| 25 أبريل 2024 م

صوت الأزهر في جولة داخل معرض القاهرة الدولي للكتاب علماء الأزهر .. في قلب العرس الثقافي الأضخم عالميا

  • | الإثنين, 8 فبراير, 2016
صوت الأزهر في جولة داخل معرض القاهرة الدولي للكتاب علماء الأزهر  .. في قلب العرس الثقافي الأضخم عالميا
د.زقزوق: الجمود عندرأى..ضدطبيعةالعصروالإسلام
د.على جمعة: تسمية الأشياء بغير اسمائها ..أدى لتحريم المباح
د.الجندي: إقصاء دور الأزهر فى تجديد الخطاب الدينى «غير مقبول»
د. آمنة نصير: قضية ازدراء الأديان أول اهتماماتي فى البرلمان

قام بالجولة - أحمد نبيوة
تطور وسائل التصفح والتواصل الاجتماعي والمعرفي بسبب وسائل التكنولوجيا الحديثة، وسهولتها في الحصول على مايريده الانسان في حياته من أدواة المعرفة في كافة المجالات، إلا ان الكتب الورقية لا يزال لها منزلة لدى الكثير، ولذلك يقبل الاف المواطنين من مختلف الفئات والاعمار والثقافات في مثل هذه الايام من كل عام وعلى مدار 15 يوما على معرض القاهرة الدولي للكتاب الذي يقام بأرض المعارض بالقاهرة، علماء الأزهر لم يفوتوا هذا الحدث السنوي الأضخم ثقافيا وعلميا في مصر والعالم أن يتواجدوا بين الشباب والفتيات والمثقفين ومختلف الافكار، حيث عقدت العديد من الندوات الفكرية والثقافية والسياسية والدينية وكثير من المجالات المختلفة.
"صوت الأزهر" تجولت داخل معرض القاهرة الدولي للكتاب لرصد فعاليات علماء الازهر ومفكريه ومثقفيه بين ابناء الأمة الذين يشهدون أكبر تجمع ثقافي، أكد القائمون عليه أن عدد الزوار تجاوز المليون زائر خلال 5 أيام فقط، ورغم اختلاف عناوين ومحاور الندوات حاولنا اقتطاف بعض الكلمات لكبار العلماء حول تجديد الخطاب الديني القضية الابرز على أولويات واهتمام الأزهر والقائمين عليه.
من جانبه، قال الدكتور محمود حمدى زقزوق، وزير الأوقاف الأسبق، إن من مظاهر تخلف الفكر الدينى هو التقليد الأعمى للتراث طبقا لما استقر عليه الرأى في السابق، لأن أمور العصر فى تجدد مستمر ولا يجب أن نقف على رأى واحد فقط، لافتا إلى أن على الرافضين لتجديد التراث أن يعيدوا النظر فى هذا الأمر مرة أخرى، ويجب أن تكون الفتاوى مواكبة لمقتضيات العصر.
وأضاف زقزوق، خلال ندوة تجديد الفكر الدينى التي عقدت بالقاعة الرئيسية بمعرض الكتاب، أن مسألة اشتغال المرأة فى القضاء ينبغى أن تكون لها دراسة عن وضع المرأة اليوم وعنها قبل ألف عام، مشيرا إلى أن الشيخ محمد عبده عندما بحث فى تلك المسألة فى كتب المذاهب المختلفة وجد أن الفقهاء ذهبوا إلى أن الشافعى والمالكى والحنبلى يرفضون عمل المرأة فى القضاء مطلقا.
وتابع: "أما بعض الحنفية فهم يجيزون فى الأمور المالية فقط وليس فى الجنايات، ونقول نحن أنه ينبغى الدراسة فى هذه المسألة لأن التجمد عند رأى يعد ضد طبيعة العصر والإسلام لأنه يحرص على التكليف بصفه مستمرة،: «الإمام الشافعى مجدد ورائد لأنه بدأ يغير فى فتواه عندما ترك بغداد وأتى إلى القاهرة لأن الفتاوى تتغير بتغير البلاد والأحوال والناس والعرف»، مؤكدا أن أئمة المذاهب لو بعثوا اليوم مرة آخرى لكانوا غيروا فتاواهم لأنهم عندهم علم واستناره.
وأوضح وزير الأوقاف الأسبق، أن الشيخ شلتوت عندما عرضت عليه مسألة صندوق الادخار رأى أن هذه المعاملة جديدة ولم ترد على العلماء وينبغى لها اجتهاد جديد فوجد أن الإنسان يذهب إلى هذه الصناديق وهو طائع مختار، وأن هذه الصناديق مصلحة للمودع وللوادع فصندوق الادخار يعمل مشروعات يشغل الآخرين والناس تستفيد فهو مصلحة محققة لكلا الطرفين، مؤكدا أن الشيخ شلتوت افتى بأن الفائدة حلال وليس فيها حرمة، وقد صدرت تلك الفتوى فى كتاب الفتاوى الذى طبع أكثر من مرة والشيخ لم يرجع عن فتواه كما يردده بعض الناس.

ولفت زقززوق، إلى أن بعض الناس ممن ينادون بتطبيق الشريعة يعتقدون أن تطبيق الشريعة يكون بإقامة الحدود على الرغم من أن إقامة الحدود فى الإسلام لها محاذير واحتياطات كثيرة، لافتا إلى أن هذا الأمر نراه واضحا فى قصة ماعز الذى طلب من النبى أن يطبق عليه الحد ثلاث مرات والنبى يعرض عنه ثم بعد ذلك أصر ماعز على تطبيق الحد عليه فأمر النبى بذلك.
وأضاف، أن من مظاهر التخلف فى الفكر الدينى هو افتعال عداوة بين العلم والدين على الرغم من أن أول آية نزلت فى القرآن الكريم هى كلمة «اقرأ»، وأن أول من قام بمشروع محو الأمية هو سيدنا رسول الله، وذلك عن طريق التعلم والإفراج عن أسرى بدر بتعليم عشرة من المسلمين، مؤكدا أنه لا يحق لأى شخص أن يقول أنا فقط صاحب الاجتهاد، أو أن نقول بغلق باب الاجتهاد فى الدين الإسلامى، لافتا إلى أن التراث هو بمثابة الميراث إذا أخذه الإنسان وألقى به فى البحر نقول سفيه، وإذا أخذه وبعثره يمينا ويسارا نقول أحمق، أما من أخذه ووأعمل عقله فيه فهذا هو الشخص العاقل.
واستطرد وزير الأوقاف الاسبق: "لابد أن نضيف إلي التراث ونعمل عقلنا فيه لأن كثير من مسائل التراث لا يفهمه إلا كثير من المتخصصين فلا ينبغى ألا نتركه على ما هو عليه وعدم الإضافة إليه فهو كلام بشر وإعمال عقلنا فى ما تركه لنا السابقون أمر ضرورى لمراعاة ظروف العصر".
من جهته، قال الدكتور محمد الشحات الجندى عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن بعض الناس لا تريد االعيش فى الحاضر بل هم يريدون أن نعيش حاضرنا بما عاش به من قبلنا، لافتا إلى أن الحاضر يحتاج منا أن نأخذ بما في التراث، ثم الادلاء بدلو العلماء فيه وإعمال عقلنا فى كل ما هو لا يتناسب مع عصرنا الحالى، وهو أهم آليات التجديد المتمثل في اعمال العقل في التراث.
وأضاف الجندى، خلال ندوة تجديد الفكر الدينى التي اقيمت بالقاعة الرئيسية فى معرض الكتاب، أن الأزهر لا يستطيع أن يترك الناس مع انتشار ظواهر الإلحاد والتكفير والمشكلات الكثيرة والمتعددة، التى تحدث فى وقتنا الحالى، فنحن نحتاج إلى الأزهر والمفكرين والمثقفين للقضاء على مثل تلك الظواهر الجديدة على مجتمعنا المصرى.
وأكد عضو مجمع البحوث الإسلامية، أنه لا يجب أن نترك الأمر أمام المثقفين للتحدث فى أمور الدين، موضحا أنه غير مقبول على الإطلاق أن نقول بإقصاء دور الأزهر عن تجديد الفكر والخطاب الدينى فنحن لا نقول إنه سينفرد وحده لكن بمشاركة من يتسمون بالفكر والعلم الوسطي، لا بمن يريد بتر وتبديد التراث لا تجديده، ولن يسمح بحال من الاحوال إزاحة الأزهر لأنه أساس نشر وسطية الاسلام والحائط الصد لاعداء الدين.
وفي ندوة ثانية قال الدكتور على جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، إن هناك بعض الفتاوى التي تثير الضحك خاصة وأنها تخرج من بعض المتصدرين للفتوى دون علم، موضحا أنه على سبيل المثال أن المسلمين ظلوا يحرمون شرب القهوة 200 سنة وذلك لأن اسم «القهوة» من أسماء الخمر وظل المسلمون يذهبون إلى الشيوخ لمعرفة حكمها الشرعى فيفتون لهم بأنها حرام ظنا منهم أن الناس يسألون عن حكم الخمر، لافتا إلى أن الخمر لها 90 اسما في اللغة العربية.
وأضاف «جمعة»، خلال ندوة «الإسلام والفنون الجميلة» التي أقيمت بقاعة كاتب وكتاب بمعرض القاهرة للكتاب، أنه لما سمى المسلمون الاسماء بغير اسمائها أصبحنا نحرم أشياءعلى أنفسنا على الرغم من إباحتها، مبينا أنه عندما ترجم المسلمون التصوير الفوتوغرافى بأن معناه هو الصورة ذهب كثير من العلماء بتحريمه لأن الصورة معنها التمثال المعبود من دون الله.
ولفت عضو هيئة كبار العلماء، إلى أن كثيرا من المصريين ظلوا يحرمون التصوير الفوتوغرافى سنوات طويلة حتى أتى بعض مشايخ السعودية وأفتى بإباحته فاقتنع بعض مشايخ مصر بأنه حلال على الرغم من إباحة كثير من علماء الدين القدامى للتصوير، مشيرا إلى أن الشيخ بخيت –رحمه الله- قد أتى له شخص من المغرب سنة 1919 ليسأله عن جواز التصوير الفوتوغرافى من عدم، فألف كتابا وسماه "الجواب الشافى فى إباحة التصوير الفوتوغرافى" وطبع هذا الكتاب، وبالرغم من ذلك ظل المسلمون يحرمون التصوير حتى عام 1999.
وتابع: "أنه مازال التصوير الفوتوغرافى حراما حتى الآن عند طوائف كثيرة"، منوها أن هناك فى الإسلام مدرستي تعليل الأحكام الشرعية، ومدرسة عدم تعليل الأحكام والأخذ بظاهر النصوص، مشيرا إلى أن الرسول –صلى الله عليه وسلم- والصحابة صلوا وفى جيوبهم الدينار الذى كان مرسوما عليه الصليب وقد تعاملوا بالدينار دون نكير منهم على ذلك، مؤكدا أن التمثال الذى يمنع دخول الملائكة المنزل هى التى تعبد من دون الله وليست التماثيل العادية ولذلك أقول لكل من يحرم التصوير الفوتوغرافى والتماثيل: "اترك الناس تعيش حياتها فى حرية لأن هذا فى إطار المختلف فيه بين العلماء".

ولفت عضو هيئة كبار العلماء، إلى أننا فى أمس الحاجة إلى أن نأخذ من العلماء طريقة منهجهم وما توصلوا إليه من علوم ولا يعنى ذلك أننا سنعيش فى زمنهم لأن "كل وقت له آذانه"، مؤكدا أن مقتضايات المنهج الربانى هو عمارة الأرض وتزكية النفس ، لافتا إلى أن كل ما نحتاج اليه فى الفنون يجب ألا نقف على حدود الظاهر منه، وإنما نقف على الحكمة العالية التى ورائها.
وفي ندوة أخرى، أكدت الدكتور آمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة جامعة الأزهر، أن الدين الإسلامى محفوظ من عند الله تعالى، وأن ما يسمونه بتهمة ازدراء الأديان أو من يزدرى الدين هى رعونة وغوغاء، مؤكدة أن التحدث فى العقيدة يحتاج إلى لغة خاصة لأنها مسألة لها مناهج وآلية خاصة بها.
وأضافت نصير، خلال ندوة "اللقاء الفكرى" التي اقميت بمعرض القاهرة الدولى للكتاب، أن الثقافة الشائعة هذا الزمان وفى مجتمعاتنا العربية هى الترصد للآخرين، مؤكدة أنه ينبغى علينا أن نخرج من دائر التصيد والترصد، فنحن نحتاج إلى علم دقيق وفكر رشيد وللأمانة العلمية، موضحة :"لا أرغب فى مصطلح ازدراء الأديان فى هذا الزمان وفى هذا التوقيت العصيب التى تمر به الأمة العربية والإسلامية، وعلى صاحب كل فكر ورأى أن يتقى الله ويتكلم في القضايا الدينية بالأصول العلمية".
وأكدت عضو مجلس النواب بالانتخاب، قائلة: "أول قضية سأتناولها فى البرلمان هى قضية إزدراء الأديان لأن دين الإسلام هو دين التوازن"، لافتة الى أنه ينبغى علينا ألا نترك العقول الخاوية لتغيير الثوابات الدينية للشعب المصرى، مضيفًة: "أتعجب من الشعب المصرى كيف حارب البرلمان قبل أن يوجد وأنا لا أفهم الطريقة التى يفكر بها، فكيف يحكم على البرلمان دون أن يرى عمله أولا"، مؤكدة أنها مستبشرة خيرا بهذا البرلمان.
وتابعت أستاذ العقيدة والفلسفة، أن "المذهبية هى أمر بغيض قاتلها الله، أكرهها فقد رملت نساءنا ويتمت أطفالنا"، مضيفة: "أدعو الناس واقول لهم تعالوا جميعا فان الاسلام يسعنا جميعا، فالمذهبية فرقت الأمة الإسلامية وساعدت على تشرذمها واشتعال نار الفتنة بداخلها واوسعت دائرة الصراعات فيما بيننا"، لافتة إلى أن كثيرا من النصوص الشرعية تم تأويلها بطريقة متشددة ومتطرفة، ولا ينبغى على الناس أن تخطف الكلمة، موضحة أن الفتاوى على مر العصور ما هى إلا نتاج لكل عصر تكون فيه.

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg