| 01 مايو 2025 م

أخبار

الشيخ أيمن عبدالغنى.. رئيس قطاع المعاهد الأزهرية: التعليم الأزهرى شهد نهضة شاملة تحت قيادة الإمام الطيب.. وتطوير المناهج مستمر

  • | الأربعاء, 26 مارس, 2025
الشيخ أيمن عبدالغنى.. رئيس قطاع المعاهد الأزهرية: التعليم الأزهرى شهد نهضة شاملة تحت قيادة الإمام الطيب.. وتطوير المناهج مستمر


إطلاق مناهج جديدة للأزهر فى اللغة الإنجليزية بمواصفات خاصة

الاهتمام بتدريب المعلمين على أحدث أساليب التدريس والتكنولوجيا

زيادة عدد المعاهد الأزهرية واعتمادها من هيئة الجودة

فتح باب التقديم لمسابقة تعيين المعلمين بعد عيد الفطر.. ويحق التقدم للجميع

التحول الرقمى والذكاء الاصطناعى فى خطط تطوير التعليم الأزهرى

الأزهر يسد العجز فى المعلمين عبر التعيينات والعمل بالحصة

 

 

أتم صاحب الفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، خمسة عشر عاماً على توليه شياخة الأزهر، حيث عين فى مثل هذا اليوم الموافق 19 مارس من العام 2010م شيخاً للأزهر الشريف، وخلال الأعوام الخمسة عشر التى قضاها الدكتور أحمد الطيب شيخاً للأزهر، شهد التعليم الأزهرى، وبخاصة التعليم ما قبل الجامعى، طفرة كبيرة فى جميع المستويات، من حيث تطوير المناهج الدراسية بما يتماشى مع تجديد الخطاب الدينى والقضايا المعاصرة، وتحديث الكتب التعليمية وتدريب وتنمية مهارات المعلمين، وخطط للتحول الرقمى والاستفادة من الذكاء الاصطناعى، وحصول معاهد أزهرية على الاعتماد والجودة.. وفى هذا الصدد أجرت «صوت الأزهر» حواراً مع الشيخ أيمن عبدالغنى، رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، ليحدثنا عن النهضة التى شهدتها مسيرة التعليم الأزهرى فى عهد الإمام الطيب.

* بداية كيف أصبح التعليم الأزهرى ما قبل الجامعى تحت قيادة الإمام الطيب؟

- منذ أن تولى صاحب الفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، مشيخة الأزهر الشريف وهو يولى اهتماماً كبيراً بالتعليم الأزهرى وتطويره، والحقيقة أن التعليم الأزهرى شهد نهضة وتطوراً شاملاً تحت قيادة فضيلته، كما شهدت المقررات والمناهج الدراسية تطوراً شاملاً فى مختلف المراحل الدراسية، بداية من رياض الأطفال وحتى الشهادة الثانوية الأزهرية، وبشكل خاص فى المواد الشرعية والعربية، ومؤخراً فى المواد الثقافية، وأصبح للأزهر مادة دراسية ثقافية خاصة به، وهى اللغة الإنجليزية للمستوى الرفيع، والمواد الدراسية بالكامل شهدت تطوراً ملحوظاً فى الشكل والمضمون، وأصبحت مرتبطة بالواقع المعاصر ومستجدات العصر بما يتواءم مع الطالب الأزهرى والمرحلة الدراسية.

* كيف أسهمت عملية تطوير المناهج الأزهرية فى ربط التعليم بالواقع ومواكبة القضايا المعاصرة؟

- التعليم الأزهرى وصل إلى مرحلة تطوير شاملة ومتكاملة، وأصبحت المناهج والكتب الدراسية التى يدرسها الطلاب بمختلف المراحل التعليمية بداية من مرحلة رياض الأطفال وحتى الشهادة الثانوية الأزهرية، وفق أحدث النظم التعليمية المرتبطة بالواقع، والتى تناقش قضايا معاصرة مهمة، وبالتأكيد، المناهج الدراسية العربية والشرعية هى مناهج أزهرية خالصة تم تطويرها بمعرفة لجان خاصة بالتطوير من كبار علماء وأساتذة جامعة الأزهر وخبراء التعليم تحت قيادة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وإشراف من فضيلة الدكتور محمد الضوينى، وكيل الأزهر، والمواد الثقافية والعلمية هى ذاتها التى يتم تدريسها بمدارس التربية والتعليم، وبيننا وبين الوزارة بروتوكول تعاون فى هذا الشأن، وهذه المواد تخضع للتطوير من جانب الوزارة بشكل مستمر.

* هل دور هذه اللجان يقف عند تطوير المناهج الشرعية والعربية فقط؟

- لا بد أن نعرف أن تطوير المناهج التعليمية فى الأزهر قطاره لا يتوقف، لأن هذه اللجان دائمة تعمل على مراجعة جميع المناهج الشرعية والعربية وتقوم بإجراء التعديلات والتصويبات اللازمة فى ضوء ما يتم من تحليل دورى لنتائج الامتحانات والواقع المعيش للمجتمع، واستطعنا هذا العام من خلال لجان التطوير أن تكون لنا مناهج خاصة بالأزهر الشريف فى مادة اللغة الإنجليزية الخاصة بالمستوى الرفيع وبدأ هذا العام تدريسها فعلياً.

* حدثنا عن هذه الكتب الخاصة بالأزهر التى تم تحديثها.

- لدينا منهج اللغة الإنجليزية للمستوى الرفيع، المقرر على المعاهد النموذجية، وكتاب ومضة من الوحى، المقرر على طلاب القسم الأدبى بالمرحلة الثانوية بديلاً عن كتاب Islamic Selections الذى كان مقرراً من قبل، كما أن منهج اللغة الإنجليزية للمستوى الرفيع كان يتم استيراده من بريطانيا وكان يكلف الدولة والأزهر قرابة الـ60 مليون جنيه سنوياً، وبفضل الله وبتوجيهات من الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وجهود أبناء الأزهر تم عمل المنهج، لأن المناهج التى كان يتم استيرادها من بريطانيا لا تتوافق مع ثقافتنا، لأن لهم ثقافة مختلفة تماماً عن ثقافتنا، فمثلاً فى الشخصيات التى كان يتم تدريسها كقدوة فى المناهج لديهم لا تتواءم مع ثقافتنا، لكن فى المناهج التى قام الأزهر بوضعها بها نماذج مصرية مشرفة، وفيما يخص منهج كتاب ومضة من الوحى، هذا الكتاب تم وضعه أيضاً بجهد من أبناء الأزهر المخلصين ويحتوى المنهج على قسم فى أصول الدين وقسم فى التفسير وقسم فى الحديث الشريف؛ ليتعرف الطالب الأزهرى على العلوم الشرعية باللغة الإنجليزية ويكون على دراية ومعرفة بها.

* هل هناك مواد أخرى تم تطويرها واستحداثها على مدار الخمسة عشر عاماً الماضية؟

- بالتأكيد هناك مناهج دراسية عديدة تم تطويرها، وتم استحداثها فى عهد صاحب الفضيلة الإمام الأكبر؛ منها منهج الثقافة الإسلامية، الذى كان من أوائل الكتب التى تم استحداثها، وكذلك مناهج أصول الدين، ومناهج الفقه على المذاهب، التى تم تنقيحها وتطويرها، وفق المستجدات الحياتية والقضايا المعاصرة ومتماشية مع تجديد الخطاب الدينى، وكتب التربية الدينية للمرحلة الابتدائية وكتب المواطنة والقيم الأخلاقية، ومناهج المواد العربية من نحو وصرف وعروض وأدب ونصوص، واليوم أصبحت جميع المناهج الأزهرية بالكامل متطورة ومحدثة.

* كان هناك قرار من فضيلة الإمام بتشكيل مجلس التعليم الأزهرى قبل الجامعى ولجنة لإصلاح التعليم الأزهرى أين هما الآن؟

- بالفعل كان فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، أصدر قرار فى 2018، بإنشاء مجلس للتعليم الأزهرى قبل الجامعى، وهذه خطوة مهمة للنهوض بالتعليم الأزهرى ما قبل الجامعى، والمجلس حالياً يقوم باختصاصاته التى تم إسنادها إليه مثل الإشراف على تطوير المناهج التعليمية وتحديثها بشكل دائم، ووضع الخطط الدراسية والمناهج فى المراحل التعليمية، ودراسة احتياجات المناطق الأزهرية سواء من الاحتياجات المادية والبشرية، ووضع خطط الاستراتيجية بما يحقق الاستغلال الأمثل لموارد وإمكانيات المعاهد الأزهرية، ويرتقى بمستوى الطلاب العلمى والتربوى، أما فيما يخص لجنة لإصلاح التعليم الأزهرى، فهى أيضاً تقوم بمهمتها فى تطوير المناهج وتخفيفها من الحشو، وتطويرها بما يتواءم مع المستجدات العصرية وتساير التطورات والقضايا الراهنة، وتعمل هذه اللجنة على مراجعة وتطوير المناهج الدراسية كل ثلاث سنوات، بما يضمن التطوير المتواصل للمناهج الدراسية.

* أين المعلم فى عملية تطوير التعليم الأزهرى؟

- المعلم جزء لا يتجزأ من عملية التطوير الشاملة والمتكاملة للعملية التعليمية فى الأزهر الشريف، بل هو الجانب الأهم فيها، وفضيلة شيخ الأزهر يوصى دائماً بالاهتمام بالجانب العلمى والمهارى للمعلمين فى الأزهر الشريف، والقطاع من خلال إدارة التدريب التربوى يعقد بشكل دائم دورات وبرامج وورش عمل للتدريب ولتنمية مهارات المعلمين، وكذلك تدريبهم على المناهج الدراسية وتدريبهم على الاستفادة بالذكاء الاصطناعى والتحول الرقمى، وأيضاً هناك دورات تدريبية لمعلمى اللغة الإنجليزية فى ضوء اهتمام الأزهر بها مع المجلس الثقافى البريطانى، ويعمل القطاع بشكل مستمر على وضع خطط استراتيجية للتدريب وتنمية المهارات التى تقوم بشكل أساسى على تطوير جميع الحقائب التدريبية بصورة تتواكب مع المناهج الجديدة ونظم التعليم الحديثة وإضافة بعض المهارات التدريبية الجديدة فى مختلف الحقائب لصقل المعلم بجميع الأدوات الفنية والإدارية والقيادية.

* وماذا عن خريطة المعاهد الأزهرية خلال فترة تولى الدكتور أحمد الطيب شياخة الأزهر؟

- خريطة المعاهد الأزهرية منذ أن تولى فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شياخة الأزهر وخلال الخمسة عشر عاماً تغيرت تماماً، حيث تم التوسع فى إنشاء المعاهد الأزهرية على مستوى الجمهورية وبجميع المحافظات، وتم استحداث فئات مختلفة فى المعاهد الأزهرية لتكون على ثلاث فئات وهى المعاهد العادية والمعاهد النموذجية ومعاهد اللغات؛ فالمعاهد الأزهرية العادية منتشرة فى مختلف المدن والقرى والنجوع، ويجرى حالياً إنشاء معاهد جديدة لتدخل الخدمة قريباً، أما المعاهد النموذجية فيزيد عددها حالياً على 600 معهد بمختلف المحافظات، منها 30 معهداً فى محافظة القاهرة وحدها، أما معاهد اللغات فقد وصل عددها إلى أكثر من 60 معهداً منها 11 معهداً فى القاهرة، والباقى منتشر فى جميع المحافظات، وأغلب هذه المعاهد معتمدة من هيئة الضمان والجودة، حيث بلغ عدد المعاهد التى حصلت على الاعتماد والجودة أكثر من 2000 معهد بخلاف المعاهد التى تنتظر نتيجة زيارات سابقة، ومعاهد يتم حالياً زيارتها من جانب لجان الجودة، ومستمرون فى هذه الخطة لتكون جميع المعاهد الأزهرية حاصلة على الجودة والاعتماد.

* وكيف عالج الأزهر مشكلة سد عجز المعلمين فى هذه المعاهد؟

- عالج الأزهر سد العجز فى المعلمين عبر فتح باب التقديم للمعلمين بالحصة فى جميع المناطق الأزهرية، وتم فعلياً قبول عدد كبير منهم وجرى تدريبهم بمعرفة المناطق الأزهرية لدمجهم فى العملية التعليمية وتسلموا عملهم فى المعاهد الأزهرية المقبولين بها.

* وماذا عن فتح باب التعيين فى وظائف المعلمين التى تم الإعلان عنها؟

- هذا الأمر أصبح الآن من خلال الجهاز المركزى للتنظيم والإدارة، وبمشيئة الله فى انتظار مسابقة اختيار عدد عشرة آلاف معلم فى مختلف المواد الدراسية الشرعية والعربية والعلمية والثقافية من خريجى الأزهر وغيرهم، بعد عيد الفطر المبارك، وتم رفع السن حتى 45 عاماً وفتح باب التقديم لمن تقديرهم مقبول، حتى يمكننا إتاحة الفرصة للجميع، ولن يكون الاختيار بالسن أو التقدير، ولكن الاختيار سوف يكون بمن يجتاز الاختبارات المقررة التى سيتم عقدها للمتقدمين بواسطة التنظيم والإدارة، وقد انتهينا من صياغة أسئلة هذه الاختبارات، وستكون المسابقة على مرحلتين؛ المرحلة الأولى عقب عيد الفطر باختيار عشرة آلاف معلم، وفى شهر يوليو المقبل ستكون المرحلة الثانية باختيار عشرة آلاف معلم آخرين.

* هل يحق للمقبولين للعمل بالحصة وغير المقبولين التقديم للمسابقة؟

- المسابقة للجميع، ويحق للمقبولين للعمل بالحصة التقديم فيها وكذلك غير المقبولين، ويمكن أيضاً لغير خريجى الأزهر الشريف التقدم للمسابقة فى المواد الثقافية والعلمية، وكما قلت من قبل إن الفيصل فى هذه المسابقة ليس السن أو التقدير وإنما هو اجتياز اختبار التقدم، والتقديم سيكون بمعرفة التنظيم والإدارة.

* أخيراً كيف كانت توجيهات الإمام الطيب فيما يتعلق بالتحول الرقمى فى المعاهد الأزهرية؟

- لا بد من اعتبار أن التحول الرقمى والذكاء الاصطناعى أصبح ركيزة أساسية فى التعليم الأزهرى، وفى ضوء توجيهات الإمام الطيب، قمنا بعمل خطة للتحول الرقمى فى الوسائل التعليمية والخدمية وفى كل المجالات التى تخص التعليم الأزهرى، وبدأناها منذ سنوات، وحالياً يتم تدريب المعلمين على الاستفادة من التحول الرقمى والذكاء الاصطناعى فيما يخدم العملية التعليمية، وكذلك تدريب موجهى عموم وموجهى أوائل وبعض موجهى الحاسب الآلى على استخدام برامج الذكاء الاصطناعى فى التعليم، كما قمنا العام الماضى بإنشاء نادى تكنولوجيا المعلومات بالمعاهد الأزهرية، وتم إطلاق مشروع رواد الأزهر وتكنولوجيا المستقبل، وتم عمل قناة عبر شبكة الإنترنت ضمن مبادرة «معاً نتعلم» لتقديم دروس مجانية «أون لاين» لطلاب المعاهد الأزهرية من الصف الرابع الابتدائى حتى الصف الثالث الثانوى، وإتاحة الكتب الدراسية بصيغة pdf، كما تم تنفيذ الدراسة الاستطلاعية لمشروع الاختبار الدولى PISA والإعداد لتطبيق الدراسة الأساسية لأول مرة فى مصر والأزهر، وغيرها من المبادرات المهمة المتصلة بالتحول الرقمى لمواكبة التقدم التكنولوجى بما يخدم العملية التعليمية.

حسن مصطفى

طباعة
كلمات دالة: اليوم الطيّب
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2025 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg