| 05 مايو 2024 م

د. عباس شومان: العلاقات بين المملكة ومصر تاريخية وغير قابلة للاختراق

  • | الأربعاء, 26 أكتوبر, 2016
د. عباس شومان: العلاقات بين المملكة ومصر تاريخية وغير قابلة للاختراق

خلال اجتماع الأزهر و"الشئون الإسلامية" السعودية بالرياض

د. عباس شومان : 

ـ كل فكر يحمل الشر للمسلمين.. مرفوض من الأزهر والمملكة

 ـ الأزهر لم يشهد أو يشارك في البيان الختامى لمؤتمر "غروزني" 

ـ محاولات داخلية وخارجية لإضعاف الأزهر وعلماء المملكة

شدد الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر على أن مؤتمر غروزنى استُغل فى إطار الحرب والسعى الحثيث للإيقاع بين علماء الأزهر وعلماء المملكة، وإيقاع فتنة مصطنعة من قبل الإعلام.

وأكد خلال الاجتماع الأول للجنة التنسيقية المشتركة بين الأزهر ووزارة الشئون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية والذى عقد بالرياض، على أهمية اجتماعات اللجنة، ودورها فى محاربة كل فكر يستهدف الإسلام والمسلمين، قائلا: إن كل فكر يحمل الشر للمسلمين، فكر مرفوض من الأزهر الشريف وعلماء المملكة، وخططنا لمواجهة هذا الفكر هى فضحه وكشفه ورفع أى ستار أو غطاء دينى عنه، وبيان أنها أغراض سياسية لا علاقة لها بشريعتنا السمحة ولا بإسلامنا الذى ننتمى إليه، وأن إظهارها وكأنها من الإسلام ومن تعاليمه إنما هو للتغرير، ولغواية الشباب.

وأضاف: نحن من سيفضح هذا ويبين، كما نفعل فى أحاديثنا، وفى مؤتمراتنا، وفيما نكتبه وما نردده أن هؤلاء لا علاقة لما يفعلونه بتعاليم الإسلام، وإنما هم يخدمون أغراضا سياسية مستغلين تعاطف المسلمين تجاه دينهم، وبيان أن ما يقومون به هو من صميم الإسلام، لسنا فى حاجة لأن نبين كيف يكون الإسلام دين الرحمة، ودين العطف، ودين التسامح وكيف يمكن أن يكون دين القتل أو هتك الأعراض، أو إتلاف الأموال أو زعزعة أمن الآمنين، لا يمكن بحال من الأحوال ولا لعاقل أن يصدق هذه الأكاذيب.

وواجبنا فى الأزهر، وفى المملكة العربية السعودية وكل علماء المسلمين أن نعمل على بيان هذه الحقائق، حماية للشباب، وحماية للناس من الانخداع بهذه الأطروحات المضللة التى لا علاقة لها بديننا، ولا بشريعتنا السمحة.

وأكد فضيلته أن لدينا فى اللجنة برامج كلها تتمحور حول كيف يمكن أن نصحح صورة الإسلام التى شُوهت كثيرا بفعل الجماعات الإرهابية، كيف يمكن أن نحمى شبابنا، ورجالنا، ونساءنا من الانخداع بهذه الدعوات الهدامة، كيف يمكن أن نسد الثغرات التى يحاول أن يتخلل ويتسلل من خلالها المغرضون للإيقاع بين علماء المسلمين فى المملكة وفى الأزهر وفى غير ذلك من الدول، كيف يمكن أن نعمل صفا واحدا ضد كل هذه المحاولات للتفريق بين الأمة أكثر مما تفرقت إليه.

وعقب الاجتماع التقى وكيل الأزهر وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالمملكة الشيخ صالح آل الشيخ؛ حيث أكد وكيل الأزهر عقب اللقاء أن العلاقات بين المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية علاقات تاريخية غير قابلة للاختراق من أى جهة أو من أى قوة، هذه مسألة يجب أن ييأس منها الجميع، أيضا العلاقات بين الأزهر الشريف وعلماء المملكة علاقات لخدمة قضايا الإسلام والمسلمين لا يمكن أن تتأثر - بأى حال من الأحوال - لدى علماء الأزهر أو علماء المملكة؛ فالجميع فى ثمار حديقة الإسلام الغناء، يعملون معا لمصلحة الأمة.

وأضاف الدكتور شومان: إن المملكة العربية السعودية ربما لا توجد بقعة على الأرض إلا وفيها ما يدل على وجودها وتوجهها لخدمة الإسلام والمسلمين حيثما وجدوا، والأزهر الشريف علماؤه ينتشرون فى غالب الدول تعليما وتدريسا ودعوة، وفى هذا الإطار كان لابد من تنسيق الجهود بين الأزهر وعلماء المملكة للعمل معا، لدعم هذا العمل على الأرض فى كافة الدول التى يعمل فيها الأزهر، والمملكة العربية السعودية، لأن المرحلة شديدة الخطورة والتربص بالإسلام والمسلمين، والدول الإسلامية، وقضايا الإسلام من قوى قريبة منا للأسف الشديد، ومن أعداء تاريخيين للأمة، على أشدها، لكن بتضافر وتعاون جهود الأزهر مع علماء المملكة سيكون حائط الصد أقوى وأقوى، ولا يمكن أن يتأثر لا الإسلام، ولا المسلمون بهذه الهجمات.

وعبَّر فضيلته عن سعادته بزيارته المملكة، وقال: نحن فى بلدنا الأول مكرر وهكذا نقول دائما، واصفاً الاجتماع بوزير الشئون الدينية بأنه لقاء طيب جاء فى إطار اجتماعات اللجنة المشتركة بين الأزهر وبين الوزارة؛ ورداً على سؤال عن مؤتمر الشيشان وما خرج عنه من توصيات، وموقف الأزهر من هذا المؤتمر قال الدكتور عباس شومان: أعتقد هذا أيضا استُغل فى إطار الحرب والسعى الحثيث للإيقاع بين علماء الأزهر وبين علماء المملكة وإيقاع فتنة مصطنعة من قبل الإعلام، رأى الأزهر كان سريعا وواضحاً وحاسماً بمجرد صدور البيان الختامى لهذا المؤتمر الذى لم يشهده الأزهر ولم يشارك فيه، وقلنا: إن شيخ الأزهر حضر الجلسة الافتتاحية فى إطار زيارته للشيشان، ولم يذهب للمشاركة فى المؤتمر؛ فشيخ الأزهر لا يذهب للمشاركة فى المؤتمرات، وإنما لزيارة الدول، ولكن الدول تستغل هذه الزيارات إذا كانت لديها أحداث لإضفاء زخم على هذه المؤتمرات، شيخ الأزهر حضر الجلسة الافتتاحية، وألقى كلمة تاريخية ليس فيها شيء مما ورد فى البيان، وفى اليوم التالى عاد شيخ الأزهر ولم يشهد هو ولا من رافقه أى جلسة لجلسات هذا المؤتمر، ولم نشارك فى صياغة البيان الختامي، بالعكس حين ظهر البيان الختامى تخاطب الأزهر مع من صاغوه، وقال لهم: كان يجب التركيز على كلمة شيخ الأزهر، وأخْذ التوصيات منها، وكان هذا سيغنيكم عن كثير مما وُجه إليكم من نقد، وأعتقد أنهم فعلوا هذا، وأعادوا صياغة البيان مرة أخرى، وصدر عن الأزهر الشريف العديد من التصريحات الواضحة جدا بالتنسيق مع شيخ الأزهر فى أنه لا يمكن أن يقبل الفكر الأزهرى لا لشيخ الأزهر ولا لأى منتسب للأزهر، ولن يتصور أزهرى فى تاريخه أن المملكة العربية السعودية بعيدة عن أهل السنة والجماعة وإنما هى فى قلب السنة والجماعة.

وعن دور المملكة فى خدمة الإسلام والمسلمين، والنجاح الذى شهده موسم الحج العام الماضي أجاب فضيلته قائلاً: جهود المملكة العربية السعودية من العبث أن نتحدث عنها؛ لأنها تتحدث عن نفسها وتجدها حيثما ذهبت، وحيثما حللت، فليست بحاجة إلى حديث عنها أما عن نجاح الحج فقد هنأْنا وزير الشئون الدينية بهذا النجاح غير المسبوق، وسررنا به كثيرا لا سيما أنه يُحزن من نريدهم أن يحزنوا بنجاح المملكة العربية السعودية فى تدبير أمور الحج، وأعتقد أنها رسالة واضحة ودليل قوى على قدرة المملكة العربية السعودية على تنظيم أمورها وتنظيم أمور الحج، وأنا حضرت الحج هذا العام وحضرته قبل ذلك أكثر من مرة ولم أر فى مرة سابقة الحج كهذا العام، وإن كان يسير فى كل السنوات بقدرة وتنظيم كبير، ولكن هذا العام كان متميزاً بشكل ملحوظ للجميع، نهنئ السعودية على هذا النجاح الذى هو نجاح لجميع المسلمين، ولجميع محبى الحرمين.

وقال الدكتور شومان: إن هناك محاولات لإضعاف الأزهر موجودة من الداخل والخارج ومحاولات إضعاف علماء المملكة موجودة من الداخل والخارج، وقد تحدثنا فى ذلك مع وزير الشئون الدينية ؛ ولذلك اجتمعنا، ومن أهدافنا فى هذه الاجتماعات، كيف يمكن أن نفوت الفرصة على هؤلاء؛ لأننا نعرف ماذا يريدون، وإلى ماذا يخططون ويسعون، ولدينا القدرة على إفشال مخططاتهم، وهذا ما بدأنا العمل من أجله.

ترأس وفد الأزهر الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر، وضم كلا من المستشار محمد عبد السلام مستشار شيخ الأزهر، والدكتور صلاح العادلى أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، وترأس جانب وزارة الشؤون الإسلامية من السعودية المستشار الخاص لوزير الشؤون الإسلامية الدكتور إبراهيم بن عبدالعزيز الزيد.

 

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg