«بابا السلام فى أرض السلام» تحت هذا العنوان، توحدت الصحف الأوروبية فى إلقاء الضوء على زيارة الحبر الأعظم البابا فرنسيس الثانى بابا الفاتيكان، ووصْف كلماته فى مؤتمر السلام، مثنية على روح الإسلام الوسطية التى تجسدت فى شخص فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، ورصدت الصحف حالة البهجة التى عمّت أطياف الشعب المصرى والحضور فى المؤتمر، والاستقبال الحافل من السلطات المصرية وفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية فى قصر الاتحادية.
قال موقع إذاعة الفاتيكان الرسمى: إن زيارة البابا فرنسيس سوف تقرب المزيد من المسافات بين كافة العقائد المسيحية، وسوف تضيف أبعادًا جديدة عن التعايش والتضافر فى العَلاقات مع الآخر، وتطفئ لهيب الفتن الطائفية التى يحاول أصحاب المصالح الشخصية إشعالها مع الجميع.
علاج الكراهية
ومن جانبها، لفتت صحيفة «لا ستا مبا» إلى أن الزيارة نجحت بعد الحوار الصريح والهادئ بين جميع الأطراف، والذى اتفق فى مجمله على أن الإرهاب لا عَلاقة له بأى دين سواء الإسلام أو المسيحية أو اليهودية، وأن قوى الشر توظف الكراهية لأسباب تتعلق بها، وأن الحوار فى مصر هو السبب فى علاج الكراهية بين الجميع، وإحدى الدعائم التى بدا عليها حوار الطرفين، وأن البابا فرانسيس بعث برسائل سلام إلى مصر والعالم أجمع من أرض الأنبياء، وأنها بمثابة عزاء للمسيحيين فى الشرق الأوسط ورسالة مصالحة لأبناء أبى الأنبياء «إبراهيم» فى كافة أنحاء العالم الإسلامى. وعلى صعيدٍ آخر، تصدرت زيارة البابا صحيفة «كلينا سيوتنج» النمساوية التى ألقت الضوء فى "ألبوم مصوّر" على الزيارة، وذكرت وصفًا لما حدث فى الكنيسة المرقسية، والصلاة المسكونية، والصلاة الإلهية فى ستاد الدفاع الجوى، مشيرة إلى أنها من أضخم الحملات الترويجية للسياحة فى مصر، ومشيرة أيضًا إلى أن الزيارة تفيد أن المصريين يعيشون فى تعايش وسلام مع بعضهم البعض، فى أوقات حرجة تمر بها البلاد، من أعمال إرهابية وعنف وتطرف.
وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية: إن الزيارة أثبتت أن مصر مستقرة، كما تطرقت «لوس أنجلوس تايمز» إلى أن البابا فرنسيس واصل مهمته السلمية فى مصر؛ بما يدفع عملية السلام إلى مؤشرات جيدة.
وسردت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية تقريرًا مطوّلًا عن الزيارة وكلمة البابا، موضحة أنها تهدِف إلى دعم الجبهة المسيحية المسلمة لنبذ العنف والإرهاب باسم الأديان، بالإضافة إلى أن كلماتِه ليس فيها تضامن مع الأقباط وحسب، ولكنها بعثت بالسلام والمحبة إلى المسلمين وجميع الطوائف العالمية.
ومن جانبها، أوضحت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية، أن البابا فرنسيس الثانى سوف يسعى إلى طمأنة المسيحيين عقب الهجمات الإرهابية، موضحًا أنه توجه إلى مشيخة الأزهر الشريف وقاعة المؤتمرات فى سلام، كما أنه مدّ يد الصداقة مع المسلمين فى إطار من الود والتضافر والتعايش مع الآخر ودفْع الحوار إلى الأمام، بعد فترة من الجمود فى عهد البابا السابق؛ لإعادة بناء العَلاقات بصورة مثمرة.
محمد فرج