| 19 أبريل 2024 م

شومان اطلق المبادرة وعلماء الأزهر يثمنون العمل والإخلاص .. كلمة السر في نهضة أمتنا ‏

  • | السبت, 13 فبراير, 2016
شومان اطلق المبادرة وعلماء الأزهر يثمنون العمل والإخلاص ..   كلمة السر في نهضة أمتنا  ‏
د. أبو ليلة:‏
‏ الإخلاص.. سبيل القبول من الله تعالى لأعمالنا
د. جاد الرب: المسلمون الأوائل سادوا الدنيا بالعمل المخلص
د. الأشوح: الإسلام راعى في نظامه الاقتصادي أن جعل العمل عبادة ‏
وجه فضيلة الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر الشريف دعوة للمجتمع بضرورة الإخلاص في ‏العمل لنقل الصورة الصحيحة للاسلام، خاصة أن الإخلاص السبيل إلى تبليغ رسالة رب العالمين ‏للناس بالحكمة والموعظة الحسنة، وأنّ الدعوة إلى الإسلام والوسطية عمل دعوي يتطلب ‏المداومة على طلب العلم والبحث في المسائل المختلفة للتمكن في العلم، ولتجديد الخطاب الديني ‏على الوجه الأمثل.‏
وطالب شومان وعاظ الأزهر وعلماءه بنشر ثقافة العمل والاخلاص فيه من أجل نهضة الوطن، ‏وبناء مستقبله، ورفعة الأمة وإظهار المبادئ الحقيقية للشريعة الغراء الساعية إلى البناء.. علماء ‏الأزهر يجيبون على التساؤل الهام ويضعون الشروط الشرعية ليتحول العمل إلى أداة بناء لا هدم ‏المجتمع والأمة بما يساهم في لحاقها بمصاف الدول المتقدمة..‏

قال الدكتور محمد أبو ليلة استاذ الدراسات الاسلامية بكلية اللغات والترجمة إن مبادرة فضيلة الدكتور عباس ‏شومان وكيل الأزهر الشريف تعد دعوة إسلامية نابعة من جوهر الدين الحنيف الذي يأمر بالسعي في العمل ‏والإخلاص والتفاني فيه، وإدراك قيمته، مصداقاً لقوله تعالى: "وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ‏وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ"، مبيناً أن هذا أمر الهي واجب النقاذ، ‏وفرض علينا جميعا إتقان العمل والإخلاص والتفاني فيه، مستدلا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله يحب إذا عمل أحدكم ‏عملاً أن يتقنه"، لأن الإخلاص في العمل هو سبيل من السبل التي نبتغي فيها القبول من الله تعالى لاعمالنا، داعيا ‏الجميع إلى الاخلاص في العمل من أجل بناء وطننا ونهضته وبناء مستقبل أفضل لأبنائنا، مؤكداً أن العمل الذي ‏يخلص فيه الإنسان، ويطلب فيه الرزق عبادة لله تعالى، مبينا أنه ليس من عبادة لله تعالى الاقتصار على أداء ‏الفرائض فقط دون أداء العمل والاخلاص فيه، منوها على أن الالتزام بأداء الفرائض أمر واجب لكنه يكون ناقصا ‏بدون العمل، موضحاً أن سر نجاح الغرب يكمن في تطبيقهم مباديء الإسلام في العمل، وأن المسلمين أولى ‏بتطبيق تعاليم الإسلام والعمل بإخلاص لأنها السبيل الوحيد لبناء الوطن، مشيراً إلى أن العالم سوف يثبت أننا ‏قادرون على العطاء وعلى التقدم وبناء الاوطان، وأن عملنا هذا سيجعل العالم يغير فكره عن الاسلام الذي تغيرت ‏صورته عن أن المسلمين كسالى ولايقدمون عملا أو شيئاً نافعاً، وتغيير الصورة السلبية التي صنعها الارهاب عن ‏الاسلام زوراً وبهتاناً.‏

من أجل العبادات
ويؤكد الدكتور جاد الرب أمين عميد كلية الدراسات الاسلامية والعربية أن العمل من أجل العبادات يأتي في سبيل ‏التفاني والإخلاص، لافتاً إلى أن المولى أوجب على الأمة الإسلامية الإتقان في كل شيء، لما يتوافق مع دعوته ‏إلى تعمير الكون وبناء الأوطان، فقال النبي الكريم: "ما أكل أحد طعاما قط خيرا من أن يأكل من عمل يده، وإن ‏نبي الله داود كان يأكل من عمل يده"، في إشارة واضحة أن اليد العاملة خير من التي لا تكتسب قوتها من عرق ‏يدها، مستدلاً بالحديث الشريف: "لأن يأخذ أحدكم حبله فيحتطب على ظهره خير له من أن يأتي رجلا فيسأله ، ‏أعطاه أو منعه" وقوله أيضاً: "ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعا، فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا ‏كان له به صدقة"، وأوضح في قوله صلى الله عليه وسلم: "إن قامت الساعة وفى يد احدكم فسيلة فليغرسها"، منبهاً على أن ‏الاسلام جعل من الاخلاص في العمل نوع من الجهاد ينال به المسلم درجة المجاهدين وشرف المرابطين لقول الله ‏تعالى: "وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ".‏
وأوضح جاد الرب أن العلم سمة أساسية قبل العمل، مشيرا إلى أن العمل بلا علم وقيمة لــــه لأنه سيكون ناقصا، ‏فلولا العلم ما نجح الغرب، داعيا المجتمع النظر إلى المسلمين الاوائل الذين اجتهدوا واخلصوا نيتهم في عملهم، ‏منوها إلى أن كتب علماء الاسلام كالخوارزمى وابن سينا والادريسى والـــــــرازى وابن رشد وابن الهيثم تدرس ‏في مختلف جامعات العالم واستقت منهم اوربا نهضتها، ولقد استغلـــــــت كل هذة العلوم، واخـذت تدرسها عن ‏باخلاص وتعلم، وباتت تطبقها حتى وصلت إلى الرقي العلمي والتطور التكنولوجي في كافة المجالات والعلوم ‏الإنسانية، مطالباً بالأخذ من المسلمين الأوائل الاجتهاد والتفقه والإخلاص في العمل، وإعلاء راية بـ"العلم ‏والعمل تنهض الأمم".‏

اقتصاد الاسلام في العمل
وتوضح الدكتورة زينب الاشوح استاذ الاقتصاد الاسلامي بكلية التجارة بنات دور العمل في دعم الاقتصاد، مشيرة ‏إلى أن الاقتصاد في الاسلام قائم على العمل بصفته عجلة الانتاج الرئيسية، مشددة على أن العمل عنصر ‏اقتصادي هام لن تتحقق فيه الشروط الرائدة إلا بالإخلاص والاتقان فلا يمكن تصور أن اقتصادا يقوم على عمل ‏ولا ينجح، أو أن الاقتصاد الإسلامي المستمد من الإسلام لا يقوم على الإنتاج النافع، مشددة على أن الإسلام ‏راعى في نظامه الاقتصادي أن جعل العمل عبادة، والاتقان فيه أمر ضروري، لذا كان الاقتصاد الإسلامي ناجحا، ‏بعيدا عن التكاسل والتباطؤ في العمل، مبينة أن الاسلام حث على العمل والسعي في طلب الرزق فالله تعالى يقول: ‏‏"هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ"، ويقول النبي صلَى الله عليه ‏وسلَّم: "ما أكل أحدٌ طعامًا قطُّ خيرًا من أن يأكل من عمل يده"، ولقد نظم الاسلام العمل تنظيما كاملا حتى يحصل ‏العامل على حقه دون نقصان شريطة أن يؤديه باتقان وإخلاص.‏
‏ حسن مصطفى

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg