| 24 مايو 2024 م

أراء و أفكار

خبراء أمنيون واستراتيجيون:نجاح تأمين البابا ضرب الخلايا الإرهابية فى مقتل

  • | الجمعة, 5 مايو, 2017
خبراء أمنيون واستراتيجيون:نجاح تأمين البابا ضرب الخلايا الإرهابية فى مقتل

 نجاح زيارة الحبر الأعظم البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، لها العديد من الانعكاسات الطيبة على الصعيدين الداخلى والخارجى، بما يؤكد القوة الأمنية لمصر فى تأمين الموكب البابوى بداية من وصوله إلى أرض مطار القاهرة، مرورًا بزيارته مشيخة الأزهر الشريف، وتوجهه إلى الكاتدرائية المرقسية، حتى مغادرته أرض السلام.

وثَمّن عدد من الخبراء الأمنيين تضافر الجهود الأمنية بين الجيش والشرطة والمخابرات العامة؛ لضرب بؤر الإرهابيين فى مقتل، وإعطاء صورة جيدة عن مصر أمام العالم مُفادها أنها قادرة على تأمين المواكب المهمة؛ ممّا يلغى أى مفاهيم مغلوطة سعت جماعات الإرهاب إلى ترويجها عن مصر..

 فى البداية، قال اللواء محمد نور الدين الخبير الأمنى والاستراتيجى: إن الترتيبات الأمنية لزيارة البابا كانت منضبطة بشكل جيد، ممّا ساهم فى إفشال مخطط دول الشر، التى كانت تخطط أن تخفق الزيارة وتكون بمثابة نهاية لمصر على الصعيدين الدولى والأمنى، فى أعقاب التهجير القسرى  للأقباط  بالعريش وشن هجمات على الكنائس: المرقسية ومارجرجس والبطرسية، وقد تنبأت قوات الجيش والأمن العام والمخابرات بهذه المخططات وتمكنت من تصفية وكشف الخونة فى  جبل الحلال ومطاردة البؤر الإرهابية بالبحيرة وقنا، وضبْط أكثر من ثلاثين حزامًا ناسفًا، ومواد متفجرة قدّرها الخبراء بخمسين مليون دولار بمزرعة أحد الإرهابيين فى محافظة البحيرة، وكذلك اقتحام شقة دمياط، وكل هذه الضربات الاستباقية أجهضت تحركات وترتيبات أهل الشر لزرع الخوف فى نفوس القيادات الدينية من زيارة مصر، خاصة بعد ضرب الكنائس فى طنطا والإسكندرية.

 تعاون وثيق

وأضاف نور الدين، أن الأجهزة الأمنية لجأت إلى حيلة قوية ومدروسة؛ عندما تم الإعلان عن الصلاة الإلهية فى استاد القاهرة، بعد رصد خلايا قامت بتسكين عناصرها حول الاستاد، وكان ذلك طُعمًا قويًّا التقطته عناصر الخلايا، وتم القبض عليهم بتضافر الجهود مِن قِبَل المخابرات العامة والحربية والأمن الوطنى والأمن العام، ومديريات الأمن فى المحافظات، مشيرًا إلى أن العالم أشاد بنجاح الزيارة، وكان المردود إشارات إيجابية فى نواحى السلام والاستثمار والسياحة،  وحتى على المستوى الفكرى والدينى من خلال دور الأزهر الوسطى المعتدل فى التعايش وقبول الآخر، فالأمن المصرى يعمل بأقل التقنيات الحديثة مقارنة بأوروبا، ومع ذلك لم تستطع منع العمليات الإرهابية، مشددًا على أن الأمن المصرى قائم على العنصر البشرى الذى يمثل كلمة السر فى إجهاض العمليات الإرهابية بعمليات استباقية بناء على تحليل المعلومات بشكل جيد، خاصة أن التخطيط مخابراتى خارجى، فكنيسة طنطا عندما يتم تفجيرها نجد المنفذ من قنا، وهذا نوع جديد على تفكير المنفّذين الداخليين، ولكن قاعدة البيانات القوية التى أعيد بناؤها فى جهاز الأمن الوطنى بعد خروجه من النفق المظلم الذى كان قد وُضع فيه والتعاون الوثيق بينه وبين مصلحة الأمن العام فى جميع المديريات، أدّى إلى كشف البؤر التى كانت تخطط لضرب الزيارة.

 حرفية وانضباط

وأشار اللواء جمال مظلوم الخبير الأمنى والاستراتيجى، إلى الاستنفار القوى والمنظم من جميع الأجهزة، فالقوات المسلحة دفعت بعناصر تحملت أعباء كبيرة مع عناصر الشرطة المدنية إلى جانب المراقبة الجوية من سلاح الطيران للأماكن التى زارها البابا، وهذا الجهد الأمنى الكبير أعطى رسالة للعالم كله؛ كى يترجم الواقع المصرى الداخلى ويستقى تأثيره الخارجى خاصة من الناحية الفكرية المعتدلة والرائدة، بل المتفردة فى العالم الإسلامى، من خلال مؤسسة الأزهر العريقة والجهود الرائعة والمتميزة لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر ودفاعه العاقل عن حقيقة الإسلام وسماحته وقبوله الآخر ودعوته إلى تعايش الناس جميعًا تحت مبدأ المواطنة، أو من الناحية الأمنية، من خلال الأجهزة الأمنية المصرية التى أظهرت فى تعاملها مع تلك الزيارة مدى الحرفية والانضباط والعمل بأساليبَ شريفةٍ فنّدت كل ما يقال عن الأمن المصرى من أكاذيب؛ للنيل من سمعته واغتيال معنويات أفراده، إلى جانب الدور التاريخى والبطولى للجيش المصرى فى ترسيخ الأمن والأمان فى مصر ومحيطها الإقليمى.

 عوامل نجاح

وأضاف العميد خالد عكاشة الخبير الأمنى والاستراتيجى، أن اهتمام القيادة السياسية معنىّ بإنجاح الزيارة وكذلك المؤسسة الدينية وهى الأزهر الشريف صاحب دعوة زيارة البابا فرانسيس بابا الفاتيكان؛ ممّا دعا الأجهزة الأمنية لوضع كافة إمكانياتها فى حالة استنفار كامل لإنجاح الزيارة من خلال جدول تنقلات البابا داخل مصر وزياراته لعدة أماكن، فقد تم عمل عدة بروفات من الأجهزة الأمنية لتأمين المسارات، والأماكن قبل موعد الزيارة، خاصة أن الأجهزة الأمنية المصرية تعلم أن المجتمع العالمى كله يتابع الزيارة باهتمام بالغ؛ لأنها جاءت فى ظروف استثنائية من خلال ضربات إرهابية وُجهت قبل الزيارة للأخوة المسيحيين فى كنائسهم، وبناء عليه أدركت آثار نجاح زيارة البابا وتأمينها لتعطى الزيارة رسائل قوية تقول للعالم كله: إن مصر بمؤسساتها سواء الفكرية والدينية والأمنية قادرة أن تلعب دورًا مهمًّا وفعالًا فى التعامل مع الضربات الإرهابية التى يشهدها العالم الآن، وعلى الصعيد الداخلى رسخت وأكدت مفاهيم سماحة الإسلام ووسطيته واعتداله وبراءته من تهمة الإرهاب من خلال الدعوة التى وُجهت للبابا من مؤسسة الأزهر، وقد عكست كلمة فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر المعانى التى وضح من خلالها وسطية الإسلام وقبوله الآخر فى هذا المؤتمر التاريخى أمام العالم كله، خاصة أن الطرح الفكرى الأزهرى لاقى ترحيبًا عالميًّا، وكذلك جاءت كلمة البابا مؤكدة خلال فعاليات الزيارة حالة السلام والأمن التى تعيشها مصر من خلال قوله: إنه جاء حاجًّا إلى دولة السلام، وعلى الجانب الأمنى تأكدت سمعة الجيش المصرى الشريفة، والتى حاول البعض مؤخرًا أن يلصق به تهمًا للإنقاص من رصيده وقيمته، مُثمّنًا تعامل الداخلية مع الزيارة بحرفية عالية، خصوصًا فى مجال المعلومات والرصد وتوجيه الضربات الاستباقية للخلايا التى تلقّت تكليفاتٍ لضرب الزيارة.

عاصم شرف الدين

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg