| 26 أبريل 2024 م

علماء الأزهر: الإمام الأكبر يعى مشاكل الأمة.. والأزهر يقف على الحياد مع الجميع

  • | السبت, 6 فبراير, 2016
القتال الطائفى يجرنا لفتنة لا تبقى ولا تذر


حسن مصطفى
طرح فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف اشكالية القتل والنزاع الطائفى بعد تعدد أوجهها بين المسلمين السنة والشيعة وبعض الطوائف الاخرى وزيادتها بشكل كبير خلال السنوات الاخيرة وذلك بهدفايجاد حل لها، وبخاصة فى الدول العربية التى زاد بها مؤشر القتل الطائفى كالعراق وسوريا والسعودية وزيادة حالات تفجير المساجد والتى كانت آخرها مسجد الإمام الرضا بالأحساء، مؤكدا حرمة اراقة الدماء، ومشددا على ضرورة وقف هذه العمليات التى ستزيد الفتنة اشتعالا وستفرق بين المسلمين وهو مايسعى إليه اعداء الامة.
ومن جانبهم أشاد علماء الأزهر بطرح فضيلة الإمام الأكبر مؤكدين ضرورة تحريم عمليات القتل الطائفى وجرائم الخطف والتعذيب والتهجير القسرى والعمليات الانتحارية التى تقتل المسلمين بلا ذنب.

فى البداية يؤكد الدكتور اسماعيل الدفتار استاذ الحديث الشريف وعلومه وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر أن طرح فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر لتحريم القتال الطائفى بين المسلمين سواء سنة أو شيعة هو طرح فى مكانه الصحيح، وهو دعوة الاسلام التى حثنا فيها على أن نكون أمة واحدة، مشيرا إلى أن هذا الطرح من فضيلته يؤكد أن الإمام الأكبر يعى مشاكل الامة، وأن الأزهر الشريف يقف على الحياد مع الجميع ويقوم بواجبه فى رأب الشقاق والاصلاح بين فئتى الامة المتقاتلتين، مبينا أن القتال الطائفى سيجر الى فتنة كبيرة بين المسلمين وسيكون اثرها خطيرا للغاية ولن تبقى على احد، وسيترتب عليها أن يلتقى المسلمون امام بعضهم البعض يقاتلون انفسهم، وهو مانهى الله تعالى عنه، مشيرا إلى أن قتال المسلمين بعضهم البعض حرام شرعا لقول الله تعالى (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً)، منوها إلى أن النبى صلى الله عليه وسلم أخبر عن أن قتال المسلمين بعضهم البعض يخرج من الملة فعن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال (مَنْ قَاتَلَ تَحْتَ رَايَةٍ عِمِّيَّةٍ يَغْضَبُ لِعَصَبَةٍ، أَوْ يَدْعُو إِلَى عَصَبَةٍ، أَوْ يَنْصُرُ عَصَبَةً فَقُتِلَ: فَقِتْلَةٌ جَاهِلِيَّةٌ، وَمَنْ خَرَجَ عَلَى أُمَّتِى يَضْرِبُ بَرَّهَا وَفَاجِرَهَا وَلَا يَتَحَاشَى مِنْ مُؤْمِنِهَا وَلَا يَفِى لِذِى عَهْدٍ عَهْدَهُ فَلَيْسَ مِنِّى وَلَسْتُ مِنْهُ)، وعن عبد الله بن عمر أن النبى صلى الله عليه وسلم قال (إِنَّ مِنْ وَرَطَاتِ الأُمُورِ الَّتِى لاَ مَخْرَجَ لِمَنْ أَوْقَعَ نَفْسَهُ فِيهَا سَفْكَ الدَّمِ الْحَرَامِ بِغَيْرِ حِلِّهِ)، فكل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه.
ودعا عضو هيئة كبار العلماء إلى ضرورة نبذ الخلاف والشقاق فيما بين المسلمين فلا يجب أن يقتل المسلم غصبا او غدرا، ولايجب أن يقتل الشيعة بأيدى اخوانهم السنة أو يقتل السنة على ايدى الشيعة، مبديا تبرمه من زيادة العمليات الانتحارية ضد الشيعة بالمملكة العربية السعودية وبخاصة فى المساجد، وكذلك عمليات التهجير والخطف والتعذيب ضد الطوائف المختلفة، مشددا على ضرورة وقف هذه العمليات حتى لاينساق المسلمون خلف مخططات اشعال الفتنة الطائفية بالدول العربية، مؤكدا حرمة الدماء وحرمة بيوت الله وضرورة النأى بها بعيدا عن الصراعات، مع أهمية التأكيد على أخوة الإسلام، وضرورة تغليب العقل والحكمة وعدم الانسياق وراء مخططات إشعال الفتن الطائفية التى يسعى أعداء الامة إلى اشعال فتيلها حتى تصير فتنة لاتنطفئ.

ولاتنازعوا فتفشلوا
ومن جانبه يؤكد الدكتور محمود مهنا عضو هيئة كبار العلماء واستاذ التفسير وعلوم القرآن أن ماطرحه فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر من ضرورة حل مشكلة القتل الطائفى ينم عن أن فضيلته مشغول بقضايا الاسلام والمسلمين، وأن الأزهر الشريف يسعى بدوره الى لم شمل الامة الاسلامية والعربية، ويسعى إلى نصرة الاسلام وعز المسلمين عن طريق لم شملها وتوحيد صفها واعادة قوتها فى تمسكها بتوحدها، مشيرا إلى أن الامة الاسلامية لن يعود إليها النصر والعزة إلا بأن تصبح أمة واحدة متماسكة وقوية وليست متفرقة مصداقا لقول الله تعالى (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)، لافتا إلى أن ما يقوم به اعداء الامة من تأجيج الصراع واشعال الفتنة بين المسلمين إنما هو مخطط لتصبح الامة الاسلامية واهنة وضعيفة ومستكينة، موجها حديثه للمسلمين بأن يجتمعوا جميعا تحت راية الاسلام، فاننا لم نسمع عن قتال طائفى فى دولة من دول الغرب رغم أن ما يفرقهم اكثر مما يجمعهم في حين اننا نحن المسلمين تجمعنا عوامل لا تحصى وليس بيننا عوامل اختلاف أو فرقة الا في القليل من الفرعيات، مشددا على أن هذا مخطط صهيونى يستهدف قتال طوائف المسلمين مع بعضهم وقتال الطوائف الاخرى لتنشغل الامة بالقتال فيما بينها، فيما يستفيد اعداؤها من قتالها، مدافعا عن الامة الاسلامية مؤكدا أنها لم تعرف الارهاب ولم تسمع عنه، ولم يكن الاسلام فى يوم من الايام يدعوإلى القتال، فمنذ عهد النبى صلى الله عليه وسلم والمسلمون وغير المسلمين يعيشون معا دون أن يكون بينهم صراع او قتال، وكانت دولة الاسلام فى عهد النبى عليه الصلاة والسلام ومن بعده الصحابة والتابعون يحمون غير المسلمين فى دولهم، فلم يعرف الاسلام القتال الا فى هذا الوقت الذى أظهر فيه اعداؤه الارهاب ونشروه فى بلاد المسلمين حتى يقال عن الاسلام انه دين ارهاب وقتال.

نظم المجتمع الاسلامي
الدكتور نبيل السمالوطى أستاذ علم الاجتماع والعميد الاسبق لكلية الدراسات الإنسانية بجامعة الأزهر من ناحيته يؤكد أن الاسلام يعترف بوجود الاختلاف بين البشر لقول الله تعالى {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)، وهذه الاختلافات قد تكون فى الفكر أو المعتقد أو المذهب أو غير ذلك، فالاختلاف العقدى سنة إلهية, والله عز وجل لو أراد أن يجمع الناس على دين واحد لفعل، ولكن لم يبح الاسلام القتال او اراقة الدماء بسبب الاختلاف حتى فى المعتقد، فلم يسمع عن المسلمين قتال غيرهم بلا اعتداء، فقد كان المسلمون يحمون غيرهم ماداموا على عهد معهم، مبينا أن الاسلام غلظ حرمة قتال المسلمين بعضهم بعضا، فما دام الاسلام وفر الحماية والرعاية لغير المسلمين فالاولى أن يكون المسلم فى بلاد المسلمين آمنا على نفسه وعرضه وماله وعبادته، لافتا الى أن تغليظ العقوبة فى قتل المسلم هوتأكيد لحرمة هذا الفعل الشنيع، موضحا أن الاسلام ارسى دعائم السلم والامن واعطى حقوقا وواجبات، وكفل الحقوق للجميع بالتساوي.
وأوضح السمالوطى بعد ثنائه على طرح فضيلة الإمام الأكبر ضرورةايجاد حل سريع لمشكلة القتل الطائفى مؤكدا أن طرح الإمام الأكبر سيجنب الامة مشكلة عانت ولا تزال تعانى منها، وبخاصة بعد أن اتسعت الهوة، وبات القتال الطائفى يزداد، وأصبح هناك دعم خارجى لاشعال فتيل ازمة الصراع والتعصب الطائفي، مؤكدا أن هناك تعصبا منتشرا فى العالم، لكن يجب ألا يكون هذا الصراع بين المسلمين وبعضهم البعض، محذرا من النزاع الطائفى فقد يجر أمتنا إلى حالة من التمزق والصراعات والتفكك لا يستفيد منها سوى أعدائها، مشددا على أنه صراع أعمى ومدمر، ولابد من وقف هذا القتل والنزاع الطائفى حتى تعود امة الاسلام قوية ومتماسكة وموحدة صفها.

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg