| 01 مايو 2025 م

أخبار

رسائل الإمام الطيب فى برنامجه الرمضانى.. الإمام الأكبر يكشف أسرار اسم الله "الودود".. ويُؤكد: قد يوصف سبحانه بالمحب لكنها ليست من أسمائه

  • | الثلاثاء, 18 مارس, 2025
رسائل الإمام الطيب فى برنامجه الرمضانى.. الإمام الأكبر يكشف أسرار اسم الله "الودود".. ويُؤكد: قد يوصف سبحانه بالمحب لكنها ليست من أسمائه
  •  
  • وصف العبد باسم الله «الودود» معناه محبة العبد لطاعة الله وكراهية معصيته
  • حظ العبد من اسم الله «الودود» يتجسد فى أن يحب للناس ما يحبه لنفسه
  • حفظ الله للناس يشمل المطيعين منهم والعصاة
  • الله هو الحافظ للقرآن وقد وصلنا كما بلَّغه نبينا دون تحريف ولا تبديل
  • تعلُّم اللغة العربية عبادة لأنها تُعين على فهم كتاب الله تعالى
  • نصيب العبد من اسم الله «المقيت» أن يقيت المحتاجين من طعامه وماله ولا يتركهم لذلة المسألة والاحتياج
  • الله يحسب على الكافرين أنفاسهم فى الدنيا ويحاسبهم فى الآخرة فى مقدار «فواق الناقة»

يواصل فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، برنامجه الرمضانى اليومى، طوال شهر رمضان، ويذاع على عدد من القنوات المحلية والدولية، وتحدث فضيلته فى الحلقات الأولى عن التقريب بين المذاهب والوحدة الإسلامية، وتفاصيل مؤتمر «الحوار الإسلامى - الإسلامى»، الذى عقد مؤخراً بمملكة البحرين، بحضور أكثر من 400 عالم دين من مختلف المذاهب والطوائف الإسلامية، ثم واصل فضيلته ما توقف عنده فى رمضان الماضى من الحديث عن أسماء الله الحسنى، وقد تحدث فى خمس حلقات متتاليات حول أسماء الله: «الودود والمقيت والحفيظ».. وفى السطور المقبلة نرصد أبرز ما جاء على لسان الإمام الطيب من رسائل مهمة..

الرسالة الأولى

إن أسماء الله تعالى الحسنى كلها لطيفة تدور بين الجمال، حين تبعث الأمل ومحبة الخالق والرغبة فيما عنده سبحانه وتعالى، كاللطيف والودود والرؤوف والرحيم، وصفات الجلال، وهى الصفات التى تبعث فى القلب مخافة الله جل وعلا وتعظيمه، ومن ذلك صفة القوة، والقدرة، والقهر كالقهار.

الرسالة الثانية

اسم الله تعالى «الودود» ورد بمشتقاته فى القرآن الكريم فى أكثر من ثلاثين موضعاً، حيث جاء بالأصل فى موضعين، أحدهما فى سورة هود فى قوله تعالى: «واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه إن ربى رحيم ودود»، والآخر فى سورة البروج فى قوله تعالى: «إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ»، كما جاء مشتقاً فى مواضع عدة، كما فى قوله تعالى: «وَدَّتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ» وقوله تعالى: «وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تكون لكم»، وقوله «يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ».

الرسالة الثالثة

الود والحب فى اللغة العربية قد يأخذ كلاهما معنى الآخر، فالقرآن الكريم أثبت أن الله تعالى يوصف بالمحب، حيث وردت مادة حب بمشتقاتها فى القرآن الكريم فى آيات كثيرة جداً وأسندت إلى الله تعالى، كما فى قوله تعالى: «إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ»، أى إنه محب للمحسنين، فاسم «محب» ليس من أسماء الله الحسنى، فهى أسماء توقيفية، نتوقف عند ما ورد فى الشرع، وما لم يرد، حتى ولو كان مناسباً لله تعالى، فلا يصح أن يسمى من الأسماء الحسنى.

الرسالة الرابعة

إن اسم الله «الودود» معناه المحب، ويجوز أن يوصف به العبد بعد أن وصف به الله تعالى كاسم من أسمائه، كون الود من العبد هو محبة العبد لطاعة الله وكراهية معصيته جل وعلا، أما الود من الله تعالى فهو محبة الله لعباده بتوفيقهم لطاعته وشكره، فيجوز للعبد الدعاء والتضرع باسم الله «الودود» فى مقام الضر ومقام النفع كذلك، حيث يتسق الاسم فى معناه مع الحالة التى أصابت العبد أو الحالة التى يدعو الله من أجلها.

الرسالة الخامسة

حظ العبد من اسم الله تعالى «الودود» يتجسد فى أن يحب للناس ما يحبه لنفسه، وقد قدم لنا النبى، صلى الله عليه وسلم، القدوة الحسنة فى الاتصاف بهذه الصفة، ومن ذلك ما ورد عنه صلى الله عليه وسلم أنه لما كُسرت رباعيته وشج وجهه يوم أحد، شق ذلك على أصحابه شقاً شديداً وقالوا: لو دعوت عليهم! فقال: «إنى لم أبعث لعاناً ولكنى بعثت داعياً ورحمة، اللهم اغفر لقومى فإنهم لا يعلمون»، وهذا مقام صعب لا يقدر عليه إلا من اتصف بالود.

الرسالة السادسة

يمكن للعبد التدرب على مثل هذه الصفات شيئاً فشيئاً، خاصة خلال شهر رمضان، تحقيقاً لمقولة الإمام أحمد بن حنبل: «ينبغى أن يكون العبد سائراً إلى الله بين الخوف والرجاء»، على أن يقدم الرجاء على الخوف فى حال المرض، ويقدم الخوف على الرجاء فى حال الصحة، فالدعاء أمر شديد الأهمية للعبد، لأنه هو الذى يربط بين العبد وربه، ودليل ذلك أننا نجد أن الصلاة كلها دعاء، وفاتحة الكتاب كلها دعاء، والسجود دعاء، بما يؤكد أهمية أن يكون العبد دائم الصلة بالله تعالى من خلال الدعاء.

الرسالة السابعة

اسم الله تعالى «الحفيظ» مشتق من الحفظ، وورد مشتقاً فى القرآن الكريم فى أكثر من 40 موضعا، حيث ورد بمعنى حافظ، كما فى قوله تعالى: «فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ»، وفى قوله تعالى: «والحافظين فروجهم والحافظات»، وقوله تعالى: «والحافظون لحدود الله»، كما ورد بمعنى محفوظ فى قوله تعالى: «بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ فِى لَوْحٍ مَحْفُوظٍ».

الرسالة الثامنة

القرآن الكريم ليس هو اللوح المحفوظ، بل هو موجود فى اللوح المحفوظ، وكأن اللوح المحفوظ يشمل القرآن وغير القرآن، فاللوح المحفوظ هو كائن قدسى غيبى مسجل بما كان وما يكون وما سيكون إلى آخر الزمان.

الرسالة التاسعة

صيغة «حفيظ» كاسم من أسماء الله الحسنى وردت فى مواضع ثلاثة فى القرآن الكريم، الأول فى قوله تعالى: «إنَّ رَبِّى عَلى كُلِّ شَيْءِ حَفِيظٌ»، والثانى فى قوله تعالى: «وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ»، والثالث فى قوله تعالى: «اللَّهُ حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ»، فلا يجوز تفسير «حفيظ» بالنسبة لله تعالى بمعنى مفعول، لأن محفوظ يكون محتاجاً إلى الحفظ، وهو ما يستحيل فى حق الله تعالى، ولكنها حين تطلق على الله تعالى فإنها تكون حصراً بمعنى فاعل.

الرسالة العاشرة

إن كلمة «حفيظ» بمعنى حافظ أطلقت على العباد، كما فى قوله تعالى: (والحافظين فروجهم والحافظات)، وقوله تعالى: (والحافظون لحدود الله)، وذلك بمعنى أنهم يقومون بدور فى هذا فيما بينهم، أما بالنسبة لله سبحانه وتعالى، فالحفظ أكبر من ذلك بكثير جداً، فهو حفظ السماوات والأرض وحفظ ما فى داخلها وما بينها، وحفظ السماوات أن تقع على الأرض، وحفظ الإنسان، وحفظ الطبيعة من أن يتسلط بعضها على بعض.

الرسالة الحادية عشرة

إن الإعجاز العجيب فى هذا الحفظ من التسلط فى وجود تلك المتضادات الموجودة فى الإنسان وفى كل شىء، حتى فى الذرة المتناهية الصغر، ففيها السالب والموجب، وهناك مناسبة ثابتة بينهما لا يحفظها إلا الله، فيحفظ بعضها من أن يطغى على البعض الآخر، كى لا يختل نظام الكون.

الرسالة الثانية عشرة

إن حفظ الله لعباده، المستمد من اسمه «الحفيظ»، يشمل كل الناس، مطيعين لله كانوا أو عصاة؛ فالإنسان وهو يعصى الله محفوظ، وعادة ما تجد أن العصاة أو الخارجين على حدود الله لديهم نعم أكثر، مما يدل على أن هذه النعم ليست شيئاً فى الحسبان الإلهى، وأن الدنيا للمطيع وللعاصى، فالله تعالى يمهل العاصى، ليس تربصاً به ولكن لعله يتوب أو يرجع، وفى كل شىء تجد تطبيقاً عملياً لقوله تعالى فى الحديث القدسى: «إِنَّ رَحْمَتِى سَبَقَتْ غَضَبى».

الرسالة الثالثة عشرة

إن لاسم الله «الحفيظ» معنيين؛ الأول هو الضبط، ومعناه ضد النسيان أو السهو، فيقال «فلان حافظ للقرآن عن ظهر قلب»، أى لا يمكن أن يخطئ فى كلمة من كلماته، والمعنى الثانى هو «الحراسة»، من الضياع، ولا يكون ذلك إلا بحفظ من الله، فحفظ الله للأرض والسماء يعنى الإمساك والتسخير، فهو تعالى يمسك السماء أن تقع على الأرض رحمة بعباده وحتى يتحقق لهم التسخير بالصورة الكاملة التى تفيد الإنسان وتعينه على أداء رسالته فى هذه الحياة.

الرسالة الرابعة عشرة

حفظ الله تعالى يشمل كذلك القرآن الكريم، فهو سبحانه وتعالى الحافظ للقرآن الكريم من التحريف والتبديل والضياع، مصداقاً لقوله تعالى: «إنّا نَحْنُ نَزّلْنا الذّكْرَ» وهو القرآن، «وإنّا لَهُ لحَافِظُونَ»، وهذا هو التأكيد الأكبر بأن القرآن لم يعبث به فى حرف واحد، فقد وصلنا كما بلغه النبى، صلى الله عليه وسلم، وهو بين يدينا كما قرئ بين يديه صلى الله عليه وسلم دون أى تحريف أو تغيير.

الرسالة الخامسة عشرة

إن الإنسان مطالب، بجانب حفظ الله تعالى له، أن يعمل هو على حفظ نفسه وعقله، فهما أهم ما لديه من نعم الله تعالى، فهو مطالب بحفظ نفسه من المعاصى ومن تصلب الشهوات، ومطالب أيضاً بحفظ عقله من المعلومات والمحتويات الضارة، والتى منها على سبيل المثال، ما قد ينتج عنه التشكيك فى الدين أو العقيدة، وبهذا يكون بإمكان الإنسان أن يحفظ نفسه وعقله.

الرسالة السادسة عشرة

اسم «المقيت» هو أحد أسماء الله الحسنى الثابتة بالقرآن الكريم والسنة النبوية وإجماع الأمة، مشدداً على أهمية فهم الدلالات اللغوية العميقة لهذا الاسم لتعميق الإيمان وإدراك عظمة الخالق، وقد ورد هذا الاسم فى القرآن الكريم فى سورة النساء: «وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مَقِيتاً»، وفى حديث أبى هريرة، رضى الله عنه، الذى يعدد أسماء الله الحسنى.

الرسالة السابعة عشرة

أصل المقيت مشتق من «القوت» الذى يُقيم حياة الإنسان، فالفعل «قاتَ يَقُوت» يرتبط بتوفير الطعام والشراب كضرورة لبقاء الأحياء، وهو ما ينطبق على الله تعالى كمُمدِّد الأرزاق لكل المخلوقات، مستشهداً بقوله تعالى: «وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِى الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا».

الرسالة الثامنة عشرة

الخلاف اللغوى حول معنى «المقيت»، حيث ذهب بعض العلماء إلى أن الاسم يحمل معنى «الشاهد» أو «القادر»، مستندين إلى تفسير ابن عباس، رضى الله عنهما، الذى فسَّر «مقيتاً» بـ«قادراً»، وإلى استشهادات من الشعر الجاهلى الذى استخدم اللفظ بمعنى القدرة على الفعل، مثل قول الشاعر: «كُنتُ عَلَى مَسَاءَتِهِ مَقِيتاً» (أى قادراً على رد الإساءة).

الرسالة التاسعة عشرة

إن اللغة العربية تُعد أداةً أساسية لفهم القرآن الكريم، فبعض اشتقاقات الأسماء -مثل «المقيت»- قد تخرج عن القياس النحوى المألوف، لكنها تثبت بالسماع (كاستخدامها فى القرآن والشعر العربى)، حيث أعطانا معنى شاهد بحروف مختلفة عن المصدر، فالسماع حجة لا تُعلَّل، بينما القياس يُعلَّل.

الرسالة العشرون

إن تعلُّم اللغة العربية عبادة؛ لأنها تُعين على فهم كتاب الله تعالى، الذى نزل بلسان عربى مبين، لأن إعجاز القرآن لا ينفد، وإن من إعجاز القرآن أنك تجد المفسر مثلاً حجة فى البلاغة، أو فقيهاً يملأ تفسيره من هذا الفقه، كما أن كل عصر يكتشف فيه جوانب جديدة من حكمته.

الرسالة الواحدة والعشرون

العلماء اتفقوا على أنه لا ترادف فى أسماء الله الحسنى، فلكل اسم صفات وخصائص تميزه عن غيره، حتى لو كان هناك تشابه بينهما، فمثلاً الرزاق والمقيت، رغم تشابههما معنى، فإن لكل منهما صفاته وأثره المستقل، فاسم الله تعالى «الرزاق» يطلق على كل أنواع الرزق مثل المال والسكن والصحة والمطر والخيرات وغيرها من أنواع الرزق المختلفة والواسعة.

الرسالة الثانية والعشرون

أما «المقيت»، فمعناه القوت ويقسم حسب متلقيه، فقوت الأجسام هو الطعام، وقوت الأرواح هى المعرفة والعلم، وقوت الملائكة هو التسبيح، مصداقاً لقوله تعالى: «يسبحون الليل والنهار لا يفترون»، فالقوت إما أن يكون قوتاً بمعنى الطعام، على حقيقة اللفظ، أو قوتاً بمعنى العلم والمعرفة والتسبيح، على سبيل المجاز.

الرسالة الثالثة والعشرون

للعبد حظ من اسم الله تعالى «المقيت»، عبر التشبه بأخلاق هذا الاسم قدر الإمكان وقدر ما تطيقه طبيعته البشرية، ونصيب العبد من هذا الاسم أن يقيت الآخرين من الجوعى والمحتاجين وأن يتصدق عليهم من طعامه وقوته وماله، ولا يتركهم لذلة المسألة والاحتياج إذا كان صاحب مال، أما إذا كان صاحب علم فيكون نصيبه أن يقيت عقول الآخرين وأرواحهم بما لديه من علم، وهذا هو معنى ما ورد فى قول نبينا، صلى الله عليه وسلم، فى حديثه المعجِز: «من كان معه فضل ظهر فليَعُدْ به على من لا ظهر له، ومن كان له فضل من زاد فليعد به على من لا زاد له".

الرسالة الرابعة والعشرون

إننا الآن فى أمس الحاجة إلى أن نعى المقصود من هذا الحديث النبوى ونطبق ما جاء فيه، لإنقاذ الإنسان من أزمة أخلاقية لم تمر به من قبل، فنحن نجد دولاً فى منتهى الثراء والغنى والبذخ، ودولاً أخرى تعانى من الحاجة والفقر ولا تجد قوتها مثلما هو الحال فى غزة، نسأل الله لها الخلاص، لافتاً فضيلته إلى أن ابن سينا قد لخص هذه المسألة بقوله: «لولا المأكول والمشروب لم يبق جسم، ولولا العلم لم تغنى روح»، فالروح بدون علم تكون روحاً ميتة.

الرسالة الخامسة والعشرون

معنى اسم الله «الحسيب» الوارد فى القرآن الكريم والسنة النبوية، مؤكداً ثبوت هذا الاسم ضمن أسماء الله الحسنى عبر ثلاثة أدلة رئيسة: النص القرآنى، والأحاديث النبوية، وإجماع الأمة.

الرسالة السادسة والعشرون

اسم «الحسيب» ورد فى القرآن فى قوله تعالى: ﴿وَكَفَى بِاللَّـهِ حَسِيباً﴾، كما ثبت فى أحاديث كثيرة، أبرزها حديث أبى هريرة - رضى الله عنه - الذى تُفتتح به شروح أسماء الله الحسنى، مضيفاً أن الإجماع أكد انضواء الاسم تحت الأسماء التسعة والتسعين.

الرسالة السابعة والعشرون

المعنى الظاهر لـ«الحسيب» هو «الكافى»، مستشهداً بقول العرب: «نزلت على فلان فما أحسبنى»، أى كفانى. وضرب مثالاً بآية: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّـهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ (الأنفال: ٦٤)، محذراً من خطأ تفسيرها بـ«حسبك الله وحسبك من اتبعك»، لأنها توحى بوجود كفايةٍ خارج إرادة الله، والصواب: «حسبك الله وحسب مَن معك».

الرسالة الثامنة والعشرون

«الحسيب» يحمل معنى المحاسبة، سواء فى الدنيا كقوله تعالى: ﴿إِنَّمَا نُعِدُّ لَهُمْ عَدّاً﴾، أو فى الآخرة: ﴿وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ﴾، مؤكداً أن الله يحصى على العباد كل صغيرٍ وكبير، حتى أنفاسهم، وهو «أسرع الحاسبين» دون أن يشغله حسابٌ عن آخر.

الرسالة التاسعة والعشرون

الله يكفى عباده فى إخراجهم من العدم إلى الوجود، وتكفَّل ببقائهم وفق علمه وإرادته، قائلاً: «المخلوق لا يستطيع ضمان بقائه، فهو محتاجٌ إلى مَن يكفيه العدم». واستدل بكلام الأشاعرة عن «تعلق القبضة»، أى إن الكون كله فى قبضة الله يُوجِد مَن يشاء ويفنيه حين يشاء، ومحاسبة الله تشمل الدنيا والآخرة، ففى الدنيا يحسب على الكافرين أنفاسهم استعداداً للعذاب، وفى الآخرة يُحاسَب الخلائق بسرعةٍ تفوق الخيال، كما ورد فى الحديث: «يُحاسِب الله الخلائق فى مقدار فواق الناقة»، وهو الوقت ما بين الحلبة والحلبة.

أحمد نبيوة

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2025 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg