| 18 مايو 2024 م

أراء و أفكار

طلاب المعاهد الأزهرية يدرسون مادة كاملة عن المواطنة وحقوق الإنسان

  • | الأحد, 21 مايو, 2017
طلاب المعاهد الأزهرية يدرسون مادة كاملة عن المواطنة وحقوق الإنسان

انطلاقا من إرساء دعائم المواطنة فى أشبال الأزهر الشريف، وغرس القيم الدينية التى تحض على التعايش السلمى المشترك، وقبول الآخر، وبهدف الحوار البناء القائم على الاتفاق، يدرس أبناء المعاهد الأزهرية -أسوة بالتربية والتعليم- مقررا دراسيا كاملا من كتاب «المواطنة وحقوق الإنسان»، للصف الثانى الثانوى بقسميه الأدبى والعلمى، بمختلف المعاهد الأزهرية.

يستهل كتاب «المواطنة وحقوق الإنسان» الذى يدرس بالمعاهد الأزهرية مقدمته بشرح لأهمية دراسة قيم المواطنة وتعزيز السلم، وإقرار حقوق الإنسان، مؤكدا أنه لا يمكن تصور أى مجتمع يعيش بدون مواطنين لهم حقوق وعليهم واجبات، ليكون المواطنون فاعلين فى بناء الدولة وإرساء قيم المواطنة.

ويتضمن الكتاب أربعة فصول خاصة بالمواطنة، وحقوق الإنسان، ودور المرأة فى المجتمع، وأهمية العمل التطوعى من أجل الوطن، وقد تم مراعاة التركيز فى هذا الكتاب على المفاهيم الأساسية للمواطنة والقيم التى تدعو إليها، وضرورة المشاركة الإيجابية للمواطنين، بالإضافة للتأكيد على أهمية إبراز الهوية المصرية الوطنية وتعزيز روح الانتماء للوطن.

ويبدأ الفصل الأول من الصفحة الخامسة حتى الصفحة السادسة عشرة، تحت عنوان «المواطنة واجبات وحقوق»، بشرح مفهوم الدولة باعتبارها كيانا اجتماعيا وسياسيا مرتبطا بإقليم جغرافى له حدود معينة، معرفا المواطنة بأنها علاقة بين الفرد والدولة تتضمن حقوقا وواجبات يحددها القانون، وتتحدد عناصر الدولة بالأرض، والشعب، والسلطة، معتبرا أن أهم مقومات الدولة المدنية الحديثة هى المواطنة وسيادة القانون التى يتمتع فيها الفرد بحقوقه ويؤدى واجباته دون تمييز بين المواطنين، بالإضافة إلى الديمقراطية، مبينة أن حقوق الإنسان هى هدف أساسى للدولة المدنية لصيانة كرامة المواطنين وحفظ حقوقهم، فتدعم الدولة قيم الحرية وممارستها، وتعمل على المساواة والعدالة واحترام حقوق الإنسان، وكذلك حماية التعددية بأشكالها.

فيما يشير أحد موضوعات الفصل الأول إلى أن أهم مكونات المواطنة هى الواجبات كالمشاركة المجتمعية، والحقوق كأخلاقيات المواطنة، والانتماء كالتزامات الفرد تجاه الوطن، ومشاركة المواطن فى مختلف أنشطة المجتمع، مع ضرورة أن يتمتع بها جميع المواطنين دون تمييز، وحتى تتحقق المواطنة لا بد أن تكون هناك مساواة بين جميع المواطنين فى الحقوق والواجبات، والسماح للفرد بالتعبير عن رأيه من خلال الأحزاب.

وحول واجبات المواطنة يقول الكتاب فى الصفحة 12 إن من واجـــبات المواطنة، واجبات الزامية يحاسب عليها قانونيا، وواجبات طواعية لا يحاسب عليها قانونيا، وساق الكتاب الحواجبات الإلزامية كصيانة أسرار الدولة، واحترام القوانين وتطبيقها، والمحافظة على أمن وسلامة الوطن والدفاع عنه، والمحافظة على المال العام والمنشآت العامة، ودفع الضرائب، وأداء الخدمة العسكرية، أما الواجبات الطواعية فهى كالمشاركة فى تنمية المجتمع والمحافظة على البيئة، والمشاركة فى حل مشكلات المجتمع، والمساهمة فى المشروعات، وتقديم الخدمات لأبناء المجتمع.

أما عن حقوق المواطنة، فقد ساق الكتاب أن هناك حقوقا مدنية كحق التنقل والإقامة وحرية الفكر والتعبير، وحقوقاً سياسية كحق الترشح والتصويت فى الانتخابات وتقلد الوظائف العامة فى الدولة، وحقوقاً اقتصادية واجتماعية وثقافية كالحق فى التعليم والعمل والرعاية الصحية.

فيما يلقى الكتاب الضوء على مسئولية تربية النشء على قيم المواطنة باعتبارها مسئولية مشتركة بين مؤسسات متعددة، مبينا أن الأسرة أهم مؤسسات التنشئة الاجتماعية والتربية للطفل، ثم المدرسة، ثم دور العبادة التى تشكل الشخصية واكتساب التعاليم الدينية السماوية، ثم وسائل الإعلام التى تنمى وعى الفرد بحقوقه وواجباته، عملا مع مؤسسات المجتمع المدنى الذى يقوم بدور الوسيط الإيجابى بين الدولة وقطاعات المجتمع المختلفة ويسهم فى تشكيل الرأى العام وغرس وتنمية قيم المواطنة.

بينما يتناول الفصل الثانى «حقوق الإنسان» ويبدأ من الصفحة 17 حتى 28، متناولا المقصود بحقوق الإنسان باعتبارها مجموعة القواعد والمبادئ المنصوص عليها فى المعاهدات الدولية والتى تؤمن حقوق وحريات الأفراد والشعوب، وغير قابلة للتنازل عنها وتلتزم الدولة بحمايتها، مبينا المصادر الرئيسية لحقوق الإنسان تتمثل فى الأديـــان السمــــاوية جميعها، حيث تحدثت عن حقوق الإنسان والكرامة الإنسانية ففى اليهودية جاءت الوصايا العشر، وفى المسيحية جاءت المبادئ الأربعة الأساسية التى هى المحبة والعدالة والمساواة والاحسان، وفى الإسلام جاءت حقوق الفرد وعلاقته بالمجتمع والآخرين.

فيما صنف الكتاب حقوق الإنسان إلى حقوق مدنية سياسية كالحق فى الحياة من خلال وضع التشريعات والقوانين التى تحقق هذه الحماية، والحق فى حرمة الحياة الخاصة، وعدم التدخل بشكل غير قانونى فى الحياة الشخصية للفرد كحرمة بيته وأسرته ومراسلاته، وكحرية الرأى والتعبير: حق كل فرد فى المجتمع بالتعبير عن أفكاره وأرائه، وهناك حقوق اقتصادية واجتماعية وثقافية كالحق فى العمل، والحق فى التعليم، والحق فى السكن اللائق، والحق فى الرعاية الصحية، والحق فى حماية ومساعدة الأسرة، وهناك حقوق تضامنية مثل الحق فى السلام، والحق فى بيئة نظيفة، والحق فى التنمية، والحق فى تداول المعلومات.

أما الفصل الثالث فقد جاء من الصفحة 29 إلى 40، وتناول «رحلة عمل وكفاح المرأة المصرية» مبرزا مكانة المرأة التى تشكلت عبر التاريخ المصرى، ودورها فى تنمية المجتمعات المصرية، وإبراز الدور المهم للمرأة فى الاتفاقيات والمواثيق الدولية، مُلقياً النظر على المجلس القومى للمرأة، ومبرزا عدة نماذج نسائية ساهمت فى نهضة مصر عبر التاريخ.

فيما جاء الفصل الأوسع والأكبر الخاص بأهمية العمل التطوعى فى تنمية الوطن، حيث جاء من صفحة 41 إلى 52، وينقسم إلى قسمين: الأول يهتم بشأن العمل التطوعى، موضحاً أهمية العمل التطوعى والمشاركة فى تنمية الوطن، وأشكال العمل التطوعى، والمبادئ الحاكمة لأعمال التطوع، أما القسم الثانى فيهتم بالمجتمع المدنى، ومؤسسات المجتمع المدنى، ودورها فى المشاركة المجتمعية فى تنمية الوطن، ووظائف تلك المؤسسات.

حسن مصطفى

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
3.6

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg