| 15 مايو 2024 م

أراء و أفكار

فيديو فتاة تشيبوك .. هكذا تغسل بوكو حرام "مخ" ضحاياها

  • | الإثنين, 12 يونيو, 2017
فيديو فتاة تشيبوك .. هكذا تغسل بوكو حرام "مخ" ضحاياها

من خلال متابعة مرصد الأزهر لإصدارات الجماعات المتطرّفة على اختلاف مسمياتها ومناطق انتشارها ولغة حديثها، تابع المرصد الإصدار المرئى الذى بثّته «بوكو حرام» الموالية لتنظيم داعش الإرهابى، ورغم أن مدة هذا الإصدار لم تتجاوز الثلاث دقائق ونصف إلا أنه صوّر مشهداً جديداً من مشاهد الحرب الإعلامية والنفسية التى يخوضها ذلك التنظيم من خلال أذرعه الإعلامية وأذنابه المنتشرة فى مناطق متفرّقة من العالم، فقد أظهر هذا الفيديو إحدى فتيات تشيبوك المختطفات من قبل بوكو حرام منذ نحو ثلاثة أعوام وهى تتحدّث عن سبب رفضها العودة مع باقى الفتيات المحررات مؤخراً من قبضة الجماعة بموجب الاتفاق الذى توصّلت إليه الحكومة النيجيرية مع جماعة بوكو حرام والذى يقضى بتحرير 82 فتاة من المختطفات مقابل أن تقوم الحكومة بإطلاق سراح معتقلين من عناصر بوكو حرام بينهم قادة للجماعة، وقد بدأ الفيديو وظهرت الفتاة حاملةً بين يديها بندقية آلية، وبدأت حواراً بلغة الهوسا مع أحد مسلحى الجماعة؛ حيث سألها عن اسمها وسبب وجودها بين مسلحى بوكو حرام، وفى إجابة عن سؤال حول سبب رفضها العودة قالت الفتاة: «ما الذى يجعلنى أعود لدار الكفر بعد أن عشت فى دار الإسلام، إننى سأبقى هنا مع زوجى المجاهد».

وهنا يطرح المرصد عدة تساؤلات: من قال بأن ما تقوم به بوكو حرام جهاد؟! ومن الذى قال بأن ما يعمل تنظيم داعش من أجله هو إقامة الدولة الإسلامية؟ ومن الذى أباح لداعش وبوكو حرام القتل والاغتصاب والتشريد وترويع الآمنين وضرب استقرار البلاد وسلبها الأمن والأمان، وغير ذلك من جرائم وانتهاكات؟! ومن الذى قال بتقسيم الأرض إلى دار كفر ودار إيمان؟! ألم يعش النبي - صلى الله عليه وسلم - فى مكة والمدينة وجاوره فيهما من غير المسلمين، بل ومن المشركين أيضاً؟

إن الناظر فى شأن هذه الجماعات لا يرى عجباً فى أن تظهر فتاة كهذه كانت بالأمس القريب ضحية تم اختطافها وتزويجها بالقوة وربما اغتصابها، وقد أعلنت اعتناقها لفكر من اعتدوا على إنسانيتها وسلبوها حرّيتها، ويرى مرصد الأزهر فى هذا الإصدار إنذار خطر بأن دعوات جماعات التطرّف والإرهاب لازالت تجد آذاناً تصغى إليها وقلوباً تعتنق فكرها وعقولاً تستسيغ أعمالها وتبرّر جرائمها باسم الدفاع عن الدين وإقامة الدولة وإحياء الخلافة وغير ذلك من مزاعم. كما يجدّد المرصد تأكيده على أن المواجهة الفكرية والإعلامية لهى أولى وأجدر بالاهتمام من مجرّد المواجهة العسكرية، فلعلّ فكرة اعتنقها بضعة أشخاص تتحوّل إلى مصدر إلهام لجيل من المتطرّفين لا يكفى فى مواجهتهم القضاء على أجسادهم، بل إن ذلك يستدعى وأد الفكر الخبيث واقتلاعه من جذوره، عملاً على إنقاذ البشرية من هذا الوباء.

طباعة
كلمات دالة:
Rate this article:
لا يوجد تقييم

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.








حقوق الملكية 2024 جريدة صوت الأزهر - الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg