| 01 مايو 2025 م

كلام يهمنا

انتفاضة ضد بطش الصهاينة بحق الأطفال فى يوم "اليتيم".. الأزهر يدعو العالم إلى انقاذ ما تبقى من طفولة أبناء غزة

  • | الثلاثاء, 15 أبريل, 2025
انتفاضة ضد بطش الصهاينة بحق الأطفال فى يوم "اليتيم".. الأزهر يدعو العالم إلى انقاذ ما تبقى من طفولة أبناء غزة

الأزهر: أسف شديد أن يحل "يوم اليتيم" وبين أهالينا فى "غزة المكلوم" الآلاف من الأطفال ذاقوا مرارة اليتم على يد عدو متعطشٍ للدماء

 

المرصد: استشهاد 20 ألف فلسطينى مأساة تكشفها صورة قاتمة لمستقبل جيل يُقضى عليه بوحشية دون حراكٍ لوقف البطش الصهيونى

 

الأزهر للفتوى: تجوز كفالة عموم أطفال المسلمين الذين لا عائل لهم ولو كانوا خارج بلد من يكفلهم

  

 

انتفض الأزهر الشريف بمختلف قطاعاته من بينهم مرصد الأزهر العالمى لمكافحة التطرف، ومركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية، للطفل الفلسطينى فى ظل الاحتفال باليوم العالمى لليتيم، واحتفاء الكثيرين حول العالم بالمطالبة برعاية اليتيم، وذلك فى ظل وجود أطفال ذاقوا مرارة اليتم على يد محتل غادر وعدو متعطش للدماء وقتل الأطفال.

من جانبه أعرب الأزهر الشريف عن أسفه الشديد لأن يحل علينا "يوم اليتيم" هذا العام، وبين أهالينا فى قطاع غزة المكلوم عشرات الآلاف من الأطفال ذاقوا مرارة اليتم، بعد أن فقدُوا أحضان آبائهم وأمهاتهم على يد عدوٍّ متوحشٍ متعطشٍ للدماء وقتل الأطفال، دون وازعٍ ولا رادعٍ، متجرد من كل معانى الرحمة والإنسانية، داعياً حكومات العالم الحر ومنظماته وهيئاته، إلى تكثيف الجهود لوقف هذا العدوان الإرهابى بشكلٍ عاجلٍ لإنقاذ ما تبقى من طفولة أبناء غزة، والعمل على تأمين الرعاية والكفالة الشاملة لأيتام غزة.

وأضاف الأزهر الشريف، عبر صفحته الرسمية على الـ"فيس بوك": ربما يحتفى الكثيرون حول العالم بالمطالبة برعاية اليتيم، الذى فقد أبويه أو فقد أحدهما، غير أنَّ المشهد فى قطاع غزة مختلف تمام الاختلاف، فليس الأب وحده هو منْ فُقدَ، وترك من بعده أطفالاً يتامى، وإنما المشهد هناك هو أن عائلات بأكملها: برجالها ونسائها وأطفالها ذهبوا تحت التراب، بعد أن تسلَّط عليهم إرهاب صهيونى غاشم، عدو للإنسانية، لا يراعى قيمةً للحياة، ولا حرمةً لقدسيتها.

وأوضح مرصد الأزهر العالمى لمكافحة التطرف، أنه فى يوم اليتيم، تقف الأرقام المسجّلة كشهادة دامغة على بشاعة العدوان الذى يطال أطفال فلسطين، سارقاً منهم أبسط حقوقهم فى الحياة والأمان، وحجم المأساة التى ترسم صورة قاتمة لمستقبل جيل بأكمله يُقضى عليه بوحشية على مرأى ومسمع العالم دون حراك جاد لوقف آلة البطش الصهيونية، ولعل ما نستعرضه ليس مجرد إحصائيات، بل قصص إنسانية مؤلمة تستصرخ ضمير العالم لوقف هذه الجرائم ومحاسبة مرتكبيها، وإحقاق حق أطفال فلسطين فى وطن آمن ينعمون فيه بالسلام والكرامة، إذ إن ضحايا العدوان الصهيونى على غزة خلال 545 يوماً من العدوان على قطاع غزة، شكّل الأطفال والنساء أكثر من 60% من إجمالى الضحايا، فقد بلغ عدد الشهداء الأطفال من الفلسطينيين 17,954 طفل، منهم 274 رضيعاً ولدوا واستشهدوا تحت القصف، و876 طفلاً دون عام واحد، و17 طفلاً ماتوا جراء البرد فى خيام النازحين، و52 طفلاً قضوا بسبب التجويع وسوء التغذية الممنهج، كما بلغت نسبة الجرحى من الأطفال والنساء 69%.

