| 29 مارس 2024 م

رئيس التحرير .. يكتب: عظمة الفاروق!

  • | الأحد, 7 فبراير, 2016
رئيس التحرير .. يكتب: عظمة الفاروق!
التفت إليّ ، دون تعليق وكأن الكلام ليس له ، مع أني تعمدت أن تصطدم حروفي بوجهه ، الذي تغير لونه ، وبدت عليه علامات كبرياء ، عندما أخبرته أنه كان ينبغي عليه أن يحمل بعض الأمتعة عن بواب العمارة ، فقد تحامل المسكين على نفسه ، وحمل بمفرده حقائبك عند عودتك من رحلة سفرك ، والنتيجة أن الرجل أصيب في عموده الفقري ، وقد زرته في المستشفي ، ولم يقل لي شيئا عن ذلك ، لكني عرفت !
ياصديقي .. هل أتاك نبأ زعيم بحجم ستالين ؟ .. إذن فاسمع :
يقول ألكسندر ويرث ، وهو كاتب إنجليزي قضى سني الحرب العالمية الثانية في روسيا : " قد لايكون ستالين منزها عن الأخطاء ، ولكن لن أنسى قط هذه القصة التي تكشف الجانب الإنساني في نفسه ...فقد فاجأ مرة مركز قيادة ( زوكوف) بزيارة غير مرتقبة في أحلك أيام الحرب الألمانية الروسية ، وكان (زوكوف) قد عاد من الميدان مرهقا ، فاستلقى على فراشه بثيابه واستغرق في النوم ، ودلف ستالين على أطراف أصابع قدميه ، فألفى حذاءي القائد مبتلين ، وخشي أن يصاب من جراء ذلك بضر ، فخلعهما برفق عن قدميه وحملهما إلى ياور القائد قائلا : من العار أن تترك عظيما مثله ينام بحذاءيه مبتلين ..جففهما في الحال ، وأخبره عندما يستيقظ أننى أنتظره . وارتبك الياور ، فما أن أنصرف ستالين حتى أيقظ زوكوف وأنبأه بالزيارة والرسالة ، وأسرع القائد فلبس حذاءيه ولما يجفا وغادر إلى موسكو ، وإذ دخل على ستالين ألقى هذا نظرة على الحذاءين ثم قال : مازالا مبتلين ! إن ياورك مهمل ياصديقي ، وجدير بك أن تتخلص منه ، ثم أرسل يستحضر له حذاءين جديدين ."
ماإن انتهيت من سرد حكاية ستالين ، إلا واطلق صديقي علامة استفهام تهكمية : ستالين شيوعي ، ملحد ، أتريدني أتشبه به ، ومن تشبه بقوم حُشر معهم ؟
رغم أن التشبه المنهي عنه ، لايدخل فيما فعله ستالين ، صحيح هو زعيم شيوعي ، لكن مافعله مع زوكوف .. إسلامي الجينات ، مع ذلك دعك من ستالين ، مارأيك في رئيس الدولة الإسلامية .. الحافي ؟
" خرج عمر إلى الشام ومعه أبو عبيدة ، فأتوا على مخاضة ، وعمر على ناقة له ، فنزل وخلع نعليه ، فوضعهما على عاتقه وأخذ بزمام ناقته ، فخاض في الماء ، فقال أبو عبيدة : يا أمير المؤمنين أأنت تفعل هذا ؟ مايسرني أن أهل البلد استشرفوك . فقال عمر : لو قال هذا غيرك يا أبا عبيدة جعلته نكالا لأمة محمد ، إنّا كنا أذل قوم فأعزنا الله بالإسلام ، فمهما نطلب العز بغير ماأعزنا الله أذلنا الله ".
خليفة المسلمين ، رئيس الدولة يعني .. لم يخدش مكانته أن يدوس في الأوحال حافيا ..عمر الحافي ، هو وربي العظمة كلها .
الكبير كبير بأفعاله.. والصغار صغار الأنفس ولو عاشوا في أبراج مشيدة !
عطر الكلام:
لاتغلط فتخلط بين كِبَر الهمة والكِبر ، فإن بينهما من الفرق كما بين السماء ذات الرجع والأرض ذات الصدع .

سالم الحافي
طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg