن أسرة أمريكية واحدة، والهجوم على مؤمن واحد هو اعتداء على جميع الأديان لدينا".. كلمات اعترف بها الرئيس الأمريكي باراك حسين أوباما بفضل المسلمين في بناء الولايات المتحدة، وحث الجميع على عدم الاعتداء عليهم والحرص على عدم ممارسة العنصرية.
وثمن علماء الأزهر الشريف كلمات الرئيس الأمريكي، واعترافه بفضل أبناء المسلمين عليهم في العلم والعمل وبناء الدولة الحديثة بسواعد ساهمت في تصحيح صورة الدين الحنيف بالعمل وليس القول، موجهين الشكر لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر على جهوده الخارجية الرائدة في محو الصورة الذهنية الخاطئة عن المسلمين بعد محاولة تشويهها من قبل الجماعات المتطرفة.
وقال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر إن زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لأحد المساجد بولاية ميرلاند في أول زيارة له لمسجد داخل الولايات المتحدة الأمريكية أن الإسلام كان دائما مكونا أساسيا في المجتمع الأمريكي، وأن هذه الخطوة تسهم في الحد من ظاهرة الإسلاموفوبيا ضد المسلمين في الولايات المتحدة وأوروبا، خاصة بعد تنامي الخطاب العنصري من قبل بعض الساسة الغربيين ضد الإسلام والمسلمين، ما أسفر عن العديد من الانتهاكات بحقهم، مشيداً بكلمة الرئيس أوباما التي ندد فيها بالخطاب البغيض الذي يستهدف المسلمين ويرفض الخلط بين الأعمال الإرهابية التي تقوم بها مجموعات صغيرة لديها رؤية منحرفة عن الإسلام وبين الغالبية الكبرى من المسلمين التي ترى في الإسلام مصدرًا للسلام، مطالباً رؤساء الدول الغربية وقادة وزعماء الأحزاب المختلفة باتخاذ خطوات مماثلة لرفض الخطاب العنصري ضد المسلمين، مؤكدًا أن مثل هذه المبادرات تسهم في ترسيخ السلم والأمن العالمي وتقضي على المبررات التي تتذرع بها جماعات التطرف والإرهاب لممارسة أعمالها الإجرامية وتتخذها وسيلة لتجنيد أعضائها وخلاياها حول العالم.
تسامح ومحبة
من جانبه رحب الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية، بزيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لأول مرة لمسجد في الولايات، والذي أكد فيه أن المسلمين ساهموا في بناء أمريكا، مؤكدا أن أوباما أوضح في خطابه أن المسلمين ساهموا في كتابة الدستور الأمريكي، معبرًا في الوقت نفسه عن انزعاجه من استهداف الجالية المسلمة، ولومها على أفعال تقوم بها أقلية، مرجعًا ذلك لعدم معرفة حقيقة المسلمين، والاعتماد على الإعلام والأفلام لأخذ صورة مشوهة عنهم، مشيراً إلى أن الرئيس الأمريكي أكد أن هذه الصورة التي ينقلها الإعلام عن المسلمين ساهمت في ازدياد حالات مضايقة المسلمين في أمريكا والاعتداء على بعض المساجد والأشخاص، مشيرًا إلى أنه وصلته شكاوى كثيرة من مسلمين أمريكيين، ومنها شكاوى من أطفال وأسئلتهم القلقة لآبائهم ومخاوفهم من المستقبل بسبب كونهم مسلمين، وإحساسهم بأنهم مواطنون من الدرجة الثانية.
وثمن علام تشديد الرئيس الأمريكي على أن الإسلام يمثل السلام والتسامح والمحبة، وأن كثيرًا من المسلمين قدموا نماذج ملهمة لخدمة المجتمع الأمريكي، وأثروا كمواطنين الحياة الأمريكية من مختلف مواقع عملهم، وحصلوا على جوائز نوبل، وقدموا نموذجًا متميزًا من التضحية والإخلاص والجدية في العمل، داعياً إلى ترجمة خطاب الرئيس الأمريكي إلى أفعال خصوصًا دعوته لعدم أخذ أغلبية المسلمين بجريرة أقلية متشددة لها تفسير خاطئ للدين، وعدم ربط الأعمال الإرهابية بدين معين، وهو الأمر الذي أكد عليه المرصد أكثر من مرة في تقاريره وبياناته.
التعايش السلمي
من جانبه، قال الدكتور ماهر خضير القاضي بالمحكمة الشرعية العليا بفلسطين إن ما قاله الرئيس الامريكي باراك أوباما، هو القول الفصل وعدم الخلط بين الإسلام والإرهاب، وأنه دائما ما يحث عليه ويقوله العلماء المسلمون والمؤسسات الإسلامية كالازهر الشريف، مؤكداً أن الخلط بينهما يشجع على نشر ظاهرة الإسلاموفوبيا وأن الرئيس اوباما بكلامه يرسخ مبدأ التعايش السلمي بين الديانات، لافتاً إلى أن حديث اوباما يخفف من حالة الاحتقان القائمة من الغرب ضد الإسلام والمسلمين، وأن يقف ضد المتطرفين اليهود الذين ينتهكون حرمة المسجد الأقصى، وكذلك ما يفعله الاحتلال الإسرائيلي بالمسلمين الفلسطينيين من قتل وحبس، وأعمال إجراميه، مطالبا أوباما أن يطالب اليهود وزعمائهم بالقبول بالتعايش السلمي مع المسلمين وحل الدولتين، وان يفكوا أسر المسجد الأقصى الأسير، مشدداً على أن خطوة الرئيس الأمريكي يجب تعميمها ورفع الخطاب العنصري الذي يبثه اليهود والمتطرفين لقتل المسلمين وانتهاكات مقدساتهم.
تصحيح صورة الإسلام
وأضافت الدكتورة إلهام شاهين أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر أن العامل الأساسي في تصحيح صورة الإسلام في الخارج يقع على المسلمين الذين يقيمون في الدول الأجنبية، ويتمثل ذلك في التزامهم بتعاليم الدين الإسلامي والامتثال لأوامره، واجتناب نواهيه، وكذلك سلوكياتهم فى التعامل، والظهور بصورة طيبة ما أجبر الرئيس الامريكي الاعتراف بواقع المسلمين في بلاده، وفضلهم في بناء الولايات المتحدة الأمريكية عبر تصحيح صورة الإسلام في الغرب من خلال إظهار روح الإسلام من المودة والعطف والتواصل والتراحم، والتعاون الذى يظهر القيم الحقيقية للدين الإسلامى ويجعله مختلفاً عن غيره من الأديان، موضحاً أن أساليب تصحيح صورتنا في الغرب مساهمة المسلمين في الدول الغربية التي اعترف بها الرئيس أوباما، متمثلة في الكتابة والدفاع عن الإسلام فى وسائل الإعلام، وإظهار تعاليمه وبيان ما به من رحمة وبر وخير، لافتة إلى أن فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، قدم مبادرات عظيمة للعمل على تصحيح صورة الاسلام في الخارج والتي تمثلت في إرسال سفراء للأزهر للخارج من خلال بعثات من العلماء والأساتذة، ليست مهمتهم دعوية فحسب، بل تصحيح الصورة الخاطئة والمفاهيم المغلوطة عن الإسلام، والعمل على حل المعوقات التي تواجه المسلمين فى الخارج، والرد على ما يثار حول الإسلام وتعاليمه.
اعتراف بالمسلمين
وأوضح الدكتور أحمد البدوي سالم مدرس العقيدة والفلسفة بكلية أصول الدين بالزقازيق أنه في ظل الهجمات الشرسة التي تشهدها البلاد الأوروبية والأمريكية ضد الإسلام، ومع تنامي ظاهرة الإسلاموفوبيا حملت كلمة أوباما العديد من معاني الاعتراف بحقوق المسلمين داخل الولايات المتحدة، والاعتراف بفضل الجالية المسلمة على الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن الزيارة أتت كخطوة استباقية لامتصاص رد فعل الجالية المسلمة من تصريحات دونالد ترامب أبرز المرشحين الجمهوريين للانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2016، والذي لا يكف في تصريحاته من توجيه رسائل العنف والكراهية ضد المسلمين، فيما اعتبر البيت الأبيض أن تصريحات ترامب المليئة بالكراهية ضد الإسلام والمسلمين لا تؤهله للترشح للرئاسة، مشدداً على أن الزيارة والاعتراف بدور المسلمين في كتابة الدستور الامريكي أبسط رد على دعوات المرشحين للرئاسة الامريكية وسياستيها المسيئة للاسلام والمسلمين، مؤكدا أنه من المجحف أن يعاقب المسلمون جميعًا؛ بسبب مجموعة من المتطرفين ترفض الشريعة الإسلامية أفعالهم الإجرامية، في حين أن التطرف والإرهاب لا يمكن حصره في ديانة محددة أو بلد، فالأديان السماوية تنبذ العنف والتطرف وتدعو إلى الرحمة والسلام.
وأضاف البدوي أن كلمة أوباما جاءت إلى المجتمع المسلم لتضمد جراحه التي تنزف منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر، والتي تعالت بعدها نيران ظاهرة الإسلاموفوبيا، ونداءات الكراهية والعنصرية في الإعلام الغربي ضد المسلمين، وقد وصلت يد الإيذاء إلى استخدام العنف ضد المسلمين واستبيحت دماؤهم، وأصبح المسلمون لا يأمنون على أنفسهم رغم أنهم يعيشون في مجتمع يدعي أنه يحترم الحريات، وازدادت حدت القتل وإطلاق النار على المساجد والتعرض للنساء المحجبات في الشوارع والاعتداء على الطلبة المسلمين في المدارس والجامعات واضطهاد بعض الموظفين المسلمين في أماكن عملهم، وهذا خير شاهد على تلك العنصرية الممارسة ضد المسلمين، مشيراً إلى أن خطاب الرئيس يدلل على أن الرئيس يدرك حقيقة المشهد السياسي العالمي، وهو على يقين بأن خطابات العنف والعنصرية التي يطلقها البعض يجنى جميع أفراد المجتمع ثمارها، وليت كل الساسة يحذون حذوه، ويخاطبون حكوماتهم، وأفراد شعوبهم ويوجهون شعوبهم بما يجمع ولا يفرق يتعايش تحت راية السلام في مجتمع آمن، ويدحر يد التطرف الغاشم التي تستغل تلك الأجواء الكدرة لتبث سمومها وتستبيح دماء الأبرياء، وممتلكاتهم، وتقود البلاد إلى مستقبل ضبابي ونتائج سلبية لا يعلم قدرها إلا الله.
أحمد نبيوة