وتابع المرصد: أسفر عدد ضحايا العدوان فى الضفة الغربية عن استشهاد 188 طفلاً، كما أصيب 660 طفلاً بجروح منذ بدء العدوان، إضافة إلى اعتقالات للأطفال الفلسطينيين بما لا يقل عن 17,000 طفل فلسطينى إجمالى الأطفال المعتقلين منذ اندلاع العدوان، غير أن ما يقرب من 40 ألف طفل فقدوا ذويهم فى غزة أحد والديهم أو كليهما بعد 534 يوماً من العدوان، وكذا أصيب 15 طفلاً يومياً بإعاقات دائمة بسبب استخدام أسلحة متفجرة محظورة دولياً، ووصل إجمالى الإصابات إلى 7,065 طفل، بينهم مئات فقدوا أطرافهم أو بصرهم أو سمعهم، و1800 حالة بـتر بين الأطفال.

واختتم: يحاصر خطرُ المـوت نحو 7,700 طفل حديث الولادة بسبب الأوضاع الصحية فىغزة ونقص الرعاية الطبية، غير أن القطاع شهد تفشى فيروس شلل الأطفال منتصف العام المنقضى، وذلك للمرة الأولى منذ 25 عاماً، بسبب انخفاض نسبة التطعيم من 99% إلى 86%، وتسجيل حوالى 60,000 حالة من سوء التغذية الحاد بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 إلى 59 شهراً.

فى سياق متصل، أكد مركز الأزهر العالمى للفتوى، أن كفالة اليتيم من أعظم أنواع البِر وسبيل إلى الجنة، والكفالةُ ليتيمٍ ذى قرابة، أو لأجنبى عن أسرة الكفيل، وللكفالة فى الحالين ثواب عظيم؛ لقول النبى، صلى الله عليه وسلم: "كَافِلُ الْيَتِيمِ لَهُ أَوْ لِغَيْرِهِ أَنَا وَهُوَ كَهَاتَيْنِ فِي الْجَنَّةِ"، كما تجوز الكفالة لعموم أطفال المسلمين الذين لا عائل لهم ولو كانوا خارج بلد أسرة من يكفلهم؛ بتحمل نفقاتهم وتوفير كل ما يحتاجون إليه من احتياجاتهم الأساسية التى تُعينهم على مقومات الحياة، ولو اشترك فى ذلك أكثر من واحدٍ أجزأهم جميعاً.

وبيَّن أن كفالة الطفلِ الذى لا عائِل لَهُ مِنْ أجلِّ القُرُبات التى يفعلُها المُسلم؛ فقد حثَّت النصوصُ الشرعيةُ على الإحسانِ إلى الأطفال الذين فقدوا العائل والمعين؛ لحديث رسول الله، صلى الله عليه وسلم: "مَنْ ضَمَّ يَتِيمًا بَيْنَ أَبَوَيْنِ مُسْلِمَيْنِ إِلَى طَعَامِهِ وَشَرَابِهِ حَتَّى يَسْتَغْنِيَ عَنْهُ، وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ الْبَتَّةَ..."، وتتحقق كفالة الطفل الذى لا عائل له برعايته وتعهده بما يُصلحه فى نفسه وماله ابتغاء الأجر من الله عز وجل، سواء كان ذلك باستضافة أو بتكفُل نفقاته، والأفضل للكافل أن يستمرَّ فى الإنفاق على مكفوله حتى يستقل بشئونه ويستطيع الاكتساب بنفسه؛ فالكفالة باقية ما بقيت الحاجة إليها، وأجْرها مُستَمِرٌّ ما دام مُقتَضِيها باقياً.

فى سياق ذلك، أكد تقرير جديد أصدرته لجنة تحقيق مستقلة تابعة للأمم المتحدة، قيام الكيان الصهيونى بارتكاب أعمال "إبادة جماعية" بحق الفلسطينيين، واستخدام العنف الجنسى استراتيجية حرب، وتدمير القدرة الإنجابية للفلسطينيين بشكل جزئى منذ السابع من أكتوبر 2023م.

وأبرز المرصد الجرائم الصهيونية التى خلص إليها التقرير فى شكل نقاط، وذلك على النحو التالى: ألحقت جرائم الكيان الصهيونى ضرراً فعلياً بالقدرة الإنجابية للفلسطينيين بهدف منع المواليد؛ وهى أحد الأفعال التى تندرج تحت مفهوم الإبادة الجماعية فى "نظام روما الأساسى" للمحكمة الجنائية الدولية، ومعاهدة منع الإبادة الجماعية.  

تعمّد الكيان الصهيونى ارتكاب العنف الجنسى ضد الفلسطينيين، واستخدامه استراتيجية حرب ثابتة؛ شمل ذلك التعرية العلنية القسرية، والاعتداء الجنسى والاغتصاب، واعتداءات على الأعضاء التناسلية؛ الذى يعد جزءاً من إجراءات العمل الاعتيادية لقوات الاحتلال ارتكبت بأوامر مباشرة أو بتشجيع ضمنى من القيادة المدنية والعسكرية فى الكيان الصهيونى؛ كوسيلة لقمع الشعب الفلسطينى وتدميره.

وأكدت اللجنة أن جيش الاحتلال لديه خريطة للمرافق الصحية واختصاصاتها، وأنه قد جرى تدميرها بشكل متعمد.

ودمر جيش الاحتلال بشكل ممنهج مرافق الرعاية الصحية الجنسية والإنجابية فى جميع أنحاء غزة، كما أن الحصار الخانق، ومنع إدخال المساعدات الإنسانية والأدوية واللوازم الأساسية لضمان سلامة الحمل والولادة ورعاية ما بعد الولادة ورعاية حديثى الولادة، تسبّبا فى استشهاد نساء وأطفال بسبب مضاعفات كان يمكن تجنبها. وأكد التقرير أن أى طفل يولد اليوم فى غزة يواجه خطر الموت؛ سواء خلال سن الرضاعة أو بعد أن يكبر، كما يعانى أطفال غزة من معضلات صحية نتيجة تلوث المياه والجوع والبرد.

والاعتداء على الأسرى الفلسطينيين جسدياً ونفسياً بشكل يهين كرامتهم ومنع إيصال أصواتهم.

وخلصت اللجنة إلى إن تلك الإجراءات التعسفية، تصل إلى حد جريمة الإبادة وهى من الجرائم ضد الإنسانية. كما أكدت رئيسة اللجنة، "نافى بيلاى"، أن الدلائل التى جمعتها اللجنة تكشف زيادة مؤسفة فى أعمال العنف القائم على الجنس والنوع، وأنه لا مفر من الاستنتاج بأن الكيان الصهيونى وظّف هذا النوع من العنف ضد الفلسطينيين لإرهابهم وإقرار نظام قمعى يقوض حقهم فى تقرير المصير. وأن عدم فعالية نظام القضاء العسكرى فى محاكمة الجناة وإدانتهم، تُرسل رسالة واضحة إلى قوات الأمن الصهيونية مفادها أنهم يستطيعون الاستمرار فى ارتكاب المزيد من هذه الانتهاكات والجرائم دون خوف من المساءلة.

جدير بالذكر أن حرب الإبادة التى شنها الكيان الصهيونى على قطاع غزة فى أكتوبر 2023م وحتى يناير 2025م، أسفرت عن وقوع أكثر من 48 ألف شهيد فلسطينى، غالبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة نحو 100 ألف فلسطينى آخرين، وتدمير القطاع وجعله غير صالح للحياة بشكل كامل، حتى إن التقديرات الأممية أشارت إلى إعادة إعمار القطاع المدمر قد تستغرق 10 سنوات، وكُلفة قُدرت بأكثر 50 مليار دولار.

 من جانبه، يؤكد مرصد الأزهر أن جرائم الاحتلال الصهيونى وممارساته الإرهابية طوال عام ونصف العام ضد الأبرياء المدنيين، لا تحتاج إلى شهادات دولية، ولا إلى تقارير إحصائية من قبل الأمم المتحدة والهيئات الأممية ذات الصلة، وإنما تحتاج إلى قرارات يُلزم الاحتلال بوقف عدوانه، وإلى عقوبات تنال من قادته عبر محاكمات جدية بتهم ارتكابهم جرائم حرب وجرائم تطهير عرقى وجرائم إبادة جماعية، وغيرها الكثير من الفظائع والمذابح التى لم يشهد التاريخ الحديث لها مثيلاً. وعلى الرغم من إشادة المرصد بتقارير الأمم المتحدة، فإنه يتعجب من الموقف الصامت للمؤسسات الدولية المعنية فى أغلب الأوقات، والذى يكون مجرد استنكار أو شجب فى أوقات أخرى، وجميعها مواقف لا تحقن دماً ولا توقف عدواناً، وإنما تجعل الاحتلال يستمر فى جرائمه لمعرفته وعلمه بسقف العقوبات التى سيتعرض لها، وأنها فى مجملها عقوبات "مع وقف التنفيذ"، لا تسمن من جوع. ولذا يطالب المرصد المؤسسات المعنية بتفعيل دورها الجاد فى حماية المستضعفين، وإيقاف غطرسة الصهاينة ومن على شاكلتهم، حتى لا تفقد هذه المؤسسات والهيئات مشروعيتها أمام العالم المكلوم الذى ينتظر منها دون غيره الإنصاف، ويعتبر رفع الظلم مسئوليتها الأولى، خاصة بعدما رأينا، طوال الحرب على غزة، استهانة المسئولين داخل الحكومة الصهيونية وعدم اكتراثهم لقرارات الأمم المتحدة وبيانات الهيئات المختلفة التابعة لها.

 

 

محمد الصباغ

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2025 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg