| 03 مايو 2024 م

أراء و أفكار

الدكتور عبد الحليم منصور يكتب.. ونواصل: لماذا الأزهر؟

  • | السبت, 29 أبريل, 2017
الدكتور عبد الحليم منصور يكتب.. ونواصل: لماذا الأزهر؟

1 - تتعالى الأصوات فى هذه الآونة بالهجوم على الأزهر الشريف، ومعاول الهدم تسعى بشكل حثيث إلى استئصال جذوره واقتلاعها، والألسنة الحداد تنبرى كل يوم لتطال رموزه، وشيوخه وطلابه، ومناهجه، وخطابه الدينى، وكل شىء فيه، وهذا الأمر إن دل على شىء فإنما يدل على أن هناك خطةً محكمةً مدبرةً من قبل أعداء مصر فى الداخل والخارج - فى إطار هدم كل الثوابت - للقضاء على الأزهر الشريف راعى الوسطية والاعتدال، اللذين هما جوهر ديننا الحنيف.

2 - هذا الهجوم غير المبرر على بعض رموز الأزهر ورجاله، يشى بأن هناك خصومةً شخصيةً، بين بعض أولئك وبعض الأزهريين، وليس من الحكمة، والعدل، ولا من الانصاف أن يستغل الإنسان موقعًا من المواقع الإعلامية للهجوم على بعض الأشخاص، لخلاف شخصى بينهم.

3 - إن حقَ النقد مكفول للجميع شرعًا وقانونًا، ولكن وَفق ضوابطَ، وأُطُر، قانونية، وأخلاقية، تحتمها قواعد كل مهنة، فلينتقد من شاء ما شاء، من تصرفات الأشخاص، ومواقفهم، فهذا حق للجميع كفله الدستور والقانون، ولكن دون مساس بهم، أو بذواتهم، ودون تهكم عليهم، بما يخرج عن حد النقد إلى حد التطاول، والتهكم والإساءة، فكل ذلك لا يجوز.

وأعجبُ منكَ كيفَ قدَرْتَ تنشا - وقد أُعطِيتَ فى المَهدِ الكَمالا

4 - والسؤال الذى يطرح نفسه الآن وبشدة لماذا التطاول على الأزهر، وعلى علمائه، وعلى رموزه، بما يخرج عن حد النقد، إلى حد التطاول، إلى حد التهكم على الشيوخ، والنيل منهم، لماذا الأزهر بالذات فى هذه الآونة؟

أليست كل مؤسسات الدولة بها من المشاكل ما لا حصر له؟ فلماذا لا تطال سهام النقد كل أولئك؟ أين أنتم من مشاكل الفساد الإدارى فى كثير من المؤسسات؟، أين أنتم من مشاكل البطالة؟، ومشاكل الأمن؟، ومشاكل المياه؟، ومشاكل الأمية؟،  ومشاكل الشوارع؟ والمرور؟، ومشاكل الصرف الصحى؟، ومشاكل التخريب التى يتعرض لها الوطن؟، ومشاكل التدخل السافر فى شئونه؟، ومشاكل العشوائيات؟، ومشاكل التعليم بكل فروعه وأشكاله؟، أين أنتم من مشاكل التسرب من التعليم؟، وخلو المدارس من الطلاب؟ والدروس الخصوصية؟، أطنان من المشاكل لا حصر لها، فى شتى أرجاء المؤسسات المختلفة، وكل ذلك ناتج عن تراكمات السنين السابقة، ولن يزال كل ذلك بين عشية وضحاها، وإنما يحتاج إلى خطط مستقبلية، للعمل على تلافى كل ما سبق.

5 - نحن فى الأزهر نعترف أن لدينا مشكلات، مثل سائر مؤسسات الدولة، ونعمل جادين مخلصين على مواجهتها، ووضع الحلول المناسبة لذلك فى أقرب وقت، وكل ذلك لن يتم بين طرفة عين وانتباهتها، ولكنه سيأخذ قدرًا من الوقت، حتى تعود الأمور رويدًا رويدًا إلى وضعها الصحيح، وصراطها المستقيم.

6 - فى هذا الظرف الدقيق الذى تمر به مصر الآن، والمفعم بكثير من المشكلات، الداخلية والخارجية، يحتاج الوطن إلى نبذ هذه الحالة من التراشق بين جميع القوى، والعمل على رأب الصدع، وتوثيق عرى المحبة، وتقوية أواصر اللحمة الوطنية بين جميع المصريين، والعمل على إصلاح الوطن، والإعلاء من قيمته، نحتاج إلى العمل أكثر منا إلى الكلام، نحتاج إلى الإخلاص أكثر من مجرد الحصول على مجد شخصى، نحتاج أن نضع سطورًا مضيئة فى تاريخ هذا البلد، ليقرأها الأبناء والأحفاد، وليكون التاريخ خير شاهد على ما قدمناه لهذا الوطن، وخير شاهد على هذه الحقبة من تاريخ مصر، وما قدمه أبناؤها الآن من تضحيات.

حمى الله مصر وجيشها الأبى ** حمى الله الأزهر الشريف وشيخه الطيب.

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg