| 02 مايو 2024 م

أراء و أفكار

الدكتور طه مصطفى أبو كريشة يكتب "نور وهداية": كبرت كلمةً تخرج من أفواههم

  • | السبت, 29 أبريل, 2017
الدكتور طه مصطفى أبو كريشة يكتب "نور وهداية": كبرت كلمةً تخرج من أفواههم

فى مسلسل الهجوم على الأزهر الشريف، الذى يتبناه العلمانيون من خلال وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية، خرج علينا أحد المتطاولين المغرضين والمأجورين، باقتراح رأى فيه وسيلة ناجعة فى القضاء على ظاهرة الإرهاب التى يشكو منها المجتمع قضاء مبرمًا وفاعلًا؛ هذا الاقتراح هو دعوة صاحبه إلى الإسراع فى إغلاق كتاتيب تحفيظ القرآن الكريم؛ لأنها -من وجهة نظره- هى الموطن الأول لإعداد كل إرهابى، ولكل من يعمل على سفك الدماء وإزهاق الأرواح فى المستقبل وترويع الآمنين؛ لأن القائمين على التحفيظ هم الذين يقومون بتلقين الحَفَظَة فى سنهم الباكرة كل ما يؤهلهم لأن يكونوا ممن يقومون بهذه الأعمال الإرهابية فى مستقبل حياتهم. وبئس ما قالوا، وبئس ما اقترحوا، وبئس ما أفصحوا به من كراهيتهم للدين القويم، وبكل ما يتصل به من قريب أو بعيد، إن هذا الاقتراح فى حقيقته يتضمن الدعوة إلى إغلاق الأزهر الشريف نهائيًّا؛ لأنه لن يجد المَدَد البشرى الذى تقوم عليه معاهده الدينية وكلياته الجامعية التى تقوم على دراسة هذا المصدر الربانى، ومن هنا يحقق هؤلاء العلمانيون ما يريدون الوصول إليه من تغييب الانتماء الدينى للإسلام، وبهذا يخلو الجو لهم، وتخلو الساحة من ألسنة الحق التى تقف للباطل وأهله بالمرصاد، وتحقق رسالةَ الإسلام التى خُتمت بها الرسالات، وأنزلها رب العالمين على سيدنا ونبينا محمد - صلى الله عليه وسلم- لإخراج الناس من الظلمات إلى النور، من ظلمات الكفر إلى أنوار الإيمان، ومن ظلمات الجهل إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن ظلمات الانحراف السلوكى إلى أنوار الاستقامة على صراط الله تعالى المستقيم، ومن ظلمات الفرقة والتشتت إلى أنوار التوحد والاعتصام بحبل الله تعالى المتين، ومن ظلمات الضلالة إلى أنوار الهداية الإيمانية. إن هؤلاء المارقين الداعين إلى هذا الاقتراح الآثم ينسون متعمدين وجاحدين أن القرآن الكريم هو الذى أنزله رب العالمين، وهو الذى أنزله ليحقق به الخير للبشرية فى كل زمان ومكان إلى أن يرث الله تعالى الأرض ومن عليها، فهو سبحانه القائل عن كتابه «إن هذا القرآن يهدى للتى هى أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرًا كبيرًا»، الإسراء 9- وهو القائل «يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نورًا مبينًا»، النساء 174، وهو القائل «لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد»، فصلت 42- وهو القائل: «قل هو للذين آمنوا هدًى وشفاء» فصلت 44- فبأى منطق وبأى عقل يتجرأ أمثال هؤلاء المارقين على هذه المنحة الربانية بهذه الافتراءات والظنون الخبيثة على القرآن الكريم وأهله، ويرون فيه مادة مغذية لكل خروج أخلاقى ولكل سلوك بشرى منحرف؟ إن مثل هذه الدعوات المنحرفة هى التى تؤدى إلى إحداث الفتن التى تخرب المجتمع وتوقع العداوة بين أفراده، وهو الأمر الذى يصبو إليه أعداء الإسلام الذين لا يريدون أن ترتفع له راية، ولا أن تكون له كلمة، ولا أن تكون لأتباعه قوة، ولا أن يكون لرسالته وجود.

إننا إذا كنا ننكر على أصحاب هذه الدعوة دعوتَهم إلى إغلاق كتاتيب تحفيظ القرآن الكريم، فإننا ننكر فى الوقت نفسه على الصحيفة الكبرى التى نُشر فيها هذا الاقتراح قيامَها بالنش؛ لأن هذا ليس من حرية الرأى المكفولة لكل إنسان، لأن هذه الحرية يجب أن تقف وأن تغل يدها إذا كان من ورائها ما يؤدى إلى إحداث الفتن وإلى صدام بين أفراد المجتمع، وقبل ذلك كله إذا كان فى ذلك تجرؤ على القيم الدينية وعلى أقدس مقدساته وهو القرآن الكريم، على النحو الذى ورد فى كلمة صاحب هذا الاقتراح الضال، إننا ندعو المسئولين عن هذا النشر المريب أن يكونوا على حذر من أمثال هؤلاء الطائشين المغرضين؛ حتى يؤدوا الأمانة التى وضعت فى أعناقهم خير أداء، وحتى تبقى لصحيفتهم القيمة والقامة التى عُرفت عنها.

هذا مع التأكيد على أن الله عز وجل تعهد بحفظ كتابه، والله تعالى لا يخلف وعده ولا ينقض عهده، فهو سبحانه القائل: «إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون» الحجر 9، وحقًّا «كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبًا» الكهف 5.

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg