كتب -عاصم شرف الدين:

افتتح الدكتور موسى فرحات الزين، أستاذ الحديث بكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع المنصورة، الموسم الثقافي بالكلية بندوة عنوانها: "الأزهر والإسلام .. الماضي والحاضر"، مؤكدًا أنه لا يستطيع أحد أن ينكر ثقل مصر في العالم الإسلامي ومكانة الأزهر في قلوب المسلمين، لافتًا إلى أن مصرنا الغالية حلقة اتصال بين جميع القارات والحضارات، ما اعطاها مكانة رفيعة بين الأمم.

وأوضح الزين أن الأزهر ألبس أبناءه ثياب الفضل والعلم والتقوى والحرية؛ لنشر المعان السامية للقرآن الكريم، التي بينت للإنسانية عظمة الدين الحنيف في كافة أرجاء المعمورة، فلم يفرق القرآن الكريم بين المسلمين وغيرهم، بل إن العلماء عاملوا الحيوانات بالعطف والرحمة، امتثالا لتعاليم الأحاديث النبوية الشريفة، لافتاً إلى أن مرونة الأزهر قائمة على أن ابناءه يدرسون الفقه على جميع المذاهب ويناقشون الأدلة.

وقال الزين إن علماء الأزهر أثروا في الحياة إيجابًا، واحاطوا الأزهر بقيمته وعرفوا مكانته، مهما كانت قوة العدو أمامهم، ولنا في مواقف الشيخ عبدالله الشرقاوي عليه رحمة الله في سنة 1800 عندما دخل الفرنسيون الأزهر عبرة، مشيرًا إلى أن طبيعة تاريخ الدراسة في الأزهر قديمًا اعتمدت على شيخ العمود الذي يجلس وبجواره الطلاب، وكانت الدراسة مطلقة العنان في الكتاب الذي اختاره الشيخ لطلابه دون حذف أو التقيد بوقت أو فصول من المجلد، وعندما يريد الطالب التدريس بعد إجازته من شيخه، تعقد لجنة من ستة علماء من علماء الأزهر الكبار، يرأسها شيخ الأزهر، ويختبرون الطالب في 11 فنا من العلوم، كي يستطيع التدريس والتعليم وتربية الأجيال على العلوم النافعة.

وقال أستاذ الحديث إن تصدي الطالب للتدريس والتعليم عبر الدراسة في الأزهر، اتباعًا لمنهج النبي حينما كان يعقد حلقات العلم في المسجد النبوي الشريف، الذي يعلم أصحابه أصول دينهم، ثم بعد ذلك يرسلهم إلى الأقطار الأخرى لينشروا دين الله، مشددًا على أن رسالة الأزهر هي نفسها التي أقرها النبي الكريم، كما كانت هناك أماكن مخصصة للنساء، لأن الأزهر مضى على نهج الشريعة الغراء في عدم حرمان المرأة من التعليم، موصيًا الخطباء والدعاة أن يبرزوا مكانة الأزهر للناس ويقطعوا ألسنة المتطاولين عليه، والذين يسعون إلى هدم الأزهر.