| 02 مايو 2024 م

كلام يهمنا

عناق البابا للإمام الأكبر.. حب ورؤى واحدة

  • | الجمعة, 12 مايو, 2017
عناق البابا للإمام الأكبر.. حب ورؤى واحدة

بين الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، والحبر الأعظم فرنسيس الثانى بابا الفاتيكان، أوجه تشابه، سواء على صعيد الرسائل النفسية والإيماءات والإيحاءات التى خرجت من الطرفين بشكل تلقائى فى مؤتمر السلام، أو كلمتهما التاريخية أمام الحشود، بما يعكس التسامح والصفاء النفسى والإنصات الشديد لعبارات المحبة التى خرجت منهما، ومست قلوب العالم بكافة طوائفه، مرورًا بالعناق الشديد مِن قِبَل بابا الفاتيكان لفضيلة الإمام الأكبر عقب الانتهاء من كلمته مباشرة.. الدكتورة فاطمة موسى، رئيس قسم الطب النفسى بكلية طب قصر العينى، جامعة القاهرة، توضح لـ«صوت الأزهر» الجانب النفسى لدى الطرفين من تسامح ومحبة وقِيَم مشتركة وخصائص تميز كل منهما بها. أكدت د.موسى أن فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف والبابا فرنسيس بابا الفاتيكان، كان لكل منهما خصائص نفسية مشتركة أثناء الحديث فى مؤتمر السلام، أبرزها التعمق الشديد فى الدراسة الدينية للديانتين المسيحية والإسلامية، وتشبع الطرفين بالمحبة والتسامح نتيجة الوقوف على القيم المشتركة فى الكلمات التى انطلقت منهما، واستدعاء التسامح فى جو ودى وصفاء نفسى يجذب أنظار العالم بكافة المعتقدات والطوائف الدينية، واستبقاء حفظ النفس والعِرض وصيانة دماء الإنسانية، بما يهدئ من رَوع الصراعات العالمية التى ألمت بالبشرية مؤخرًا.

                                                                                                         احترام الآخر

وأضافت "موسى" أن الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، اتضح فى كلمته وكلماته السابقة أنه شديد الاطلاع على كافة المعتقدات، ومتعمق فى الدراسات الدينية بحكم خبرته الواسعة فى العقيدة والفلسفة، كما أنه انتقى الكلمات التى تناسب الجميع، واستحضر التفسيرات الخاصة بالآيات التى تدعو للحفاظ على الآخر والتعايش السلمى واحترام الأديان الأخرى والحريات وحقوق الآخرين فى المجتمع، كما أن كلمته انعكس منها إلمامه بالدراسة اللاهوتية والتعمق فى المذاهب الخاصة بهم، وترسيخ العلاقة الجيدة مع الآخر.

                                                                                                        تسامح وأخوة

وعن بابا الفاتيكان، قالت رئيس قسم الطب النفسى بجامعة القاهرة: إن كلمة الحبر الأعظم ينعكس منها السلام والمحبة والسلام الاجتماعى والتسامح مع الآخر، بما يؤكد أن الأديان تدعو إلى التسامح والأخوة وأن مصر بلد الأمن والأمان، ومساعٍ دءوبة فى الحفاظ على النفس البشرية بكافة انتماءاتها من الدماء، وسماحة تجاه الدين الإسلامى وأتباعه، بما يرسخ للتعايش مع الآخر فى جو من الطمأنينة، وفى شكل من الصفاء النفسى الداعم للوسطية فى كل أمور الحياة، والحفاظ على الإنسان مهما كان معتقده فى إطار التآخى وإظهار صورة الدين الحقيقية دون اصطناع أو تأويل للنصوص.

                                                                                                        تطابق ضمنى

وأشارت "موسى" إلى أن العناق الطويل والحار بين البابا فرنسيس والإمام الأكبر بعد انتهاء كلمة الأخير، جاءت بما يعكس اتساقًا كبيرًا فى المفاهيم والرؤى بين الطرفين، وكأنه يشكره بعمق عما قاله؛ لأنه يتطابق مع ما يجول فى صدره من معانٍ عبّر عنها الدكتور الطيب بشىء من الفطنة والذكاء والسماحة التى تنطلق منها وسطية وتعاليم الدين الإسلامى، بالإضافة إلى أنها تعبر عن الحب والتقدير الشخصى له؛ لأنه عبّر عن فلسفة الإسلام بشكل يدعو إلى حماية المسيحيين فى وطنهم والتعايش مع الآخر فى كافة أنحاء العالم، لافتةً إلى أن الإمام الأكبر استدعى فى كلماته صورة الإسلام الذى حافظ على الآخر انطلاقًا من مبادئ وثيقة المدينة، مُثمّنةً كل كلمة انطلقت من الإمام الأكبر؛ لأنها كانت بمثابة جرس تنبيه للعالم أجمع ألّا يلصقوا الإرهاب بالدين الإسلامى، وهو ما صدّق عليه بابا الفاتيكان. 

                                                                                                     مصلحة سياسية

وشددت "موسى" على أن وقع الكلمات النفسى على جماعات الإرهاب ترسخ لديهم الفشل الذريع، خاصة بعدما ظنوا تأجيل الزيارة بعد تفجير الكنيستين، مشيرةً إلى أن الإرهاب الذى يعايشه العالم حاليًّا ليس له عَلاقة بالدين، ولكنه استحضارٌ مِن قِبَل الجماعات المتطرفة لتأويل النصوص الدينية على غير وضعها الصحيح، فضلًا عن أنه يهدِف إلى مصلحة سياسية وشخصية فى المقام الأول، لافتةً إلى أنه لو تمت دراسة الظروف النفسية للإرهابيين فسوف نجد دوافع كل شخص تختلف عن الآخر، خاصة فى التربية غير السوية والتنشئة البعيدة عن الدين الوسطى القويم.

محمد فرج

طباعة
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg