| 18 مايو 2024 م

أراء و أفكار

الحاخام أبراهام سكوركا رئيس المعهد الحاخامى لأمريكا اللاتينية فى بوينس آيرس: قادة الأديان يبحثون عن السلام.. وصُنّاع السلاح يريدون زيادة المبيعات

  • | الخميس, 4 مايو, 2017
الحاخام أبراهام سكوركا رئيس المعهد الحاخامى لأمريكا اللاتينية فى بوينس آيرس: قادة الأديان يبحثون عن السلام.. وصُنّاع السلاح يريدون زيادة المبيعات

يصف نفسه بأنه مواطن أرجنتينى يدين باليهودية، ورغم رئاسته لمعهد دينى إلا أنه يرد مازحًا بأن صفته المحببة أنه صديق البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، ومن قبل تولى البابا مسئوليته وباعتبارهما رجلى دين أرجنتينيين كان بينهما الكثير من التعاون والفعاليات التى تدعم الحوار بين الأديان والسلام العالمى وبحضور ممثلين للمراكز الإسلامية فى أمريكا اللاتينية أيضًا.

يقول سكوركا لـ«صوت الأزهر»: عندما كان البابا فرنسيس رئيس الأساقفة فى بوينس آيريس صنعنا كتابًا لحواراتنا، حيث جلسنا مع صحفى سجل حواراتنا وبعدها تم صنع كتاب منها باسم «فى السماء والأرض» (On Heaven and Earth)، واستمر التواصل بيننا.

■ كيف رأيت فعاليات هذا المؤتمر؟

- أرى الحدث شيئًا مهمًّا جدًّا، لأن تقاليدنا -وأقولها بصيغة الجمع؛ لأنها تتضمن التقاليد الإسلامية والمسيحية والإبراهيمية- تعتبر الحصول على السلام واحدًا من أكثر التحديات المهمة فى حياتنا.. تعرف فى التوراة تظهر الصيغة التى أمر بها الله هارون أخا النبى موسى ليدعو لمباركة أبناء إسرائيل ونهاية هذه المباركة هى «وليعطكم الرب السلام» النهاية هى السلام، عندما أحييك بالعربية أقول «السلام عليكم» وهى بالعبرية «شالوم أليخيم».

السلام هو كل شىء بدونه سيكون لديك ظلم وقسوة وواقع من الصعب فيه الشعور بوجود الله، وبسبب ذلك فما شعرت به فى الأزهر كان لحظة عظيمة من الروحانية لأن البحث عن السلام وحكمته يجب أن يكون نواة ثقافتنا الإبراهيمية، ثقافتك وثقافتى والثقافة المسيحية، عندما لا يكون السلام موضوع أفعالنا فى الحياة فتديننا لا يعبر عن الدين، ولذلك ما حدث أمس كان لحظة من الروحانية العظيمة وتحقيق لأمر الله بالبحث عن السلام.

■ كيف ترى دور الأزهر فى العالم الإسلامى وما الذى يجب عليه فعله فى الأيام المقبلة؟

- العالم الذى نعيش فيه حاليًّا، عالم مظلم، ملىء بالإرهاب والحروب والكثير من كلمات الكراهية المتبادلة لذا ما نحتاجه بشدة هو التالى: على كل مؤسسة تحمل التزامًا عميقًا العمل معًا كما أظهر الأزهر فى هذا المؤتمر، وما حدث يعتبر أداة جديدة فى عملية تملكها تلك الجامعة العريقة للبحث عن السلام والعمل من أجله وبنائه، لذا أراها من أنجح التحركات، والتى آمُل أن يباركها الله وسيكون لها تأثير أكبر فى العالم الإسلامى بشكل خاص والعالم بأكمله.

■ برأيك.. كيف يمكن تحفيز الأديان لمكافحة الإرهاب والعنف فى العالم؟

- لدينا سلاح وحيد وهو ليس فى أيدينا بل فى كلامنا ضد العنف والإرهاب والحروب، القوة التى لدينا هى الصياح بكل قناعتنا وبكل قوة صوتنا أن «أوقفوا العنف»، فالطريق للحفاظ على بعضنا ليس أن نقول مثلما قال قابيل بعدما قتل هابيل فى سفر التكوين «فقال الرب لقابيل: أين هابيل أخوك فقال: لا أعلم، أحارس أنا لأخى؟». هذه ليست إجابة، هذه إجابة شريرة وسيئة، الطريقة الوحيدة التى يمكننا من خلالها العمل من أجل السلام هى أولًا إرساء مبدأ الحوار كما حدث فى هذا المؤتمر والتشديد عليه والنقطة الثانية هى المحاربة من أجل عالم عادل ورحيم فى عالم لديه التزام نحو الآخر.

فى الوقت نفسه الذى يجتمع فيه اليهود والمسلمون والمسيحيون هنا لمناقشة السلام، يجتمع صناع السلاح وآلات القتل أيضًا فى اجتماعات مشابهة حول كيف بيع المزيد من السلاح؟ وصنع الحرب؟

■ من يتحمل مسئولية العنف والإرهاب المتفشى فى العالم، السياسيون أم الخطاب الدينى؟

- هناك أشخاص يتحدثون باسم الدين بمصطلحات مليئة بالكراهية والعنف نعم هم يقتلون باسم الله، وهو من قال البابا عنهم: إنهم لا علاقة لهم بالدين، هؤلاء الناس يستغلون الدين لأغراضهم الدنيئة، فقتل الآخرين ليس فعلًا دينيًّا بالنسبة لديننا وفى الحقيقة بالنسبة لأى دين، فقط تحت ظل الأنظمة الديكتاتورية وإرشاد الديماجوجيين فقط، فى تلك الحالات يصبح كذلك؛ مثلما كانت النازية والفاشية والستالينية تعتبر قتل الآخرين أمرًا اعتياديًّا، لكن بالنسبة للمتدينين هذا فعل خاطئ ومناقض تمامًا لمعتقداتنا، وبالنسبة للسياسيين تعرف أن السياسيين لا يجلبون عادة الحلول الجيدة لناسهم.

■ القتل باسم الرب مارسته الحروب الصليبية ومارسته الحركة الصهيونية وتمارسه تنظيمات إرهابية منسوبة للإسلام، فكرة الربط بين الإسلام والإرهاب كيف تراها؟

- الربط يحدث لأن الكثير من الإرهابيين يقولون نحن نقتل باسم الإسلام، فهذه هى النقطة الوحيدة التى تربط بين الإسلام والإرهاب، بالطبع علينا معًا المحاربة لنقول: إن هذا الإرهاب ليس إسلامًا، ومعًا تعنى: اليهود والمسيحيين والمسلمين، هذا مهم جدًّا، وهذا ما يفعله الأزهر الآن.

■ لكن العصابات الصهيونية قتلت أيضًا باسم الرب، وقالت: هذا أمر التوراة.

- كل قتل باسم الرب خطأ فادح، وفى أى دين كان، وكل ما حدث ويحدث المفترض أن نتعلم منه أن القول: إن الحرب هى الحل وليست الكلمات والحوار، خطأ جدًّا؛ لأن الحل فى الحوار والسعى للسلام وإبعاد الأديان عن الصراعات السياسية والحروب التى لا تسببها الأديان، لكن يسببها تأويل النصوص الخاطئ كما قال الإمام، وهذا مهم جدًّا، وأشعر أن الكثير من اليهود فى العالم وبالطبع المسيحيون يقفون إلى جانب المسلمين ويدعمونهم.

وسأعطيك مثالًا على قوة الكلمات وقوة الأعمال ليرى العالم ما يعنى القيام بشىء من أجل السلام، وهى قصة زعيم مصرى عظيم هو أنور السادات الذى قاتل الإسرائيليين فى حرب صعبة عندما هاجمت مصر وسوريا إسرائيل فى يوم كيبور، من أجل تحرير سيناء، لكن بعد الحرب أنور السادات قال: سأذهب إلى القدس وذهب إلى الكنيست الإسرائيلى وقال: إن لدينا الكثير من الخلافات التى سنحلها لكن ليس عبر الحرب، عندها أعادت إسرائيل سيناء حتى آخر شبر فى طابا، وبعدها دفع حياته ثمنًا لهذا الفعل الشجاع، لكنه ترك درسًا للأجيال المقبلة، ترك رسالة عظيمة.

أنا لست خبيرًا بالصراع بين الفلسطينيين وإسرائيل ولا أعرف كواليس عن تعقيدات الأزمة فى المنطقة، كما قلت لك: أنا مواطن أرجنتينى، لكن وبما أننى أدعم السلام وأتمناه للجميع يهودًا ومسلمين ومسيحيين خصوصًا فى هذه المنطقة المباركة، أعتقد أن الفرصة للسلام والحوار ستأتى وسيحل السلام عندما يصدق الجميع أن الحرب لا يمكن أن تحل مشكلة، لكنها تزيدها تعقيدًا.

أحمد الصاوى

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg