| 26 أبريل 2024 م

‏.. ويسألونك عن الأخلاق في الإسلام

  • | الخميس, 18 فبراير, 2016
‏.. ويسألونك عن الأخلاق في الإسلام
الخُلُق: هو الطبع والسَّجية والدِّين والسلوك .. والأخلاق هي عنوان الشعوب، وأساس الحضارات، وثمرة العلم، وأحد مقومات ‏الشخصية الإسلامية. حيث أن من أهم خصائص الأخلاق في الإسلام أنها إلهية المصدر، يعني مصدرها وحي من الله لرسوله. إلى ‏جانب أنها فطرة إنسانية تتفق مع حاجة النفس الإنسانية للسمو الروحي والعقلي.. ومن يتتبع القرآن الكريم يجد الأخلاق تشغل حيزا ‏كبيرا منه، بل سيجد أن تهذيب النفوس وتحسين الأخلاق من أول ما لأجله بعث الله تعالى رسله وأنزل شرائعه وكانت الأخلاق العظيمة ‏طبيعة في خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى وصفه الله تعالى بقوله: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) [القلم:4]. وربط بين الإيمان وبين الأخلاق كأنهما ‏قرينان لا يفترقان ففي حديث أبى هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقًا".‏
ويظهر أثر الأخلاق في الإسلام فيما تزرعه في نفوس الأفراد من الرحمة، والصدق، والعدل، والأمانة، والحياء، والعفة، والتعاون، ‏والتكافل، والإخلاص، والتواضع.. وغير ذلك من القيم والأخلاق السامية،..‏
وفيما تزرعه في المجتمعات من حب وتسامح ورحمة وعِزَّة ووفاق وانسجام بين أفراده يدفعه للعمل، ويقوده للنجاح، حتى أصبحت ‏الأخلاق ضرورة اجتماعية ينادي بها الحكماء والعقلانيون في كل الديانات لحماية المجتمع من السلوكيات الخاطئة، والأفكار الشاذة، ‏ولك أن تتخيل إذا انعدمت الأخلاق داخل المجتمعات فأصبح العلم بغير ضوابط أخلاقية، فتصبح آثاره المدمرة أكثر بكثير من فوائده، ‏وها هي التهديدات بالحروب النووية، وحروب الكواكب، وغيرها من الكوارث التي تهدد البشرية بأوخم العواقب، ماثلة أمامنا!!.‏
والأخلاق في الإسلام لا تقوم على النظريات المذهبية أو المصالح الفردية أو العوامل البيئية التي تتغير وتتبدل حسب الأشخاص ‏والأحوال .. وإنما هي أساس ثابت، واقعية عملية وليست مثالية، صالحة لكل زمان ومكان، تشع نورها من ينبوع الإيمان داخل النفس ‏وخارجها.‏
وخاصية الثبات في الأخلاق الإسلامية ضرورية لحماية المجتمعات من ظاهرة القلق والإضرابات والانحرافات التي تعاني منها ‏المجتمعات التي تتغير قِيَمُها الاجتماعية بين حين وآخر.‏
فالعبادات في الإسلام هي تمارين متكررة لتعويد المسلم على الأخلاق الصحيحة، الصلاة خضوع وخشوع وسكينة.‏
الزكاة: غرس لمشاعر الحنان والرأفة والجود والعطاء، ونزع لمشاعر البخل والحقد والسلبية قال تعالى: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً ‏تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا} [التوبة: 103] ..‏
الصيام: ضبط للنفس حتى لا تغتر بأمر زائل، أو تقع فريسة لشهوة عابرة، فهو تمرين على ضبط النفس في الرضا وفي الغضب، ‏والخوف من الله تعالى في السر والعلن. وهكذا جملة العبادات تعلم الأخلاق الحسنة، وتوازن بين حاجة الإنسان الروحية وبين سلامة ‏علاقته الإيمانية بربه، وعلاقته بنفسه وغيره من بني جنسه، بل وما يحيط به من حيوان أو جماد!.‏
وهذه الصور السلوكية الرائعة بدأ ينعكس تأثيرها في انتشار هذا الدين العظيم في بعض المناطق التي لم يصلها الفتح الإسلامي، فدخل ‏في هذا الدين الحنيف شعوب بكاملها من غير دعوة أشخاص لهم، وإنما لما رأوا القدوة الحسنة، والأخلاق الحميدة متمثلة في أشخاص ‏مسلمين صالحين..‏
طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg