| 15 مايو 2024 م

أراء و أفكار

خلافة "داعش" المزعومة فى مهب الريح!

  • | الجمعة, 12 مايو, 2017
خلافة "داعش" المزعومة فى مهب الريح!

وفقا لتقارير الأمم المتحدة فر أكثر من 4٫8 مليون سورى من القتال إلى تركيا ولبنان والأردن

تابع مرصد الأزهر التقرير الذى أورده موقع «BBC» عن تنظيم داعش الإرهابى فى العراق وسوريا يظهر فقده ما يقرب من ربع الأراضى التى سيطر عليها فى العراق وسوريا خلال العام الماضى. وأفاد تقرير» IHS Conflict Monitor» أن مساحة الأراضى التى تقع تحت سيطرة تنظيم داعش وصلت إلى 60٫400 كيلومتر مربع، فى ديسمبر 2016، مقارنة بنحو 78٫000 كيلومتر مربع فى يناير من نفس العام، وهو ما يعنى أن مقدار الأراضى التى خسرها التنظيم خلال عام 2016 أكثر بـ 14٪ عنها فى عام 2015. ففى يونيو 2014 سيطر التنظيم على مدينة الموصل فى العراق، وانتقل جنوباً نحو العاصمة بغداد، وتمت مواجهته من قبل الجيش العراقى وذلك شكل تهديداً على العديد من المجتمعات العرقية والدينية فى البلاد، وأشارت التقارير إلى أن نحو 10 ملايين شخص يعيشون تحت سيطرة التنظيم، إلا أن تقرير «IHS Conflict Monitor» فى أكتوبر 2016 أشار إلى أن الرقم ربما يصل إلى ستة ملايين شخص.. المرصد يلقى الضوء على كيف نشأ التنظيم.. وإلى أى حد وصل الآن من الاحسار فى مساحة الأراضى التى كان يسيطر عليها.

كيف انتشر تنظيم داعش فى العراق وسوريا؟

لقد استغل الجهاديون الفوضى والانقسامات داخل سوريا والعراق، وقد ولد تنظيم داعش من رحم تنظيم القاعدة فى العراق، الذى شكله مسلحون بعد الغزو الذى قادته الولايات المتحدة فى عام 2003، وأصبح قوة رئيسية فى التمرد الطائفى فى البلاد. وفى عام 2011، انضم التنظيم إلى المتمردين ضد الرئيس بشار الأسد فى سوريا، حيث وجد ملاذا آمنا وسهولة الوصول إلى الأسلحة، وفى الوقت نفسه، استفاد من انسحاب القوات الأمريكية من العراق، فضلا عن الغضب السنى على السياسات الطائفية للحكومة التى يقودها الشيعة فى البلاد.

فى عام 2013، بدأ التنظيم فى الاستيلاء على الأراضى فى سوريا وغير اسمه إلى «تنظيم الدولة» فى العراق وسوريا وفى العام التالى، اجتاح مساحات واسعة من شمال وغرب العراق، وأعلن إنشاء «الخلافة»، وأدى تقدم التنظيم فى المناطق التى تسيطر عليها الأقلية الكردية فى العراق، وقتل واستعباد الآلاف من أعضاء الجماعة الدينية الأيزيدية، إلى إنشاء تحالف متعدد الجنسيات بقيادة الولايات المتحدة لشن ضربات جوية على معاقله فى العراق فى أغسطس 2014.

الجدير بالذكر أنه لا تتوفر الأرقام الدقيقة للإصابات الناجمة عن الصراع مع تنظيم «داعش». وأفادت الأمم المتحدة أن ما لا يقل عن 6878 مدنياً قتلوا فى أعمال عنف فى العراق فى عام 2016 - على الرغم من أن الرقم الحقيقى من المرجح أن يكون أعلى من ذلك، حيث لم تتمكن المنظمة من التحقق من بعض التقارير عن وقوع إصابات فى منطقة الموصل، ويبلغ العدد الإجمالى للوفيات بين المدنيين فى العراق منذ أغسطس 2014 أكثر من 19700 شخص. لم تعد الأمم المتحدة تتبع أرقام الإصابات فى سوريا بسبب عدم إمكانية الوصول إلى العديد من المناطق وبسبب التقارير المتضاربة من مختلف الأطراف التى بليت بالحرب هناك. وأفاد المرصد السورى المعارض، فى سبتمبر 2016 أن أكثر من 300٫000 شخص، من بينهم 86٫000 مدنى، قد قتلوا منذ مارس 2011. وحذر من أن عدد الوفيات الفعلية قد يزيد عن هذه الإحصائية بمقدار 70 ألف شخص لأن العديد من الجماعات المسلحة لم تبلغ عن وقوع الكثير من الوفيات.

من يقاتل داعش؟

تجدر الإشارة إلى أن التحالف الذى تقوده الولايات المتحدة قد قام بأكثر من 11300 ضربة جوية ضد التنظيم بالعراق منذ أغسطس عام 2014، وكانت المملكة المتحدة قد شنت أول ضربات جوية على المجموعة فى العراق فى الشهر التالى. ومن الدول الأخرى المشاركة: استراليا، وبلجيكا، والدانمارك، وفرنسا، والأردن، وهولندا.

وفى سوريا، بدأت الحملة الجوية بقيادة الولايات المتحدة فى سبتمبر 2014، ومنذ ذلك الحين، نفذت قوات التحالف، التى تتشكل من أستراليا والبحرين وفرنسا والأردن وهولندا والمملكة العربية السعودية وتركيا والإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة، أكثر من 7600 ضربة جوية.

الجدير بالذكر أن روسيا ليست جزءاً من التحالف، ولكن طائراتها بدأت ضربات جوية ضد ما سمته «الإرهابيين» فى سوريا فى سبتمبر 2015، وهناك معلومات قليلة من مصادر رسمية عن الضربات الجوية الروسية. ومع ذلك، فإن معهد دراسة الحرب أورد أدلة تشير إلى أن الطائرات الروسية استهدفت عمق الأراضى التى تسيطر عليها المعارضة، وساعدت القوات الحكومية السورية على السيطرة على مدينة حلب فى ديسمبر 2016.

ومنذ ذلك الحين، واصلت روسيا قصف قوات المعارضة السورية، وكذلك مقاتلى داعش حول مدينة تدمر، على الرغم من أن معهد دراسة الحرب أفاد أن هذا كان للدفاع عن قاعدة جوية قريبة، وهى القاعدة الرئيسية للعمليات الروسية فى وسط سوريا.

بلدان أخرى يستهدفها تنظيم داعش:

فى نهاية يونيو 2014 أعلن تنظيم داعش الإرهابى الخلافة معلناً عن نيته فى الانتشار خارج العراق وسوريا، وسرعان ما تلقى أبوبكر البغدادى زعيم تنظيم الدولة الإسلامية الولاء له من كثير المسلحين الجهاديين فى ليبيا، وفى غضون عام واحد كان للتنظيم معاقل فى خمسة بلدان، ووجد فى مواقع أخرى عديدة.

ويعتقد أن تنظيم الدولة الإسلامية يقوم بعملياته الإجرامية حالياً فى 18 بلدا فى جميع أنحاء العالم، بما فى ذلك أفغانستان وباكستان، وفقا للأدلة التى أظهرها المركز الوطنى الأمريكى لمكافحة الإرهاب. كما وجدت أدلة على الطموح إلى مالى ومصر والصومال وبنجلاديش واندونيسيا والفلبين.

وفى عام 2016، أعلن التنظيم مسئوليته أيضاً عن هجمات فى عدد من البلدان بما فيها تركيا وإندونيسيا وفرنسا وبلجيكا وألمانيا والولايات المتحدة وبنجلاديش.

كما أدى إعلان الخلافة إلى زيادة عدد المقاتلين الأجانب الذين سافروا إلى سوريا والعراق للانضمام إلى داعش. ووفقاً للتقرير الصادر من مجموعة صوفان الاستشارية الأمنية فى نيويورك فى ديسمبر 2015 أن 27٫000 جهادى أجنبى قد قدموا من 86 دولة، أكثر من نصفهم من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، للانضمام لداعش.

البلاد التى تم استعادة السيطرة عليها:

خلف الصراع مع التنظيم الكثير من الخراب فى كل مكان من مناطق النزاع، مما جعل سكان هذه المناطق يعتمدون على شحنات المعونة والإمدادات الغذائية من السوق السوداء.

وكان من أول الانتصارات الكبرى فى المعركة ضد داعش استعادة مدينة كوبانى الشمالية فى سوريا (عين العرب) من قبل مقاتلين أكراد فى أوائل عام 2015. وأسفرت المعركة عن مقتل أكثر من 1600 شخص وتدمير المدينة بأكملها. ولكن منذ ذلك الحين، طردت القوات التى يقودها الأكراد مقاتلى داعش من آلاف الكيلومترات المربعة من شمال سوريا.

كما عانت الرمادى فى غرب العراق من دمار واسع النطاق خلال هجوم شنته القوات العراقية والميليشيات الموالية للحكومة على مدار أشهر لطرد مقاتلى داعش من المدينة فى يناير 2016.

كما أن مدينة تدمر فى سوريا واحدة من العديد من المواقع التى نهبت وهدمت، وقد أعلن الرئيس الأسد استعادة القوات الحكومية السورية السيطرة عليها بمساعدة الضربات الجوية الروسية فى مارس 2016 واعتبر ذلك «إنجازاً هاماً» فى «الحرب على الإرهاب»، لكن استطاع التنظيم استعادة السيطرة على المدينة فى ديسمبر لأن القوات الحكومية وحلفاءها قد ركزوا انتباههم نحو محاربة قوات المعارضة فى حلب ودمشق. وهذه صور التقطت عبر الأقمار الصناعية تظهر المدينة قبل وبعد الدمار:

كيف يحصل «داعش» على تمويله؟

بيع النفط فى السوق السوداء هو أكبر مصادر الدخل لتنظيم داعش، حيث إنه استولى على العديد من حقول النفط فى سوريا والعراق. لكن الإنتاج انخفض منذ بدء التحالف بقيادة الولايات المتحدة والضربات الجوية الروسية التى تستهدف البنية التحتية النفطية.

ووفقاً لأحد التقارير فإن الابتزاز كان المصدر الرئيسى لتمويل داعش فى عام 2015، وأكد أن الأموال التى تم جمعها من الضرائب والرسوم والغرامات والمصادرات تمثل 33٪ من دخل التنظيم، مقابل 12٪ فى العام السابق.

فضلا عن فرض رسوم على خدمات مثل المياه والكهرباء، يفرض التنظيم ضرائب على منتجات مثل القمح والقطن.

وقال تقرير فى صحيفة «Huffington Post» فى يوليو 2016 أنه يبدو من المرجح أن داعش لم يعد يحقق إيرادات كافية لتمويل عملياته.

أين يذهب اللاجئون؟

وفقا لتقارير الأمم المتحدة قد فر أكثر من 4.8 مليون سورى إلى خارج البلاد للهروب من القتال فى سوريا معظمهم فى تركيا ولبنان والأردن.

ومنذ ذلك الحين، أدت صفقة بين الاتحاد الأوروبى وتركيا إلى كبح تدفق المهاجرين عبر البحر الأبيض المتوسط - على الرغم من أن السوريين ما زالوا يشكلون أكبر مجموعة من طالبى اللجوء فى أوروبا، وتلقت ألمانيا أكثر من 740000 طلب لجوء فى عام 2016 - 268، 866 من اللاجئين السوريين، وفقاً لتقرير لوزارة الداخلية، وأفادت الأمم المتحدة أن هناك أكثر من ثلاثة ملايين عراقى أجبروا على مغادرة منازلهم للهروب من الصراع مع داعش.

وحذرت المنظمة من أن معركة السيطرة على الموصل قد تتسبب فى نزوح جماعى لمليون شخص آخرين. ويؤكد المرصد أنه لا بد من تضافر الجهود لمحاربة هذا الإرهاب وهذه الظاهرة التى راح ضحيتها كثير من القتلى داخل العالم الإسلامى وخارجه، وأنه لا بد من تجفيف جميع الموارد التى تغذى هذه التنظيمات على الجانب الاقتصادى والعسكرى واللوجيستى، هذا بالإضافة إلى تفكيك جميع الأطروحات المضللة التى تستند عليه هذه التنظيمات الإرهابية التى تقتل باسم الدين وتروج خطابا لا يمت إلى الإسلام بصلة وهذا ما يفعله الأزهر من خلال ما يقوم به من أنشطة مكثفة لمجابهة هذا الفكر المنحرف.

وحدة رصد اللغة الإنجليزية

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg