| 26 أبريل 2024 م

كلام يهمنا

.. استراتيجية صهيونية جديدة لتهجير الفلسطينيين

  • | الأحد, 7 يوليه, 2019
.. استراتيجية صهيونية جديدة لتهجير الفلسطينيين

لا تفتأ قريحة الكيان الصهيونى تصدر وتبتكر كل وسيلة ونهج لتحقيق أغراضه وأطماعه؛ فبدايةً من استخدام كافة وسائل التضييق، مروراً بالأفعال الاستفزازية وإحكام الخناق على أبناء الشعب الفلسطينى، انتهاء بتطبيق كل هذا وفرضه على أرض الواقع، فلا يدع فى هذا الشأن وسيلة إلا واتّبعها، والهدف من كل هذا هو هدف واحد خبيث، ألا وهو تكدير حياة الفلسطينيين وطردهم من أراضيهم المتبقية، وفرض السيطرة عليها، كما فعل ولا يزال يفعل منذ احتلاله لأراضى دولة فلسطين العربية.

ومن هذا المنطلق، وفى إطار متابعتها لملف «أوضاع أبناء الشعب الفلسطينى داخل أراضيه المحتلة»، رصدت «وحدة الرصد باللغة العبرية» استراتيجية جديدة اعتمدها جيش الاحتلال الصهيوني؛ وهو طرد الفلسطينيين من منازلهم وأراضيهم تحت ذريعة التدريبات العسكرية. وتطبيقاً لهذه الاستراتيجية الجديدة، قام جيش الاحتلال الصهيونى بطرد (15) أسرة فلسطينية فى قرية «حمصة الفوقا» الواقعة فى الأغوار الشمالية شرق الضفة الغربية المحتلة وتهجيرهم من منازلهم قسراً، بدعوى استخدام المنطقة كموقع لتنفيذ تدريبات عسكرية لقوات جيش الاحتلال الصهيونى، والتى ستستمر لمدة ثلاثة أسابيع، بواقع ثلاثة أيام أسبوعياً.

وبهذا القرار الجائر يتضح هدف الكيان الصهيوني؛ إذ حوّل حياة (80) مواطناً فلسطينياً بينهم (15) طفلاً ــــــ   إلى جحيم؛ حيث باتوا بلا مأوى وصارت أوضاعهم كارثية بمعنى الكلمة؛ فالتدريبات المزعومة تستمر لمدة ثلاثة أسابيع، بواقع ثلاثة أيام كل أسبوع، ويستغرق التدريب الواحد أكثر من (24) ساعة، وخلال هذه المواعيد سيكون مصير هذه الأسر هو التشريد والمعاناة فى العراء، زد على هذا كله أن التهجير يأتى بالتزامن مع صيام شهر رمضان المعظم، مما يزيد من المعاناة والمشقة، فلا مراعاة لدى سلطات الكيان الصهيونى لأية ظروف إنسانية  ولا تقدير لحرمة الشهر الكريم. ناهيك عمّا تمثله هذه التدريبات -التى تتضمن إطلاق الذخيرة الحية بالقرب من منازل الأهالى الفلسطينيين- من خطر كبير على حياة الشعب الفلسطينى بالإضافة إلى مخلفاتها التى لا يلقى جيش الاحتلال بالاً لإزالتها خشية أن تضرّ بسكان المنطقة.

ورصدت الوحدة كذلك ما جاء فى الكلمة التى ألقاها عضو الكنيست اليسارى «عوفر كاسيف» عن الجبهة العربية للتغيير أمام الكنيست الصهيونى، والذى أبدى من خلالها تضامناً مع الأسر الفلسطينية ونصرة لهم، وفى نفس الوقت قام بفضح انتهاكات الكيان الصهيونى ومآربه الخفية الخبيثة التى تتخفى وراء ادعاءاته المعلنة؛ إذ قال: إن قرار الطرد الذى تسلمته (15) أسرة من قرية «حمصة الفوقا» حوَّل حياتهم إلى جحيم، ثمانون مواطناً بينهم (15) طفلاً تم إبلاغهم فى فترة صيام شهر رمضان بأن بيوتهم ستتحول إلى معسكر تدريب لجيش الاحتلال، ثمانون إنساناً سيكون عليهم البحث عن مأوى من لظى الشمس نهاراً، ومن برد الجو ليلاً، أين سينامون؟ وأين سيأكلون؟ وبينهم (15) طفلاً!، واصفاً انتهاكات جيش الاحتلال الصهيونى بحق أبناء الشعب الفلسطينى الصامد بأنها «تطهيرٌ عرقى وحشى وتعسفى».

وأشار «عوفر كاسيف» خلال كلمته إلى تصريح مهم للغاية أدلى به أحد ضباط جيش الاحتلال الصهيونى ويُدعى «عيناف شيلو» عام 2014م، يكشف فيه عن السبب الحقيقى وراء ادعاءات جيش الاحتلال باستخدام هذه المنازل كمواقع للتدريبات العسكرية، حيث قال: إن الهدف من إجراء التدريبات العسكرية هو تهجير السكان الفلسطينيين وإخراجهم من أرضهم.

وقامت قوات الاحتلال الصهيونى باعتقال سبعة صحفيين وناشط حقوقى أثناء تغطيتهم لعملية ترحيل المواطنين الفلسطينيين من منازلهم بالإضافة إلى مصادرة هوياتهم وسياراتهم، فى محاولة مُعتادة من سلطات الكيان الصهيونى لطمس الحقيقة وتكميم الأفواه، الأمر الذى استنكرته «نقابة الصحفيين الفلسطينية» بشدة، وطالبت كافة المؤسسات الدولية التابعة للأمم المتحدة بسرعة التدخل للإفراج عن الصحفيين ومعداتهم.

وتتعرض منطقة «الأغوار الشمالية» الواقعة شرق الضفة الغربية المحتلة، بشكلٍ مستمرٍ لإخلاء سكانها وتشريدهم وهدم منازلهم بدعوى إجراء التدريبات العسكرية لجيش الاحتلال. وترفض سلطات الكيان الصهيونى إعطاءهم أى تصاريح لبناء منازل بديلة. وتعد هذه المرة هى الخامسة خلال العام الحالى (2019م) التى تقوم فيها قوات الاحتلال بطرد المواطنين الفلسطينيين من منازلهم وتشريدهم بدعوى استخدامها لإجراء تدريبات عسكرية.

ويحذر «مرصد الأزهر» من محاولات الكيان الصهيونى المستمرة لتكدير حياة الفلسطينيين اليومية، ويؤكد أن الهدف من ورائها هو خلق بيئة للتهجير القسرى تمهيداً لطردهم من أراضيهم والاستيلاء على المنطقة بشكل كامل، ويشدُّ المرصد على أيادى الشعب الفلسطينى بألا يتسلل إلى روحه أى يئس أو قنوط؛ فأهل الحق منتصرون لا محالة.

طباعة
الأبواب: كلام يهمنا
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg