| 25 أبريل 2024 م

كلام يهمنا

صيدلية الطبيعة .. أكثر أمانا من المضادات الحيوية

  • | الخميس, 2 مارس, 2017
صيدلية الطبيعة .. أكثر أمانا من المضادات الحيوية

فى ظل الارتفاع غير المسبوق لسعر الدواء الحالى وما تشهده البلاد، اتجه العديد من المرضى إلى الاعشاب كبديل يغنيهم عن تلك الأدوية، ومن خلال التحقيق التالى طرحنا سؤال هل بالفعل يوجد نباتات وأعشاب حقيقيه تأتى بثمرات الشفاء المرجوة أو التحسن النوعى للمرضى؟ هذا ما سنحاول الإجابة عليه خلال السطور القادمة..

فى البداية، قال الدكتور محمد النادى، إخصائى الباطنة العامة والمدرس المساعد بالفسيولوجيا الطبية بكلية طب بنين جامعة الأزهر بدمياط الجديدة، إن التجارب أثبتت جدوى التداوى بالأعشاب نافعة، ما أثبتته التجارب والعلم والحكمة، فهناك العديد من أنواع الأعشاب المختلفة بأشكالها وأحجامها وألوانها، ولكل نوع من هذه الأعشاب خواص تختلف عن الأخرى، وتمتاز كل عشبة بنكهتها ورائحتها الخاصّة، وتعرف الأعشاب منذ القدم بفوائدها التى لا تحصى لجسم الإنسان، وتدخل الأعشاب فى صناعة الأدوية وتدخل فى وصفات الطبّ البديل وتستخدم أيضاً فى صناعة مستحضرات التجميل ومستحضرات العناية بالشعر والبشرة، وصناعة الصابون، وعلاج الأمراض.

وأوضح النادى أن لكل مرض عشبة تعمل على علاجه وتؤتى ثمارها من علاج نافع بعون الله منها ورق شجر الجوافة وورق شجر المانجة وورق شجر الزيتون والبابنوج والشمر ليس هذا وفقط بل هناك أيضا الكراوية والحبة السوداء والشبت والكمون واليانسون والحلبه والكزبرة والبقدونس، فيستخدم اليانسون فى علاج أشهر الأمراض التى تعمل عليها التشنج والمغص وعلاج الكحة وبحة الصوت، لافتًا إلى أنه يعالج المغص المعوى والنزلات، حيث يؤتى الكمون أثاره الجيده، وضعف الذاكره ليدخل الزعتر بقوة ويحسن منها قدر المستطاع، والمساعدة فى إدرار البول ونزول الطمث وإدرار إفرازات الغدد اللعابية ومقوى للمعدة، مشددًا على أن الحبة السوداء فارس هذا السباق، كما تأتى السمنة وأمراض القلب وتراكم الدهون على جدار الشرايين التاجية والمغذية لعضلات القلب منذرة بوقوع ذبحات ليقف بقوة ورق شجر المانجو الهندى كحائط صد منيع أمامها، وليمتد أثره على بعض أنواع السكرى ليقللها، ومازالت الأبحاث تجرى فى هذا الصدد.

وعددّ النادى فوائد ورق الجوافة فى المساعدة على التخسيس للوقاية والعلاج من مرضى السكر، تقليل نسبة الكوليسترول بالدم، والتخلص من مشاكل الفم ومن أسنان واللثة، لافتًا إلى أن التخلص من الأورام والسرطانات، حل مشاكل الشيخوخة التى تؤثر على البشرة، وأن ورق الجوافة يستخدم كحارس للجسم يحمى الحامل من العديد من الأمراض حيث يقيها من نزلات البرد والإنفلونزا، كما يعمل على زيادة نسبة الهيموجلبين بالدم فيقى المرأة الحامل من الأنيميا والتقليل من نسبة ارتفاع ضغط الدم وخاصة للمرأة الحامل.

وأوضح الدكتور السيد الجيار، إخصائى التغذية بالأزهر الشريف، أن الدواء الذى يحصل عليه الإنسان من غذائه أثناء تناول النباتات والأعشاب أو مستخلصاتها المختلفة أصبحنا الآن فى أمس الحاجة إليه فى ظل أزمة الدواء التى تعيشها مجتمعاتنا، موضحًا أن الميكروبات الممرضة تتمكن من غزو الجسم، من أجل ذلك جعل الله فى غذاء الإنسان دواءا له والطبيعة من حوله صيدلية فى غاية الكمال والروعة يحصل منها على دوائه الذى يعد الشق الثانى فى المنظومة العلاجية بعد التشخيص والجراحة، وعلى الرغم من التقدم الهائل فى مجال الأدوية إلا أن الأبحاث العلمية المتخصصة فى دراسة النشاط المضاد للميكروبات للأعشاب والنباتات واستخدامها كبدائل طبيعية للمضادات الحيوية الصناعية فى تزايد مستمر.

وأضاف الجيار أن كثيرًا من الأبحاث أظهرت مزيدًا من المعلومات عن المضادات الحيوية الطبيعية الموجودة فى غذائنا ومطابخنا كالثوم والبصل والقرفة والزنجبيل والليمون والكمون وغيرها، على سبيل المثال أثبتت الدراسات نشاط الثوم المضاد لبكتيريا ستافيلوكوكاس، ستربتوكوكس، سيدوموناس، ميكوباكتريم بالإضافة إلى أنواع مرتبطة بالإسهال مثل كليبسيلا، باسيلس ساتلس، اشريشيا كولاى، سالمونيلا، كلوستريديوم وكذلك النشاط المضاد للفطريات والطفيليات وكذلك النشاط المضاد للفيروسات مثل الإنفلونزا أ و ب، فيروس الهربس البسيط 1 و 2، فيروس الروتا، وبعض الأنواع التى تسبب الالتهاب الرئوى وغيرها، كما وجدت إحدى الدراسات أن الأشخاص الذين يتناولون الثوم بصورة منتظمة لمدة 12 أسبوعا من نوفمبر حتى فبراير معدل تعرضهم لنزلات البرد أقل بكثير عن غيرهم، مشيرًا إلى أن الزنجبيل أظهر نشاطًا مضادًا للغثيان، وكذلك البكتيريا المسببة للإسهال وبعض التى تصيب الجهاز التنفسى، وأن القرنفل بالإضافة إلى استخدامه فى تسكين الآلام وجد له تأثير مضاد للميكروبات، وأن التوت البرى على الرغم من تأثيره القوى ضد التهابات المسالك البولية يحتوى أيضا على خصائص مضادة للفيروسات.

وأشار إخصائى التغذية إلى أن الكثير من النباتات والأعشاب حولنا لها هذه الخصائص العلاجية والتى تحد بصورة كبيرة من مشاكل الدواء إن استخدمت الاستخدام العلمى الصحيح بعيدًا عن غير المتخصصين والمنتفعين الذين يستنفذون أموال الناس باسم الطب البديل، موضحًا أن البعض يرى أن هذه المضادات الحيوية الطبيعية لا تملك التأثير السريع الفعال للمضادات الحيوية.

وأوضح الدكتور أسامة عبد الصبور معروف، المعيد بكلية الصيدلة جامعة الأزهر ومحاضر فى علم الأدوية والأدوية اللاوصفية أن اللجوء إلى البدائل الطبيعية بدلاً من الأدوية الكيميائية المصنعة يحكمه قيود وضوابط، مشددًا على ضرورة استشارة الصيدلى أو الطبيب فيه قبل البت فى النفع أو الضرر، حيث إنها مع بعض الحالات قد تسبب أعراض حساسية أو تسمم إذا تم تناولها بجرعات كبيرة أو تفاقم الحالة المرضية فى بعض الحالات لمريض ضغط دم مرتفع، مشيرًا إلى أن الأعشاب الطبية ليست آمنة على الدوام، وقد تكون فى بعض الأحيان خطيرة؛ إذ إنها لا يجرى عليها التجارب الكافية لاختبار مدى فاعليتها أو أمانها كما الحال مع العقاقير الطبية التى تقع تحت رقابة شديدة.

 

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
3.0

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg