أدان الأزهر الشريف بأشد العبارات العدوان الإرهابيَّ الغادر الذى شنَّه الكيان الصهيونى على الأبرياء فى غزة فجر أمس الثلاثاء، وهم نيام فى خيامهم، وأسفر عن وقوع أكثر من 400 شهيد معظمهم من النساء والأطفال ومئات الجرحى، بعد الاتفاق على وقف العدوان أمام مرأى ومسمع من العالم أجمع، وفى مشهد يبرهن على طبيعة هذا الكيان وغدره وخيانته للمواثيق والعهود من أجل إجبار الشعب الفلسطينى على الخروج من أرضه رغم الرفض العالمى المتكرر.

وأكد الأزهر أن هذا الكيان أثبت للعالم كله تجرده من كل معانى الإنسانية والمروءة، وأن جرائمه فضحت وجهه الدموى وديدنه المتوارث عبر التاريخ فى نقض العهود والمواثيق، وأن كل ما يقوم به هو ممارسة الخداع لالتقاط الأنفاس وارتكاب المزيد من الجرائم والمذابح، وأنَّه لن يخطو خطوة حقيقيَّة فى طريق وقف العدوان طالما أن هناك قوى عالمية تدعمه وتصمت عن جرائمه لمنحه الضوء الأخضر للاستمرار فى انتهاك المواثيق الدولية الإنسانية والأخلاقية، وتوفر له الحماية من المحاسبة على ما يرتكبه من جرائم إبادة جماعية وتطهير عرقى يعجز اللسان عن وصف بشاعتها وقسوتها.

كما يؤكِّد الأزهر أنَّ ما شَهِدَه العالم فجر اليوم هو إرهاب أسود يضاف إلى السجل الإجرامى لهذا الكيان الذى استباح دماء الأبرياء وعرضهم وأرضهم وحقوقهم، مشدداً على أن مناصرة المحتل المعتدى وإغماض الأعين عما يقوم به هو ردة حضاريَّة وأخلاقية، ومشاركة فعلية فيما يرتكبه من جرائم.

وطالب الأزهر المجتمع الدولى بتحمل مسئولياته بالتحرك العاجل لوقف آلة القتل الصهيونية، ومحاكمة مرتكبى الجرائم والمذابح من قادة هذا الكيان المحتل.

وكانت مصر قد أعربت ر مجدداً فى إفادة لوزارة الخارجية، الثلاثاء، عن رفضها الكامل لجميع الاعتداءات الإسرائيلية الرامية إلى إعادة التوتر للمنطقة، والعمل على إفشال الجهود الهادفة للتهدئة واستعادة الاستقرار.

وطالبت مصر المجتمع الدولى بـ«التدخل الفورى لوقف العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة للحيلولة دون إعادة المنطقة لسلسلة متجددة من العنف والعنف المضاد»، داعية الأطراف إلى «ضبط النفس وإتاحة الفرصة للوسطاء لاستكمال جهودها للوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار».

كما أدان مجلس حكماء المسلمين برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بشدة قصف الاحتلال الإسرائيلى لمناطق متفرقة من قطاع غزة، ما أسفر عن استشهاد وإصابة عشرات المدنيين الأبرياء.

وجدَّد مجلس حكماء المسلمين رفضه القاطع لكافة الانتهاكات التى يقوم بها الاحتلال الإسرائيلى بحق الشعب الفلسطينى، داعياً إلى تحرك دولى عاجل لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بشكل دائم، والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية للمدنيين الأبرياء، والبدء فى إعادة الإعمار وفقاً للخطة التى أقرها الاجتماع الطارئ لجامعة الدول العربية والذى انعقد فى الرابع من مارس الجارى بجمهورية مصر العربية.

وأكد المجلس على موقفه الراسخ بضرورة العمل على إيجاد حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية، وإقرار حق الشعب الفلسطينى فى إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وإنهاء معاناته المستمرة منذ أكثر من 70 عاماً.

أيضاً أدانت دار الإفتاء المصرية بأشد العبارات العدوان الإسرائيلى الغاشم على قطاع غزة، والذى أسفر عن استشهاد وإصابة المئات من المدنيين الأبرياء، بينهم النساء والأطفال، فى جريمة وحشية تمثل انتهاكاً صارخاً للقوانين الدولية وتهديداً خطيراً لاستقرار المنطقة.

وأكدت دار الإفتاء أن استهداف المدنيين العُزَّل وتدمير المنازل والمرافق الحيوية هو جريمة حرب تتطلب تحرُّكاً دوليّاً فوريّاً لوقف هذا العدوان ومحاسبة المسئولين عنه، مشددةً على أنَّ الصمت الدولى على هذه المجازر يُشجع الاحتلال على التمادى فى انتهاكاته.

وتُجدِّد دار الإفتاء رفضها لكل الممارسات التى تُؤجج الصراع وتُعرقل جهود السلام، مؤكدةً أنَّ القضية الفلسطينية ستظل فى صدارة الاهتمام العربى والإسلامى، وأنَّ الحل العادل يتمثل فى إقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. كما تدعو إلى دعم الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة، وضرورة حماية الشعب الفلسطينى من مخططات التهجير والعدوان المستمر.

مجد فتوح