| 19 مايو 2024 م

أراء و أفكار

آيات القرآن تدل على أن أصل التعامل مع غير المسلمين هو السلام

  • | الخميس, 4 مايو, 2017
آيات القرآن تدل على أن أصل التعامل مع غير المسلمين هو السلام

بدأت فعاليات أولى جلسات مؤتمر الأزهر العالمى للسلام، بجلسة برئاسة البطريرك مار لويس ساكو بطريرك بابل للكلدان، والذى أعطى الكلمة الأولى لعمرو موسى الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، والذى عبر عن بالغ شكره وتقديره لفضيلة الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، على استضافته لمؤتمر الأزهر العالمى للسلام، مؤكدًا على أهمية انعقاده ودوره فى الفترة الراهنة التى تشهد العديد من التوترات على مختلف الأصعدة، معتبرًا أن موضوع السلام موضوع معقد وليس بسيطًا، ومن الأهمية بمكان طرحه فى مثل هذا المؤتمر.

وأشاد الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية خلال كلمته بما قدمه المشاركون من أدلة لتبرئة الإسلام من العنف والتطرف، واصفًا المؤتمر بأنه بداية طيبة وجيدة لوقفة جديدة لمحاربة الإرهاب والتطرف ومعضلات الفكر والفهم.

وأشار موسى إلى أن داعش ومن على شاكلتها من الجماعات الإرهابية التى توغلت منذ أكثر من سنتين فى أماكن متفرقة فى البحر المتوسط تجعلنا نطرح العديد من التساؤلات حول أسباب التوغل والانتشار ومن يقف وراءهم وكيفية التعامل معهم، والقضايا التى يثيرونها والتى تشكل محورًا لانعدام العدالة وسوء الإدارة والفكر لديهم.

وأضاف موسى أن هناك العديد من القضايا الحيوية الملحة التى تستوجب طرح الأمور الشائكة مثل التنمية والجهل والفقر والتعليم وغيرها من الأمور التى يستند إليها الإرهابيون وتغذى فكرهم المتطرف، وتجعل الدول لا تستطيع أن تتعامل مع قضايا التنمية وتعرقل مسيرة السلم والسلام.

واختتم كلمته بالتأكيد على أهمية المصارحة والمكاشفة، لتحقيق السلام، معتبرًا أن هذا الأمر بمثابة مسئولية مشتركة بين قادة الأديان السماوية، ويجب على الجميع تفعيل الأمور المشتركة بينهم، وتعزيز لغة الحوار، ومناقشة أسباب الفكر المتطرف من أجل تحقيق سلام عادل وشامل تنعم به البشرية كلها ويحقق التنمية المستدامة.

فيما جاءت الكلمة التالية للدكتور فليب بوردين، رئيس الجامعة الكاثوليكية بباريس، متقدمًا فى بداية كلمته بالشكر لفضيلة الإمام الأكبر على جهوده الدائمة لإرساء السلام فى العالم.

وقال فليب إن التعليم الأخلاقى قادر على احتواء فكر الشباب حتى لا يصبح أداة سهلة للجماعات الإرهابية وهو ما يتطلب منا إعداد جيل من المعلمين قادرين على احتواء الشباب، مضيفًا أنه يجب أن يكون هناك حوار جماعى يجعلنا مسئولين أمام أنفسنا وضمائرنا وكرامتنا حتى نستطيع أن نفرق بين الخير والشر، وأن الضمير الإنسانى هو منحة من الله وهذه المنحة الإلهية تتعرض لمحاولات من البعض للتشويه والتضليل، وأن الرسائل البسيطة المخلصة للسلام هى التى توصل الدعم للضمير الإنسانى فى ظل هذا التعدد الذى يشهده العالم.

ودعا فليب إلى إعمال العقل، فالكل لديه عقل ولكن هناك افتراضًا للاستخدام الأمثل له، وذلك على جميع الأصعدة وكذلك احترام المعتقدات وعدم التسرع فى إصدار أحكام مسبقة على الآخرين ومن ثم قبول الآخر.

واختتم كلمته بأن هناك طاقات هائلة لدى الشباب يجب أن يستغلها المسئولون ابتداء من المراحل التعليمية الأساسية حتى نستطيع بناء شباب غير قابل للانحراف ورافض للفكر الذى يدعو إلى العنف.

وجاءت الكلمة الثالثة بالجلسة الأولى من فعاليات مؤتمر الأزهر العالمى للسلام، للدكتور عبدالعزيز التويجرى، مدير عام المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة «الإيسيسكو»، مؤكدًا خلالها أن آيات القرآن الكريم تدل على أن الأصل فى التعامل مع غير المسلمين هو السلام والتفاهم، لا الحرب والتخاصم، وقد وردت كلمة السلام بمشتقاتها فى القرآن الكريم مائة وأربعين مرة، بينما وردت كلمة الحرب بمشتقاتها ست مرات فقط، مذكرًا بقول الإمام على بن أبى طالب، رضى الله عنه، فى رسالته إلى مالك بن الأشتر عندما ولّاه مصر: «الناس صنفان، إما أخ لك فى الدين، أو نظير لك فى الخَلق».

وأوضح التويجرى أن ثقافة السلام هى القاعدة العريضة لثقافة الحوار على مختلف الأصعدة، النابعة من الأديان السماوية، وأن السلام هو الغاية المبتغاة من جميع البشر لا فرق بين المسلمين وبين غيرهم من أتباع الأديان الأخرى، فكلهم سواسية فى الجنوح للسلم، وشركاء فى بناء أسسه والحفاظ عليه، والدفع بالعوارض التى تعوقه، وإزالة الموانع التى تحول دونه، منوهًا إلى أن السلام هو المظلة التى يجتمع تحتها الناس لتقيهم شر النزاعات، وتجنبهم زمهرير التوترات التى تفضى بهم إلى نشوب الحروب والصراعات.

وأكد التويجرى أن الأزهر الشريف يمثل منبر الوسطية والاعتدال ويمثل الدين الإسلامى فى أبهى صوره وتجلياته، وأن انعقاد مؤتمر الأزهر العالمى للسلام يأتى فى ظل تحولات وتطورات متلاحقة تمثل تحديات جسيمة فى واقعنا المعاصر، فجاء هذا المؤتمر لبحث هذه التحديات التى تواجه السلام العالمى، ولتدارس السبل الكفيلة بالتغلب عليها، ولوضع خريطة طريقٍ تعزز أمن الأوطان والمجتمعات، وتعمل على بناء القاعدة المتينة للسلم الأهلى، وللوئام المجتمعى، وللعيش المشترك فى ظل العدل الشامل، والأمن الوارف، والتوافق الجامع.

بينما أجرت الدكتورة أمل عبدالله القبيسى، رئيسة المجلس الوطنى الاتحادى لدولة الإمارات العربية المتحدة، مداخلة بالجلسة الأولى، أكدت خلالها على أن السلام هو تحية الإسلام الخالدة ودعوة الأديان السماوية وقيمة إنسانية غالية راح ضحية غيابها الكثير من الأبرياء من كافة الأديان على حد سواء جراء الحروب والصراعات أو فى اعتداءات إجرامية آثمة، مشيرةً إلى أن السلام مطلب حيوى وأمر حتمى للعالم أجمع، وهو لن يتحقق إلا بتحملنا مسئوليتنا تجاه اختلافاتنا الإنسانية، وأن نسعى للبحث عن المشترك بيننا ونقبل المختلف بيننا.

وأكدت القبيسى أن هذا المؤتمر العالمى يُعقد فى حضور رموز وقامات دينية وسياسية وفكرية وثقافية لها جهود وأدوار واضحة فى السعى نحو السلام، وهذه الرؤية الحضارية لا يمكن أن تتجسد بشكل أكثر وضوحًا من تجمعنا هنا اليوم، وهو ما يوجب علينا التقدم بخالص الشكر والتقدير والامتنان لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، لدعوته لهذا المؤتمر، منوهةً إلى أنه من المؤشرات الإيجابية أن يُناقش موضوع السلام بتنظيم من الأزهر الشريف الذى كان -وما زال- صرحًا عريقًا للاعتدال، وقلعة شامخة للدفاع عن التعايش والتسامح، على أرض مصر الشقيقة، أرض السلام، مهد الحضارة، وملتقى الأديان والثقافات.

وأوضحت القبيسى أن السلام لا بد أن يتحقق بالحوار الذى هو السبيل لبناء المشتركات وتكريس التفاهم وأسس التعايش، فالتعايش ثراء وتنوع وتفاعل حضارى بنّاء، مشيرةً إلى أنه لم يعد السلام مفهومًا مرتبطًا بالعَلاقات بين الدول، بل بات مطلوبًا وبإلحاح داخل كل دولة على حدة، كونه ركيزة جوهرية للاستقرار والعيش المشترك بين المكونات الدينية والمذهبية والطائفية والعرقية للدول، باعتبار أن الاحترام المتبادل وقبول الآخر ثوابت تنطبق على الأفراد كما تنطبق على الدول.

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
5.0

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg