| 18 مايو 2024 م

أراء و أفكار

حديث "الطيب" عن السلام مشروع إنسانى لكل البشرية

  • | الخميس, 4 مايو, 2017
حديث "الطيب" عن السلام مشروع إنسانى لكل البشرية

فى الجلسة الثانية بمؤتمر الأزهر العالمى للسلام ناقش المتحدثون أثر إساءة تأويل النصوص الدينية على السلم العالمى، حيث بدأت بكلمة للسيد سمير بودينار نيابة عن الدكتور مصطفى بن حمزة، عضو الأمانة العامة بالمجلس العلمى الأعلى بالمغرب، أكد خلالها أن المغالاة فى تأويل النصوص تعرض حياة بعض الأبرياء للخطر.

وقال بودينار: إن مشكلة التأويل واحدة من المشكلات الأساسية التى تواجه أصحاب الديانات السماوية، مضيفًا أننا لا نقصد قضية التأويل بشكل عام، ولكن باعتبار المغالاة بالتأويل فى بعض تفسير النصوص تعرض حياة البعض للخطر.

وأضاف أن مهمة التأويل مهمة شاقة فى كل الأديان للوصول إلى المقاصد السامية والقيم والأحكام التى جاءت بها الأديان السماوية؛ لتؤثر فى الأفكار وفى أذهان الناس وأعمالهم، مؤكدًا أن علينا أن نبنى أفقًا قائمة على العلم والمعرفة والوسطية التى جاء بها الإسلام بعيدًا عن الغلو والتطرف.

واختتم كلمته قائلًا: إن تأويل النصوص يحتاج إلى عمل جماعى وهى أمانة يجب أن يقوم بها القائمون على المؤسسات الدينية، كلٌّ على مستوى الدين الذى ينتمى إليه حتى نصل إلى توافق فكرى ليسود السلام فى العالم كله.

فيما ألقى الأب أرماند بويج رئيس جامعة سان باسيانو الإسبانية، كلمة فى الجلسة الثانية، أكد خلالها أن القراءة السليمة للنصوص المقدسة هى نتيجة للإخلاص الدينى وصفاء القلب، حيث لا يجب أن يستخدم الإنسان النصوص المقدسة استخدامًا خاطئًا، مشيدًا بحديث الإمام الأكبر عن السلام واعتباره قيمة ومشروعًا إنسانيًّا لكل البشرية.

وأضاف بويغ فى كلمته أنه ليس من المقبول أن يمارس الإنسان العنف والقتل بحق أخيه الإنسان لمجرد اختلافه معه، موضحًا أن السلام لا يمكن أن يتحقق إلا عندما ينعم به جميع البشر وفى مقدمتهم الضعفاء والسيدات والأطفال وأتباع جميع الديانات والعرقيات.

من جانبه أكد الدكتور الشريف حاتم العونى أستاذ الدعوة وأصول الدين بجامعة أم القرى، أن الأديان السماوية ونصوصها المقدسة بريئة من الدعوة للإرهاب والعدوان، مشددًا على أن أعمال التطرف والإرهاب والاعتداء على الأنفس والأعراض والممتلكات أعمال إجرامية يزعم أصحابها الممارسون لفظائعها أنهم يقومون بها لغرض إيمانى ولهدف عقائدى، ودائمًا ما يستدلون على أعمالهم الشنيعة بنصوص مقدسة، مضيفًا أن الأديان السماوية ونصوصها المقدسة بريئة من أن تدعوَ للإرهاب والعدوان وتخويف الآمنين.

وأكد الدكتور العونى أنه من غير الممكن أن يدعوَ دينٌ ربانى أو ملة سماوية للإرهاب والعدوان، فلا يمكن أن يقبل عاقل تلك النسبة الجائرة إلى التوراة أو الإنجيل أو القرآن، ولا إلى أى حكمة بشرية تستحق وصفها بالحكمة وبأن تكون محل احترام.

وأوضح العونى أن أكثر الأديان التى مورس عليها الظلم فى العصر الحديث هو الدين الإسلامى، مؤكدًا أن هذا الظلم الذى أساء إلى الإسلام كان أشدُّه وأكثره ألـمًا فى الوقت الحاضر ما مارسه بعضُ أبنائه والمنتمين إليه، من المتطرفين المنتسبين للإسلام، ممن مارسوا القتل والتدمير والإجرام تحت شعاراتٍ دينية ونصوصٍ قرآنية أو نبوية، فأجرموا فى الفهم كما أجرموا فى العمل، وظلموا فى الاستدلال كما ظلموا فى الفَعال، واعتدَوا على نصوص الكتاب والسنة قبل أن يعتدوا على عباد الله وأرض الله.

فيما اختتمت الجلسة الثانية أعمالها بكلمة الدكتور عبدالله السيد ولد أباه، أستاذ الفلسفة والدراسات الاجتماعية بجامعة نواكشوط، والذى أكد على أننا أمام مسئولية تاريخية لتوصيل رسالة السلام انطلاقًا من الفهم الصحيح للدين.

وأوضح ولد أباه أن الأديان السماوية كلها هى ديانات سلام وسلم وتعايش ومحبة، وهناك حرب فى النصوص يجب التصدى لها وتبسيطها للعامة حتى لا يتوهموا أن هناك نصوصًا غير مفيدة؛ لأن الديانات تلتقى فى أربعة مكونات هى: عقيدة الخلق، ومركزية النص، وفكرة الجزاء، والإيمان المطلق، وكل الديانات تدور حول هذه المفاهيم الأساسية. 

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg